مشروع جبهة العمل الإسلامي والمعارضة اللبنانية

مشروع جبهة العمل الإسلامي والمعارضة اللبنانية
هو إسقاط المشروع الأمريكي في لبنان

جبهة العمل هي جبهة غير مستلحقة بأحد ولا يُملي عليها أحد

ميثاق جبهة العمل الإسلامي هو "لاتفرقوا" ونحن نعمل على توحيد الساحة الإسلامية إبتداءً من الساحة السنية

مشروعنا هو إعادة دور أهل السنة والجماعة في لبنان
ليكونوا في مقدمة المقاومين كما عهدناهم

 

يرى رئيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان الداعية الدكتور فتحي يكن ضرورة الإلتزام بعدد من الثوابت التي تتمحور بقراءة الأحداث التي تجري في وطننا وفي دول المنطقة والعالم قراءة متأنية والعمل على تحليل الأحداث الجارية من منظار إسلامي يخضع لأحكام كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وأن هناك صراعاً دائماً بين الحق والباطل منذ الخليقة وهناك جبهتان، جبهة الحق والعدالة والحرية وجبهة الطغيان والظلم. وما يجري على الساحة اللبنانية هو امتداد لهذا الصراع، فنحن المعارضة نقول إن مشروعنا هو مشروع إسقاط المشروع الأميركي وهزيمته على الساحة اللبنانية، ومشروع الآخرين يُلخصه أحدهم بخمس كلمات :"أنا أرفض أن تهزم أميركا في لبنان"؛ ولا أدري إن كان يريد أن يرفع رايات أمريكا في لبنان.

 

مجلة "العرب والعولمة" أجرت حواراً مع الداعية فتحي يكن شرح من خلاله موقفه من العديد من الأمور والمستجدات على الساحة اللبنانية
أجرى الحوار: ربيع مغربي
حول موقفه ممن يقول أنه يُساهم في شق صف الجماعة الإسلامية، يرى الداعية يكن:

"نعوذ بالله أن نكون في موقع شق صفوف أو تفريقها، الجماعة الإسلامية تشرفتُ بأن أكون مؤسساً لها ولا زلت قائماً على ذلك حتى ألقى الله تعالى، إنما هناك تسديد لمسارها، وخلافنا يقتصر على خلاف وجهات النظر، وقد حفظ الله الجماعة الإسلامية من خلال وحدة صفها، فهي جماعة لم تتعرض لانشقاقات كما حدث مع غيرها، وأعتقد أن الجماعة في طورها الجديد سترجع وتسترجع موقعها الطبيعي الرائد في الساحة السنية لتكون مرجعيتها في الإطار الإسلامي والوطني، وأنا لا أزال عضواً محافظاً عليها حتى ألقى الله تعالى".

 

حول موقفه من إعداد جبهة العمل الإسلامي مجاهدين ومقاتلين في الجنوب اللبناني وهل هناك تنسيق بين الجبهة وقيادة حزب الله في الجنوب وهل سيكون للجبهة مراكز في المناطق اللبنانية، يرى الداعية يكن:
"لا شك أن من بين أركان جبهة العمل الإسلامي رجلاً مسؤولاً عن العمل المقاوم الذي بدأ منذ عام 1982 عند الإجتياح الإسرائيلي الذي وصل إلى العاصمة بيروت، وأعني بذلك المسؤول عن التنظيم المقاوم "قوات الفجر" التي كان قرار إنشائها داخل الجماعة الإسلامية التي كانت سباقة في تدشين العمل المقاوم السني في لبنان، وبعد الإنسحاب الإسرائيلي من بيروت وصيداء وتمركزه في الشريط الحدودي عندها بدأ الإخوة في حزب الله المسار.
طبعاً هناك تنسيق في العمل بيننا وبين قيادة حزب الله، لأننا نحن وإياهم في خندق مواجهة واحد على إمتداد العالم، وأحب أن أركز هنا على نقطة مهمة وهي أن معظم المقاومات في العالم اليوم ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية هي مقاومات سنية إن أردنا أن نتحدث من منطلق مذهبي، وفي طليعتهم حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهنا أقول لأهل السنة والجماعة في لبنان يجب أن تكونوا في مقدمة المقاومين كما عهدناكم، فالجزائر لم تحرر إلا من قبل جبهة العلماء، وليبيا لم تحرر إلا من خلال الشهيد المجاهد عمر المختار، وهكذا في الشيشان وكشمير...، المسلمون السنة هذا موقعهم الأصيل وسنشهد خلال الأيام القادمة توحيداً لمشروع المقاومة ضد الإحتلال الأمريكي في العراق بين السنة والشيعة.
أما عن وجود الجبهة فوجودها هو على إمتداد الوطن من جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه".


حول اتهام البعض للجبهة بأنها وليدة مشروع المحور السوري الإيراني يرى الداعية يكن:
"جبهة العمل هي جبهة غير مستلحقة بأحد ولا يُملي عليها أحد، وهي ليست وليدة مشروع المحور السوري الإيراني كما يقول بعضُ الساسة في لبنان، اليوم هناك عداءٌ من قبل بعض السياسيين لسوريا، بحجة عدائهم للنظام السوري الحاكم فيها، أعتقد أنه لو تغير النظام في سوريا ستبقى سوريا عدوةً له، وهنا جوهر الصراع في لبنان منذ أن حكم آل إده وآل شمعون الذين يحاولون تغريب لبنان وبين من ينادي بضرورة إبقاء لبنان في محيطه العربي الإسلامي المقاوم.
أضاف جبهة العمل لا تأخذ قرارها إلا من خلال ما تقتنع به، وهي تُملي و لا يُملى عليها، وأنا أتمنى على الكثير من أهل السنة والجماعة في لبنان أن يدركوا حقيقة مواقفهم، فالسنية موقف وإلتزام بكتاب الله وسنة نبيه الكريم، وأي خروج عن ذلك هو خروج عن السنية، هكذا كنا نسمع من أسلافنا العلماء الصالحين، نحن جبهة حرة غير مستلحقة بأحد".


حول آلية عمل الجبهة على صعيد وحدة المسلمين ونبذ الفتنة بين السنة والشيعة، يرى الداعية يكن:
"باختصار ميثاق جبهة العمل الإسلامي "لاتفرقوا" فنحن نعمل لتوحيد الساحة الإسلامية إبتداءً من الساحة السنية من خلال إعادة مرجعية دار الفتوى إلى سابق عهدها حين كان المفتون السابقون مرجعية المسلمين سنة وشيعة وبعودة هذه المرجعية أي دار الفتوى إلى سابق عهدها ستكون هذه الدار هي مُنطلق القرارات السياسية، وإن بقيت على حالها فستبقى صدىً لهذا الفريق وذاك.
نحن نتواصل مع إخواننا في الساحة السنية سواءً مع الإخوة في الجماعة الإسلامية من خلال وفود نرسلها لسماحة أمين عامها المستشار الشيخ فيصل مولوي، وكذلك مع الإخوة في اللقاء الإسلامي الموحد، وندعو إلى وحدة الصف والكلمة بين المسلمين السنة والشيعة ووأد الفتنة الإسلامية التي يعمل الإستكبار العالمي على إيقاظها".


حول تقييمه لحرب تموز وآثارها يرى يكن:
"اعتبر الداعية فتحي يكن أن الذين يصنعون النصر ينبغي أن يُقدروا ويحترموا وتوضع على صدورهم الأوسمة، فنحن يوم استشهد لنا عام 1983 شهداء في صيداء قامت صيداء ولم تقعد ولا نزال حتى اليوم نحيي ذكرى شهداء "قوات الفجر" سنوياً، في حينها لم يتحقق ما تحقق في تموز، خلال شهر تموز ملايين المسلمين قاموا بمسيرات تحيي المقاومة في لبنان التي صنعت إنتصاراً مؤيداً من الله عز وجل. وهنا لابد من السؤال لماذا الجيوش العربية في سنة 1948 و1967 وحتى اليوم لم تنتصر على الجيش الإسرائيلي كما فعل المقاومون البواسل في شهر تموز. هنا يحضرني مشهد الصحابة في "غزوة أُحد" حيث كانوا عُزّل من السلاح يتناوبون على بعير واحد ويحملون سيوفاً مقابضها من قماش، ورغم ذلك إنتصروا على الكافرين المدججين بالسلاح والعتاد من خلال تأييد الله لهم وإمداد الله لهم بآلاف من الملائكة مردفين وبإلقاء الرعب في قلوب عدوهم. وهذا ما شهدناه في حرب تموز واطلعوا على ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية. وختم الداعية يكن بدعوة الجامعة العربية لإقامة حفل لشهداء حرب تموز تكرمهم فيه وتضع أوسمة العزّ والنصر على صدورهم وصدور من ينتظر منهم".