back to Book

 

وثائق دير القديسة مريم اللاتينية

وإقامة ريمون الصنجيلي في جبل الحجاج[1] (قلعة أبي سمراء)

سؤال على سبيل المقدمة[2]

هل منطقتا شمعا وحي القطلبة القبياتيان وردتا في وثائق تعود للمرحلة الصليبية؟ في أطروحة الدكتوراه التي وضعها الأب سيزار (عفيف) موراني عام 1988، ونشرها عام 2006[3]، يزعم الأب المحترم أن أصل حي القطلبة (القبيات) قرية تعود لأيام الصليبيين باسم بيتسيديون Bethsedion، وكذلك أصل حي الغربية (القبيات) قرية أخرى تعود لأيام الصليبيين وكانت باسم بيتساما Bethsama (شمعا). وفي الزعم هذا يقول الأب المحترم أنه يستكمل وجهة نظر الباحث الفرنسي الشهير في الشرق اللاتيني (عهد الصليبيين) جان ريشار Jean Richard. فتأمل أيها القارئ الكريم كيف أن جان ريشار جعل هذين الموضعين على نهر أبو علي، تحت قلعة أبي سمراء (طرابلس)، بينما يُصر "أبونا" على القول أنه يستكمل منطق جان ريشار (continuant la logique de M. Jean Richard…, Cobiath sous…, p. 72; L’Architecture…, p. 113).

ترجمة النص العائد إلى جان ريشار

(ص 605) في العام 1170 وهب ملك صقلية دير القديس فيليب في أجيرا Saint-Philippe d’Agira في أبرشية كاتان Catane إلى دير القديسة مريم اللاتينية Sainte-Marie-Latine البنديكتي المؤسس في القدس قبل الحملة الصليبية الأولى. استقبل هذا الدير الصقلي رهبان القدس بعد استيلاء المسلمين عليها وطردهم منها؛ وحل من حينه محل الدير الرئيسي وتسمى باسمه (دير القديسة مريم اللاتينية). وهكذا فقد ذكر البابا أوربان الخامس عام 1363 دير القديس فيليب أجيرا باسم دير القديسة مريم اللاتينية في القدس[4]. بقي القديس فيليب شفيع البلدة (خُصصت له كنيستان، ويتم التطواف بتمثاله في الابتهالات العامة)، ولكن الدير بات يحمل اسم سانتا-مارينا-لاتينا (دير القديسة مريم اللاتينية). وبات التماثل كاملاً بحيث استمر بطريرك القدس طويلاً في تثبيت انتخاب رئيس دير أجيرا، تماماً كما في الأيام التي كان فيها رئيس الدير المقيم في سورية يقسم له قسم الطاعة الذي ما يزال نصه محفوظاً[5].

ولكن لا يبدو أن الرهبان البندكتيين نقلوا محفوظاتهم إلى صقلية: فقلما نعرف شيئاً عن ممتلكات ديرهم في سورية باستثناء براءة من البابا أدريان الرابع Adrien IV وأخرى من بنوا الحادي عشر[6] Benoît XI. وعلى أي حال، بقي من محفوظات دير القديسة مريم اللاتينية[7] (ص 606) وثيقة منذ القرن الثاني عشر فيها ثلاثة عقود تعود إلى كونتات طرابلس الأول. هذه الوثيقة المختومة بختم من الرصاص تم وضعها بالتأكيد في العام 1116: في ذلك التاريخ وقع الكونت بونز comte Pons مع الدير اتفاقاً يحصل بموجبه هذا الدير على بناء كان ريمون الصنجيلي Raymond de Saint-Gilles، جد الكونت بونز، وهبه إلى دير القديسة مريم اللاتينية، مقابل دفع ريع سنوي إلى بونز؛ وثبّت في نفس الوقت هبة سلفه وهبات أتباعه. وعمل على أن يتم في رأس هذا العقد تدوين نص هبة ريمون الصنجيلي؛ وكانت هذه الهبة المؤرخة بتاريخ العام 1103 الأولى التي حصل عليها هذه الدير المقدسي في كونتية طرابلس.، وأخيراً، عمل الرهبان، مستفيدين بالتأكيد من الفراغ الكائن في أسفل الورقة (وهي بقياس 39.8 سنتم عرضاً، و42.2 طولاً)، على تدوين عقد آخر لبونز، غير مؤرخ، ولكنه أسبق بقليل على العام 1116، ويعين حدود مزرعة (كازال casal) وهبها ريمون إلى الدير؛ إن محفوظات الشرق اللاتيني فيها الكثير من الوثائق الشبيهة المسماة في حينه "بيان الحدود" divisiones.

إن هذه العقود العائدة لدير القديسة مريم اللاتينية تساعدنا في التعرف بشكل أفضل على ضواحي طرابلس التي كانت تستدعي إعجاب الرحالة بخصوبتها وكثافتها السكانية. إن هذه المزرعة أو القرية التي كان الدير يمتلكها غير معروفة لنا إلاّ باسمها اللاتيني سوبرا بونتم[8] Supra pontem (وهي غير واردة في براءة البابا أدريان الرابع)؛ بيد أنه يمكننا بفضل دقة "بيان حدود"ها، موضعتها شرقي طرابلس. فهي تقع، استناداً إلى "بيان الحدود"، فوق طريق عرقة[9]، بين هذه الطريق بالذات، وأرض وليم فابر Guilhem Fabre (لجهة الشرق)، وطريق علما[10]، وأرض عائدة لجبل الطابور (مون طابور) Mont-Thabor وبساتين الزيتون فيها، ومزرعة بيير دومنج Pierre Domenge، ووادٍ ينحدر نحو طريق عرقة. ثمة عقدان آخران، ممنوحان إلى جبل الطابور وإلى الاسبتالية[11] يسمحان باستكمال هذه المعطيات. في العام 1139عيّن الكونت ريمون الثاني حدود مزرعة (كازال) بيتساموم Bethsamum العائدة إلى جبل الطابور، فكانت تحدها من الشمال مزرعة (كازال) مون كوكول Mons Cucul، ومن الشرق طريق (ص 607) قديمة تفصلها عن بوتسوفلام Botsoflam، ومن الجنوب طريق أخرى تفصلها عن بيتيليون Bethelyon، ومن الغرب أخيراً أرض دير القديسة مريم اللاتينية (أرض لا بد أنها مزرعة (كازال) سوبرا بونتيم، لأن هذه الأخيرة هي على الأرجح متاخمة لجهة الجنوب لأملاك جبل الطابور). وفي العام 1127، نحصل على تخوم مزرعة (كازال) ميسديليا Midelia، مجدليا الراهنة، في بيتساموم وبيتسيديون Bethsedion (التي تم تعيينها في بيتيليون)، وعند "النهر الجاري في جبل الحجاج" "fleuve qui coule à Mont-Pèlerin" (نهر أبو علي le Nahr Abou Ali)، وحدود أرداكيوم Ardacium (أرده Ardé اليوم) وقرية سرافتيني Ceraphtenie العائدة إلى كنيسة بيت لحم Bethléem التي وجد راي Rey اسمها في الهضبة القائمة مباشرة شرقي طرابلس.

وعليه فإن مجدليا وبيتسموم وسوبرا بونتم تشكل نوعاً من سلسلة تربط "نهر أبو علي" بطريق عرقة، وتقع شرقيها علما وأرده. كما تقع إلى الشرق من هذه المزارع الثلاث أيضاً مون كوكول وبوتسوفلام، وربما إلى ما بعد "طريق علما" (الطريق من علما إلى دير عمار؟)، بينما كانت بيتيليون وسرافتيني ومزرعة بيير دومنج واقعة إلى الغرب. هذه المزارع الثماني- وربما غيرها أيضاً- تقع في مثلث مساحته حوالي 20 كلم2، هناك حيث الخريطة الحالية للبنان لا تحتوي على غير بستان زيتون واسع، وعلى هضبة متصلة بقمة جبل تربل تبدو أربع قرى على الأكثر. وإننا نبحث عبثاً عن الغابات التي كان يمتلكها في القرن الثالث عشر الداوية في مون كوكول[12]. نستخلص من هذه الوثائق صورة لمنطقة كانت في مطلع القرن الثاني عشر مأهولة أكثر مما هي عليه اليوم، مع هضاب تغطيها الغابات ومزارع الخرنوب والكروم والزيتون، ما يشهد على ازدهار كبير.

إن نفس عقود أجيرا هذه تتيح الفرصة لمعرفة أفضل بالظروف التي أحاطت بإقامة أبناء منطقة بروفنس، أتباع ريمون الصنجيلي، على الساحل اللبناني. ففيها نرى أن ريمون يعد المدعو بيير أوليفييه Pierre Olivier، في لحظة وصوله إلى طرطوس بالذات، بعد مغامرته في آسيا الصغرى (شباط 1102) ببناء كنيسة في طرابلس تعود إلى دير القديسة مريم اللاتينية. وهكذا فإن ريمون قد صمم، منذ مطلع العام 1102، بأن يجعل من طرابلس عاصمته، قبل أن يرسخ سيطرته على منطقة طرطوس. فوثيقة 1103 تبين تباهيه مسبقاً بلقب كونت (ص 608) طرابلس comes Tripolitanus إلى جانب لقب كونت تولوز comes Tholosanus، بينما يبدو أنه اكتفى هو وخلفه، حتى العام 1109، بلقب غير محدد[13]. بخلاف مملكة القدس أو إمارة أنطاكية، هكذا ارتسمت "كونتية طرابلس" بنظر مؤسسها عندما شرع في الاستيلاء عليها[14].

في العام 1103، تم بناء حصن جبل الحجاج château de Mont-Pèlerin (قلعة أبي سمراء) بغية محاصرة مدينة طرابلس. وهناك تقدم راهب من دير القديسة مريم اللاتينية ليذكّر الكونت بوعده: سرعان ما وهب ريمون لهذا الدير الموضع اللازم لبناء كنيسة تحت الحصن، مع مطحنة وحقل وقرية في الجوار.

لم يكن ذلك أمراً فريداً من نوعه، لقد أكثر كونت تولوز، طيلة السنوات الأولى، الهبات للكنائس. هبات لكنائس الغرب، مثل كنيسة سان فيكتور في مرسيليا Saint-Victor de Marseille التي تلقت وعداً بامتلاك نصف جبيل[15]، أو كنيسة سان روف في فالانس Saint-Ruf de Valence التي يبدو أنها حصلت منه على كنيسة أرطوسية Artucie مع وعد بكنيسة في طرابلس نفسها[16]. ولكنائس الشرق أيضاً: لقد حمل ريمون الصليب من أجل تحرير أماكن العبادة القديمة التي يقصدها الحجاج، وجَعْل ذلك متاحاً. وعليه لم يكن بوسعه غير تشجيع هذه الأماكن التي يكرمها الحجاج أو المخصصة لتسهيل تحقيق أمنيتهم: كنيسة بيت لحم، كنيسة القيامة مع المؤسسات التابعة لها (دير القديسة مريم اللاتينية، مضافة القديس يوحنا l’Hôpital de Saint-Jean). ولهذا تلقى الاسبتالية منذ العام 1103 قطعة أرض تحت جبل الحجاج لبناء كنيسة، وفي حينه على الأرجح تلقوا أيضاً مزرعة (كازال) مجدليا التي سبق لنا الكلام فيها، والتي كانت في عداد الهبة الأولية لفرسان الاسبتالية في جبل الحجاج[17]. لا شك بأن كنيسة القيامة كانت أول من حصل على هبة. لقد وهبها ريمون مسجداً كان قائماً مسبقاً (كان موجوداً في بلدة مسلمة حل مكانها حصن جبل الحجاج)، ووهبها في جبل لبنان كنيسة مار جرجس التي لا نعرف موضعها، والتي ربما لم يكن الفرنجة قد احتلوها بعد. ولقد عمل الراهب الذي حصل على هذه الهبة على الحصول على وعد بكنيسة في طرابلس (ص 609) نفسها[18].أما في جبل الطابور، فلم تكن كنيسة الجليل الكبرى قد امتلكت أي شيء في منطقة طرابلس في تموز 1103؛ ولكنها كانت تمتلك بيتساموم وعقارات في طرابلس قبل العام 1139[19]. أخيراً حصل رهبان بيت لحم على سرفتيني قبل العام 1127[20]. وليس من المستبعد أن تكون هاتان الكنيستان المكرمتان جداً قبل الحروب الصليبية قد حصلتا على هبات في كونتية طرابلس في أيام ريمون الصنجيلي.

هكذا نرى كونت تولوز يهب الكثير من المؤسسات الدينية في الأرض المقدسة- وفي بلاد منشأه أيضاً- أملاكاً مقتطعة من الأقاليم الصغيرة التي استولى عليها. تمتاز كل هذه الأملاك بأمر ما مشترك: إن حصة دير القديسة مريم اللاتينية، وهي عبارة عن موضع لبناء كنيسة، وأراض زراعية في اسفل حصن الكونت، ومزرعتها (كازال) في الجبل، تشبه كثيراً حصة الاسبتالية الكائنة تحت حصن جبل الحجاج وملاصقة لها، أو أيضاً حصة كنيسة القيامة التي هي أهم من باقي الحصص. لم يكن أي واحد من هذه الأديرة المحررة للتو من نير المسلمين على شيء من الغنى: ولم يكن بالتالي دافع ريمون في هباته هذه الطمع بمردود مالي محتمل (ربما بعكس ما كانت عليه الحال بالنسبة إلى سان فيكتور في مرسيليا). كانت تقواه، بلا ريب، دافعه الأساسي في هباته هذه. بيد أنه تجدر الملاحظة أن أياً من هذه الهبات لم تكن خالية من الشروط: لن تصبح الهبة فعلية إلاّ بعد بناء الكنيسة وتكريسها- نصوص دير القديسة مريم اللاتينية بليغة المعنى بهذا الخصوص، ولكن النصوص المتعلقة بكنيسة القيامة وبالاسبتالية تثبت ذلك أيضاً[21].

الوثائق[22]

الوثيقة الأولى، (1103): وهب ريمون الصنجيلي إلى دير القديسة مريم اللاتينية، كما كان قد وعد بيير أوليفييه لدى وصوله إلى طرطوس، موضعاً تحت (ص 610) حصن جبل الحجاج الجديد، من موقع كنيسة الاسبتالية حتى الجسر، لبناء كنيسة هناك، ومنح هذه الكنيسة الأرض الممتدة من هناك حتى أقرب مطحنة، بما في ذلك المطحنة المذكورة والحقل القائمة عليه، وكذلك قطعة أرض من سكتين كائنة في أقرب موضع للكنيسة، ومزرعة (كازال) سوبرا بونتم مع توابعها؛ وهو يثبّت كل المكتسبات التي يقدمها الكهنة.

الحاشية رقم واحد التابعة للوثيقة الأولى، وهي تتعلق بالمطحنة الوارد ذكرها في العقد: هل هي مطحنة لانتاج الطحين، أم هي بالأحرى معصرة لقصب السكر؟ فهي موصوفة، في براءة أدريان الرابع، بعبارة: macchera (massaria?).

الحاشية رقم 2 التابعة للوثيقة الأولى، وهي تتعلق بالموقعين عليها: ريشارد من مرسيليا Richard de Marseille هو بدون شك رئيس دير سان فيكتور الذي كان في جبل الحجاج في 16 ك2 1103 (Röhricht, Regesta, no 38). إيكار من أرل Aicard d’Arles مذكور في العام 1103 والعام 1106 (ibid, nos 38, 44, 48). غليوم هوغو Guillelmus Hugo المذكور منذ العام 1103 بجانب الكونت ريمون هو على الأرجح (ص 611) غليوم Guillaume صاحب كرات Crat (حصن الأكراد Crac des Chevaliers) حتى العام 1144، وابنه يُدعى برتراندوس هوغو Bertrandus Hugo؛ اختفى بعد العام 1151. غليوم أرفيي Guilhem Arvei (أصله من نيم Nîmes؟ راجع: Teulet, Layettes du Trésor des Chartes, I, 103 et 179) يظهر هو نفسه أيضاً عام 1105؛ كانت زوجته تملك عام 1116 مزارع لقصب السكر بالقرب من جبل الحجاج (راجع أدناه)؛ ثمة شخص بنفس الاسم مذكور عام 1163 (Regesta, nos 44, 389). لا بد أن ريبو Ribod هو الذي وهب قبل العام 1143 إلى كنيسة القيامة مزرعة (كازال) المجدل Helmedel (El Majdel: cf. J. Richard, Questions de topographie tripolitaine, dans Journal Asiatique, 1948, p. 54, n. 1; Regesta, no 218). راجع حول الكونستابل غليوم بير Guilhem Peyre مؤلفنا: Comté de Tripoli, p. 49. بونز دو فوس Pons de Fos مذكور من العام 1105 حتى العام 1132 (Regesta, nos 44, 211). أما غليوم أريول Guilhem Ariols وكارافيلوس Caravellus وبرتران أرفيي Bertrand Arvei وريمون دو كونيليو Raymond de Cornelio (Cornell-de-Conflent?) فهم غير معروفين لدينا: بيد أن ثمة غليوم كونيليون Guilhem Cornelione وارد عام 1145 بين أتباع كونت طرابلس (Regesta, no 236).

الوثيقة الثانية، (1116): بما أن ريمون الصنجيلي كان قد وهب إلى دير القديسة مريم اللاتينية مسجداً بافوماريا[23] bafumaria بالقرب من طرابلس، فقد ثبّت الكونت بونز Pons هذه الهبة، لكنه وهبها مقابل إيراد طول العمر قيمته 20 بيزانت يتم تسديدها كل سنة يتم فيها تشغيلها. كما أنه وهب أيضاً ريعاً سنوياً من 20 جرّة زيت متوجبة على القرية التي حصل عليها منه غليوم فابر Guilhem Fabre، وأقر هبة من خمس جرار، قدمها بيير بويلوران Pierre Puylaurens من مزرعة (كازال) كيراس Dairas (راجع المقطع الآتي أدناه)، وهبة من ثلاثة فدادين[24] arpent من أرض مزروعة بقصب السكر، تحت جبل الحجاج، قدمتها زوجة غليوم أرفيي Guilhem Arvei.

الحاشية رقم 2 التابعة لهذه الوثيقة الثانية: راجع حول الكونستابل روجيه connétable Roger مؤلفنا: Comté de Tripoli, p. 49. كان بيير دو بويلوران واحداً من أبرز أتباع الكونت؛ وكان بلا شك صاحب جبل عكار Gibelacar، ويمتلك مون كوكول Mons Cucul وديراس Dairas، التي هي ديريا Deria (داريا Daraya على نهر أبو علي؟ راجع: Regesta, no 218). راجع حول هذه العائلة: Comté de Tripoli, p. 75-77...

(ص 612) الوثيقة الثالثة (بدون تاريخ (1116-1137): فيها "بيان حدود" مزرعة (كازال) سوبرا بونتم.



[1] المرجع: Jean Richard: “Le chartrier de Sainte-Marie-Latine et l’établissement de Raymond de Saint-Gilles à Mont-Pélerin”, Mélanges d’Histoire du Moyen Age, Louis Halphen, Puf, Paris, 1951, pp. 605-612.

[2] السؤال من وضع المترجم.

[3] L’Architecture Religieuse de Cobiath sous les Croisés, these pour un doctorat en histoire de l’art, preparée par Afif MOURANI sous la direction de M. Yves BRUAND, Université Le Mirail-Toulouse, 1988. وصدرت هذه الأطروحة في كتاب بالفرنسية: P. César MOURANI, Cobiath sous les croisés, Zgharta- Liban, 2006. ويتم توزيع الكتاب من قبل الآباء الكرمليين، الحازمية.

[4] انطلقنا من هذه الواقعة (المذكورة في: Dubrulle, les registres d’Urbain V, no 135, dans Bibl. des Écles fr. d’Athènes et de Rome ) في بحثنا: J. Richard, Nouveaux documents des archives italiennes concernant l’Orient latin, dans Comptes rendus de l’Académie des Inscriptions, 1948, p. 258-265.. أجيرا اليوم مدينة صغيرة في مقاطعة إينا Enna.

[5] نص القسم موجود في: Recueil des historiens des Croisades, Lois, II, p. 536. (E. de Rozière, Cartulaire de l’église du Saint-Sépulcre de Jérusalem, Paris, 1849, p. 1-2).

[6] نشر البراءتين P. Sinopoli di Giunta, La badia regia di S. Maria Latina, Acireale, 1911, in-12, p. 107 et 121. نص البراءة الأولى معروف استناداً إلى مخطوطة من باليرم Palerme نشرها: Reinhold Röhricht (Neues Archiv., XIV, p. 202)؛ راجع أيضاً: Röhricht, Regesta regni hierosolymitani, Innsbrück, 1893, in 8o, no 331.

[7] إن جردة الوثائق التي نشرها سينوبولي (Tabulario di S. Maria Latina di Agira, dans archivio storico per la Sicilia orientale, XXI, 1926) ناقصة للغاية. ولقد استأنف وضع هذه الجردة كلياً الاستاذ جيوشينو غريكو Gioachino Greco من أجيرا والذي أخذ على عاتقه نشر الوثائق القديمة من هذه المحفوظات؛ نحن ندين لهذا العلامة الذي تفضل بتزويدنا بنسخه وسهل عملنا باعتراف عميق بالجميل، كما نشكر أيضاً الجليل بنيامين غيوديتشه Benjamino Giudice الذي ساهم كثيراً بإرشادنا في بحثنا.

[8] معناه: فوق الجسر (المترجم).

[9] لا شك بأنها الطريق القديمة المؤدية من طرابلس وجبل الحجاج (أبي سمراء) إلى عرقة، وهي اليوم مدينة داثرة تقريباً (R. Dussaud, Topogr. Hist. de la Syrie antique et médiévale, Paris, 1927, in-80, p. 80-84). هذه الطريق موجودة على خريطة ممتازة للشرق بمقياس 1\50000 من وضع المعهد الجغرافي الوطني Institut géographique national (أوراق طرابلس، حلبا، الحميدية) في سلسلة من مواضع متقطعة هنا وهناك، وتتبع المنحدرات الأولى لجبل تربل (المعروف باسمMons Leopardorum  عند رحالة العصور الوسطى: راجع E. Rey, Les Colonies franques de Syrie aux XIIe et XIIIe siècles, Paris, 1883, in 8o, p. 370) لا ساحل البحر. ومن معالمها دير عمار Deir Amar، النبي يوشع Nabi Youcha، برهويه Berrhoié، ببنين Bebnine، قبل بلوغها جوار عرقة (اعتمدنا هنا الأسماء الواردة مترجمة في الخريطة المذكورة على الرغم من نواقصها).

[10] ما تزال علما قائمة بنفس الاسم شرقي طرابلس على مسافة 5 كلم منها، و4 كلم من البحر.

[11] راجع: Delaville Le Roulx, Cartulaire général de l’ordre des Hospitaliers, II, p. 902 et 904; I, p. 76.

[12] علينا بالتالي التخلي عن بعض عمليات تعيين المواضع التي كانت مقبولة حتى الآن. مون كوكول "أكمة تقع جنوب شرق طرابلس على الساحل" (Rey, ouvr. Cite, p. 370) التي اعتبرها لامنس Lammens أبو حلقة (راجع: Topogr. Hist., p. 87): فلا شيء في النصوص التي تأتي على ذكر هذا الموضع يسمح بمثل هذا التحديد (Mas-Latrie, Hist. de l’île de Chypre, III, p. 666; Gestes des Chiprois, dans R. H. C., Doc. Arm., II, p. 782). – لا يمكن أن تكون بيتليون هي برحليون Berhalioun على مسافة 20 كلم جنوبي طرابلس، بينما مجدليا المتاخمة لها ليست على غير كلمترين من هذه المدينة. – لا يمكن أن تكون بيتساموم، وهي بيتساما Bethsama أو بيتاموم Bethamum (التي كانت موضع مكاراة في العام 1163: Delaville Le Roulx, ouvr. Cite, II, p. 904)، هي بصرما Bsarma، لأن هذا الموضع يقع جنوب غرب نهر أبو علي، بينما كل المزارع (كازال) المجاورة إلى بيتساموم تقع جنوب غرب هذا النهر؛ ومن جهة أخرى إذا كانت بيتساموم هي بصرما، لكان علينا أن نعثر في ذكر تخومها على مزرعة (كازال) عابا (Haabe ’aba) التي يسمح "بيان حدود" بموضعتها بكل يقين (Dussaud, Topogr. Hist., p. 86). لقد عين راي Rey (p. 365 et 369) موضع ميسديليا (مجدليا) وسرافتيني بطريقة اعتبرها دوسو مرضية (Dussaud, p. 85).

[13] ثمة مجال بتعديل بهذا الاتجاه لزعمنا الذي تقدمنا به، استناداً للوثائق التي كانت بتصرفنا في مؤلفنا: Le Comté de Tripoli sous la dynastie toulousaine, Paris, Geuthner, 1945, p. 17 (Bibl. Arch. Et Hist., t. XXXIX). تجدر الملاحظة أن ريمون يقدم نفسه في وثيقة 1103: "كونت سان جيل (الصنجيلي) Comte de Saint-Gilles، كونت تولوز de Toulouse، كونت طرابلس de Tripoli.

[14] من المقرر عادة أن كونتات طرابلس الأول رغبوا بأن تكون حمص "la Chamelle" المدينة الرئيسية لممتلكاتهم.

[15] Röhricht, Regesta, no 36 (16 janvier 1103)

[16] هبة سان روف غير معروفة إلاّ من خلال وثائق تثبيتها لاحقاً، وأولها يعود إلى العام 1123 (“ecclesiam sancti Jacobi de Tripoli cum suffraganea ecclesia de Artucie”: UL. Chevalier, Collect. De cartul. Dauphinois, IX, 1, p. 23 et 32)؛ ولكننا نظن أن الهبة تعود إلى أيام ريمون الصنجيلي. لا شك أن أرطوسي Artucie هي أرطوسية Orthosias، هذه المدينة الأسقفية التي جعلها اللاتين تابعة لأبرشية طرابلس (Dussaud, ouvr. Cite, p. 78-80). وسيراً على خطى راي (Rey, p. 361) صار تُسمى عادة أرتيزي Artésie؛ ما من شأنه خلق التباس مع موضع بنفس الاسم بالقرب من أنطاكية (أرتاح Artah).

[17] راجع وثيقتنا الملحقة رقم 1، و: Delaville Le Roulx, I, p. 76

[18] Regesta, no 48; Lois, II, p. 480-482.. أضاف غليوم جوردان Guillaume Jourdain إلى هذه الهبة، عام 1106 مزرعة (كازال) بويورا Buiora ومزرعة (كازال) برتراند Bertrand، وعام 1110 ثلاث مزارع (كازال) تتعين في عبدين Abdine وبلا Billa وبين النهرين Beïn-en-Nahrain (Abdin, Habela, Benharan)، في وادي قاديشا وغربيها، غير بعيد عن أهدن.

[19] استناداً إلى وثيقتنا الملحقة رقم 3، و: Delaville Le Roulx, II, p. 827, 902, 904

[20] Delaville Le Roulx, I, p. 76 et suiv.

[21] "Ad dedicationem ecclesie Sancti Sepulchri que est in Monte Peregrino": وارد في عقد غليوم جوردان Guillaume-Jourdain عام 1106، وكذلك تصبح مجدليا ملك الاسبتالية يوم تكريس كنيسة الاسبتالية تحت جبل الحجاج (Delaville Le Roulx, I, p. 76).

[22] لم نتمكن من ترجمة نصوص العقود الموضوعة باللاتينية لجهلنا بهذه اللغة. واكتفينا بترجة مقدمة كل من هذه النصوص، كما وضعها المؤلف جان ريشار. وأضفنا إليها ترجمة بعض الحواشي التي وجدناها مفيدة، وهي من وضع المؤلف نفسه. (المترجم).

[23] تعني كلمة بافوماريا bafumaria عادة المسجد، بيد أن بنود العقد تبدو واجبة التطبيق بصعوبة بالغة على معصرة "mahomerie". أليس علينا اعتبار أن كاتب العقد اعتمد هذه الكلمة ليشير إلى معصرة قصب السكر التي سبق ذكرها؟

[24] وحدة قياس الطول (والمساحة بالتالي) كانت مستعملة قديماً في فرنسا وكانت تعادل تقريباً حوالي 200 قدم طولاً (المترجم).

 

د. جوزف عبدالله

 

back to Book