Email: elie@kobayat.org

back to 

 

عيد الدّنــــح
(06/01/2008)


صلاة
يا من قدّست لنا المياه باعتمادك وأعطيتنا أن نقبل عماد الماء والرّوح فنصبح أبناء لأبيك وإخوةً لك وسكبت في قلوبنا الإيمان بالثّالوث، معك الكنيسة ترفع صلاتها إلى الآب لتكون بنوّتنا ظهور (دنح) محبّة فيعرف العالم أنّك تحبُّنا وأنَّنا نُحِبُّكَ. آمين

 

الرِّسالة
لأَنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس،وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الـحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد، وظُهُورَ مَجْدِ إِلـهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا، غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة.
تَكَلَّمْ بِهـذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان. ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد. ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس.
فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والـحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. ولـكِنْ لـَمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر، خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ الـمِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس، الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الـحَياةِ الأَبَدِيَّة.
(تيط 2/11-3/7)

 

حول الرِّسالة
هل أفتخر بقُوَّتي أم بنعمة الله ؟ هل أردّد مع بولس الرّسول " أنا قويّ بالّذي يقوّيني" و "لستُ أنا الحيّ بل المسيح حيّ فيَّ" ؟


الإنجيل

وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والـجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ الـمَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: "أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار.
في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ".وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم.
لـكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن.
ولـمَّا اعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، واعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، انفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: "أَنْتَ هُوَ ابْنِي الـحَبِيب، بِكَ رَضِيت".
(لو 3/15-22)

 

فهم الإنجيل – عيش الإنجيل

ثلاث حقائق إيمانية في حقيقة واحدة هي الله الثّالوث الذّي ظهر على نهر الأردن:
* الله الآب ظهر من خلال الصّوت القائل "هذا هو ابني الحبيب الذّي به رضيت". هذا الصّوت موَجَّه إلى الإبن يسوع المسيح ومن خلاله إلى كلِّ إنسانٍ مؤمنٍ مُعَمَّد. فهل أعي اليوم أنا المُعَمَّدْ مسؤوليّة بُنُوَّتي للآب وأكون على مثال يسوع الإبن وأقول"طعامي أن أعمل بمشيئتك يا الله" وأكون ابناً حبيباً للآب السّماوي؟
* الله الإبن يسوع المسيح ظهر متجسِّداً وأصبح واحداً مثلنا وشابهنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة. أتى ليشهد للمحبّة مُطيعاً لأبيه حتّى الموت، مُتَعَمِّداً معموديّة لمغفرة الخطايا حاملاً خطيئة العالم. وأنا كمؤمن معمَّد، هل أعيش مفاعيل معموديَّتي الّتي تمحو الخطيئة الأصليّة وباقي الخطايا الّتي تُقْتَرَف بمعرفة أو بغير معرفة؟ وعندما أتخلّى عن الخطيئة بالتّوبة، هل أستطيع أن أُظهِرَ المحبّة المتجسِّدة مع إخوتي البشر؟
* الله الرّوح القدس الّذي ظهر على صورة جسمٍ كأنَّه حمامة. والحمام، في مفهوم الكتاب المقدّس، يرمز إلى الوداعة ويذكِّرنا بكلام يسوع " تعلَّموا منِّي أنِّي وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحةً لنفوسكم". وأنا المُعَمَّد اليوم، هل اعيش الوداعة في تصرُّفاتي ومواقفي مُتَذَكِّراً بأنَّ جسدي هو هيكل الرُّوح القدس، وبالتَّالي أتذكَّر القول المأثور " إنَّ الإناءَ ينضحُ بما فيه". فهل تنضح وتظهر حياة الله الَّتي أودَعَها فِيَّ بالعماد أعمالاً وشهادة حياة؟
من هذه الحقائق الثّلاث، أنا مدعو لأن أُحقِّق حالة الإنتظار بتجسيد محبّة الله وإظهارها لذاتي أوَّلاً ولكلِّ مَن ألتقي به وأكوِّن معه كنيسة يسوع المسيح.

 

الخوري جوزيف هلال
خادم رعيّة الأربعين شهيد – القبيات الغربيّة
(زمن الدنح 2008)