Email Webmaster: elie@kobayat.org

 

نشكر أوّلاً كلّ من صلّى في سيّدة الغسّالة حين تنامى إلى مسمعه قصّة صورة يسوع.
ولكن لا بدّ من طرح السؤال التالي: لمَ يشدّنا ويبهرنا كمسيحيّين بعض الظواهر في حين أنّه لدينا أكبر حدث وأعجوبة أمام أعيننا ولكنّنا كثيراً ما نمرّ أمامها ولا نراها أو بالكاد نتنبّه إليها، وأعني طبعاً كلام الربّ في الكتاب المقدّس وجسده ودمه في القربان؟
وإلى كلّ من كان في سيّدة الغسّالة ليلتها تحيّة لأنّ الإيمان ما زال يشدّه ولكن هل يبرّر ذلك الاكتفاء بالنظر إلى الصورة ورفض الصلاة مثلاً أمام القربان؟ وعادةً ما يستتبع الظهورات أو الأعاجيب علامات تغيّر في حياة المؤمنين ومن هنا يصحّ طرح الأسئلة التالية:
1- كم شخص قرّر أن يتصالح مع الله ويسأله الغفران عن خطاياه في تلك الليلة؟
2- كم شخص قرّر أن يتصالح مع أخيه أو مع من يختلف معه ابتداءً من تلك الليلة؟
3- كم شخص قرّر أن يقلع عن الشتائم ابتداءً من تلك الليلة؟
4- كم شخص قرّر أن يكرّس للربّ أقلّه ساعة في الأسبوع، يوم الأحد، للصلاة ولمشاهدة أكبر الأعاجيب وهي تحدث أمام عينيه ابتداءً من تلك الليلة؟
5- كم شخص قرّر أن يعود إلى صلاة المسبحة ابتداءً من تلك الليلة؟
6- كم شخص قرّر أن يقلع عن الزنى أوالفسق أو الدعارة أو المخدّرات؟


وتكثر الأسئلة ... ولمن يقول: "أنا حرّ وهذه مسألة إيمانية"... نجيب:
1- أنت حرّ لأنّ الربّ حرّرك وخلّصك بتجسّده وبموته وبقيامته.
2- أمّا الإيمان فهو يستند إلى ما ورد في قانون الإيمان مع التذكير أنّ الشياطين نفسها آمنت بيسوع المسيح ولكنّها لم تترجم هذا الإيمان عمليّاً!


فالمهمّ هو ما تغيّر في حياتك أنت يا عزيزي وليس ما جرى في الصورة أو في التمثال أو... فمنذ ألفي سنة ظهر الربّ شخصيًّا أمام النّاس ولكن بقي بعضهم قساة القلوب ولم يغيّروا حياتهم...
فمهما حصل أو سيحصل، المهمّ هو أن تقبل الربّ وكلامه وتعود إلى الكنيسة عضوًا فاعلاً لا متحمّسًا للطائفة أو حارساً للباب الخلفيّ أو ممن لا يزوروها إلّا محمولين (يوم المعموديّة – يوم الإكليل – ويوم الدفن)... أو ممن يكتفون بانتقاد سواهم ويقاطعون الربّ بسبب فلان أو فلان ممّن شهادة إيمانهم زور... متناسين أن كلّ عضوٍ ينقص يسبّب الخلل في الجسم كلّه!


ولمن سأل: لمَ الكهنة لا يتحمّسون لهكذا ظواهر؟ نجيب : من يحل بين يديه كلّ جسد المسيح ومن يقرأ بقلبه وروحه قبل عينيه كلامه يوميًّا، أليس معذورًا إن لم تبهره رفّة عينٍ أو رشح زيت؟!
من هنا أهميّة التمييز في هذه الحالات ولذا نقدّم إليكم هذه المعايير التي اختصرها لنا الخوري أنطوان مخايل، وهو أستاذ في اللاهوت العقائديّ في عدّة جامعات ومعاهد لاهوت لبنانيّة وحائز على شهادة الدكتوراه في اللاهوت


مع محبّتي
الخوري نسيم قسطون

 


ما هو موقف الكنيسة من الظواهر العجائبيّة؟


لا تحتوي مجموعة التشريع الكنسي الغربي (1983) والشرقي (1990) على أي تشريع خاص بخصوص الظهورات أو الظواهر العجائبية. ليس هناك إذا أي إجراءات رسمية، بل فقط ممارسة متبعة من قبل الأساقفة ومن الكرسي الرسولي في هذه الأحوال. تتميز هذه الممارسة بحذر وفطنة شديدين. يكفي أن نعرف انه من اصل 295 حالة حدثت في عصرنا، اعترفت السلطة التعليمية ب 11 حالة فقط. والسبب هو أن الكنيسة تريد أن تتصرف بحذر، وأن تتميز الحقيقة من الضلال، كيلا تضطر إلى التراجع عن قرارها لاحقاً، ما يرخي بتشكيك حول مصداقيتها.


الوثيقة التي تمكننا من فهم الإجراء المتبع بخصوص الظهورات والأحداث العجائبية هي وثيقة صادرة عن مجمع العقيدة والإيمان (25/2/1978). تقدم هذه الوثيقة المعايير التالية:
1. تحقيق كافٍ: يوجب هذا التحقيق فحصاً دقيقاً للأحداث من خلال جمع شهادات قابلة للتصديق؛
2. استقامة الإيمان: إذا كان مضمون الظهورات يتناقض مع الوحي الكتابي المفسّر في الكنيسة، تعتبر الظاهرة غير أصيلة، لأنه لا يمكن لله أن يناقض نفسه؛
3. شفافية: وهي تتعلق بدور أو بهدف الظهورات: من الضروري ان ترجع الظهورات إلى الله، إلى الاخوة، إلى الكنيسة وإلى العالم. لا يوجد هذا الإرجاع في حال تركز الاهتمام على شخص الرائي أو على طقس او فكرة غريبة؛
4. علامات: المعجزات كما الشفاءات والاهتداءات والظواهر الكونية الخارقة هي من تدخلات الله لصالح الظهورات؛
5. سلامة أو مرض الرائي: يجب التحقق من حالة الرائي من قبل أطباء أو معالجين نفسيين كفوءين، لكي لا نخلط بين الهلوسة والرؤيا؛
6. الثمار: هذا هو المعيار الحاسم الذي أعطاه يسوع بنفسه: "من ثمارهم تعرفونهم" (متى 7، 16). الثمرة الأساسية هي القداسة، مع كل الفضائل التي تعطي مصداقية للرائي. كما يجب على الظهورات أن تعطي ثماراً في إطار محدّد؛
7. حكم الكنيسة: وهو يلزم أولاً الأسقف المكاني، الذي تعود إليه مهمّتين: الاعتراف بالثمار والسماح بالعبادة، وحكم على أصالة الظهورات. أما العودة إلى الكرسي الرسولي فهي ضرورية فقط عندما تأخذ الظاهرة أبعاداً واسعة، أو عندما يكون هناك أحكام متناقضة.

 

الخوري أنطوان مخايل

 

Email Webmaster: elie@kobayat.org