الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

مدخل السنة الطقسيّة


أحد تجديد البيعة
(8 تشرين الثاني 2020)

::: مـدخــل :::

• نُكمل مسيرتنا في هذا الأحد، أحد تجديد البيعة، مع قراءات تقرّب إلينا أكثر شخصيّة وهويّة ورسالة ربّنا يسوع المسيح.
• في المقطع المختار من الرّسالة إلى العبرانيين، نتأمّل في عظمة الفداء وفيما يتمّ في سرّ الإفخارستيا من تأوين لمفاعيل هذا الفداء، حين نتقاسم معًا جسد الربّ يسوع ودمه كما كلمته وتعاليمه لنا.
• أمّا في نصّ الإنجيل فنتأمّل في كلمات هي الأوضح للربّ يسوع عن لاهوته، فهو والآب واحد. إنهما ليسا الشخص نفسه، بل إنهما واحد في الجوهر والطبيعة الإلهية. ومن ثم فليس يسوع مجرد معلم صالح لكنه هو الله المتجسد نفسه.
• في هذا الأحد، فلننصت إلى صوت الله الّذي يتكلّم في حياتنا وفي كلّ ما يُحيط بنا من أحداث ومستجدّات! 

::: صـلاة :::

أيّها الإبن السّماويّ، نشكرك لأنّك جدّدت إنسانيّتنا بعمل الفداء، ونسألك أن تفيض من روحك القدّوس في قلوبنا فنساهم في عمل التجديد الدّائم في الكنيسة فيتمجّد فيها وفينا بأعمالنا أسم الآب السّماويّ، من الآن وإلى الأبد، آمين. 

::: الرسالة :::

11 أمَّا الـمَسِيحُ فَقَدْ ظَهَرَ عَظِيمَ أَحْبَارِ الـخَيْرَاتِ الآتِيَة، وإجْتَازَ الـمَسْكِنَ الأَعْظَمَ والأَكْمَل، غَيرَ الـمَصْنُوعِ بِالأَيْدِي، أَيْ لَيْسَ مِن هـذِهِ الـخَليقَة،
12 فَدَخَلَ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ مَرَّةً واحِدَة، لا بِدَمِ الـتُّيُوسِ والعُجُول، بَلْ بِدَمِهِ هُوَ، فَحَقَّقَ لنَا فِدَاءً أَبَدِيًّا.
13 فإِذا كانَ رَشُّ دَمِ الـتُّيُوسِ والثِّيْرَانِ ورَمَادِ العِجْلَةِ على الـمُنَجَّسِين، يُقَدِّسُ أَجْسَادَهُم فَيُطَهِّرُهُم،
14 فَكَم بِالأَحْرَى دَمُ الْمَسِيح، الَّذي قَرَّبَ نَفْسَهُ للهِ بِالرُّوحِ الأَزَلِيِّ قُرْبَانًا لا عَيْبَ فِيه، يُطَهِّرُ ضَمِيرَنَا منَ الأَعْمَالِ الـمَيْتَة، لِنَعْبُدَ اللهَ الـحَيّ!
15 ولِذلِكَ فَهُوَ الوَسِيطُ لِعَهْدٍ جَدِيد، وقَدْ صَارَ مَوتُهُ فِدَاءً لِتَعَدِّيَاتِ العَهْدِ الأَوَّل، حَتَّى يَنَالَ بِهِ الـمَدْعُوُّونَ وَعْدَ الْمِيْرَاثِ الأَبَدِيّ.

(الرسالة إلى العبرانيين - الفصل 9 – الآيات 11 إلى 15) 

::: تأمّـل من وحي الرسالة :::

نتأمّل اليوم في عظمة الفداء وفيما يتمّ في سرّ الإفخارستيا من تأوين لمفاعيل هذا الفداء، حين نتقاسم معًا جسد الربّ يسوع ودمه كما كلمته وتعاليمه لنا.
هل ندرك حقًّا ما يفوتنا في كلّ مرّةٍ نخسر فيها اللقاء مع الربّ في القدّاس لأيّ سببٍ كان؟
ما هو أعظم بالنسبة إلينا من جسد ودَمِ الْمَسِيح "الَّذي قَرَّبَ نَفْسَهُ للهِ بِالرُّوحِ الأَزَلِيِّ قُرْبَانًا لا عَيْبَ فِيه"؟!
غرقنا في الماديّات يجعلنا أحيانًا من المصابين بداء إهمال زاد الحياة الأبديّة الّذي يُقوّي فينا الدعوة إلى القداسة ويرشدنا إلى سبيل عيشها في حياتنا اليوميّة!
رسالة اليوم تدعونا إلى إعادة الإعتبار إلى علاقتنا بالربّ ولا سيّما في سرّ الإفخارستيا! 

::: الإنجيل :::

22 وحَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ في أُورَشَلِيم، وكَانَ فَصْلُ الشِّتَاء.
23 وكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى في الـهَيْكَل، في رِوَاقِ سُلَيْمَان.
24 فَأَحَاطَ بِهِ اليَهُودُ وأَخَذُوا يَقُولُونَ لَهُ: "إِلى مَتَى تُبْقِي نُفُوسَنَا حَائِرَة؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الـمَسِيح، فَقُلْهُ لَنَا صَرَاحَةً".
25 أَجَابَهُم يَسُوع: "قُلْتُهُ لَكُم، لـكِنَّكُم لا تُؤْمِنُون. الأَعْمَالُ الَّتِي أَعْمَلُهَا أَنَا بِإسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي.
26 لـكِنَّكُم لا تُؤْمِنُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنْ خِرَافِي.
27 خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وأَنَا أَعْرِفُهَا، وهِي تَتْبَعُنِي.
28 وأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّة، فَلَنْ تَهْلِكَ أَبَدًا، وَلَنْ يَخْطَفَهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.
29 أَبِي الَّذي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الكُلّ، ولا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَهَا مِنْ يَدِ الآب.
30 أَنَا والآبُ وَاحِد".
31 فَأَخَذَ اليَهُودُ، مِنْ جَدِيدٍ، حِجَارَةً لِيَرْجُمُوه.
32 قَالَ لَهُم يَسُوع: "أَعْمَالاً حَسَنَةً كَثِيرَةً أَرَيْتُكُم مِنْ عِنْدِ الآب، فَلأَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونِي؟".
33 أَجَابَهُ اليَهُود: "لا لِعَمَلٍ حَسَنٍ نَرْجُمُكَ، بَلْ لِتَجْدِيف. لأَنَّكَ، وَأَنْتَ إِنْسَان، تَجْعلُ نَفْسَكَ إِلـهًا".
34 أَجَابَهُم يَسُوع: "أَمَا كُتِبَ في تَوْرَاتِكُم: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُم آلِهَة؟
35 فَإِذَا كَانَتِ التَّوْرَاةُ تَدْعُو آلِهَةً أُولـئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِم كَلِمَةُ الله، ولا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الكِتَاب،
36 فَكَيْفَ تَقُولُونَ لِي، أَنَا الَّذي قَدَّسَهُ الآبُ وأَرْسَلَهُ إِلى العَالَم: أَنْتَ تُجَدِّف؛ لأَنِيِّ قُلْتُ: أَنَا إبْنُ الله؟
37 إِنْ كُنْتُ لا أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي، فلا تُصَدِّقُونِي،
38 أَمَّا إِذَا كُنْتُ أَعْمَلُهَا، وإِنْ كُنْتُم لا تُصَدِّقُونِي، فَصَدِّقُوا هـذِهِ الأَعْمَال، لِكَي تَعْرِفُوا وتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنِّي في الآب".
39 فَحَاوَلُوا مِنْ جَدِيدٍ أَنْ يَقْبِضُوا عَلَيْه، فَأَفْلَتَ مِنْ يَدِهِم.
40 وعَادَ يَسُوعُ إِلى عِبْرِ الأُرْدُنّ، إِلى حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدْ مِنْ قَبْلُ، فَأَقَامَ هُنَاك.
41 وأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وكَانُوا يَقُولُون: "لَمْ يَصْنَعْ يُوحَنَّا أَيَّ آيَة، ولـكِنْ، كُلُّ مَا قَالَهُ في هـذَا الرَّجُلِ كَانَ حَقًّا".
42 فآمَنَ بِهِ هُنَاكَ كَثِيرُون.

(إنجيل يوحنا – الفصل 10 – الآيات 22 إلى 42) 

::: تـــأمّل من وحي الإنجيل :::

إنَّ عيد تجديد الهيكل هو تذكار لتطهير الهيكل في عهد يهوذا المكابي عام 164 ق.م. بعد أن دنسه أنطيوخس الرابع إبيفانس أحد ملوك السلوقيون اليونان بتقديمه خنزيرًا ذبيحةً على مذبح المحرقات. وكان يحتفل بهذا العيد نحو نهاية شهر كانون الأول. وهو نفسه العيد المسمى عيد الأنوار.

 كان رؤساء اليهود ينتظرون العلامات والأجوبة خاصتهم، التي تقنعهم عن شخصية يسوع الحقيقية. ولذا لم يقدروا أن يسمعوا الحق الّذي قاله لهم الرب. ولقد حاول الرب يسوع مرارًا وتكرارًا أن يصحح لهم أفكارهم الخاطئة، لكنهم تشبثوا بالفكرة الخاطئة عن المسيح. ومثل هذا التشبّث والعمى الروحي يبعد الكثيرين اليوم عن الرّب يسوع الحقيقي. فكثيرون اليوم يريدون يسوعًا حسب تصوراتهم وأفكارهم، ولا يريدونه كما تُقدمه الكنيسة مُغيِّرًا لحياتهم كلها. وفي هذا الإنجيل كلمات هي الأوضح للربّ يسوع عن لاهوته، فهو والآب واحد. إنهما ليسا الشخص نفسه، بل إنهما واحد في الجوهر والطبيعة الإلهية. ومن ثم فليس يسوع مجرد معلم صالح لكنه هو الله المتجسد نفسه. وبالتالي ليس خطأً أن يقول عن نفسه إنه الله. وقد أراد رؤساء اليهود قتله بسبب ذلك، لأن شريعتهم تقول إن كل من إدّعى الألوهية يقتل. ولم يفلح أي شيء في إقناعهم بأن قول يسوع صحيح وحقيقي، ولا حتى الآيات والأعاجيب التي كان يقوم بها، فلا نكن مثلهم، ونُهمل آيات وتدخلات الرّب في حياتنا، فنبقى أسرى أفكارنا وتصوراتنا الخاصة. 

::: قراءة آبائيّــة  :::

(سبق نشرها في 2019)

تَلِدُ الكَنيسَةُ البَشَرَ كالأَطفال، وَهكذَ يَفْعَلُ مَذبَحُهَا وَمَعْمودِيَّتُهَا، وَيَرْضَعونَ الحَليبَ إلى أَنْ يُفطَمُوا. وَعِنْدَئِذٍ يَبْلُغونَ إلى النُّمُوّ وَإلى مَعرِفَة الجَسَد وَالرُّوح، وَيَصْنَعونَ أَجْسَادَهُم هَيَاكِل وَقُلوبَهُم مَذابِحَ وَيَأكُلونَ مَأكلاً يُقَوِّي وَحَليبًا يُغنِي، إلى أَن يَصيرُوا كَامِلِين وَيَأكُلونَ رَبَّنَا بالحَقِّ كَمَا قال: مَنْ يَأكلني، يُصبِحُ حَيًّا بِسَببي. وَعِنْدَمَا يَأكلونَ المَأكَل الحَقّ كَما قالَ الرَّسول (بولُس): إنّ المَأكَل الحَقّ هُوَ للكامِلين، هُوَ أَنْ يَجْهَد هؤلاء بِقُوَّة لِيَعرِفُوا مَا هُوَ العُلو وَالعُمق وَالطُّول وَالعرض. عِنْدَئِذٍ يَبْلُغونَ إلى تِلكَ الكَنيسة العُلوِيَّة فَتُكَلّمهم وَيَدْخُلون مَدينَةَ يَسوع مَلِكِنَا، وَيَعْمَلونَ هُنَاكَ في ذلِكَ القَصر الرَّفيع وَالغَنِيّ، وَهوَ أُمّ الأَحيَاء كُلّهم. فَلا تَحْتَقِرَنَّ الكَنيسَةَ المَنْظُورَة، لأَنَّهَا تُرَبِّي كُلّ الأَوْلاد، وَلا هذا القَلب الّذي يُقَوِّي كُلّ المَرضَى، وَلْنَتُق إلى كَنيسَة العَلاء التي تُكَمّل كُلّ القِدِّيسين.

قِراءَةٌ من "كِتاب المراقي" (حوالي القرن الرّابع للميلاد) 

::: تــــأمّـل روحي :::

فرادة، تمايز، تجدّد

في صغري كم كنت أتأثّر بقصّة حدثت مع تلك النعجة الهاربةِ وحدها بعيدًا عن رفاقها من القطيع، لتذهب حيث تشاء، ساعة تشاء وكيفما تشاء. أرادت أن تُكَوِّن لنفسها عالمًا خاصًا كان قد إمتلأ بالأحلام الورديّة، بحيث تكون سيّدة قرارها. عند المساء وجدت نفسها أمام بضعة صبيانٍ كانوا يترصّدونها، إنقضّوا عليها كبّلوها، ويا للغنيمة، عشاء "عرمرمي" ينتظرهم، أمّا هي فلربّما تأخرّ ثغاءها المجروح الأليم الّذي لم يستجب لنداء راعيها طيلة نهارٍ من قلقه عليها. لكن، لحظة لم تكن في الحسبان جثمت مع أواخر خيوط الشمس في وسط المعتدين جعلتهم تلحق برؤوسهم الهاربة، لقد وصل راعيها، ودون أن ينبث ببنت شفة إحتضنها وضمّها إلى صدره، أسقاها من مائه لتستعيد قّوتها ثم حملها على "منكبيه" وعاد بها إلى الحظيرة.

هي قصّة ناطقة بواقع الكثير منّا في بيعة المسيح، واقع قبولنا الدخول في مغامرة العيش ضمن جماعةٍ يتشابه فيها الجميع بالحقوق والواجبات، بالقدر عينه من العطاء والإستقبال، بفيض الحبّ المتساوي على الجميع، بالسلوك نحو الوجهة عينها بقيادة راعٍ واحد، رأس تلك البيعة، لا يساوم على عاهاتنا أو إعاقاتنا ولا على ضعف أحدنا حين يتوه في ظلام بصيرته الّذي تحدثه الـ"أنا وحدي" في داخله وتكبّله فيها، مُوهِمةً إيّاه بثقل الـ"نحن الجماعة".

قبول المغامرة ،على حدّ قول "الخوري يوحنا معلوف"، يتطلّب قبول هذه الثقافة الجديدة، "ثقافة التجدد" التي تقوم على تلازم إراداتين، إرادتنا البشرية إذا قرّرنا الدخول في هذه المغامرة؛ مع الإرادة الإلهية المتمثلة بالروح القدس قائد مسيرتنا الروحية وموجّهها نحو الآب. تلازم الإرادتين يضعنا أمام الجرأة في أخذ قرار التجدد من جهتنا وأمام فعالية عمل الروح الّذي ظهر ويظهر يوميًّا في حياة كلّ من قد إتخذ قرار التجدد بإتباعه يسوع وعيش وصاياه.

ليس من السهل إذًا علينا كبشرٍ تقبل "ثقافة العهد الجديد" التي تلغي شريعة "العين بالعين والسنّ بالسنّ" لتبرز مكانها وصيّة الدخول في منطق يسوع فلا يكسر "قَصَبَةً مَرْضُوضَةً، وَفَتِيلًا مُدَخِّنًا لاَ يُطْفِئُ"، في منطق تشارك الخبز الواحد في الجسد الواحد. ليس من السهل تقبّل مشاركة كلّ أعضاء الجماعة الواحدة، جماعة يسوع البيعيّة المقدّسة، وتقبلهم كما هم بالفروقات المتفاوتة التي يحملونها، من ناحية الفكر والسلوك وطريقة الكلام والمأكل والملبس، المستويات العلمية، الثقافية، والإجتماعية المختلفة. لكن، جرأة السير بالقرار المتّخذ، لا مخافة من الهلاك بل رغبةً في لقياه (يسوع) في عمق ذاتنا، وإيماننا بأنّه يعرفنا أكثر ممّا نعرف أنفسنا، قبوله إيّانا كما نحن دون شرط، وأنّه أحبّنا لأنّنا "نحن" وليس لأنّنا "آخر"، هي مفتاح الوصول إلى قلب كلّ منهم. هي التي تكشف لنا غنى رعية يسوع على إمتداد الأرض التي أنا واحدٌ منها، وأنّه يعرف كلّ منها بإسمه، يحبّه بفرادته التي لا شبيه لها في العالم؛ بمغامرته وقصته المتمايزة بفرحها وجروحاتها، بفشلها ونجاحها؛ بمحدوديّته وصورة الخَلق والخُلق التي فيه؛ يحبّه لذاته، لشخصه الّذي ليس له مثيل. يحبّه في حريّته التي تنشد تضافرًا مع حرّية بقية أعضاء الجماعة، حتّى ولو تعثّر أحيانًا وإصطدم بالخروج عن إحترام المسيرة (مسيرة الجماعة) أو تاه في تخطّي الحدود، فروحه القدّوس لا ينعس، لا ينام، حاضرٌ جادّ يبحث عنه ليأخذ بيده في تلك الأوقات الحرجة دون أن ينفكّ يناديه، وهو سيعرف صوت راعيه مهما تأخّر وقت إستجابته.

اليوم كما كل يوم، حضوره مع كلٍّ منّا في الطريق حيث يقودنا هي لحظات لا تعد ولا تحصى من "إتبعني" في كلّ مرّة زلّت النفس في القديم من إنساني، وكأنّه يطلب منّي الموافقة على إنقاذه لي، على تحريري بإخراجي من الجحيم الّذي أغراني فكدت أسقط فيه.

هو لا يكفّ عن تعليمي العبور من عالمٍ فردي حيث نظنّ أن السعادة فيه تناديني دون هوادة إلى عالمٍ بيعيّ آخر تتشارك فيها بإنسجامٍ نوتات السائرين المختلفة في الدرب إيّاه لينبض لحن سعادة متجدّد يكون فيها الفرد شخصًا فريدًا متمايزًا معروفًا بإسمه ومحبوبًا لشخصه. 

::: تـــــأمّـل وصلاة :::

ربّي وإلهي ... كثيرًا ما تساءلت كيف يستطيع الإنسان أن يُجدّد حياته التي بات مأسورًا لها، حياةً قد تبدو للآخرين غير صحيحة وبالنسبة له هي الصح وعلى الآخرين أن يُجدّدوا أفكارهم!! أليس هذا ما يُريده العالم الآن المأسور للحرية المزيفة الغير متوافقة مع مشيئتك؟ المؤمن بالمسيح ومحبّتك لنا يود من الآخر أن يتجدّد فكره فيعرفك ويؤمن بمَن أرسلتَ مُخلّصًا لأنك أحببتنا، والآخر يعتقد بأنه سيخسر حريّته إن آمن بك فآثر البقاء على أفكاره.

ربّي وإلهي ... التلاميذ الّذين عايشوا الرّب يسوع لم يُدركوا من أنفسهم بأنه "المسيح" الّذي وعدت به مُخلّصًا، وأنتَ بروحك القدّوس جدّدت وأنرتَ فكرهم، فأنعم علينا بتجديد الفكر في العالم أجمع لنحيا جميعًا كنيسةً واحدةً لربٍّ واحدٍ، ولك الشكر على الدوام، آمين. 

::: نـوايا وصلاة شكر للـقدّاس :::

نوايا للقدّاس

(نوايا نافور مار يعقوب أخي الربّ)

1- (المحتفل): نقدّم لك هذه الذبيحة من أجل كنيستك المقدّسة المنتشرة في العالم كلّه، ومن أجل الأماكن المقدّسة الّتي مجّدتها بظهور المسيح إبنك وخصوصًا من أجل أورشليم أمّ الكنائس، إمنحها جميعًا مواهب روحك القدّوس؛ أذكر يا ربّ أساقفتنا الأطهار الّذين يوزّعون كلمة الحقّ، ولا سيّما آباءنا المغبوطين: مار … بابا رومة، ومار … بطرس بطريركنا الأنطاكيّ، ومار … مطراننا، وجميعَ خدّام البيعة ومراتبها. نَسْأَلُكَ يا رَبّ !
2- (الشمّاس): أذكر آباءنا وإخوتنا المصلّين معنا الحاضرين والغائبين، والّذين طلبوا أن نذكرهم في صلواتنا. إستجب سؤل كلّ واحدٍ بما يؤول إلى خلاصه؛ وأذكر الّذين قدّموا القرابين إلى مذابحك المقدّسة، والّذين قُدِّمت من أجلهم، والّذين رغبوا في أن يقدّموا ولم يستطيعوا، ومن أجل من ذكرناهم ومن لم نذكُرهم، كافئهم بفرح خلاصك، إذ تقبل قربانهم على مائدتك السماويّة. نَسْأَلُكَ يا رَبّ !
3- (الشمّاس): أذكر حكّامنا والمسؤولين بيننا، ليُحقّقوا العدل ويُحلّوا السلام، وزيّنهم بمخافتك؛ وأذكر يا ربّ الأسـرى والمسجونين، والمرضى والمتألّمين، والمتضايقين والمحتاجين؛ والعاملين في مختلف قطاعات الحياة. نَسْأَلُكَ يا رَبّ.
4- (الشمّاس): أذكر، أيضًا، جميع الّذين حَسنوا لك منذ البدء: القدّيسة المجيدة مريم الدائمة البتوليّة، ورؤساء الآباء والأنبياء والرسل، والقدّيس يوحنّا السابق المعمدان، والقدّيس إسطفانوس رئيس الشمامسة وأوّل الشهداء، ومار يعقوب الرسول رئيس الأساقفة والشهيد ومار …(شفيع الكنيسة)، ومار …(صاحب العيد)، وجميع القدّيسن، أحصِنا بنعمتك معهم في بيعة الأبكار المكتوبين في السماء. نَسْأَلُكَ يا رَبّ.
5- (الشمّاس): أذكر يا ربّ آباء الكنيسة ومعلّميها الّذين أعلنوا كلمة الحقّ في البيعة المقدّسة، وحملوا مسيحك أمام الشعوب كافّة؛ وإمنَح، بصلواتهم، السلام لبيعتك، وثبّت تعاليمهم في نفوسنا. نَسْأَلُكَ يا رَبّ.
6- )المحتفل): أذكر يا إله الأرواح وكلّ ذي جسد جميع الموتى المؤمنين الّذين رقدوا على الإيمان الحقّ، أَرحهم ونقّهم من كلّ وصمة، لأنّه ما من أحد من بني البشر بدون خطيئة إلاّ ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، الّذي بواسطته نرجو أن ننالَ المراحم وغفران خطايانا وخطاياهم. 

 

الأيقونة
من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة


المراجعة العامّة، المقدّمة،الصلاة وأفكار من الرسالة

من إعداد
الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb
https://www.facebook.com/pnassim.kastoun

 

أفكار من الإنجيل

من إعداد

الخوري شارلي عبدالله
 yechou3@hotmail.com
 https://www.facebook.com/mchi7o 

 

قراءة آبائية
من إعداد
الخوري يوحنا-فؤاد فهد
fouadfahed999@gmail.com
https://www.facebook.com/fouad.fahed.902?fref=ts

 

 تأمّل روحي

من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

https://www.facebook.com/jamileh.daher?fref=ts

 

تأمّل وصلاة  - تدقيق

السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com 

https://www.facebook.com/nirannoel.iskandarsalmoon?ref=ts&fref=ts

 

نوايا للقدّاس
من إعداد
اللجنة الليتورجيّة – كتاب القدّاس