الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

زمن الميلاد المجيد


الأحد الثاني - أحد بشارة العذراء
(22 تشرين الثاني 2020)

::: مـدخــل :::

• في قراءات هذا الأحد، نتأمّل في مفهومٍ أساسيّ: هل نحن من أبناء الشريعة أم من أبناء الوعد؟
• من خلال رسالة اليوم، يُشدّد القديس بولس على أهمية التحرر من حمل الشريعة لنعيش حرية الوعد من خلال إيماننا بالمسيح يسوع.
• أمّا من خلال الإنجيل فنتأمّل في بشارة مريم العذراء، هذا الحدث التاريخي الّذي من خلاله تحقّقت نبوءات الأنبياء، وإرتوت إنتظارات الآباء، وتحقق وعد الله للبشرية.
• لقد حقّق الله وعوده الخلاصيّة بالمسيح يسوع فهل نحن أمناء أيضًا لعهدنا بالبرّ لله في حياتنا مع النّاس؟! 

::: صـلاة :::

أيّها الإبن السماوي، يا مَن حقّقت وعود الآب بالخلاص، نشكرك في هذا الأسبوع على البشارة إلى مريم التي سمحت للبشريّة بأن تقول لك نعم للخلاص وللفداء الّذي تحقّق بفدائك لنا والّذي يستمرّ بالتحقّق بواسطة عمل الرّوح القدس في الكنيسة، أنت يا مَن تحيا وتملك، مع الآب والرّوح القدس، إلى أبد الآبدين، آمين. 

::: الرسالة :::

15 أَيُّهَا الإِخْوَة، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا.
16 فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: "ولأَنْسَالِهِ"، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ "وَلِنَسْلِكَ"، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ الـمَسِيح!
17 فأَقُولُ هـذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد.
18 وإِذَا كَانَ الـمِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والـحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالـمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم.
19 إِذًا فَلِمَاذَا الشَّرِيعَة؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَّسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى.
20 غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد!
21 إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَّرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله؟ حاشَا! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَّبْرِيرُ حَقًّا بِالشَّرِيعَة.
22 ولـكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الـخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ الـمَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.

(الرّسالة إلى أهل غلاطية – الفصل 3 - الآيات 15 إلى 22) 

::: تأمّـل من وحي الرسالة :::

في أحد "بشارة العذراء مريم"، وهو تذكار بدء تحقّق وعد الله بالخلاص، نتأمّل في هذا الوعد وفي مدى إيماننا عمليًّا به وقد أوضحت رسالة اليوم بأنّ الشريعة لم يكن لها القدرة على التبرير وعلى غفران الخطايا بعكس معطيها، أي الله، الّذي هو معطي الحياة وفاديها في آنٍ معًا.

لقد خلق الله الكون بكلمته وخلّصه بكلمته، الإبن الوحيد. وكان بدء الفداء تاريخيًّا في قبول مريم العذراء بتواضع وإيمان بأن تكون أمًّا لكلمة الله وهو ما يتردّد صداه في كل يوم، في صلاة التبشير الملائكيّ، عبر الكلمات الواردة أصلاً في إنجيل يوحنّا وهي: "الكلمة صار جسدًا وسكن بيننا" (يوحنا 1: 14).

فهل لدينا الإيمان بهذا الخلاص؟ وهل نحياه ونعكس مفاعيله في محيطنا؟! 

::: الإنجيل :::

26 وفي الشَّهْرِ السَّادِس، أُرْسِلَ الـمَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الـجَلِيلِ أسْمُهَا النَّاصِرَة،
27 إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ أسْمُهُ يُوسُف، وإسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم.
28 ولَمَّا دَخَلَ الـمَلاكُ إِلَيْهَا قَال: "السَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، الرَّبُّ مَعَكِ!".
29 فَإضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هـذَا السَّلام!
30 فقَالَ لَهَا الـمَلاك: "لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله.
31 وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ إبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع.
32 وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وإبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه،
33 فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!".
34 فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: "كَيْفَ يَكُونُ هـذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟".
35 فأَجَابَ الـمَلاكُ وقالَ لَهَا: "الرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فالقُدُّوسُ الـمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى إبْنَ الله!
36 وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بإبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهـذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا،
37 لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى اللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!".
38 فقَالَتْ مَرْيَم: "هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!". وإنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها الـمَلاك.

 (إنجيل القدّيس لوقا – الفصل 1 - الآيات 26 إلى 38) 

::: تـــأمّل من وحي الإنجيل :::

كانت مريم فتاةً صغيرة وفقيرة. وهي صفات تجعلها تبدو في نظر أهل ذلك الزمان أنه لا يمكن أن يستخدمها الله في أيّ عملٍ جليلٍ. إلا أن الله إختار مريم لواحدٍ من أهم وأعظم المطالب التي كان يطلبها من أي إنسان وهو الطاعة. قد نشعر أحيانًا أن ظروفنا في الحياة لا تؤهلنا لخدمة الله، لكن لا يجب أن نحُدّ من إختيارات الله، فقد يستخدمنا إن وثقنا به.

وعلينا أن نأخذ بعين الحسبان أن بركة الله قد لا تجلب لنا نجاحًا أو شهرة أو راحة... فإن بركته للقديسة مريم العذراء، حيث صارت أمًّا للمسيح المخلص، قد سببت لها الكثير من الألم والتعب. فربما عيَّرها البعض أو هزأوا بها، كما أن خطيبها يوسف لما علم بأمر حبلها أراد فك الخطوبة وتركها سرًّا. بل وصار إبنها يسوع مرفوضًا، وفي النهاية قُتل.

فالفتاة غير المتزوجة إذا حبلت تواجه مصيبة كبرى. وما لم يوافق أبو الطفل أن يتزوجها تظل طول حياتها بلا زواج. وإن رفضها أبوها أو طردها فقد تُضطر إلى التسول، وأحيانًا إلى الإنحراف، حتى تكسب قوتها. أما مريم العذراء فإنها بروايتها عن الحبل من الروح القدس واجهت مخاطرة عظيمة. إلا أنها برغم كل الإحتمالات قبلت الأمر قائلة: "ها أنا أمة الرب، ليكن لي كما تقول". وعندما قالت ذلك لم تكن تعرف شيئًا عن البركة الهائلة التي ستنالها، فإنها لم تعرف سوى أن الله يطلب منها أن تخدمه، فأطاعته بإيمان من كل قلبها. ومن خلال إبنها جاء الرجاء الوحيد للعالم. ولذلك أصبحت "جميع الأجيال تطوبها" لأنها "مباركة بين النساء"، وقد تباركت لأنها وثقت بالله وسمحت له بأن يصنع بها العظائم. وبذلك أدى خضوعها وطاعتها وتسليمها لله إلى أن يصير الله معنا، وبالتالي ننال الخلاص. فإن تسببت بركات الله الممنوحة لك في بعض الآلام والمتاعب، فلا تتراجع، فكر حينئذ في القديسة مريم العذراء، وإنتظر بصبر أن يتمم الله خطته من خلالك. 

::: قراءة آبائيّــة  :::

وَلَدَتْ مَريَم العَذراء يَسوع المَسيح، وَأَدْفَأَتْهُ بَيْنَ ذِراعَيْهَا، وَقَمَّطَتْهُ بِلَفائِف، وَأَحَاطَتْهُ بالعِنَايَةِ الوالِدِيَّة. هذا هُوَ يَسوع الّذي نَقْتَبِلُ جَسَدَهُ، وَالّذي نَشْرَب دَمَهُ الخَلاصِيّ مِنْ سِرِّ المَذبَح. هذا ما يُؤَكِّدُهُ الإيْمَان، وَما تُعَلِّمُهُ الكَنيسَة بِأَمَانَة. ما مِنْ لِسَانٍ بَشَرِيٍّ يَستَطيعُ أَنْ يُمَجِّدَ مَنِ إتَّخَذَ مِنْهَا جَسَدًا، وَنحنُ نَعرِفُ ذلِكَ، إنَّهُ الوَسيط بَيْنَ اللهِ وَالبَشَر. وَمَا مِنْ مَدِيْحٍ بَشَرِيٍّ بِمُسْتَوَى مَنْ أَعْطَتْ أَحْشَاؤُها الطَّاهِرَة الثَّمَرَة، غِذاء نُفوسِنَا.

(قراءة من القديس بطرس دامْيَانْ (†1072)- جاء الخبز الحَي إلى العالم بِوَاسِطَة العذراء) 

::: تــــأمّـل روحي :::

إسمنا الحقيقي

من خلال مهنتي في التدريس، صادفت المئات من الأسماء والمصادفة أنها كلّها حملت معنىً جميلًا فيه الكثير من وجه الله الجميل ومثاله، ممّا أخذني للغوص أكثر بتلك الفطرة الطبيعية داخلنا لإختيار الأجمل لأولادنا وأوّلها الإسم دون أن ندري غالبًا إلام ترمي، إضافةً إلى أسمنا الحقيقي الّذي يختمنا به الله في المعموديّة.

بدأت بـيسوع: المعلّم الّذي حمل في إسمه رسالته إلى البشرية كلّها: "الله يُخلّص"، كاشفًا لنا حضوره الدائم معنا من خلال إسمه الآخر على لسان الملاك في بشارته للعذراء مريم: "الربّ معك" لندرك نحن أيضًا بدورنا أنّ "الله معنا = عمّانوئيل". هذا الإسم يجعلنا نكتشف الحبّ الحقيقي بأبوّته الأبديّة لنا دون منازع، لا الحبّ الفارغ من المضمون ولا الأب الّذي يبحث عن الهويّة البشرية، عن اللون والإتنية، أو المستويات والممتلكات، بل ذاك الّذي يبحر بحبّه حتّى الأعماق ليلتقينا بروحه في رحم وجودنا بـ"أبوّته" الملموسة ويلدنا بـ"الكلمة" إلى الحياة الجديدة من جسد مريم "أم البشرية الجديدة" التي منها تجسّد.

ثمّ مريم، الأمّ البتول ومعناه المتعارف عليه: "المحبوبة" في اللغة المصرية القديمة- merit- و"نقطة مياه البحر" في العبرية -myriam - لكن إسمها الجديد "الممتلئة نعمةً" عندما بشرها الله بحلول الكلمة في أحشائها، أضاف إلى صفاتها البشرية المعروفة، ومنها التواضع لا الضعة، صفة الطاعة لا العمياء المُسَيّرة بل المدركة التمييز بين فكرها البشري وفكر الله من خلال حوارها مع الملاك البشير: "هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!" (لو38:1)، مكتشفةً حقيقة رسالتها: "هَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ إبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع" (لو:31:). بإمتلائها من حياته وصداقته التي ما بعدها صداقة صدّقته لا بل وثقت بكلمته، وإبتهجت بما كشفه الله لها لما تركته بُشراه من فرحٍ وسلام وقوّة داخلها: "لا "تخافي...الرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فالقُدُّوسُ الـمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى إبْنَ الله!" لو1: 30و35) ممّا دحض كلّ فكرٍ آتٍ من العالم ليُنهيها عن إكمال المسيرة مع الله نحو عهدٍ خلاصيّ جديد متجلٍ بكلّ الحبّ.

سأنتقل من أسمكَ وأسمِكِ وأسمي، متأملين بما يحمل كلُ بمفرده من معانٍ رائعة، عميقة، تحمل فيها رسائل حياتيّة كثيرة إلى أسمنا الحقيقي الموحّد: "أنتم - كلّ المؤمنين الّذين قبِلوا يسوع أصبحوا- أبناءً بالمسيح يسوع، وُلِدُوا... مِنَ الله / تبنّانا بيسوع" (1يو: 12- 13، اف 5:1)، ذاك الإسم الّذي ينادينا به كلّ حين وغالبًا ما لا نصغي إليه أو نتغاضى عن سماعه. بهذا الإمتياز (أبناء بالمسيح) نلنا كلّ البركات الروحية "يا مباركي أبي.../ ننال في المسيح كل بركة روحية" (مت 25: 34 / اف 1:4)، نصبح "قِدِّيسِينَ -لأَنّه هو- قُدُّوسٌ" / لنكون قديسين بلا لومٍ في المحبّة" (1 بط 16:1 / أف4:1)، أُفتدينا بدم يسوع "فكان لنا فيه الفداء بدمه"، تاركًا لنا - بشخص يوحنّا- أمًّا ترعى إخوته وتسهر عليهم قبل أن "يذهب ليعدّ لنا مكانًا" إلى جانبه: "هذا إبنك... هذه أمّك" (يو 19: 26-27).

اليوم نحن في زمن العودة إلى الذات، زمن التأمّل في إسمي الحقيقي "أنا إبنٌ لله"، الإسم الّذي بادرني "هو" به، وإختارني فكرّسني خاصّته ودعاني للقداسة. ربّما كان ذلك عسيرًا عليّ بسبب رغبات العالم التي تشدّني صوبها، وربّما من الأسهل عليّ أن أفضّل تبعيّتي إلى الأرضيات وأسيادها، وما أكثرهم، منه إلى اتّباع يسوع رفيقنا على طريق التحرّر من عبودية الذات الدُنيا. قبولنا لدعوته بأن نحمل أسم "إبنًا لله" يتطلّب منّا خطواتٍ ثلاث:
1- تصديق أننا أبناءه المخَلَّصين بيسوع إبنه المتجسد من مريم العذراء.
2- الإرادة الحرّة في إتّباع تعاليمه والإيمان به وعيشه.
3- الشجاعة للمضيّ بعكس كلّ تيّارات العالم ومواجهة أعمال الشرّ بحزمٍ متواضع، وحبّ لا يعرف الأنا ولا الحدود، وطول الأناة الجميلة المبتسمة.
أمّا ثمارها فهي: فرح، سلام وحبّ.

أصدقائي: إنّه يعرف كلاًّ منا بإسمه وبشخصه، ويعرف أيضًا أنّنا نستطيع القيام بالخطوة، فهلّا قبِلنا دعوته الخاصّة بكلٍّ منّا، عَنيت الإسم الجديد المختومين به من قبل أن نولد؟  

::: تـــــأمّـل وصلاة :::

ربّي وإلهي ... "التبرير بالإيمان" أمرٌ لم يفهمه الكل وبالأخص الّذين يُحبّون وضع قوانين ويُسنّون شريعة ليُخضعوا بها الشعوب التي تحت إمرتهم ويحاكموها بحسبها وليس لغرض عيش السلام والمحبة فيما بين أعضاء الشعب. كثيرون لم يفهموا القصد من الشريعة التي وضعتها أنتَ وإتخذوها مُبرّرًا لإصدار أحكام قاسية بدل من عمل الرحمة، فأنتَ هو العالِم بأنه حين تمتلئ القلوب بالمحبة تمتلئ بسلامٍ يولد سعادة لا مثيل لها، فلا سلام مع الكراهية.

ربِّي وإلهي ... "التبرير بالإيمان" هو دعامة وركيزة في مسكنك وملكوتك؛ هو الملكة التي شاهدها القديس التلميذ يوحنا الحبيب في رؤياه والتي حاربها إبليس وأراد أن ينتزع منها وليدها (رؤيا يوحنا 12: 1-4): "جماعة المؤمنين المبرّرون بالإيمان بالرّب يسوع مخلّصًا"، الجسد الواحد الّذي رأسه المسيح فيحيا بدمه/المحبة ومستنشقًا هواءه/"الإيمان به"، ولكن هيهات.

ربِّي وإلهي ... "التبرير بالإيمان" هو كإعطاء أسم العائلة للمولود الجديد دون أن يُطلب منه أن يعمل من أجل أن ينال الإرتباط بهذا الأسم؛ يكفي أن يولد من رحم الأم لينال أسم الأب. أنعم علينا أن نولد من رحمك وبمعونتك فأنت هو الّذي أراد لنا أن نرث ملكوتك لمجرد الإيمان بالإبن القدوس فنكون على مِثاله إبنًا مطيعًا ونصبح أبناءً ورثةً. إجعل قلوبنا على مثال العذراء مريم فيولد بقلبنا الإبن الحبيب لك، ولك الشكر على الدوام، آمين. 

::: نـوايا للـقدّاس :::

نوايا للقدّاس

(نوايا نافور مار يعقوب أخي الربّ)

1- (المحتفل): نقدّم لك هذه الذبيحة من أجل كنيستك المقدّسة المنتشرة في العالم كلّه، ومن أجل الأماكن المقدّسة الّتي مجّدتها بظهور المسيح إبنك وخصوصًا من أجل أورشليم أمّ الكنائس، إمنحها جميعًا مواهب روحك القدّوس؛ أذكر يا ربّ أساقفتنا الأطهار الّذين يوزّعون كلمة الحقّ، ولا سيّما آباءنا المغبوطين: مار … بابا رومة، ومار … بطرس بطريركنا الأنطاكيّ، ومار … مطراننا، وجميعَ خدّام البيعة ومراتبها. نَسْأَلُكَ يا رَبّ !
2- (الشمّاس): أذكر آباءنا وإخوتنا المصلّين معنا الحاضرين والغائبين، والّذين طلبوا أن نذكرهم في صلواتنا. إستجب سؤل كلّ واحدٍ بما يؤول إلى خلاصه؛ وأذكر الّذين قدّموا القرابين إلى مذابحك المقدّسة، والّذين قُدِّمت من أجلهم، والّذين رغبوا في أن يقدّموا ولم يستطيعوا، ومن أجل من ذكرناهم ومن لم نذكُرهم، كافئهم بفرح خلاصك، إذ تقبل قربانهم على مائدتك السماويّة. نَسْأَلُكَ يا رَبّ !
3- (الشمّاس): أذكر حكّامنا والمسؤولين بيننا، ليُحقّقوا العدل ويُحلّوا السلام، وزيّنهم بمخافتك؛ وأذكر يا ربّ الأسـرى والمسجونين، والمرضى والمتألّمين، والمتضايقين والمحتاجين؛ والعاملين في مختلف قطاعات الحياة. نَسْأَلُكَ يا رَبّ.
4- (الشمّاس): أذكر، أيضًا، جميع الّذين حَسنوا لك منذ البدء: القدّيسة المجيدة مريم الدائمة البتوليّة، ورؤساء الآباء والأنبياء والرسل، والقدّيس يوحنّا السابق المعمدان، والقدّيس إسطفانوس رئيس الشمامسة وأوّل الشهداء، ومار يعقوب الرسول رئيس الأساقفة والشهيد ومار …(شفيع الكنيسة)، ومار …(صاحب العيد)، وجميع القدّيسين، أحصِنا بنعمتك معهم في بيعة الأبكار المكتوبين في السماء. نَسْأَلُكَ يا رَبّ.
5- (الشمّاس): أذكر يا ربّ آباء الكنيسة ومعلّميها الّذين أعلنوا كلمة الحقّ في البيعة المقدّسة، وحملوا مسيحك أمام الشعوب كافّة؛ وإمنَح، بصلواتهم، السلام لبيعتك، وثبّت تعاليمهم في نفوسنا. نَسْأَلُكَ يا رَبّ.
6- )المحتفل): أذكر يا إله الأرواح وكلّ ذي جسد جميع الموتى المؤمنين الّذين رقدوا على الإيمان الحقّ، أَرحهم ونقّهم من كلّ وصمة، لأنّه ما من أحد من بني البشر بدون خطيئة إلاّ ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، الّذي بواسطته نرجو أن ننالَ المراحم وغفران خطايانا وخطاياهم. 

 

 

الأيقونة
من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة


المراجعة العامّة، المقدّمة، الصلاة وأفكار من الرّسالة

من إعداد
الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb
https://www.facebook.com/PriestNassimKastoun
 

 

أفكار من الإنجيل

من إعداد

الخوري شارلي عبدالله
 yechou3@hotmail.com
 https://www.facebook.com/mchi7o 

 

قراءة آبائية
من إعداد
الخوري يوحنا-فؤاد فهد
fouadfahed999@gmail.com
https://www.facebook.com/fouad.fahed.902?fref=ts

 

 تأمّل روحي

من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

https://www.facebook.com/jamileh.daher?fref=ts

 

تأمّل وصلاة  - تدقيق

السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com 

https://www.facebook.com/nirannoel.iskandarsalmoon?ref=ts&fref=ts

 

نوايا للقدّاس
من إعداد
اللجنة الليتورجيّة – كتاب القدّاس