الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

 

الأسابيع الممهّدة للصوم

أحد الكهنة
(24 كانون الثاني 2021)

::: مـدخــل :::

• في أحد الكهنة هذا، نصلّي من أجل جميع الكهنة الّذين كرّسوا حياتهم من أجل المسيح والكنيسة ليكونوا خدامًا صالحين. كما نستذكر كلّ الّذين رقدوا طالبين من أجلهم الرحمة والغفران.
• مع القدّيس بولس، نتأمّل في كلماتٍ تعني كثيرًا لكلّ كاهنٍ أو مكرّس أو مؤمن مسيحيّ يسعى لكي يكون صورةً مشرقةً عن الربّ يسوع و"مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والـمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف"!
• إنجيل اليوم يقول لكلّ واحدٍ منّا: إنتبه، أنت الوكيل فقط، لأن المالك الحقيقي هو الله.
• أعطنا يا رب، كهنة قديسين، خدام صالحين، صانعي السلام لبنيان الكنيسة ولمجد الثالوث الأقدس. 

::: صـلاة :::

يا ربّنا يسوع المسيح، نشكرك لأنّك كنتَ مِن أجلنا كاهنًا مدبّرًا فدبّرت العالم بعناية أبيك السّماويّ وكاهنًا مقدِّسًا فقدّست بشريّتنا بفيض روحك القدّوس وعلمّتنا الحكمة بكلمتك المقدّسة، ونسألك أن تعيننا فنكون بدورنا مقدِّسين ومدبّرين ومعلّمين للعالم، يا مَن تحيا وتملك إلى الأبد، آمين. 

::: الرسالة :::

6 فإِذَا عَرَضْتَ ذلِكَ لِلإِخْوَة، تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا للمَسِيحِ يَسُوع، مُتَغَذِّيًا بِكَلامِ الإِيْمَانِ والتَّعْلِيمِ الـحَسَنِ الَّذي تَبِعْتَهُ.
7 أَمَّا الـخُرَافَاتُ التَّافِهَة، حِكَايَاتُ العَجَائِز، فَأَعْرِضْ عَنْهَا. وَرَوِّضْ نَفْسَكَ عَلى التَّقْوَى.
8 فإِنَّ الرِّيَاضَةَ الـجَسَدِيَّةَ نَافِعةٌ بعْضَ الشَّيء، أَمَّا التَّقْوَى فَهِيَ نَافِعَةٌ لكُلِّ شَيء، لأَنَّ لَهَا وَعْدَ الـحَيَاةِ الـحَاضِرَةِ والآتِيَة.
9 صادِقَةٌ هيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بِكُلِّ قَبُول:
10 إِنْ كُنَّا نَتْعَبُ ونُجَاهِد، فذلِكَ لأَنَّنَا جَعَلْنَا رجَاءَنا في اللهِ الـحَيّ، الـَّذي هُوَ مُخلِّصُ الـنَّاس أَجْمَعِين، ولا سِيَّمَا الـمُؤْمِنِين.
11 فأَوْصِ بِذلكَ وعَلِّمْهُ.
12 ولا تَدَعْ أَحَدًا يَسْتَهِينُ بِحَداثَةِ سِنِّكَ، بَلْ كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والـمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف.
13 وَاظِبْ عَلى إِعْلانِ الكَلِمَةِ والوَعْظِ والتَّعْلِيم، إِلى أَنْ أَجِيء.
14 لا تُهْمِلِ الـمَوْهِبَةَ الَّتي فِيك، وقَد وُهِبَتْ لَكَ بالنُّبُوءَةِ معَ وَضْعِ أَيْدِي الشُّيُوخِ عَلَيك.
15 إِهْتَمَّ بِتِلْكَ الأُمُور، وكُنْ مُواظِبًا عَلَيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ واضِحًا لِلجَمِيع.
16 إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَأثْبُتْ في ذلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ.

(الرّسالة الأولى إلى طيموتاوس - الفصل 4 – الآيات 6 إلى 16) 

::: تأمّـل من وحي الرسالة :::

في أحد الكهنة، الّذي نستذكر فيه الكهنة الرّاقدين، نتأمّل في كلمات هذه الرّسالة والتي تعني كثيرًا لكلّ كاهنٍ أو مكرّس أو مؤمن مسيحيّ يسعى لكي يكون صورةً مشرقةً عن الربّ يسوع و"مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والـمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف"!
ولكن، بشكلٍ خاصّ لا بدّ من التوقّف عند توصيتين:
• "لا تُهْمِلِ الـمَوْهِبَةَ الَّتي فِيك": فالله حبانا بالكثير من الوزنات التي علينا أن نستثمرها!
• "إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَأثْبُتْ في ذلِك": ضمانة الإيمان هي تعليم الكنيسة الّذي يجعلنا أمناء لإرادة ووصايا ومشيئة ربّنا يسوع المسيح! 

::: الإنجيل :::

42 فَقَالَ الرَّبّ: "مَنْ تُرَاهُ الوَكِيلُ الأَمِينُ الـحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
43 طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هـكذَا!
44 حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.
45 أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالـجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر،
46 يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين.
47 فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا.
48 أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ أُئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.

(إنجيل القدّيس لوقا – الفصل 12 – الآيات 42 إلى 48) 

::: تـــأمّل من وحي الإنجيل :::

في حياته اليوميّة، غالبًا ما يزيد الإنسان الضمير المتّصل على الكلمات التي يستعملها، فيقول مثلاً "منزلي" أو "أصدقائي" أو "أولادي"، وكأنّ كل هذه الأمور هي من ممتلكاته، وهو صاحبها وسيّدها. لكن إنجيل اليوم يقول منذ البداية: إنتبه، أنت الوكيل فقط، لأن المالك الحقيقي هو الله. منزلك تسكن فيه، ولكن يومًا من الأيام، ستموت وتصير ترابًا، وبيتك يبقى حيث هو، ويسكنه أُناسًا غيرك؛ الأصدقاء تلتقي بهم وتفرح معهم ويقفون جنبك في أوقات المحنة، ولكنهم ليسوا لك، فهم، في أيّ لحظة، يمكنهم أن يتركوك، وكم من الصداقات لا تدوم.

أنت لست بمالكٍ إذًا، بل أنت وكيلٌ، ولأنّك وكيلٌ لا بدّ من أن تؤدي حسابًا على كيفية إدارتك لهذه الوكالة، لا كمَن يُحاكم أمام قاضٍ، بل كشخصٍ مسؤول.
إنما ما هو مميّز في هذا الأمر هو أنّك لن تؤدّي الحساب في جرد آخر السنة، بل لا تعرف في أيّ لحظة قد يتم الأمر. يفرض هذا الواقع عليك أن تكون دائمًا متيقظًا، في حالة إستعداد.

المسيحيّ هو مَن ينتظر اللقاء بالمسيح. هذا ما نصليه في الأبانا حين نقول "ليأتِ ملكوتك". إن كنت تنتظر ولا تعرف في أي لحظة يأتي الحبيب، لا تؤجل أمرًا للغد، بل تصرّف كما كتبت القدّيسة تريز الطفل يسوع: "حياتي لحظةٌ أو ساعةٌ تَمُرُّ.. أو يومٌ واحدٌ يَفُرُّ مِن يَدِي لِكَي أُحِبَّكَ في الأرضِ يا إلهي.. ما عندي إلاّ اليوم."

كن دائما في حالة إستعداد، لا تنتظر مكتوف اليدين، في إنتظارك إلتزم قضايا الناس، بالخدمة والمحبة والصلاة وعندها سوف تسمع المسيح يقول لك: "طوبى لك أيها الوكيل الأمين". 

::: قراءة آبائية :::

1. العارف أخذ معرفته وخبأها،
وسأل الضالين: المسيح إبن مَن؟
ليُعرِّف عن لاهوته هو سأل عن نفسه.

اللازمة: مبارك من ذُبح لأجلنا!

2. عرف الحمل الحقيقي أن الكهنة منجسون،
والأحبار مدنسون وليسوا كفوءين له.
فصار هو لجسده الكاهن والحبر.

3. أحبار هذا الشعب ذبحوا ربّ الأحبار.
فصار حبرنا ذبيحة وأبطل الذبائح بذبيحته.
في كل الجهات بسط معونته.

4. كان الكهنة أفضل من الحيوانات
ولكنهم ذبحوا وقربوا ذبائح الحيوانات.
متى تقدس الكاهن بحملٍ غير مقدس؟

5. لا حملٌ أعظم من حمل العلاء
فالأحبار من الأرض والحمل من السماء.
فصار هو لنفسه الذبيحة والذابح.

6. ما إستحق الأحبار المعيبون أن يُقربوا
حملاً بلا عيب فصار ضحية سلام
أمن في العلاء والأرض بدمه الّذي يؤمن الجميع.

7. كسر الخبز بيديه على مثال ذبيحة جسده
مزج الكأس بيديه على مثال ذبيحة دمه.
ذبح وقرّب من هو ذاته كاهن غفراننا

(قراءة من مار أفرام السرياني- أناشيد الفطير- النشيد الثاني- الأبيات 1-7) 

::: تــــأمّـل روحي :::

حبٌ بلا حدود

في لحظةٍ من لحظات تلك الساعات الطويلة والكثيرة التي مرّت كسنوات أمام مشهد إنفجار بيروت في الرابع من آب الماضي، سكت الكلام في حلقي حتّى الصلاة، وإنفطر قلبي لرؤية رجلٍ في ثيابٍ من لون التراب يلهث هادئًا يلتقط أنفاس من كادت تهمّ بمغادرة أجسادها، يمسكها برباطة جأشٍ بيد ويضمّها إلى صدره باليد الأخرى علّها تشعر بدفء الحب فتعود من جديد إكمال المسيرة حتّى ولو دون عينٍ أو رِجلٍ أو مع تشوّه في المظهر المرئي. صامتٌ، مُصلٍّ مع إمرأةٍ وولديها حوله يساعدانه، لا مبالٍ بكلّ ما يسمعه من تعليقاتٍ، همّه ألّا تغادر تلك الزفرات إلى غير رجعة.

عرفته من بعيد رغم قربه من المؤسسة التي فيها أعمل، لكنّي لم أتعرّف أبدًا من قبل إلى وجهه الحقيقي إلّا منذ تلك الحادثة. بعدها شاءت الظروف فتلاقينا تلبية لدعوته ويا لدهشتي بما أكّد شعوري الأوّل تجاهه في مجال الخدمة بلا حدود، بصمتٍ مطلق. أمّا إحترامي المطلق لرغبته نهاني عن البوح بما يقوم به في مجال الخدمات الإنسانية والإجتماعية اللامحدودة والكبيرة حقًا كي أجرح تواضعه الكبير ودعته الأكبر.

كاهنٌ، كشف لي من خلال يوميّاته التي عاينتها، طريقته المميّزة في تنمية علاقته مع يسوع: لم يشأ أن تبقى صلاته مجرّد كلماتٍ تشعره بالراحة، أو تملأ المساحات الفارغة من حياته فقط على إيجابيّتها، إنّما أرادها إنتصارًا لعيش الواقع الّذي يناديه فيه كلّ ظمآنٍ إلى الحب، كلّ عطشانٍ إلى الرحمة، إلى التعزية، الى بلسمة الجراح. أرادها إعمارًا لكلّ نفسٍ إنهارت مع جدارٍ من مسكنها تهاوى وكلّ نافذةٍ شلّعتها يد الحقد والأنانية. لقد أدرك معنى الصلاة الحقيقية ووظيفتها الأساسية، فلم تكن له سوى الطريق إلى بناء علاقةِ صداقة بالأحرى بنوّة حقيقية مع الله من خلال قلوب الكثيرين من إخوته الذّين رأى فيهم صورة المسيح، يسوع الإبن على الصليب في كلّ منهم، لتسلك حياته نحو المقلب الثاني من روتين الحياة والصلاة إلى ديناميّة الحياة بالصلاة المعاشة وما إفتخاره إلّا بالربّ وحده ("من أراد أن يفتخر، فليفتخر بالرّب" (2 كور 1: 31).

لا بدّ أنّ هناك كهنة في أيّامنا هذه عاشوا إختباره الرائع متماهين بيسوع، مستنيرين بفكر المسيح ("مَن هو الّذي يعرف فكر الربّ ليرشده؟ وأمّا نحن فلنا فكر المسيح" (1كو 16:2). منهم مَن قضى مع مرضى كورونا كي لا يتركهم "يتامى" في اللحظات الحرجة من مرضهم، ومنهم مَن أنقذ حياة شبابٍ في مقتبل أعمارهم على حساب حياته بتقديمه آلة تنفّسه الخاصّة به إليهم بكلّ فرحٍ، ومنهم من كرّس حياته لخدمة المجتمع عاملًا بكلّ الحبّ مع الأطقمة الطبية والتمريضية... متابعًا أدقّ التفاصيل بكلّ ما أوتيَ من قوّة وزخم من أجل سلامة أهل بيته، عنيت الجماعة الشاملة في بلدته.

إنهم كهنة تنبّهوا لوصيّة "المعلّم" المتكرّرة للقديس بطرس جوابًا على تأكيد حبّه له: "إرعَ خرافي". هم مَن عرفوا ما معنى أن يتشبّهوا بالمسيح، فأحبوهم مثل أنفسهم وأكثر من خلال حبّهم لمن أحبّهم أولًا فدعاهم. هم مَن لم يتخلّوا عن خوض المعركة القائمة اليوم غير متناسين التسلّح في آنٍ بالحفاظ على عيش حياة العلاقة مع الله بعمقها - رغم التعب الجسدي والضغط النفسي القائم- بعيش حياة مستنيرة في العائلة (كشرقيين متزوّجين)، وفي بيوت الجماعات الرهبانيّة، في المجتمع المليء بالحقائق المُرّة وبالتساؤلات التي لا تنتهي ومنها ما ليس لها أجوبة تشفي. هم مَن يدركون أن الله حاضرٌ هناك وفاعلٌ أبدا، هناك، في ذلك المخدع السرّي أينما كانوا حيث فيه يختلون معه ولو للحظات، وحتّى ولو يشعروا بحبّه حسّيًا، فالحقيقة، حقيقة حضوره هي إيمانهم، ومنه يستمدّون القوّة. هذا الإله الّذي "هو"، هو السند والمثال، هو ذاك الصوت المنادي في أعماق النفس: لقد أحببتك من قبل من تولد، دعوتك لتكون كاهنًا على رتبة ملكيصادق، قلبك إخترته مسكني لتنادي بالحياة التي لها خُلقتم، فإغرف من حبّي قدر ما تشاء وأفضه على كل قريب تلتقيه بحسب دعوتك وبالطريقة التي تختار فيدرك كلّ آخرٍ فيك، أن المسيح عبر بينهم. أحبّك حتّى ثمالة القيامة. 

::: تـــــأمّـل وصلاة :::

ربّي وإلهي ... كلّ ما في هذه الحياة أنظمة لا تتوقف عن العمل حين تصل للغاية ولكن العمل يستمر لإدامة أو تحسين نوعية المنتج، ولعلّ أجمل نظام هو "الإنسان" الّذي خلقته على صورتك ولكنّه شوّهها، ولقد عمِلتَ لتُعيده للصورة الأولى وما زلت تعمل لتصل به إلى الكمال مرة أخرى. قد يعتقد البعض بأنك أنت هو الوحيد الّذي يعمل دون مساعدة من أحد، ولكنهم بالتأكيد على خطأ، فأنت قد إخترتَ أُناسًا ليكونوا يدك اليمنى المرئيّة والّذين دعوتَ عملهم بـ"الكهنوت". هم أيضًا، لا يتوقف العمل على كمال ذاتهم يوم تنصيبهم ككاهن بل عليهم أن يُجاهدوا ليُبقوا صورتك مطبوعة بأقوالهم وأعمالهم أمام الآخرين لأنهم أدركوا أنهم يُمثّلونك، يُمثِّلون فكرك وقلبك، وهم مسؤولين عن صحة وسلامة أبناءك الموكلين إليهم. هي مسؤولية كبيرة وعملٌ دؤوب ومتواصل دون راحة أو غفلة عين: هو الّذي فُتحت عيناه ليقود عميانًا في طريقٍ وعرة دون أن يقعوا ويكون لهم أيضًا الطبيب الّذي يُعيد لهم بصيرتهم.

ربّي وإلهي ... لو أدرك الإنسان أهمية "الكاهن" لَما وُجِدَ أيّ عملاً آخر، وإن إعترف بأنه هو أيضًا يحتاج أن يُصبح تقيًّا وليس فقط الكاهن لما فارق الكاهن طالبًا منه المعونة: غذاءً للنمو الروحي وعلاجًا لأمراضه الروحية وزيتًا يُضيء به سراجه فيُنير ظلام قلبه.

ربّي وإلهي ... إملأ بروحك القدّوس كل الكهنة بـالمحبة الغيورة لك ليكونوا مسيحًا آخر لأبناءك، خادمًا للجميع دون تفرقة، جريئًا في أقواله دون تملّق لأحدٍ أو لفكرٍ مُخالف عن فكرك، مُراقبًا لكل تصرفاته ومُصغيًا لكلّ إنتقاد ومبادرًا لتصحيح أخطاءه، ولك الشكر على الدوام، آمين. 

::: نـوايا للـقدّاس :::

نوايا للقدّاس

(نوايا نافور "شرَر")

1- (المحتفل):  نقدّمُ لكَ اللهُمَّ هذا القربان، تذكارَ آلامِكَ وصلبِكَ وموتِكَ وقيامتِكَ، لأجلِ بيعتِكَ المنتشرةِ في العالمِ كلِّهِ، القائمةِ على رجائِكَ، والمنتظِرَةِ خلاصَكَ، والمرتقِبَة ملكوتَكَ، ولا سِيَّما الأساقفةَ المستقيميّ الإيمان، هَبْهُم حكمةً وفِقهًا من لَدُنِكَ وإجعَلْهُم أهلاً ليبشِّروا بملكوتِكَ، مار فرنسيس بابا رُوما، ومار بشارة بُطرس بَطْرِيَركِنا الإنطاكيّ، ومار … مُطرانِنا. وهَبْ جميعَ رعاتِها أن يقدِّسوا أيّامَهُم برعايةِ شعبِكَ، الّذي أَوكلتَ إليهِم بالبرِّ والمخافَة. نَسْأَلُكَ يا رَبّ!

2-  أُذكُرِ الكهنةَ والشمامسةَ، هنا وفي كلِّ مكان، الّذينَ يعملونَ جاهدِين في مراتبِهِم ويسهرونَ على رعيَّتهِم، لينالوا أجرَهُم. أذكُرِ الّذين نذَروا العفافَ وقداسةَ السيرة، حافظِينَ أجسادَهم ومطهِّرينَ أفكارَهم، ليفوزوا في جهادِهِم. نَسْأَلُكَ يا رَبّ!

3- أُذكُرْ حكَّامَنا مُحِبِّي المسيح، وكلَّ الّذين إرتضيتَ أن يكونَ لهم سلطانٌ علينا، كُنْ لهم قوَّةً وعضدًا، وليكُنْ لنا الأمانُ في عهدِهِم. كلِّلْهُم بالإيمانِ الحقِّ والأعمالِ الصالحة، وأنصُرْهُم على الساعِينَ إلى الحروبِ والعطاشِ إلى الدِمَاء. نَسْأَلُكَ يا رَبّ!

4- أُذكُر أبناءَ البيعَةِ الّذينَ أفتُدُوا بآلامِكَ، ومُنِحوا الحياةَ بموتِكَ وهُم يَشترِكُون بقيامتِكَ. أُذكُرِ البعيدِينَ والقريبِينَ، أُذكُرِ البسطاءَ والعظماء. أُذكرِ الّذين حملوا هذهِ القرابينَ إلى مذبحِكَ المقدَّس، وإقبَلْها على مذبحِكَ فوقَ السماء، وإستجِبْ مسألاتِهم الحسَنة، وعِوضَ خيراتِ الدُنيا إِمنَحْهُم خيراتِ السمَاء. نَسْأَلُكَ يا رَبّ!

5- أُذْكُرْ يا ربُّ بنعمتِكَ، وبحسَبَ كثرةِ رحمتِكَ، الّذين ذكرناهُم والّذين لم نَذْكُرْهُم وأشفِق عليهِم راحِمًا. أُذكُرْ خاصَّةً الّذينَ هُم في الضيقِ والشدَّة، المساكينَ والضعفاءِ والحزانى، المنفيِّينَ والأسرى والمسبيِّين، المقهورينَ والمطرودينَ والبائسين، الأيتامَ والأرامل، الّذين معارفُهُم قِلَّةٌ وأقاربهم محتقَرِين. أُذكُرِ الّذين كبَّلَتْهُم سلاسلُ الخطيئة وأَقعَدَتْهُم ألوانُ الآلام، لِكَيما بواسطةِ جسدِكَ ودمِكَ تُغفرْ خطاياهُم، وتُترَكْ آثامُهم، وتُشفَى عيوبُهم، وتُبرَأْ جراحاتُهم. نَسْأَلُكَ يا رَبّ!

6- أُذْكُرْ أيضًا بمراحِمِكَ الكثيرَةِ جميعَ الّذينَ حَسُنوا أمامَكَ منذُ البدء، آباءَنا ورؤساءَ الآباء، ملافنةَ بيعتِكَ المقدَّسَة، الّذينَ ردُّوا الشعوبَ من ظلمةِ الجهَلِ إلى نورِ الإنجيلِ الصادقِ والمقدَّس، بأشعَّةِ تعاليمِهِمِ المجيدَة، وجاهدُوا لأجلِ حقِّ الإيمانِ المستقيم؛ بواسطةِ صلواتِهمِ النقيَّة أَمِّنْ كنائِسَكَ وأديِرتَكَ وأَوقِفِ الحروبَ والفِتَنَ في أقطارِ الأرضِ كلِّها. نَسْأَلُكَ يا رَبّ !

7- أُذْكُر أللهمَّ جميعَ قِدِّيسيكَ، لا سِيَّما القدِّيسَةَ الدائمَةَ البتوليَّةَ والدةَ اللهِ مريم، والأنبياءَ والرسلَ والشهداءَ والمعترفين، وجميعَ الّذي بإيمانٍ حقٍّ إعترَفوا بثالوثِكَ. بصلواتِهم النقيّة وطلباتِهم المقدَّسة إلتفِتْ إلينا بعينِ الرأفَة، وأشرِقْ علَينا بوجهِكَ المطمئنِّ والعَذب، وأَهِّلْنا لنشترِكَ في حَظِّهِم وميراثِهِم، وأستُرنا في ظلِّ حمايتِهِم يومَ الدِين الرهِيب. نَسْأَلُكَ يا رَبّ!

8- (المحتفل): إِقْبَلْ يا رَبُّ بعذوبةِ تحنُّنِكَ نفوسَ إخوتِنا، أبناءَ المعموديَّةِ، الّذين إنتقلوا من هذا العالمِ المظلمِ إليك، بالإيمانِ الحقّ، لا سِيَّما الّذين من أجلِهم وعوضًا عَنهُم تُقدَّمُ هذه الذبيحة. فَليكُنْ لهم سرُّ جسدِكَ ودمِكَ عربونًا للحياة، ونارًا تلتَهِمُ الخطايا، وجمرةً تُفني الآثام. بمراحمِكَ أَرِحْهُم في مساكنِ النُورِ والأفراحِ في أورشلِيمَ السماويَّة. وإمنَحْنا، يا محبَّ البشَر، الحياةَ الّتي لا تَشِيخ، والخيراتِ الّتي لا تَنْقُص، والغفرانَ لنا ولكلِّ مَنْ رَقَدَ على رجائِك. 

 

الأيقونة
من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة


المراجعة العامّة، المقدّمة، الصلاة وأفكار من الرّسالة

من إعداد
الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb
https://www.facebook.com/PriestNassimKastoun 

 

أفكار من الإنجيل

من إعداد
الشدياق صموئيل ابراهيم
samouil.ibrahim@gmail.com
https://www.facebook.com/samouil.ibrahim

 

 

قراءة آبائية
من إعداد
الخوري يوحنا-فؤاد فهد
fouadfahed999@gmail.com
https://www.facebook.com/fouad.fahed.902?fref=ts

 

 تأمّل روحي

من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

https://www.facebook.com/jamileh.daher?fref=ts

 

تأمّل وصلاة  - تدقيق

السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com 

https://www.facebook.com/nirannoel.iskandarsalmoon?ref=ts&fref=ts

 

نوايا للقدّاس
من إعداد
اللجنة الليتورجيّة – كتاب القدّاس