الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

 

زمن الصوم

أحد شفاء الأبرص
(21 شباط 2021)

::: مـدخــل :::

• تضع أمامنا أمنا الكنيسة المقدسة في الأحد الثاني من زمن الصوم، تأمّلاتٍ تدعونا إلى العودة إلى الربّ يسوع كي يشفينا ويحرّرنا من كلّ ما يكبّلنا.
• إنّ رسالة اليوم ترفع من قيمة الجسد في معرض الكلام عن النعمة والشّريعة!
• نتأمّل في الخطيئة التي تجعلنا ننغلق على ذواتنا، مِثل الأبرص في عزلته، تجعلنا نتقوقع على فقرنا وعزلتنا، على جراحنا وخطيئتنا، على تعاستنا وعلى يأسنا ولا ينقذنا من موتها سوى لجوؤنا إلى الله لننال الخلاص لنفوسنا قبل أجسادنا.
• فلنسأل الربّ في هذا الأحد أن يمنحنا القوّة لنضع كلّ ما يتعبنا بين يديّ الربّ ليشفينا وليحرّرنا، آمين. 

::: صـلاة :::

أيها المسيح حياتنا، نرفع صلاتنا إليك من أجل الّذين يتآكلهم على الدّوام برص الخطيئة، وهم الّذين إستسلموا أمام مغرياتها. إلمس قلوبهم بحنانك، وإقبل صلاتنا من أجلهم، علّهم يدركوا بأنّهم مائتون ببعدهم عنك، فيقتربوا منك وتكون أنت حياتهم. ترأّف أيضًا يا ربّ بمرضانا خاصة المهمّشين منهم، إمنحهم نعمة محبتك ليقبلوا ألمهم بصبرٍ فيدركوا أنّك أنت الشافي الوحيد، آمين. 

::: الرسالة :::

12 إِذًا فَلا تَمْلِكَنَّ الـخَطيئَةُ بَعْدُ في جَسَدِكُمُ المَائِت، فَتُطيعُوا شَهَوَاتِهِ.
13 وَلا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وإجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله.
14 فلا تَتَسَلَّطْ عَلَيْكُمُ الـخَطِيئَة، لأَنَّكُم لَسْتُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة.
15 فَمَاذَا إِذًا؟ هَلْ نَخْطَأُ لأَنَّنَا لَسْنَا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة؟ حَاشَا!
16 أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى الـمَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ.
17 فَشُكْرًا للهِ لأَنَّكُم بَعْدَمَا كُنْتُم عَبيدَ الـخَطيئَة، أَطَعْتُم مِنْ كُلِّ قَلْبِكُم مِثَالَ التَّعْلِيمِ الَّذي سُلِّمْتُمْ إِلَيْه.
18 وَبَعْدَ أَنْ حُرِّرْتُم مِنَ الـخَطِيئَة، صِرْتُم عَبيدًا لِلبِرّ.
19 وأَقُولُ قَوْلاً بَشَرِيًّا مُرَاعَاةً لِضُعْفِكُم: فَكَمَا جَعَلْتُم أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ في سَبِيلِ الإِثْم، كَذلِكَ إجْعَلُوا الآنَ أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لَلبِرِّ في سَبيلِ القَدَاسَة.
20 فَلَمَّا كُنْتُم عَبيدَ الـخَطِيئَة، كُنْتُم أَحْرَارًا مِنَ البِرّ.
21 فأَيَّ ثَمَرٍ جَنَيْتُم حِينَئِذٍ مِنْ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتي تَسْتَحُونَ مِنْهَا الآن؟ فإِنَّ عَاقِبَتَهَا الـمَوْت.
22 أَمَّا الآن، وقَدْ صِرْتُم أَحرارًا مِنَ الـخَطِيئَةِ وعَبيدًا لله، فإِنَّكُم تَجْنُونَ ثَمَرًا لِلقَدَاسَة، وعَاقِبَتُهَا الـحَيَاةُ الأَبَدِيَّة.
23 لأَنَّ أُجْرَةَ الـخَطِيئَةِ هِيَ الـمَوت. أَمَّا مَوْهِبَةُ اللهِ فَهيَ الـحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ في الـمَسيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

(الرّسالة إلى أهل روما – الفصل 6 – الآيات 12 إلى 23) 

::: تأمّـل من وحي الرسالة :::

(سبق نشرها في 2020)

ترفع هذه الرّسالة من قيمة الجسد في معرض الكلام عن النعمة والشّريعة فتحدّد: "لا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة" بل "اجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله" في المسيرة نحو الملكوت وتستند إلى القناعة التالية: "أَمَّا مَوْهِبَةُ اللهِ فَهيَ الـحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ في الـمَسيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا"!
قد توحي كلمة "سلاح" إلى العنف لكنّ كلمة "برّ" تكسر هذا الطّابع لأنّ البرّ في المسيحيّة يرتبط بالوداعة والتواضع حكمًا!
إنّ رسالة اليوم تدعونا لفهمٍ متجدّد لدور أجسادنا كشريكةٍ لروحنا في الحياة العمليّة والروحيّة! 

::: الإنجيل :::

35 وقَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك.
36 ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ،
37 ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: "الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ".
38 فقَالَ لَهُم: "لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى الـمُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهـذَا خَرَجْتُ".
39 وسَارَ في كُلِّ الـجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين.
40 وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: "إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!".
41 فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: "قَدْ شِئْتُ، فَإطْهُرْ!".
42 وفي الـحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ.
43 فَإنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً،
44 وقالَ لَهُ: "أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ إذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم".
45 أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الـخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الـخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.

(إنجيل القدّيس مرقس – الفصل 1 – الآيات 35 إلى 45) 

::: تـــأمّل من وحي الإنجيل :::

في هذا الأحد الأوّل بعد أحد مدخل الصوم، نتأمّل في إنجيلٍ له بُعْد رمزيّ عميق لصومنا. إن هذه الفترة التي نعيشها هي ليست مجرّد إنقطاع عن المأكل، إنّما هي بدرجة أولى فترة تطهُّر، فترة فحص ضمير وتأمّل في حياتنا، ندرك أن برص الخطيئة يُبعدنا كلّ يوم عن الله، نصبح مثل هذا الأبرص، دون علاقة مع الله، لأنّنا بإرادتنا قرّرنا الإنفصال عنه وفَضَّلنا الشّر. نجد أنفسنا منفصلين عن الكنيسة، جماعة القدّيسين، لأنّ الحياة المسيحيّة هي حياة سعي إلى القداسة، وإختيار دائم لله في حياتنا. وأخطر ما في الخطيئة هي أنّها تجعلنا ننغلق على ذواتنا، مِثل الأبرص في عزلته، تجعلنا نتقوقع على فقرنا وعزلتنا، على جراحنا وخطيئتنا، على تعاستنا ويأسنا. نحيا في حالة موت دائم ونعلم أنّ حياتنا هي في المسيح وفي الجماعة، نعلم ولا نبادر، تنقصنا الشجاعة لنعترف بخطئنا، ونعود. المسيح يريد أن يشفينا، ينتظرنا، كما إنتظر كلمات الأبرص فلمسه. الصوم هو تفتيش عن لمسة المسيح في حياتنا، ننالها من خلال معرفة محدوديّتنا وخطيئتنا، ننالها بفعل ثقة وإيمان.

كلُّ واحدٌ منّا يجد ذاته في صورة هذا الأبرص، إنّما كلّ واحد منّا يمارس قسوة الجماعة التي تفصل الخاطئ أيضًا. كم من الأشخاص هم اليوم مثل هذا الأبرص في حياتنا وفي مجتمعنا؟ كم من الأشخاص نهمّش ونعزل؟ نترك الخاطئ خارج باب قلبنا، لأنّه خاطئ، نُهمّشه بحكمنا الفرديّ والجماعيّ، نزيد ألم جراحه بعزله. كم من الأشخاص يموتون روحيًّا كلّ يوم لأنّنا نتركهم وحيدين؟ نعزلهم لأنّ في ماضيهم وصمة ما، نتحاشاهم لأنّهم قد إقترفوا خطأ ما، لأنّ المجتمع يَصِمَهم بوَصمة ما، وَصمة غفرها المسيح ولا نزال نذكرها نحن. نعزل الآخر لأنّه مختلف، لأنّه يخالفني الرأي والمعتقد أو السياسة أيضًا؟ ننتقد مجتمع إسرائيل البدائي ومجتمعاتنا المتمدّنة تمارس عزلاً وتهميشًا أخطر وأشمل: كم من فقراء يعانون الجوع والبرد؟ كم من أيتام وأرامل لا يُعارون إهتمامًا؟ كم من مرضى في مستشفيات لا يزورهم أحد؟ كم من أشخاص حولنا يحتاجون إلى مجرّد لمسة، إلى كلمة تعزية وتشجيع، إلى أن نذكّرهم أنّهم ليسوا وحيدين في العالم، فالله إلى جانبهم من خلالنا؟ لا نخافنّ حُكْم المجتمع في وقفتنا إلى جانب من وصمه المجتمع بعلامة سوداء، فدينونة السيّد سوف تكون: "ماذا فعلت لإخوتي الصغار؟". 

::: قراءة آبائية :::

5. لا يكن صومنا للشرير وليمة تُضرّ برفاقنا.
قطعوا صومهم ورجموا نابوت، فرضي الشرير عن صومهم.
أيّها الصائمون الّذين بدل الخبز أكلوا لحم البشر! في الصوم لعقوا الدم!
لأنّهم أكلوا لحم البشر صاروا مأكلاً للكلاب.
مبارك من وهب جسده لفمِنا الشرّير ليسكت عن الضرر!

6. تطلع الحنّان، رأى النفس في الهوة، فوجد وسيلة وإنتشلها.
إذ كان سره يقدر أن يخلصها، صوّر حبها على جهده.
لبس الطبيعة الإنسانية، إقتنى البراءة ليأتي بها إلى المعرفة.
رنّم لها بكنارته أناشيد متواضعة لتأتي إلى عظمته.
جعل صليبه في العلاء، ليصعد أولادُ حواء إلى العلاء.

(قراءة من مار أفرام السرياني- أناشيد الصوم- النشيد الثالث- الأبيات 5-6) 

::: تــــأمّـل روحي :::

لن أنساك

إكتئابٌ، إحباطٌ، هلعٌ شامل على صعيد العالم بأسره لم نشهده من قبل حتّى إيّام الحرب، رغم التقدّم الفائق في مجالات الطب والهندسات الجينية، أجبرنا فيروس الـ"كوفيد 19" على إلتزام "البيوت" مع الحذر الشديد من الإختلاط عند ضرورة الخروج القسري وحتّى من لمس الأشياء وإجراء اللازم، وأكثر من التعقيم والفحوصات وغيرها كي نبقى في الجانب الآمن خوفًا من الأسوء: العدوى يعني حجر بالأحرى عزل عن المجتمع من أصغر دائرة فيه حتّى الأشمل رافقه شعورٌ بنوعٍ من الدونيّة عند الّذين أصيبوا في بداياته، وألسنة الناس لم ترحمهم.

صورة مصغّرة عن المصاب بالبرص في إيّامٍ لم يكن للتقنيات الحديثة من وجودٍ بعد. مرضٌ ينسلّ منه الروح ببطءٍ شديد إلى أن ينتهي وحده إلى التراب لا رفيق له سوى تلك العصا "المنبّه" بجرسها للمارين من "هناك". ألمٌ فوق ألم وكأنّه يحمل قنبلة موقوتة تنهي الأصحّاء عن الإقتراب، فهل نتخيّل مدى الإحباط والألم المستقر فيه حتّى مفاصل أعماق النفس؟
كيف لم ينتبه كلّ من أخذ مكان الله في الحكم على سبب مرضه وقَوْنَنه ليصبح "عرفًا" مشروعًا معلومًا ومصدّقًا عليه من الجميع إلّا من الله. ماذا كان ليحصل لو أصابهم ما أصابه؟ بماذا كانوا سيشعرون لو وضعوا أنفسهم مكانه وفكّروا بالأمر لدقائق؟ لقد سمعوا عن الله ولم يستمعوا إليه حين كلمهم بالأنبياء ثم بالإبن المتجسّد، يسوع، الّذي كانوا ينتظرون مجيئه، لكنهم تزمّتوا وتصلّبوا بمقدار. لقد رفض قلبهم قبول الشفاء قبل العيون لكثرة تحجّره. رفضوا شخصه لتخطّيه حدود المعقول والأهم في نظرهم بـ"مجازفته" لمس المنفيّ الأكثر عدوى مرضه ونجاسة. أمّا الأبرص، وقبل ولادته الجديدة، كم جعلوه يبكي وهو يُنقّب في موقع التهمة علّه يجد آثارًا لخطيئة عظيمة سببت علّته فيندم عليها ولم يجد ربّما، فبدأ يلملم قطعًا مبعثرة من سوء تصرّفٍ من هنا وكلمة ليست على المستوى المطلوب من هناك محاولًا خلق صورة بشعة من فتافيت لا تتلاءم والجرم الملقى على أكتافه، واليوم، لم يعد يأبه لما يطلبون لأنّ ما عاينه كان أعمق من دم التقدمة الماديّة بكثير حتّى ولو كانت ثمنًا لإثبات شِفائه بالشرع كي يحق له الإنخراط من جديد في المجتمع. لقد راح يطوف في النواحي معلنًا خبر شفائه على يد يسوع المساوي لبراءته من الـ"الخطيئة" والدليل تعافي ما يغطّي جسمه من "جلدٍ" جديد نضر كـ"صك غفران" بحسب الكثيرين.
 

لقد خرج الشفاء من رحمِ الحنّان "أشفق عليه يسوع، ومدّ يده ولمسه" آخذًا عاهته إلى غير رجعة، كاشفًا له وجه الله الحقيقي، وجهًا من وجوه حبّه العلائقي، اللامحدود والمطلق.
 

كم إفتقدَها تلك اللمسة قبل أن يُشفى، حتّى من أمّه وأقرب الناس إليه وكأنّي أسمعه يقول في تلك اللحظة حيث فيها لمس الحب قلبه قبل أن يلمس الجسد منه: "حتّى ولو الأم نسيت رضيعها فأنا لن أنساك. ها أنذا على كفّي رسمتك وأسوارك أمام عيني في كلّ حين" (أش 49: 15-16)، وكأنّ يسوع يريه صورته الحقيقية المحفورة على كفّه بتلك اللمسة الشافية فيدرك أنّه محبوبٌ من الله، وهذا يكفي كي يدرك أنّه مقبولٌ كما هو، بكلّ ما فيه وما يحمله: آمن بأنّه مُخَلَّص بالحبّ.

هي دعوة لنا اليوم أن نشفق، نمدّ يدنا ونلمس الكثيرين ممّن حجرهم فكرنا في أماكن بعيدة عن قلبنا فحياتنا ولقاءاتنا لأخطاءٍ لم يرتكبوها، ولظنونٍ إختبأنا وراءها خوفًا منهم على شعبيتنا أو مركزنا فجعلناها حقيقة مقَنّعَة. دعونا نسمع همسته "لن أنساك" ونرى وجهه الساكن في أعماقنا لنستطيع رؤيته في من أسأنا إليهم أكثر من الكوفيد والبرص، فالألم الحقيقي لا يكمن في المرض بحدّ ذاته بل في النفس المجروحة النازفة. 

::: تـــــأمّـل وصلاة :::

ربّي وإلهي ... ليس من السهل أن يُغنّي لكَ الإنسان على الدوام قائلاً:
مَن أنتَ ومَن أنا؟ أنتَ ربّ العالمين.
أنتَ مَن أعطاني حياتي كُنتَ فيها شمسي وخطواتي
لكلِّ كلمة قُلْتَها لي قُلتُ لكَ: آمين، آمين
لم أعرف أحدًا أطاع كلمتك طوال أيام حياته وقال لك "ها أنا أمة الرّب وليكن لي حسب قولك" سوى العذراء مريم، هي التي جعلت من كلِّ أعضاءها عبيدًا في سبيل البر.

ربّي وإلهي ... أود أن أكون على مثال العذراء مريم في الطاعة لأني كثيرًا ما أُقدّم رغباتي على كلمتك فلا أُطيعها، ويمكنك القول عني بأني مصابة بداء البرص الّذي أبعدني عنك وعن جميع مَن حولي لمعرفتهم عنّي بحبّ نفسي. ولذلك، على مثال الإنسان الأبرص الّذي تقدّم من الرّب يسوع حين سمع بأنه بالجوار طالبًا الشفاء، أتقدّم منك مُلتمسةً الشفاء من هذا المرض اللعين لأُغنّي لك مع كلّ اللذين شفيتهم وآخرون "آمين، آمين".

ربّي وإلهي ... يا أيّها الطبيب الشافي ... أشفِ عاهات نفوسنا التي تبعدنا عن طاعة كلمتك وحبّك؛ إجعلنا نصوم عن كلّ عملٍ نقوم به دون رضاك عنه، إذ مكتوب: "للربِّ إلهكَ تسجد وإيّاه وحده تعبد"، ولك الشكر على الدوام، آمين. 

::: نـوايا للـقدّاس :::

نوايا للقدّاس

(نوايا نافور الإثني عشر)

1- (المحتفل) نقدم لك يا رب هذه الذبيحة الإلهية من أجل رعيتك، لا سيما من أجل آبائنا المغبوطين: مار فرنسيس بابا روما، ومار بشارة بطرس بطريركنا، ومار ... مطراننا، وسائر الأساقفة المستقيمي الرأي؛ إمنحهم يا رب، حياة لا لوم فيها، وأياماً مجيدة ليرعوا شعبك بالبر والقداسة، نسألك يا رَب.
2- أذكر يا ربّ شعبك القائم أمامك لا سيما الذين قدّموا هذه القرابين؛ واغفر لهم ليحيوا دائماً في حضرتك بغير لوم، ويعرفوا ما تسبغ عليهم من الخير، لأنك الصالح كثير النعمة، نسألك يا رَب.
3- أذكر يا ربّ، حكّامنا والمسؤولين بيننا وفي العالم كلّه، ليقيموا العدل ويحلّوا السلام، نسألك يا رَب.
4- أذكر يا ربّ، الّذين أرضوك منذ البدء، لا سيما القديسة والدة الله مريم، والأنبياء والرسل والشهداء والمعترفين، ويوحنا المعمدان، واسطفانوس رئيس الشمامسة، ومار ... (شفيع الكنيسة ,ومار… (صاحب العيد)، أشركنا يا ربّ، في صلواتهم وأهلنا لنصيبهم، وهب لنا أن نتنّعم معهم في ملكوتك، نسألك يا رَب.
5- أذكر يا ربّ، الآباء والمعلّمين المستقيمي الرأي، الّذين احتملوا الشدائد من أجل بيعتك وشعبك، وهب لنا أن نقتفي آثارهم بصدقٍ وأمانة، نسألك يا رَب.

6- (المحتفل) أذكر يا رب، الموتى المؤمنين المُنتقلين مِنـَّا إليك، الراقدينَ على رجائِكَ، المُنتظرينَ ذلكَ الصَوتَ المُحيي، الذي سيَدعوهُم إلى الحياة، إقبَل القَرابينَ التي نـُقدِّمُها لـَكَ عَنهُم، وأرِحهُم في ملـَكوتِكَ، لأنَّ واحِدًا ظَهَرَ على الأرضِ بـِلا خطيئة، وهو ربُّنا يسوع، الـَّذي بواسِطـَتـِهِ نرجو أن نـَنالَ المَراحِمَ وغـُفرانَ خطايانا وخطاياهُم. 

 

الأيقونة
من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة


المراجعة العامّة، المقدّمة، الصلاة وأفكار من الرّسالة

من إعداد
الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb
https://www.facebook.com/PriestNassimKastoun 

 

أفكار من الإنجيل

من إعداد
الخوري شربل كرم
kcharbel34@gmail.com
 https://www.facebook.com/profile.php?id=100008704185696

 

قراءة آبائية
من إعداد
الخوري يوحنا-فؤاد فهد
fouadfahed999@gmail.com
https://www.facebook.com/fouad.fahed.902?fref=ts

 

 تأمّل روحي

من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

https://www.facebook.com/jamileh.daher?fref=ts

 

تأمّل وصلاة  - تدقيق

السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com 

https://www.facebook.com/nirannoel.iskandarsalmoon?ref=ts&fref=ts

 

نوايا للقدّاس
من إعداد
اللجنة الليتورجيّة – كتاب القدّاس