back to Book

  

الفصل الثاني: مباحث طبوغرافية وتاريخية

 

1- الطبوغرافيا التاريخية لعكار وجوارها: رونيه دوسو René Dussaud

2- كونتية طرابلس، المستعمرات الفرنجية في سورية: إيمانويل غوييّوم راي E. G. Rey

3- عكار وحصن الأكراد: موريتز سوبرنهايم Moritz Sobernheim

4- "مقام الرب" في بيت جعلوك: هنري سيريغ Henri Seyrig

5- تقرير حول المسح العام للآثار في بعض مناطق عكار

   كين ماتسوموتو Ken Matsumoto وهيساهيكو وادا Hisahiko Wada

 

 

الطبوغرافيا التاريخية لعكار وجوارها

I

بين طرابلس وحمص[1]

رونيه دوسو René Dussaud

(ص 75) 1 طرابلس وضواحيها

بنى مدينة طرابلس الحالية، بجوار نهر قاديشا، المسلمون الذين أقطعهم السلطان قلاوون الأراضي بعد الاستيلاء على مدينة طرابلس القديمة (عام 1289) وتدميرها. كانت المدينة قائمة على الساحل في المحلة المسماة حالياً الميناء el-mina أو طرابلس البحرية la marine. وكانت الأسوار المحيطة بها فسيحة لدرجة تسمح لثلاثة فرسان أن يعبرونها معاً وهم على ظهور الجياد[2]. وهكذا فإن نشوء المدينة الحالية القائمة على بعد فرسخ من الساحل يعود إلى ما بعد المرحلة الصليبية.

يبدو أن طرابلس لم تنل أهمية في العصور القديمة إلاّ لكونها اصبحت مركز الكونفدرالية الفينيقية. ويعود اسمها اليوناني (تريبولي Tripoli) إلى أن الصيدونيين والصوريين والأرواديين كانوا يقطنون فيها في ثلاثة أحياء مختلفة[3]. كما نجهل اسمها الفينيقي، ولكننا نعرف، استناداً إلى ديليتزش[4] Delitzsch، بوجود "ثلاث مدن" أو ثلاثة أحياء باسم مخلات Makhallat وماييز Maϊs وكاييز Kaϊs، المذكورة في حوليات أشور ناصربال. والأكثر احتمالاً أن واحدة من هذه المدن كانت قائمة في موقع طرابلس البحرية (ص 76): المينا. أما المدينتان الباقيتان فتقعان بين جبيل Byblos وسيميرا[5] Simyra، دون ان نتمكن من المزيد من التحديد.

يجدر البحث عن آثار طرابلس القديمة في الضواحي المتاخمة للمرفأ الحالي، طرابلس البحرية أو الميناء؛ فالعملات القديمة تؤكد أن معابد هامة بنيت فيها. ونعرف منها خاصة معبد عشترت (عشتار، عشتروت) Astarté المؤلف، على ما يبدو، من ساحة مدخلها الرئيس مزين بتمثال لعشترت، ويحتوي على معبدين صغيرين[6]. ويمكننا الافتراض أن أحد هذين المعبدين كان مكرساً لعشترت والآخر لديوسكورس Dioscures، وكانت لعبادتهما حظوة خاصة في طرابلس.

وثمة معبد آخر كان مكرساً لزوس هاغيوس Zeus Hagios، وهو يمثل أدونيس، ومجسد على شكل تمثال نصفي، رأسه شعاعي[7]، وغالباً ما يكون مرفقاً بالشمس (أو أبولون Apollon) وبالقمر (أو أرتميس Artémis)[8].

إن كل الخرائب القديمة غير ظاهرة حالياً لأن الأبحاث الدقيقة التي قام بها ماكس فان برشم Max Van Berchem أثبتت أن الأبراج القديمة المنتشرة على خط الشاطئ في محيط ميناء طرابلس لم تبنَ قبل حقبة السلاطين المماليك[9]. وإننا لنتصور أنه تحتم إنشاء دفاعات للمدينة من جهة البحر ابتداءاً من سنة 1289، تاريخ استيلاء السلطان قلاوون على طرابلس[10].

ولكننا (ص 77) نعتقد أنه علينا أن نستثني البرج السابع الواقع على المصب الشرقي لنهر قاديشا والمسمى حالياً "برج العدس". ونظن أنه يجدر بنا في الواقع اعتباره "حصن أبو العدس" الذي ذكره الإدريسي. وفي الحقيقة يعود هذا الحصن إل نظام دفاعي آخر، يهدف إلى حماية المدينة من الهجمات البرية، ويحتوي، لجهة الجنوب، على موقع لإقفال معبر رأس الشقعة Théouprosopon الذي سنعود للكلام عنه لاحقاً، وانف الحجر أو أناف[11] Anafe أو أنفة[12] Nephin، التي من شأن فرضة عميقة تفصلها عن اليابسة أن تسمح بتحديدها كأنها كلها تقريباً داخل البحر[13] in mare fere totum، حصن القلمون[14] أو كالاموس Calamos القديمة[15] وحصن أبو العدس[16]، وارطوسية Artousia.

يضيف الإدريسي[17] الذي ندين له بهذه المعلومات أن أشهر الأعمال التابعة لطرابلس كانت الشفيقة esh-Shafiqa، وربما علينا قراءتها السفينة[18] es-Sofeina، (ص 78) والزيتونية ez-Zeitouniya التي يمكن أن تكون الزويتينة[19] ez-Zouweitina، والراعبية، وهي غير محددة المكان، والحدث في الجبل العالي في الجنوب الغربي لإهدن، وأميون وهي قرية كبيرة تقع جنوبي طرابلس.

يسمى القطاع القائم بين البترون وطرابلس الكورة، وفيه أميون وبكفتين وحامات وكفرحزير وكفرقاهل وكفتون.

ما يزال اسم أرطوسية Orthosia ou Artousia محفوظاً في المكان المدعو أرض أرطوسي Ard Artousi. وكانت أرطوسية مدينة بحرية[20] ثانوية الأهمية لأنها لم تصك عملة إلاّ ابتداءً من القرن الأول قبل عصرنا[21]. نميز أطلالها عند مصب نهر البارد، على الجهة الشمالية منه. وعلى الجهة الأخرى من النهر، مباشرة بعد الجسر الذي كان يحمل في القرن الخامس عشر اسم جسر أرطوسية[22]، فإن خان العبدة حيث ما زالت تتوقف كل القوافل يمثل "موتاتيو بروتوس" “mutatio Bruttus” الوارد في الرحلة من بوردو إلى القدس: من هنا نستنتج أن الاسم الحالي للنهر يعود إلى العصور القديمة.

وكالعادة كانت عشترت إلهة مدينة أرطوسية، وهي تبدو، في المعبد الرئيس (ص 79) المطبوع على العملة[23]، واقفة وهي حاملة عصا ومتوجة بهامة النصر، بينما يجري النهر تحت قدميها. يظهر نموذج نادر جداً[24] أن الإلهة كانت إلى جانب إلهين آخرين. ليس الإله إلى جهة اليمين سيبيل Cybèle إنما هو بعل Baal حاملاً المنجل le Harpé، السلاح الملكي الفينيقي[25] القديم، والمشبه هنا بسلاح كرونوس Kronos، وهو على عربة يقطرها زوج من العنقاء[26] sphinx ou griffons. أما الإله لجهة الشمال فهو غير واضح، ومن الممكن على ما يبدو أن نعتبر كل المرتفعات في لبنان الشمالي لا تشكل وحدة إتنية (بلاد النيغا Nega، بلاد الجبيليين) فحسب، إنما أيضاً وحدة دينية من خلال الإله أيل (المشبه بكرونوس) بوصفه بعل المنطقة، وعشترت كبعلة محلية (إلهة مدينة poliade) والإله أشمون- أدونيس (زوس هاغيوس في طرابلس). ولقد عُثر في فيع، شمال أميون، على نموذج مثير لعشترت يعود إلى الحقبة الفارسية[27].

كانت هذه المنطقة مكتظة بالسكان بشكل ظاهر وناشطة في الألفية الثانية قبل عصرنا. ويجدر بنا أن نعين فيها موقع المدينة المدعوة أولازا Ullaza التي ورد ذكرها مراراً في لوائح تل العمارنة[28]. إنه لمعلوم الهجوم الذي قامت به أساطيل أرواد ضد أولازا، لتصل من بعدها إلى سمور Sumur (سيميرا Simyra)[29]، وهروب سكان أولازا إلى جبيل[30]. تقع أولازا إذاً على الشاطئ وحيث يمكن الوصول بسهولة إلى جبيل عن طريق البر.

إن موقع أرطوسية يتفق مع هذه المعطيات. ومن جهة أخرى ثمة توافق على تعيين أولازا بأنها أنراتا Anrata الواردة في اللوائح (ص 80) المصرية[31]. وعليه فإن مماثلة أنراتا بأرطوسية، في ظل هذه المعطيات، ليس من باب المغامرة. وعلى الأرجح جاءت هذه اللفظة الأخيرة من تحريف اسم قديم للمكان، خصوصاً أنه لا صلة لها بأي اسم جغرافي مقدوني أو سلالة ما. تقع أولازا على ضفاف نهر مرنا[32] Merna، وهذا هو أيضاً موقع أرطوسية، وعليه يمكن الافتراض أن مرنا هو الاسم القديم لنهر البارد.

هددت جيوش الغزوات، في كل العصور، طرابلس من ناحية وادي إلوتيروس[33] Eleuthère أو النهر الكبير الذي يخلق بمجراه وبمجاري روافده فرجة بين لبنان وجبال النصيرية. ولهذا كانت المراكز الدفاعية كثيرة في هذه النواحي. يجب الإشارة بشكل خاص إلى عرقة وحلبا[34] لجهة الشمال الشرقي، ومن ثم لجهة الشمال مجموعة حصون صغيرة سنتناولها لاحقاً.

لعبت عرقة دوراً هاماً منذ أقدم العصور حتى نهاية المرحلة الصليبية. لقد سبق ورأينا ان سفر التكوين (10: 15 و18) يشير (بعد تحريره مما أضافه المتعاقبون على إعادة كتابته) إلى أن المجموعة الفينيقية المركزية كانت مؤلفة من العرقيين Arqites والسينيين[35] Sinites.

يرد اسم عرقة في لوائح تل العمارنة بشكل عِرقاتا[36] Irqata الذي يصبح في العربية عِرقة ‘Irqa، وفي النصوص الأشورية بشكل عَرقة[37] Arqa.

(ص 81) كانت هذه المدينة في العصر الروماني مركزاً هاماً لعبادة الإلهة فينوس أرشيتيدس[38] Vénus Architidis (الزهرة) التي حدد هيل HILL نوعها على العملات، والتي وصفها ماكروب بقوله: "Simulacrum hujus deae in monte Libano fingitur capite obnupto, specie tristi, faciem manu laeva intra [39]amictum sustinens; lacrimae visione conspicientium manare creduntur”

 كان هناك معبد آخر مكرس لعشترت المدينة على رأسها تاج، وماسكة العصا بيدها، وقدمها على الإله- النهر الجاري، نهر عرقة. ومن الملاحظ أن هذه الإلهة تشبه إلى حد بعيد تلك التي وجدناها بين زوج من العنقاء على عملات أرطوسية، ما يؤكد الاتحاد الوثيق بين هاتين المدينتين.

ثمة ميل إلى جعل جبيل هي المركز الديني لهذه المنطقة، ولكن نفس الآلهة الجبيلية توجد في عرقة وطرابلس. ويبدو أن قدسية "زوس هاغيوس" المعبود في طرابلس مستمرة في اسم النهر المجاور لها، نهر قاديشا، وتنتشر صفة القداسة هذه في كل جون عرقة المسمى اييروس كولبوس[40] Hieros kolpos.

تجدر الإشارة، من وجهة نظر طوبوغرافية، إلى سؤالين اثنين. يدعو إلى طرح السؤال الأول نقش لاتيني اكتشفه رينان، يحدد حدود إقليم عرقة التي أصبحت قيصرية لبنان مع حدود جيغرتا[41]: "Fines positi inter Caesarenses ad Libanum et Gigartenos de vico Sidonior[um] jussu…". عثر رينان على هذا النص في قرية عبرين، ولكن مصدره قلعة المسيلحة. ومنه استنتج رينان، أولاً، أن جيغرتا كانت تقع بالقرب من قلعة المسيلحة، ويسنده في ذلك قدامى المؤرخين. لقد جعل سترابون Strabon حصني سينّا Sinna وبوراما Borrama الواقعين على مرتفعات لبنان مقابل الحصون (ص 82) التي تحمي مناطقه المنخفضة مثل البترون وجيغارتا[42]. ويذكر بلين Pline، من جهة أخرى، وفي الترتيب الآتي، اسماء مدن هذه المنطقة: البترون Botrys، جيغارتا، ترييريس Trieris الهري، كالاموس Calamos القلمون[43].

يحظى تعيين بلين لهذه المواقع بأهمية خاصة إذا ما لاحظنا أن موقع ترييريس يتماثل مع الهري، مباشرة شمالي تيوبروزوبون Théouprosopon، رأس الشقعة[44] الذي ما يزال محتفظاً باسمه. تستمر أهمية هذا الموقع في العصور الوسطى نظراً لتوافق الآراء في احتوائه على بوي دي كونيتابل[45] Puy du Connétable.

إذا كان موقع ترييريس ليس إلاّ الهري[46]، فإن فرضية رينان أن جيغرتا تقع بالضرورة في محيط المسيلحة هي فرضية صحيحة. يتفق رينان وفان برشم في القول أن "قلعة المسيلحة الجميلة جداً لا تحتوي في وضعها الحالي على أي قسم من البناء يعود إلى ما قبل العصور الوسطى"[47]. إنما ذلك لا يمنع أن الصخرة العامودية التي تقطع طريق الممر الجبلي بين شعب رأس الشقعة Théouprosopon ولبنان كانت مستخدمة منذ العصور القديمة، وأنه في هذا الموقع كان مأوى قطاع الطرق الذين تكلم عنهم سترابون. وعلى كل حال فإن بومبي Pompée وضع حداً لأعمال اللصوصية، وازدهرت هذه المنطقة التي ذكرها جورج القبرصي Georges de Chypre باسم كومي جيغرتا[48] Komè Gigerta. وعليه فالحصن الصغير نفسه قد يكون في حينه يشكل حياً في كومي، وقد يكون أيضاً الحي الصيداوي Vicus Sidoniorum المذكور في النقش اللاتيني. سبق أن رأينا أن الصيداويين يملكون منطقة كاملة في طرابلس. وليس مستغرباً أن يكونوا قد سكنوا في عدة نقاط إستراتيجية على الطرقات التي تؤدي إلى طرابلس[49].

يبقى أن نشرح موضوع أن سكان (ص 83) المنطقة المحيطة بقلعة المسيلحة قد كان لهم حدود مشتركة مع سكان منطقة عرقة، أو قيصرية لبنان. ونعتقد أنه من غير المجدي أن نستعين بفرضية مومسن Mommsen القائلة بوجود أرض محصورة خارج منطقة القيصريين (العرقيين)، خصوصاً أن الدقة التي كتب بها النص تضم إشارة تهدف إلى تجنب كل خطأ. إنما قبل الغوص في هذا الموضوع، علينا مناقشة سؤال آخر كثر الجدل فيه. نعلم أن اسكندر سويروس Alexandre Sévère ولد في عرقة[50]. والحال فإن واحدة من عملات هذه المدينة تحمل العبارة الآتية: "Col. Cesaria Itur"[51]. وهذا ما يدفع إلى التساؤل كيف يمكن لعرقة أن تكون ضمن نطاق أيطورية Iturée. أمام هذه الصعوبة، ثمة من اقترح، بشكل خاطئ تماماً، أن تعتبر هذه العملة تابعة لمنطقة قيصرية بانياس[52] Césarée Panéas. ولكنه يجب عدم الخلط بين أيطورية والأيطوريين. ففي العصر الإسرائيلي اعتبرت عشائر الأيطوريين من بدو صحراء سورية. وفي سفر الأخبار، سكن هؤلاء البدو في منطقة عبر الأردن، وسرعان ما تدفقوا من هناك إلى لبنان الشرقي حيث أسسوا مملكة عاصمتها خلقيس Chalcis (عنجر ‘Andjarr). وكانوا، على حد قول سترابون[53]، يسيطرون على شمال لبنان عند مجيء بومبي. والعملة التي سبق ذكرها تؤكد هذه الشهادة إذ أنها تثبت أنه في الحقبة الرومانية كان حكم الأيطوريين يمتد إلى عرقة. ونجد تأكيداً على صلة هذه المدينة بلبنان في كونها كانت تنتمي إلى مملكة أغريبا الثاني Agrippa II عندما مرّ فيها تيتوس[54] Titus. وهكذا يتم بسهولة تفسير النص المذكور قبل قليل والذي يعين الحدود بين أهل المسيلحة وأهل عرقة.

(ص 84) أثناء تقدم الفرنجة، في الحملة الصليبية الأولى، وجدوا هناك مدينة محصنة في وسط مقاطعة مزدهرة حيث تكثر المياه، والمرتفعات تغطيها الغابات، والتلال مزروعة بشجر الزيتون، والسهول مقسمة إلى حقول مزروعة ومراع[55]. يذكر الإدريسي، في منتصف القرن الثاني عشر، عرقة كمدينة غنية وافرة السكان، تغذيها المياه بواسطة قناة[56]. إن هذه القناة التي تتبعنا مجراها من عرقة إلى عكار، كانت إما محفورة في الصخور، وتستعمل كطريق بالقرب من عدبل Dibel، وإما تشكل عملاً فنياً كما في القنطرة Qantara حيث تمر القناة بشكل قوس كامل، على رافد من روافد نهر عرقة[57].

لفت الدمشقي النظر إلى المدينة القديمة عندما ذكر "حصون عرقة وحلبا مع أراضٍ واسعة مقسمة إلى مقاطعات وأقضية، وإليها تنتمي جون Djoun وروجاليّا[58] Rodjaliya وهما مندثرتان حالياً". لقد أصيب ازدهار عرقة بنكسة كبيرة عندما استولى عليها بيبرس عام 1266، إنما بقي الموقع محافظاً على اسمه القديم حتى أيامنا هذه[59].

تذكر نصوص القرون الوسطى عدداً كبيراً من المزارع Casaux حول عرقة وطرابلس. ولقد أدرجت مجموعة منها في عقد هبة إلى فرسان الاسبتالية[60]: مسدليا Misdelia هي (ص 85) بالتأكيد مجدليا Medjdelya شرقي طرابلس[61]، وأرداكيوم Ardacium ولعلها كانت في موقع أردي Ardi وأردات Ardat، وعلما Alma التي تحتفظ باسمها في الجوار، وبيت صاما Bethsama وهي بصرما[62] Besarma جنوبي طرابلس، وبيتسيديون[63] Bethsedion، وسيرافتيني[64] Ceraphtenie، وبحني Bahanni هي على الأرجح بحنين Behannin قرب أرطوسية[65] Orthosia، وكورنونيوم[66] Cornonium، وكوليات Coliath أي قليعات Qoulei‘at التي سنعود إليها لاحقاً، وأروات Aroath التي لاستحالة تعيينها نقترح كتابتها أركات Arcath كواحد من أشكال كتابة أركاس Arcas أو عرقة ‘Arqa، وسنديانا Cendiana التي هي بالتأكيد السنديانة Sendyané في عكار، أما أبيا Apia أو أسيا[67] Asia وفيلا سيكا Villa Sicca ودوركارب Durcarbe المذكورة في نفس النص فهي غير محددة بشكل واضح.

وفي موضع آخر نقرأ أبدين Abdin (عبدين ‘Abdin غربي إهدن)، وأير Aer (أنظر لاحقاً هاير Hayr)، أردين Ardin (حردين Hardin أو حرادين Haradin جنوبي غربي عبدين)[68]، وبنياران Beniaran أو بنيهاران Beniharan، وبنهارا Benehara (بنيهاران Beniharan غربي عبدين)[69]، وبيرترانديمير Bertrandimir التي لا يبدو أنه تم تعيينها بعد[70].

تشكل بوكومبر Bocombre وريميسك Remesque نفس المقاطعة. ولقد عين لامنس الأولى في موقع بكمرا[71]  Bekomra، بينما (ص 86) تعرف روهريخت على الثانية في راس مسقا[72] Ras Mesqa، والموقعان بين القلمون وزغرتا. وعمل كليرمون- غانو Clermont-Ganneau على تصحيح بوتوفاريغ Boutoufarig وبوترافيس Botrafis، فاصبحتا بوتوراتيج Boutouratig، وعينها في بتوراتيج[73] Betouratidg أو بتوراتيش[74] Betouratish. من جهة أخرى فإن حدود هذه المزرعة معينة: من الشرق كفراهايل Caphrahael (هي بداهة كفرقاهل Kafr Qahil التي سنجد لاحقاً أشكالاً أخرى لكتابتها)، ومن الشرق والشمال هابْ Hab (المطلوب تعيينها)[75]، ومن الغرب هاير Hayr (إنها نفس أير Aer المذكورة سابقاً والمطلوب تعيينها)[76]، ومن الجنوب هابِ Haabe أو عابا[77] ‘Aba. إن هذه المنطقة، وإن كانت قريبة من طرابلس، فهي بعيدة عن الطرقات ومعرفتها غير دقيقة. ولهذا لم يتم إلاّ منذ فترة قريبة جداً، اكتشاف دير غير معروف لرهبنة السيسترسيان cistercien على يد ك. أنلار C. Enlart في البلمند[78]، كما أن السيد ل. بروسيه L. Brossé اكتشف بقايا جديدة من الرسوم القروسطوية[79]. يبقى من المطلوب تعيين موقع بويولا Buiola أو بويفرا Buivra، وتكتب أيضاً بيفورا[80] Bivora. وثمة اقتراح بأن تكون بويسيرا Buissera في موقع بلدة بشري[81]. تتعين كالامون Calamon فوراً بالقلمون Qalamoun. وإننا لنميل إلى اعتبار كافاراسيل Cafaracel وكازاراسيل[82] Casarasel موقعاً واحداً يكتب بعدة أشكالٍ، ونقترح تصحيح كتابته بالطريقة التي اعتمدها كليرمون- غانو وروهريخت اللذان وجداه كافراهايل Caphrahael السابقة الذكر، وكذلك كافارسيكيل[83] Cafarsequel، ونرى تعيين كل هذه الأسماء في موقع واحد (ص 87) كفرقاهل[84] Kafr Qahil، جنوبي طرابلس، كما أن كفرعقا Kafr ‘Aqa إلى الجنوب أيضاً تمثل بلدة كفراكا[85] Kafaraca.

يبدو لنا راي على صواب، بعكس روهريخت، عندما يعين مزرعة ديري Derie في داريا Daraya جنوبي طرابلس[86]. أما الجبة Djoubba فيذكرها ياقوت[87]. وفودا Fauda يمكن قراءتها سودا[88] Sauda. وسبق لنا أن استعرضنا ما يتعلق باسمي هابْ Hab وهابِ Haabe. أما هابيلا Habela فهي كتابة مشكوك بصحتها، وربما علينا قراءتها بابيلا Babela أو بيبولا[89] Babula. لم يتم تعيين موقع هلميدل[90] Helmedel، ولا موقع مزرعة هراري[91] Horari التي ربما كانت في موقع حرار Harar شرقي عدبل Dibl، ولا موقع هوتيه[92] Hotai، ولات[93] Lath، ومزرعة لوازان[94] Loisan، ومرديك[95] Merdic، ومونسكوكول[96] Monscucul، وسيروبا[97] Siroba، وسوميزا[98] Sumesa.

وبالقرب من بلدة عكار، نذكر مزرعة بانا Bana التي يموضعها راي في بينو[99] Beino. أما ميديرا Medera، فإن هذا الاسم يعني وحداً من الكثير من المواقع المعروفة باسم مزرعة Mezra‘a.

يبدو أن منطقة الضنية الجبلية قد شهدت (ص 88) مرحلة ازدهار في العصر الروماني، وربما بعد ما قام به بومبي، وذكرناه سابقاً. يجب أن نخص بالذكر حصن السفيرة[100] Hosn es-Sefiré، وبزيزا[101] Beziza، وناووس[102] Naous فوق كسبا Kisbé، وتمثال طرزا Tirza أو بطرزا[103] Betirza.

يعطي الجغرافيون العرب للخليج الواسع الذي يتقوس شمال طرابلس اسم جون عرقة. أما اليوم بعد أن اندثرت مدينة عرقة فيسمى جون عكار. وفي الواقع تشرف على المنطقة بلدة عكار التي كان حصنها على شيء من الأهمية في المرحلة الصليبية[104]. ولعله من المرجح أن يكون قسم من هذا الحصن، لا سيما البرج، من صنع الفرنجة. ولقد تعرض الحصن للتدمير الجزئي، ومن ثم الترميم، على يد بيبرس[105].

كان الموقع الهام في المنطقة، في العصور القديمة، هو السن Sin التي يشير سفر التكوين إلى اصل سكانها[106]، والتي تذكرها النصوص الأشورية تحت اسم سيانو[107] Sianu. وينسب، خطأً، إلى ب. فون بريدنباخ B. von Breydenbach، اكتشاف موقع السن في القرن الخامس عشر على مسافة نصف فرسخ إلى الشرق من عرقة[108]، وهذه النسبة غير صحيحة لأن الكاتب استمد معلوماته عن بوركارد دي مون سيون Burchard de Mont-Sion الذي زار طرابلس قبل قرنين بالتحديد (1283). وهذا الأخير استمد معلوماته بدوره من السكان المحليين[109]، (ص 89) ومنذ ذلك الحين لم يعد أحد يذكر هذا الموقع. وإن لم يكن هناك خطأ في كتابة الأسماء، فإن الخريطة الجديدة، من إعداد هيئة الأركان بمقياس 20000، تسمح بتعيين هذا الموقع في قرية شان Shein الراهنة، إلى جنوب وجنوب شرق حلبا.

استناداً إلى سترابون، كما سبق ورأينا، فإن الأيطوريين والعرب كانوا في زمن بومبي يستحوزون على حصون في مرتفعات لبنان، ولا سيما منها سنّا وبوراما[110]، وهذا ما يؤكد على أهمية هذا الموقع في ذلك الزمن، ولذا من المهم التعرف عليه.

يذكر الإدريسي في خليج عرقة مدينة صغيرة وافرة السكان، اسمها رأس الحصن، ويؤكد أنها تقوم على قمة جبلية قليلة الارتفاع[111]، وأنها تحتوي على حصن. تتوفر هذه الشروط في التلة التي يقوم عند سفحها، على حد قول الإدريسي، حصن أرطوسية، أو أيضاً في المرتفع الأبعد، في المكان الذي يضم اليوم قصبة تسمى الشيخ محمد، إلى الشمال مباشرة من عرقة وحلبا[112].

 

يذكر الإدريسي أيضاً، في هذا الخليج، حصوناً ثلاثة يصعب تعيين مواقعها[113]. الأقرب منها إلى طرابلس يحمل اسماً شوهته المخطوطات بالتأكيد، لأنه يظهر بأشكال مختلفة، وهو ربما لوتوروس Loutourous أو لوقوروس[114] Loukourous. ينتصب الثاني، وهو البابية el-Babiya، على حافة نهر يحمل نفس الاسم. أما الثالث فهو حصن الحمام. وكانت هذه الحصون الثلاثة متصلة ببعضها بسور، مما يعني أنها لم تكن بعيدة عن بعضها كثيراً.

(ص 90) والحال فإن اسم أحد هذه الحصون ما يزال محفوظاً حتى اليوم في قرية تل بيبه Tell el-Bibé، بالقرب من نهر عكار. ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن هذا النهر كان يسمى سابقاً نهر البابية[115]. ومن جهة أخرى فإننا نجد بالقرب من تل بيبه حصناً مشهوراً هو القليعات[116] Qoulei‘at ou Qlei‘at، وموقعاً آخر تل كري، من المرجح جداً أن يكون إعداده تم لأسباب دفاعية. ولعل هذا المجموع المحصن يفسر استخدام صيغة الجمع "قليعات"، أي الحصون، التي تم الاحتفاظ بها حتى في الترجمات الإفرنجية في العصر الوسيط[117]. وبعد اندثار حصني تل بيبه وتل كري بقي الاسم في صيغة الجمع يطلق على محلة القليعات الراهنة. كما أن أحد الحصنين التابعين لها حمل اسم ماناكوزين[118] Manacusine.

أما الحصن الأخير، الأقرب إلى طرابلس، على حد قول الإدريسي، فقد حمل اسم لوتوروس- هذا إذا كانت قراءته صحيحة- الذي يمكن تفسيره بأنه تحريف لاسم إلوتيروس[119] (e)leutheros، وهو الاسم القديم للنهر الكبير. هكذا نكون حصلنا على البرهان بأن هذا الموقع المحصن كان موجوداً قبل الزمن العربي. كما أن "مخططه المربع والتوزيع المنتظم لأبراجه"[120] لا يناقض ما تقدمنا به. وهذا ما يعود إلى الوراء قليلاً بوجود هذا الحصن الذي لم يعثر له فان برشم، في نبذته التاريخية الرائعة، على أي ذكر قبل وهبه إلى فرسان الاسبتالية في القرن الثاني عشر[121].

 

يجب البحث في جوار عرقة على حصن طيبو Tayibou (ص 91) المذكور في معاهدة 1282 بين فرسان الداوية في طرطوس وسلطان مصر، حيث تم تعداد أملاك السلطان وفق الترتيب الجغرافي الآتي: حصن الأكراد، صافيتا، ميعار، عريمة، حلبا، عرقة، طيبو، قليعات[122]. والحال ثمة موقع باسم الشيخ طابا[123] Sheikh Taba، على مقربة من حلبا إلى الشرق، ولعل هذا الاسم هو تحريف طيبو باسم هذا الشيخ المزعوم.

2- وادي الإلوتيروس (النهر الكبير)

عين بوكوك[124] Pococke الإلوتيروس باسم النهر الكبير، وهو النهر الذي يجري أولاً من الشمال إلى الجنوب، مثل معظم أنهار سورية، في سهل البقيعة، ثم يتجه غرباً ليصب في البحر في منتصف خليج عرقة. إن الوادي المنفرج الذي يكونه مجرى هذا النهر، والذي سماه سترابون ماكرا Macra أو ماكروبيديون[125] Macropediun شديد الخصوبة ومروي بكثافة. وكثرت فيه المزارع في القرون الوسطى، كما كان البدو يخيمون فيه، حسب ما نقله بوركار دي مون سيون[126].

(ص 92) لا بد أن البقيعة Boqei‘a، بقيعة الصليبيين Boquée des croisés، التي تشكل ملحقاً لشمال شرق السهل الكبير كانت، وما تزال في أيامنا، مخيماً مفضلاً للبدو، ويجب على الأرجح أن نبحث فيها عن حصن وإقطاعة لكونت طرابلس، هو حصن الكامل[127] le Kamel:[128]” in vallem quae dicitur Camelorum”.

بُني حصن الفرسان Krak des Chevalliers أو حصن الأكراد[129] Hisn el-Akrad على تلة مشرفة على البقيعة[130] ليتحكم بالمدخل لجهة شرق السهل المنفرج الذي يمتد حتى البحر، واسمه الأكثر قدماً هو حصن السفح Hisn es-Safh، "قصر المنحدر"[131] ”château de la pente”، ويعرف حالياً باسم قلعة الحصن Qal‘at el-Hisn، وتسميه العامة الحصن el-Hosn. هذه القلعة الهامة جداً في الدفاع عن دول الفرنجة (في المشرق) تتحكم بطريقين رئيسيتين، واحدة تأتي من الشرق وتتفرع إلى طرابلس أو إلى طرطوس، والأخرى تأتي من حماة ورفنية لتصل إلى الساحل أيضاً. من جهة أخرى، يشكل حصن الأكراد موقعاً متقدماً يهدد الطرقات في المنطقة الإسلامية. ولذا فإن سيد هذا الحصن كان يعتبر "شجاً في حلق المسلمين"[132].

(ص 93) اتبع تيتوس عند قدومه من بيروت متوجهاً إلى الشمال، الطريق الممتدة من طرابلس إلى قلعة الحصن ورفنية. وزار بين عرقة ورفنية النبع السبتي الذي سمي على هذا النحو، حسبما أخبرنا جوزيفوس إلى كونه لا يتدفق غير مرة واحدة كل سبعة أيام[133]. وعثر طومسون Thomson على نفس اللفظ في النهر السبتي الذي ينبع بالقرب من قلعة الحصن[134]. واعتبره بلانش Blanche معادلاً لاسم شبطون Shebtoun أو شبطونا Shabtouna، المدينة المذكورة في النصوص المصرية المتعلقة بموقعة قادش[135] التي سنتحدث عنها لاحقاً. ولعله من المعقول جداً أن شبطونا كانت قائمة في موقع حصن الأكراد[136]. تعين لائحة بوتنجر Peutinger هذه الطريق من رفنية إلى أرطوسية، مروراً بكاريون Carion وديميترياس Démétrias وإلوتيروس (النهر الكبير)، الذي كان اجتيازه يتم دوماً على مقربة من قرية الشيخ عياش. وعليه يجب وضع ديميترياس وكاريون بين هذه النقطة ورفنية، وربما في تل كلخ وقلعة الحصن، ولكن هذا مجرد فرضية.

اتبع سير الحملة الصليبية الأول نفس هذا المسار[137]. واقترح هاجنماير Hagenmeyer اعتبار وادي ديسيم Desem الواردة في مصنف Gesta francorum والحصن المجهول المجاور لها على أن الوادي هو وادي البقيعة والحصن هو حصن الأكراد[138].

يمكننا أن نذكر كمواقع متقدمة على طريق حمص طرابلس، برج زارا[139] Bourdj Zara، وتل كلخ[140]. ولجهة الغرب (ص 94) كان وادي نهر الخليفة، الذي يشكل رافداً من جهة اليمين للنهر الكبير، مشهوراً في القرون الوسطى بخصوبته، وكان معروفاً باسم أرض الخليفة[141] terre de Galife ou Calife، وكانت بيد الفرسان الاسبتالية الذين كانوا يملكون حصن الكراد ومرقط Margat. ولعله يجب البحث هناك عن مزرعة أيسلو[142] Aieslo.

قد يكون البحث ضرورياً ايضاً في وادي النهر الكبير عن صنج[143] Shandj بين عرقة وطرطوس، وعن سبيكلن Spiclin وبازيليسكوم Basiliscum على الطريق من طرطوس إلى طرابلس[144]. سنرى لاحقاً أن سبيكلن قد تكون في موقع المنطار. وكنتيجة لما سبق، يجب البحث عن بازيليسكوم بالقرب من النهر الكبير، لأن عرقة هي المحطة التالية. والحال فإننا نجد على هذه الطريق، وبالتحديد قليلاً إلى شمالي النهر الكبير، موقعاً باسم تل بوصيصه Tell Bousisé، وهو موضع ملائم تماماً[145]. وقد يكون هذا الاسم تحريفاً لاسم بازيليسكوم. إن طبيعة الساحل المغراقة في هذه المنطقة تجعل الطريق تنحرف إلى الداخل.

تذكر النقوش العربية في طرابلس أرزونية، وهي قلعة صغيرة تعود إلى أيام الحملات الصليبية، وتقع لجهة الشمال الشرقي لطرابلس[146]، ورشعين[147]، وهذا الموقع الأخير هو بداهة شرقي زغرتا مباشرة.

ثمة منطقة (canton) كثيفة السكان تهبط من منحدرات جبل عكار، وتمتد حتى النهر الكبير حول القبيات والسنديانة[148] ومنجز.

(ص 95) اكتشفنا بين الباردة ومنجز آثار معبد روماني، مستواه الفني بدائي، إنما حفظ فيه النمط المحلي لمهرة نحاتي الحجارة[149]، وسموه لنا باسم "مقام الرب".

وقليلاً إلى الشمال، تحققنا أن قلعة الفيليس Qalat el-Felis هي فيليسيوم الصليبيين[150] Felicium des croisés، وأخبرونا في نفس الآن عن موقع أكون[151] Akoun الذي من المحتمل أن يكون لاكوم Lacum، الموقع المباع مع فيليسيوم ، إلى ريمون، كونت طرابلس، مقابل ألف دينار بيزنطي، وعن انتقال ملكية الإثنين مع حصن الأكراد إلى فرسان الاسبتالية[152] سنة 1142.

بين القبيات وأكون Akoun، وبتحديد أدق، بين وادي عودين ووادي خالد، والاثنان يرفدان النهر الكبير لجهة اليسار، يقع جبل أكروم Akroum الممتد من الجنوب إلى الشمال. ولقد عثر فيه على نقش صخري بارز يمثل مشهد اصطياد سبع، اعتبره الأب رونزفال Ronzevalle، بالمقارنة مع النصب المجاورة في وادي بريصا، يعود إلى الحقبة التي خيم فيها نبوخذنصر في ربلة[153].

 

3- منطقة مريمين ورفنية

تمتد شمال قلعة الحصن منطقة خصبة مزروعة بكثافة، قممها شديدة الانحدار باتجاه حصن سليمان Hosn Soleiman الذي يمثل Baetocécé القديمة. إنه مركز ديني كبير (ص 96) وقديم، خرائبه الهامة التي تعود إلى القرن الثاني من عصرنا تحافظ على تقاليد المعابد السامية[154].

تنخفض التلال في جهة رفنية. وتشكل المشتى حالياً، وهي بلدة كبرى، مركز هذه المنطقة. وتمر الطريق إليها، انطلاقاً من قلعة الحصن، في مرمريتا وحبنمرا. والحال فإنه ورد في صك هبة[155] ذكر ثلاث مزارع قائمة في منطقة الجمال Chamelle (إيميس Emèse، أي حمص اليوم): مامونيزا[156] Marmoniza إربنمبرا Erbnambra وليبيزار[157] Lebaizar. تطابق المزرعة الأولى والثانية بلدتينا المجاورتين، مرمريتا وحبنمرا.

وبعد قليل باتجاه الشمال وجدنا بين حبنمرا والمشتى موقع بيت سيده Beit-Saidé الذي قد يطابق بتسيديون Bethsedion، هذا إذا لم يكن من الأفضل البحث عن هذا الموقع في جوار طرابلس.

ثمة نص لفض نزاع كان قائماً بين فرسان الداوية Templiers في الحصن الأبيض Chastel-Blanc (صافيتا) وفرسان الاسبتالية في حصن الأكراد يزودنا بأسماء مجموعة من المواقع[158]: نال فرسان الاسبتالية حصن العيون[159] (حصن فونتين château des Fonteines) وقريتي(ص 97) مسقية[160] Mesquie وتيريس[161] Teres وكذلك مزرعة أزور[162] Asor؛ بينما حصل الداوية على مزرعة جنين[163] Genenn وروزيميا[164] Reusemeia وقرية بيتير[165] Betire في جوار وادي أزير[166] Asir.

تقع شمال المشتى، على بعد خمس ساعات سيراً على الأقدام، خرائب مريمين Mariamin حيث اقترحنا وجود خرائب مريام Mariamme التي قد تعود في قدمها إلى الألف الثاني ق.م.، فيما لو استطعنا مطابقتها مع مريامون Meriamon المذكورة في النصوص المصرية المتعلقة بقادش Qadesh. كانت هذه البلدة الحدودية للأرواديين في زمن الفينيقيين، تشكل مركز مراقبة هام جداَ لكونها تشرف على وادي العاصي بين حمص وحماة. كما كانت مركزاً اسقفياً في الحقبة المسيحية[167]. إن بلين Pline الذي كان (ص 98) مطلعاً بشكل وافٍ على هذه المنطقة، لأنه الوحيد الذي ذكر لنا النصيريين Nosaïris باسم النزريين[168] Nazerini، يذكر شعب المريميين[169] Mariamitani. يضع بلين في نفس المنطقة أيضاً tetrachiam quae Mannisea appellatur، التي لم نخطء باعتبارها ماموغا Mamuga التي ذكرها بطليموس في نفس الآن مع مريام[170] Mriame والتي لم نحدد موقعها بعد.

على مسافة أقل من ساعتين من مريمين نصل إلى بارين Barin (بعرين) ورفنية. وسبق أن رأينا أن هذه الأخيرة تقع على الطريق المباشر الذي يصل طرابلس بحماة، مروراً بعرقة والنبع السبتي. تشير لائحة بوتنجر إلى طريق تنطلق من رفنية وتتوجه إلى أنتارادوس Antarados (طرطوس)، مروراً بجمورة Jammura أي قلعة يحمور.

ومن هنا الأهمية الإستراتيجية لرفنية وبعرين، كقلعة أو معسكر محصن مجاور. ولقد عسكر فيها، في الحقبة الرومانية، الفيلق الثاني عشر قبل أن يتوجه إلى ميليتين[171] Mélitène، كما عسكر فيها الفيلق السادس كما تؤكد شاهدة قبر لاتينية. ولكن هذه الشاهدة تحمل اسم فرّاتا Ferrata، وقد تساءلنا ما إذا كان اسم مون فرّاندوس Mons Ferrandus المعطى لبارين (بعرين) مشتقاً منها[172]. بيد أن هذا مجرد فرضية، ولكن الشك فيها يجب أن لا يصل إلى موضوع تحديد المواقع. إن موقع رافانيه Raphanée ليس عرضة للشك، ذلك أن الخرائب ما زالت تحمل اسم رفنية[173] Rafniyé. وكان أبو الفدا يكتبها رافانية، وكان يعلم أن هذه المدينة قديمة وكانت مشهورة في التاريخ[174]. وتؤكد عملاتها العائدة للحقبة اليونانية- الرومانية الأهمية التي (ص 99) نالتها العبادات السورية في هذه المدينة[175]، وذلك قبل دخول المسيحية إليها وجعلها أسقفية.

وفيها توقف الصليبيون الأوائل، كما جاء في Gesta Francorum: “pervenimus ad quondam civitatem pulcherrimam et omnibus bonis refertam, in quadam valle nomine Rephaliam”. وذكر هاجنماير أن هناك مخطوط واحد[176] ورد فيه النص الجيد، رافاليا Raphalia، أي رفنية، وليس كيفاليا Kephalia.

إن موقع بارين (بعرين) ليس موضع شك، لأن أبي الفدا يقول لنا أنها تقع على مقربة من خرائب رفنية، وبالنسبة لمطابقة بارين (بعرين) مع مون فران Montferrand فإن الناشرين الأوائل لمصنف المؤرخين الغربيين للحملات الصليبية اعتبروا منذ زمن طويل أنها تفرض نفسها بمجرد المقاربة بين المصادر اللاتينية والمصادر العربية التي تروي نفس الحوادث[177].

عزا أبو الفدا بناء بعرين إلى الفرنجة، وذلك منذ بداية فترة احتلالهم. وحسب ما سبق وذكرناه، يبدو أنهم استعملوا معسكراً رومانياً قديماً. ومن هذا الموقع، كانوا يهددون مدينة حماة مما حدا بالملك المظفر، أمير حماة، للاستيلاء على بعرين سنة 636 هجرية (1238-1239)، وهدم القلعة التي لم تعد قائمة منذ حينه[178].

(ص 100) لنذكر بعض المواقع المجاورة. تقع مردابش Mardabech، على الأرجح، في منطقة رفنية أو قلعة الحصن[179].

يجدر بنا البحث عن السماقية La Somaquié في منطقة بعرين، لا في أنحاء عرقة كما فعل روهريخت[180]. يظهر اسم هذه القرية بمناسبة حملة 1233 التي شنت كعقاب لأمير حماة لرفضه دفع الجزية لفرسان الاسبتالية، وهي التي سببت هجوماً مضاداً قاسياً بعد خمس سنوات. لقد سار الفرنجة المتجمعون في البقيعة ليلة كاملة ليصلوا إلى مون فران (بعرين). ومن هناك توجهوا إلى مريمين التي نهبوها ليومين متتاليين؛ ثم رجعوا إلى بعرين ومنها إلى السماقية، وعادوا بعدها إلى البقيعة. دامت هذه الحملة ثمانية أيام فقط، مما يدفع إلى استنتاج أن كل هذه المواقع متقاربة من بعضها البعض.

يبدو أن هذه المنطقة الجبلية تطابق جبل الجليل الذي حدد ياقوت موقعه شرقي حمص، حيث يموضع قرية سحر Sahr؛ وقد عين فيها اسطورة الطوفان[181]. نعثر فعلاً على قرية باسم سحاره Sahara في محيط حصن الأكراد[182]، إنما من غير الممكن مطابقتها مع سحر. وعلينا تحديد مكان حصن الجليل الذي ذكره خليل الظاهري في نفس المنطقة[183].

قد يكون حصن الوادي[184] هو وادي خالد، وهو خرائب تقع على نهر يحمل نفس الاسم، على طريق تتجه غرباً انطلاقاً من تل النبي مند.

ذُكرت أفنون Afnoun بين بعرين وحماة[185]. أما توبان[186] Touban، (ص 101) توبانيا الفرنجة[187] Tubania des Francs، ليست على الأرجح ببعيدة، والموقع الذي حدده لها راي على خريطته جنوبي شرق مريمين هو الأكثر احتمالاً بالرغم من اعتراضات روهريخت[188].

علينا الآن الشروع بدراسة معقدة للمعلومات التي يقدمها عن هذه المنطقة أقدم الجغرافيين العرب، أبن خرداذبه، الذي دون ما كتبه حوالي العام 864 من عصرنا. إذا ما قارنا، أولاً، البلدات والمناطق التي ألحقها بحمص[189]، مع لائحة جورج القبرصي العائدة إلى بداية القرن السابع، لاستنتجنا تغييراً في التنظيم السياسي. لقد أصبحت حمص في وسط ولاية لا تضم المنطقة المجاورة فحسب أو فينيقيا اللبنانية وقد اقتطع منها ما يعود إلى دمشق التي أصبحت مركز ولاية، إنما أيضاً فينيقيا البحرية، ومقاطعة تيودورياس Theodorias التي اقتطعت سنة 528 من ولاية أنطاكية مع اللاذقية وبالتوس Paltos وبلانة Balanée وجبلة[190]، ومقاطعة أفاميا أي الرستن Aréthuse وإبيفانيا Epiphanie (حماة)، ولاريسا Larissa (شيزر)، ومريمين وسلوقية بالس Seleucobelus ورفنية.

إذا كانت أسماء المدن البحرية في لائحة ابن خرداذبه لم تتغير، فقد تعدلت أسماء المقاطعات في الداخل- على الأقل الأسماء الرسمية التي يقدمها الكاتب. ولا يعود ذلك إلى مجرد وضع تنظيم جديد، بل إلى توطين شعوب غريبة دخلت إلى المنطقة إثر الفتح العربي. وعلى كل حال، نحن نعلم استناداً إلى اليعقوبي أن عدداً كبيراً من القبائل العربية أقامت آنذاك في البلاد. غير أن الكثير من هذه الأسماء (ص 102) الجديدة لم يتم الاحتفاظ به، وهذا ما يفسر الصعوبات التي تعترضنا في تحديد مواقعها على الأرض.

بعد أن عدد المدن الساحلية التابعة لحمص، ذكر هذا الجغرافي: قصيرة[191] Qasira، السقي es-Saqy، جرطابا[192] Djarthaba، الحوليه el-Houlé، عجلو ‘Adjlou أو عملو[193] ‘Amlou، زندل Zandal أو زندك[194] Zandak والأصح زيدل Zeidal، وإلا نكون إزاء الموقع الذي يحمل نفس الاسم في شرقي حمص[195]، قبراطه[196] Qabrata. سنركز على اثنين من هذه الأسماء.

أكد لنا سكان مريمين، سنة 1896، أن هذه المدينة كانت تحمل قديماً اسم ماردين السقي Mardin es-Saqi. لم نعطِ حينذاك لهذه المعلومة أهمية كبيرة، إنما قد تبدو صحيحة وتدفعنا إلى مطابقة السقي التي ذكرها ابن خرداذبه مع مريمين. وقد ذكر ياقوت أيضاً السقي، وهو على ما يبدو لا يعلم أين تقع، غير أنه وجدها مذكورة في تاريخ دمشق، فافترض أنها غير بعيدة عن هذه المدينة[197].

الاسم الثاني الذي يمكن تحديده هو موقع الحوليه الذي ما يزال تابعاً حسب ما ذكر الرحالة[198] للمنطقة الممتدة مباشرة شرق جبال (ص 103) النصيرية وجنوب غربي حماة. لقد أكد ياقوت هذا الممر: من بين مدينتي الحولة في سورية، يقول: "واحدة تشكل جزءاً من مقاطعة حمص، وبتحديد أكثر، من مقاطعات بعرين، بين حمص وطرابلس"[199]. هناك قرية على بعد عدة كلمترات شمال تاليف تحمل اسم بوز الحولة.

 

4- منطقة حمص Emésène

لم يرد ذكر حِمص Hims, Emèse، التي تلفظ حالياً حُمص Homs، قبل الحقبة الرومانية، على الأقل تحت هذا الاسم. يجب أن نعثر عليها بين أسماء المدن التي بناها في سورية سلوكوس نيكاتور Seleucus Nicator، أو بين تلك التي تنسب إليها أسماء يونانية: سيلوس Séleucie، لاذقية Laodicée، أفاميا Apamée، انطاكية Antioche، ثم بيرويا Brrhoea، أوديسا Edesse، بيرنت Périnthe، مارونيه Maronée، كاليبوليس Kallipolis، أشايا Achaia، بللا Pella، أوروبوس Oropos، أمفيبوليس Amphipolis، أريتوز Arétuse، أستاكوس Astakos، تيجيه Tégée، خلقيس Chalcis، لاريسا Larissa، هرايا Heraia، أبولونيا[200] Apollonia؛ ولكن لا توجد حتى الآن دلائل تسمح بالاختيار.

أكد الدمشقي، وهو على العموم جيد الاطلاع على المسائل القديمة، أن الاسم القديم كان سورية[201] Souriya. إنما لا نملك أي تأكيد، وبين الأسماء القديمة التي تركت دون تحديد لموقعها نقترح، ظرفياً ومؤقتاً، أن نقربها من ختاريكا Khatarika، أي حدراك[202] Hadrak.

بعد ازدهارها في ظل سلالة سمسيغرام العربية[203] Sampsigeram، أصبحت حمص رومانية تحت حكم دوميتيان Domitin، وبدأت بصك العملة تحت حكم أنطونين التقي[204] Antonin le Pieux، وحازت (ص 104) على مرتبة هامة عندما حكمها الشاب إلاغابال Elagabal، كبير كهنة معبد الشمس، وذلك سنة 217 ق.م.[205].

استسلمت حمص دون مقاومة تذكر للقائد العربي خالد بن الوليد، وقد دُفن فيها. ويذكرها اليعقوبي في القرن التاسع، والمقدسي في القرن الذي يليه، كواحدة من أكبر مدن سورية[206]. مرت الحملة الصليبية الأولى بعيداً عن المدينة، والفرنجة الذين لم يستولوا عليها أبداً[207] سموها منطقة الجمال[208] la Chamelle.

إذا كانت حمص تطغى على كل المدن المجاورة لها في المرحلة الرومانية، فإن الأمر لم يكن كذلك في الألفية الثانية قبل الميلاد. كانت المنطقة تحوي عدة مدن هامة، أبرزها قادش Qadesh التي استولى عليها الحثيون في عهد رعمسيس الثاني[209]، ولكن اسمها السامي تماماً يعود إلى حقبة اقدم، ويجب (ص 105) على الأرجح رده إلى الأموريين. يرد اسم قادش في لوائح تل العمارنة بأشكال متنوعة: كيدشي Kidshi، كيدشا Kidsha، غيزا Gizza، كينزا[210] Kinza.

لقد دارت بالقرب من هذه المدينة المعركة المشهورة بين الحثيين ورعمسيس الثاني، والتي ذكرتها النصوص الرسمية للفرعون، كما وردت أيضاً في قصيدة بنتاور[211] Pentaour.

لا يشك علماء الآثار المصريون بأن الفرعون نزل مع جيشه من الوادي العالي لنهر العاصي وتجاوز قادش دون أن يهتم بالاستيلاء عليها أو الحصول على اعترافها به. ويفسر بريستد، بعد استشارة خبير عسكري إنكليزي، هذا الوضع بافتراضه أن جيش الحثيين كان مختبئاً خلف التل الذي تقوم عليه المدينة[212]. إنما لهذا التفسير خطأ واحد، وهو عدم وجود الارتفاع المطلوب في التل، كما برهنت تنقيبات بيزار Pézard. يبدو لنا أنه يُنسب مجاناً إلى رعمسيس وقادته خطة عسكرية طفولية. كان من الممكن تفسير الوضع بشكل أفضل، لو استطعنا القول أن فرعون سلك خط الساحل: أولاً موقع المعركة الذي وصل إليه الفرعون بعد استطلاع متهور بالتأكيد، لأنه كان على وشك الوقوع في كمين، ولكن ليس في زحف غير منطقي. لأنه إذا كان يريد الوصول إلى الشمال، عليه التوجه شرق بحيرة حمص، لا إلى المنطقة الوعرة والمحفوفة بالمخاطر لجهة الغرب، إلى هذا الوعر Wa‘r المشهور الذي لا يمكن لجيش عديده كبير أن يسلكه.

بينما كان الجيش المصري، الآتي برأينا عن (ص 106) طريق الساحل، معسكراً جنوبي شبطونا، أي قلعة الحصن، كما ذكره بدقة بلانش[213] Blanche، تقدم رعمسيس الثاني مع طليعة من جيشه ليستطلع قادش. دارت المعركة شمال غربي المدينة. إذاً سلك الفرعون طريقاً بقيت خرائط خطوط السير تعينها حتى في أيام سلاطين المماليك[214]: طرابلس، عرقة[215]، العشرة[216] ، أقمار[217]، قدس، لتلتقي في شمسين الطريق المحاذية لوادي العاصي من الجنوب إلى الشمال. تثبت هذه الطريق موقع قادش جنوبي بحيرة حمص، وسُميت لزمن طويل بحيرة قادش، وبالعربية قدس، وهذا تقليد يؤكد قدم أهمية هذه المدينة. يقول ياقوت: "قدس بلد بالشام، قرب حمص، من فتوح شرحبيل بن حسنة. وإليه تضاف بحيرة قدس، وقد ذكرت في موضعها"[218]. ولقد أشار غودفروا ديمومبين Gaudefroy-Demombynes إلى اللبس الذي وقع فيه ياقوت هنا، بين قدس قرب حمص وقدس نفتالي[219].

يتم تأكيد موقع قادش جنوبي البحيرة من خلال العقد (ص 107) الذي بواسطته تنازل ريمون الثاني، كونت طرابلس، عن حصن الأكراد لصالح فرسان الاسبتالية مع حق الصيد[220]: “in piscaria Chamele (Emése) a Chades usque ad Resclausam”. وهكذا فإن البحيرة قد حددت من طرف لآخر، لأن Resclause ليست غير السد الواقع شمالي شرق البحيرة.

عندما زار طومسون Thomson، سنة 1846، المنطقة واكتشف جنوبي البحيرة التل الاصطناعي المسمى تل النبي مند[221]، وعلى قمته بلدة صغيرة ومعبد يمتد منه النظر ليشرف على كل البقعة، حدد فيها بدقة متناهية قادش القديمة[222]. إن الأعمدة والأسوار المتعددة التي تعود إلى الحقبة الرومانية والواقعة على سفح التل تدل على أن المدينة كانت مزدهرة لزمن طويل، وعلى الأرجح تحت اسم لاذقية لبنان[223]. لقد بدا له الموقع ممتداً بين فرعي نهر العاصي المتصلان ببعضهما بواسطة قناة.

أكد كوندر Conder وجهة نظر طومسون[224]؛ ولكن تومكنز Tomkins أدلى بفكرة تقول بضرورة البحث عن قادش على الجزيرة الواقعة في البحيرة[225]، وانها لم تكن سوى تل في حقبة لم تكن فيها السدود موجودة، ومستوى المياه كان أدنى بشكل ملحوظ. بدأ غوتييه ،سنة 1894، تنقيبات في هذه الجزيرة ليتحقق من الفرضية، واقتنع "أن مدينة قادش غير موجودة على جزيرة تل التين، وبالتالي من الممكن استنتاج وجودها في تل (ص 108) النبي مند، وتحت انقاض لاذقية لبنان يمكن العثور على بقاياها"[226].

إن التنقيبات التي قادها في حملتين[227] المأسوف عليه موريس بيزار، يعاونه بروسيه، في تل النبي مند أظهرت مدى عمق الطبقة الحثية. وعليه كانت المدينة، في زمن رعمسيس الثاني، أعلى بنسبة قليلة جداً من السهل المحيط بها.

ويبدو أنه في هذه المنطقة، ومباشرة إلى جنوبي بحيرة حمص، كانت هناك مدينتان هيمنتا على التوالي الواحدة بعد الأخرى. أولاً، قادش، وتحديداً في زمن رعمسيس الثاني، حين كانت تشكل حصن الحثيين القوي، وابعد حصونهم جنوباً؛ ثم ربلة، الأعلى من قادش، في زمن حزقيال ونخاو ونبوخذنصر. وكانت قادش في الحقبة الرومانية تعرف باسم لاذقية لبنان.

وفي مكان غير بعيد عن حمص وقادش، يجدر بنا موضعة تونيب Tnip وقطنة Qatana وتونانات[228] Tounanat، وذلك نظراً لارتباطها الدائم بقادش.

نقرأ في الملاحظات النقدية التي أضافها أوتو فيبر Otto Weber على طبعة لوائح تل العمارنة التي أنجزها كنوتزون Knudtzon تعقيباً على الفرضيات التي أثارها تحديد موقع قطنة[229]. فما من فرضية تفرض نفسها، لأنه تم التغافل عن الموقع الذي يناسب أكثر من غيره، إنه بلدة قطينة[230] Qatiné ou Qotiné الواقعة على الضفة الشرقية لبحيرة حمص، على مسافة ساعتين سيراً على الأقدام من هذه المدينة. لاحظنا، عند مرورنا في هذه البلدة سنة 1896، (ص 109) انها قائمة على أبنية قديمة. وثمة تل مجاور يبدو اصطناعياً يستحق الدراسة.

ثمة ترابط متكرر بين تونيب وقطنة في النصوص. قارنا بالأولى تيناب[231] Tinnab، بالقرب من حلب؛ لكن هناك أيضاً نصاً يحدد أن تونيب كانت على بعد يومين من نوخاشي Nukhashshe التي يجب موضعتها بالقرب من حلب، وربما ناحية خلقيس[232]. دفع هذا الأمر وينكلر إلى موضعة تونيب في بعلبك هيليوبوليس[233]. إن خريطة هيئة الأركان (1920) تسمح باقتراح مكان مغاير. فهي تذكر، في الواقع، شرقي الرستن وجنوبي سلمية، بلدة تدعى دونيبه Dounipé، وهي لفظة تركية لكلمة دونيب Dounib أو دونيبه Douneibé المطابقة لكلمة تونيب Tounip القديمة. وعلى بعد بضعة كلمترات جنوبي غربي هذه النقطة، نجد في المشرفة[234] آثاراً تعود للحقبة الحثية[235]. إن المعسكر الفسيح المحصن بسور عرضه كلم، وارتفاعه يصل إلى 15م، ليس غير سور المدينة الداخلية: كركميش.

إن أبحاث دو مسنيل دو بويسون وضعته أمام حضارة تعود إلى الألفية الثانية ق م، حيث كان للحثيين تأثير أكيد. إن القطع الخزفية التي اكتشفها تعكس تأثيرين. فتأثير الشرق (بلاد ما بين النهرين) يظهر في الأواني الخزفية غير المزخرفة، والتي بدون مقبض؛ والتأثير الفينيقي الفلسطيني، وبشكل غير مباشر القبرصي، يظهر في الزخرفة الملونة.

يبقى علينا أن نحدد، من بين هذه المدن الثلاث، موضع تونانات[236] (ص 110) التي لم تعالجها أي فرضية. نحددها في تانونيا Tanouniya، بلدة في منطقة حمص، ذكرها ياقوت[237]. إنها، بداهة، تنونه Tennouné، على بعد 12 كلم تقريباً غربي حمص[238]. نلاحظ أن إحدى لوائح تل العمارنة[239] تذكر بالترتيب الجغرافي ملك نوخاشي، ملك نيي Nii، ملك زينزار Zinzar (شيزر Sheizar)، ملك تونانات.

وأشير في المنطقة نفسها إلى مدينة أبزو Abzu التي اقترح غارستنغ مطابقتها مع حمص[240]. قد يكون هذا الأمر هاما، من وجهة نظر تاريخية ولفظية؛ إنما يبدو لنا من الأرجح أن نعتبر أبزو هي تل بيسي الحالية شمالي حمص، حيث نعثر على آثار كثيرة.

ثمة موقعان في مقاطعة حمص لا يرد ذكرهما في الأزمنة القديمة: حمص نفسها، حيث يمكننا العثور على حادراك[241] Hadrak القديمة، والرستن التي تحافظ على الاسم اليوناني أريتوز Aréthuse الذي فرضه سلوكس نيكاتور[242]. لاحظ سترابون أن المنطقة الواقعة حنوبي أفاميا يسكنها على الأخص عرب رحل يصبحون أكثر تحضراً كلما اقتربوا من سورية، واصبحوا يشكلون حكماً منظماً[243]. وذكر في هذا السياق سمسيغرام ملك حمص الذي كان يفضل البقاء في الرستن حيث يسيطر على ممر العاصي[244].

لا نعلم أين نموضع في محيط حمص الأمكنة الآتية (ص 111): أرمينيا[245] Armenia، بيتغالا[246] Bethgaala مع الدير، بيتمماليس[247] Bethmamalis.

ذكر الكتاب المسلمون بلدات عدة في محيط حمص، نعثر على بعضها على خريطة هيئة الأركان (1920)، مثل آبل Abil التي موضعها ياقوت على بعد ميلين جنوبي المدينة[248]؛ وفي المنطقة نفسها تتموضع كفر تاكيس[249] Kafar Takis، وبقتاتيس[250] Baqtatis، وغانية[251] Ghaniya، وحاووط Haout، هذا إن لم تعتبر تابعة لمنطقة جبلة[252]، وحرب نفسا[253] Harbnafsa بين دير الفرديس وتاليف جنوبي غربي حماة، وحسماك[254] Hasmak في جوار نعيم[255] Na‘im، وعرناس[256] ‘Irnas، وكفرنغد[257] Kafr Naghd، أما المشعر el-Mash‘ar على بعد نصف يوم جنوبي حمص، والتي هدمت في القرن الثاني عشر[258]، فهي شمسين[259]، المشار إليها في الخرائط في نقطة حيث الطريق الآتية من الساحل الطرابلسي تقطع طريق حمص دمشق. وذكرت تارين بين قلعة الحصن وحمص في نقشين عربيين في طرابلس[260]، ويمكن موضعة ترموسان[261] Tourmousan أبعد إلى جهة الغرب، في تل الترمس جنوبي شرق برج صافيتا.

(ص 112) ما زلنا نعتقد أنه لا يمكن موضعة براديزوس Paradisos أو تريبراديزوس Triparadisos لا في ربلة ولا في جوسية الخراب، بل في جوسية الجديدة، أو في بلدة زراعة[262] Zerra‘a المجاورة. إن جوسية الخراب ليست، كما أشرنا، إلاّ دير بعنتل Ba‘antal المشهور[263]. اعترض مارتن هارتمن، عند استئنافه هذا البحث، على تحديد سترابون لبراديزوس قرب نبع العاصي، لأن نبع مار مارون كان محدداً، ومن جهة أخرى فإن النصب التذكاري لقاموع الهرمل، بما فيه من مشاهد الصيد، يؤكد أنه هناك كان موقع براديزوس[264]. هذا التحليل أقل اقناعاً لأنه يرتكز على معلومة خاطئة: تظهر قصص الصيد على قاموع الهرمل على أساس أنه نصب تذكاري للموتى، لا للدلالة على أن المكان ملتقى للصيد. ومن جهة أخرى، كان يجب تصنيف نبع مار مارون بوصفه أحد منابع العاصي[265]. فثمة مجال لنأخذ بعين الاعتبار الينابيع المتدفقة من الجوسية ومن زراعة، ولقد ذكرها ياقوت، وكانت تستخدم قديماً لتغذية حمص[266].

أعدنا دراسة ينابيع العاصي مع استرابون، وهذه هي النتيجة التي توصلنا إليها. لا يعتبر سترابون أنه يوجد ثلاثة ينابيع، بل ثلاث مجموعات من المياه المتدفقة: أولاً، تلك المتدفقة من الجبل، ثانياً تلك المتدفقة من السهل، وأخيراً تلك المتدفقة من السور المصري[267]. يبدو لنا هذا السور المصري، الذي بقي لغزاً، مطابقاً مع السد الكبير (ص 113) الذي باحتجازه مياه العاصي يشكل بحيرة حمص.

لا يسمح هذا السد للمياه بأن تفيض عنه عند امتلاء البحيرة؛ فالمياه لا تصل أبداً إلى مستوى ارتفاع السد، بل هي تفور وتتدفق بقوة من جدار السد مشكلة عدة ينابيع فوارة. وهذا ما عبر عنه بوضوح ابن واصل عندما قال: "ينبع هذا النهر من سد يقع قرب بحيرة قدس"[268]؛ وبهذا يؤكد وجهة نظر سترابون، إذا ما اعتبرنا أن السد المصري ليس غير السد نفسه.

كان سائداً بين الجغرافيين العرب الاعتقاد بفكرة نشوء النهر من هذا السد، لدرجة جعلتهم يعطون اسماً جديداً للنهر انطلاقاً من هذا الموقع، فصار نهر الميماس el-Mimas ou el-Maimas هو نهر العاصي عند خروجه من بحيرة حمص[269].

وإذا ما استندنا إلى نص من "كتاب الأغاني"[270]، فإن هذا الاسم يعود بأصله إلى ميماس، وهو اسم يحمله مكان للتسلية يقصده أهل حمص. نستنتج مما سبق، أن سكان حمص كانوا يمارسون قديماً، في موقع غير محدد على ضفاف النهر (إنما يقع بين المدينة والبحيرة)، احتفالات دينية تقام دائماً قرب المياه، وهي المعروفة باسم ميوماس[271] Maïoumas.

وهكذا فإن العاصي الذي ينبع بين سلسلتي جبال لبنان، يختفي ليعود ويظهر باسم آخر. وهذا الاعتقاد الذي نجده عند الجغرافيين العرب قديم جداً؛ وقد عبر عنه استرابون من خلال اسطورة تيفون Typhon، الأسم القديم أيضاً لنهر العاصي، الذي يختفي في الأرض ليعود ويظهر في مكان بعيد[272].

(ص 114) وبما أن هذا السد كان موضوعاً لأساطير منتشرة منذ الحقبة اليونانية، ففي ذلك تأكيد على أنه يعود إلى زمن قديم جداً. لقد نسبه التلمود خطأً إلى ديوكلتيان[273] Dioclétien، أما أبو الفدا فيعتقد أن تاريخه يعود إلى الإسكندر الكبير[274]. وإذا اعتمدنا تعييننا له بالسور المصري الذي ورد عند سترابون، يكون بناؤه أقدم مما سبق الكلام بكثير. وعند دراسة هذا السد، كان غوتييه قد استنتج أنه مغرق في القدم[275]، وفسر تكوين الطبقات التي تقوم عليها الجزيرة المسماة تل التين، بفعل عدم صيانة السد لفترات طويلة، وحيث مياه البحيرة كانت تنخفض كثيراً. وفي الواقع، يمكن أن يعود تاريخ البحيرة إلى الألفية الثانية ق م، بينما استمرت الجزيرة مأهولة في هذه المرحلة، لأنه يجب ملاحظة أن عمق البحيرة يبلغ ثلاثة أمتار، بينما السور الدائري المميز لطبيعة الحصون من النمط الحثي، ليس إلاّ على ارتفاع متر واحد عن المستوى الحالي.

عندما موضع مارتن هارتمن تريبارديزوس حول قاموع الهرمل، بدّل أيضاً موضع لاذقية لبنان وحددها في الجوسية؛ ولكنه لا يقول تحت أي اسم يصنف الخرائب الرومانية في تل النبي مند، وهي خرائب كانت ما تزال هامة جداً عندما رآها طومسون، وفرن الكلس فيها ما يزال يعمل. إن خطأ العالم المستعرب سببه أنه لم يلاحظ أن هناك طريقين تصلان حمص ببعلبك. الأولى تؤمن المواصلات من بلدات الضفة الشرقية لبحيرة حمص، وتتوجه من أرجون Ardjoun نحو تل النبي مند، اي لاذقية لبنان، ثم تتجه نحو الجنوب، حيث تقطع للمرة الثانية نهر العاصي في ربلة. إنها طريق خطوط السير الرومانية، كما تؤكده نصب علامات المسافات على الطرق الموجودة في أرجون[276]؛ هذه الطريق (ص 115) تصل حمص Emèse ببعلبك Héliopolis دون المرور بالجوسية وتريبراديزوس. وعندما فقدت لاذقية لبنان كل أهمية، فإن الانعطاف للوصول إلى جنوب البحيرة لم يعد له أي هدف، وصار يتم اعتماد الطريق المباشرة التي تمر بالقصير والجوسية[277].

 ولنعلم، على سبيل الذكرى، أنه تم اقتراح موضعة لاذقية لبنان في لفتايا Liftaya، هذه البلدة الصغيرة غربي البحيرة التي تحتفظ بآثار مسيحية[278].

 

 

   

 

كونتية طرابلس

المستعمرات الفرنجية في سورية

في القرنين الثاني عشر والثالث عشر[279]

إيمانويل غوييّوم راي E. G. REY

مدخل

(ص أ) استوقفتني في سياق رحلاتي في سورية واقعة تهم تاريخ أوروبا عموماً وتاريخنا خصوصاً[280]: روح التنظيم السياسي الذي حمله الصليبيون إلى الشرق.

يفيدنا "دستور القدس"[281] كيف تم نقل المجتمع الإقطاعي إلى سورية. فالوثائق والعهود الصادرة عن دواوين القدس وطرابلس وأنطاكية وسيس Sis تشكل شواهد لا تدحض ومثيرة بشكل فريد في معاينتها، وإنها، بإضافتها إلى ما يقدمه المؤلفون الشرقيون، تلقي أضواءً جديدة على المشروع القومي والعريق الذي قام به آباؤنا. وبينما كنت أفتش في هذه المحفوظات كنت ازداد اقتناعاً كل يوم، مع الكونت بونيو Beugnot، بإن معرفة الميدان ضرورية جداً لمن يبغي الشروع في دراسة المستعمرات اللاتينية في الشرق.

إن السيطرة الفرنجية على هذا البلد مكتوبة على الأرض بالصروح العسكرية والدينية التي تحمل طابع المجتمع والزمان معاً.

(ص ب) تبرر دراسة سورية الجغرافية والأركيولوجية التصور السياسي للقادة وتتفق مع الوثائق الدبلوماسية. فحيثما تجول الرحالة يعثر بفائق الدهشة على بينة بكماء، ولكنها حية، لوحدة المهمة.

شرعت في هذا البحث في العام 1859، واليوم بعد مضي 23 سنة من الدراسة، وبعد الجمع بين ما رأيته وما قرأته، أقتنعت بأن تاريخ السيطرة الفرنجية في سورية هو واحد من أهم مواضيع البحث لمن يهمه مصير بلده.

ولكم هي جذابة عملية بعث الماضي، فبما نعرفه نعيد إحياء ما كان موجوداً؛ ومن ثم منه نستنتج ما لا يزال غامضاً، وبذلك نعيد بناء حياة ومؤسسات المجتمع.

لم تكن الحروب الصليبية بمعناها الفعلي مجرد حدث. فمن المستحيل الظن أنه يكفي خطاب منمق لكاهن ما، أو توبة سيد نبيل ما، لإثارة هذه الحملات الهائلة.

إنها حركة لرأي محصه جداً وأنضجه طويلاً قادة أفذاذ وحيويون، هذه الحركة هي التي وجهت ذات يوم هذه الجموع المسلحة نحو الشرق، في وقت كانت فيه فكرة الفتح متوفرة عند الأوائل وعززتها فكرة التنظيم.

لم تتوقف أبداً منذ العصور القديمة العلاقات التجارية بين الغرب وسورية (ص ج)، وكانت المنتجات الشرقية موضع طلب كبير في السوق الأوروبية: ينقلها تجار مدن المتوسط البحرية وتنتشر في أوروبا فتعمم الفكرة عن الترف الآسيوي الذي كان يغوي العالم الإقطاعي، ويدفع بالتجارة إلى المزيد من التوسع.

من الممكن، بل يجب، اعتبار فتح النورمان لصقلية بمثابة نقطة انطلاق الحروب الصليبية وخطوتها الأولى.

خلق نجاح روبير جيسكار Robert Guiscard ورفاقه تأثيراً حاسماً على روح الأمم التي انبعثت في المتوسط. وعليه، يمكن بشيء من الجرأة الاستيلاء على أراضٍ جديدة، وإقامة ممالك فيها. وأخيراً، على غرار هنري دو بورغونيى Henry de Bourgogne يمكن من أجل هذا الغرض اختيار بلاد غناها مضرب المثل، لأن النورمان يغتنون وهم يصبحون في نفس الآن ملوكاً.

وكانت الفكرة الدينية قديمة العهد ترعاها عادة الحج إلى الأراضي المقدسة التي لم تنقطع طيلة العصور الوسطى.

لقد تم بعناية اختيار توقيت مثل هذا المشروع. فالأتراك السلاجقة احتلوا نيقيا Nicée، وأجج ظهورهم مخاوف أوروبا التي كانت ترى مسبقاً ملامح فتح إسلامي جديد.

على أثر سقوط سلالة العباسيين، (ص د) كانت آسيا الغربية، على غرار أوروبا، غارقة في أهوال الفوضى والحرب الأهلية. وفقدت سلطة الخليفة المدافعين الخلص عنها عندما أحاط الاستبداد نفسه بالعبيد يتم شراؤهم على ضفاف أوكسوس Oxus. وانقسمت السلطة الروحية نفسها، فبتنا نرى خمسة خلفاء يدّعون معاً لقب أمير المؤمنين. ووسط هذه الفوضى العارمة لم يتأخر الأمراء، حكام المقاطعات، عن اعتبار أنفسهم مستقلين؛ وانتهت السلطة بيد من عرف كيف يستولي عليها، بحيث كانت السلالات الحاكمة تتوالى بسرعة مدهشة.

كانت حال الأمور هذه ملائمة تماماً لتسهيل استقرار الفرنجة في المناطق التي صمموا على افتتاحها[282].

إن قيام مملكة القدس وإمارات إنطاكية والرها وطرابلس نتيجة لهذه الحركة الصليبية العظيمة.

(ص هـ) يبدو أن خطة الحملة قد تم إعدادها بمهارة قبل انطلاقها في العام 1096؛ وها هو مخَطّطها باختصار: الاستناد إلى الإمبراطورية البيزنطية لزعزعة الدولة الإسلامية في آسيا الصغرى، والاندفاع بمساعدتها قدر الإمكان داخل البلاد ثم الاتجاه نحو طوروس، وفتح الطريق من هناك إلى فلسطين بقوة السلاح.

ومن ذلك تأسيس إمارة الرها، كما حصل، والاستيلاء على كل سورية، مع قسم من Arabie Pétrée؛ لتصبح بذلك صحراء تدمر حاجزاً بين دول خلفاء بغداد والمستعمرات الفرنجية التي من شأنها بذلك أن تفصل عربستان[283] عن مصر فتقسم ضخامة القدرة الإسلامية إلى قسمين وتبقى محمية بحدود طبيعية بوجه جهود المسلمين.

ولقد جاء مسير القوات المسيحية والمساعدات التي قدمها الإمبراطور البيزنطي لتعزز ما نعرفه عن الخطة العسكرية التي لم يكن نشوء الإمارات المسيحية غير ترجمتها السياسية.

إن دراسة المؤسسات التي حكمت هذه الإمارات ودراسة الأسباب المشجعة على نشوئها وتطورها وسط شعوب شرقية من شتى أصناف السوريين واليونان والأرمن، بدت لي موضوعاً جديداً غرضه ردم واحدة من ثغرات تاريخ الصليبيين.

لقد اقتصرت الدراسة حتى الآن على وجهة النظر الغربية البحت، والإهمال الكبير للدور الهام الذي (ص و)  لعبه السوريون والعرب في المؤسسات التي تشغلنا.

لقد كان للعنصر المحلي، وكذلك للعلاقات الثابتة مع اليونان والمسلمين تأثير هائل على مجتمع الإمارات الفرنجية.

سأبذل جهدي في هذا البحث لتحاشي هذه العقبة، لأنه لا يمكن، برأيي، رسم صورة أمينة عن هذه المستعمرات دون الاستعانة بالمصادر الشرقية التي من شأنها أن تنير جملة من نقاط ما تزال غامضة.

ما تزال الجغرافيا التاريخية لسورية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر موضوعاً ينتظر دراسته؛ ولهذا اعتبرت من واجبي أن أخصص له القسم الثاني من هذا الكتاب، دونما أن أصرف النظر عن العديد من الثغرات المطلوب ردمها في هذا الفصل، وذلك كتتمة طبيعية للبحث في مجتمع الإمارات اللاتينية الفرنجي- السوري.

لقد أغفلت في عملي دور فرسان التوتون Ordre Teutonique لأني على علم بأن دورهم في الأرض المقدسة هو الآن موضع دراسة خاصة يقوم بها د. هانز بروتز Dr Hans Prutz الذي سيستخدم الكثير من الوثائق التي جمعها، ومعظمها غير منشور بعد.

 

الفصل الأول: نبلاء اللاتين

(ص 1) ما أن أصبح الفرنجة أسياد سورية حتى تقبل أهل البلاد بسهولة كبيرة المؤسسات الاقطاعية التي لم يكن فيها بنظرهم جديد ولا شاذ؛ وهذا ما يُفسر سهولة تجذر شتى الإمارات الصليبية التي شكلت المستعمرات المسيحية في الشرق.

وسرعان ما تأسست الاقطاعية فيها بعد الفتح، وأنتجت أصفى نموذجين لنظام الحكم هذا في مملكتي القدس وقبرص.

كان التشريع الاقطاعي في المقاطعات الفرنجية في سورية أرقى من التشريع الاقطاعي في أهم بلدان أوروبا، في العديد من وجوهه.

(ص 2) سبق وقلت في مكان آخر أنه يدهشنا في في دراسة الآثار التي تركتها السيطرة اللاتينية وجود تنظيم سياسي تم تصوره بقوة ومهارة[284]. قام هذا التنظيم في وسط سكان يتكونون من أوروبيين وشرقيين من شتى الأعراق، وتوصل إلى تأسيس دولة على شيء من المجد.

علينا بداية الاعتراف بأن النبلاء الفرنجة الذين استقروا في سورية كانوا على العموم أكثر ثقافة وحكمة وتبصراً مما كان يُعتقد حتى اليوم.

لم يكن اللاتين والسوريون يعيشون بتفاهم في الأرياف والمدن فحسب، بل أيضاً في صفوف الجيوش المسيحية.

إن هؤلاء الرجال أنفسهم الذين تركوا لنا في "دستور القدس" أحسن مأثرة في التشريع الاقطاعي في العصر الوسيط، وهي مأثرة متكيفة مع مخاطر حال حرب دائمة، عرفوا في نفس الآن كيف يحترمون العلاقات المحلية التي كانت تحكم، في زمن الأباطرة اليونان وفي زمن العرب، سكان سورية، والتي كان لها، باحتكاكها مع التشريع الغربي الذي أتى به الفرنجة، دور كبير في ترسيخ تقاليد ودستور كل إمارة[285].

لقد حل الآن كبار الاقطاعيين محل الأمراء؛ وكان الاقطاعيون على خلاف مراتبهم والمرتبطون ببعضهم تبعاً للهرمية الإقطاعية يسهرون على أمن السكان الريفيين القائمين بالعمل الزراعي أو المقيمين في إقطاعاتهم.

(ص 3) وكان لكل من الاقطاعيين الكبار الحائزين على إمارة أو بارونية كبيرة في المملكة[286] مجلس خاص يتكون من كونستابل connétable وماريشال maréchal وأمين صندوق bailli وسينيشال sénéchal وساقٍ bouteiller ومسؤول الديوان chancelier.

معظم هؤلاء الأسياد كانوا يقيمون في إقطاعاتهم؛ والبعض منهم، لا سيما من يحتل المسؤوليات الكبرى المذكورة أعلاه، مع حيازتهم الأملاك الكبرى، يبدو أنهم أقاموا في المدن الرئيسية...

كان يستقر في طرابلس عائلات بوي-لوران Puy-Laurent، رونشيرول Ronscherolles، لارمينا Larminat، فونتينيل Fontenelle، كورنيليون Cornilion، غوراب Gorab، فارابيل Farabel، هام Ham، والعديد غيرهم ممن لا مجال لذكرهم هنا...

(ص 4) كانت الشوارع (في المدن) ضيقة والمنازل متقاربة بفعل ندرة الأراضي. وكانت الأبواب العديدة تفصل بين الأحياء...

(ص 23) في كل إقطاعة كبيرة يوجد مجلس يرأسه كبير الاقطاعيين نفسه. وهو فرع من المجلس الأعلى للإمارة، ويقضي في الأمور الجرمية. وكان تنفيذ الأحكام العليا محصوراً دائماً بالعقود  الممنوحة للغرباء في المستعمرات اللاتينية.

كان الفيكونت مكلفاً بالقضاء بين البرجوازية، وأمين الصندوق بالقضاء بين السوريين.

كان لكل إمارة دستورها الخاص بها وتقاليدها المحلية الخاصة[287]. واستناداً لهذه القوانين تقوم أحكام المحاكم الثلاث التي ذكرتها.

كان بعض الاقطاعيين في بارونية كبيرة يستحوزون على أقطاع أرضي، والبعض الآخر منهم لم يكن (ص 24) لديه غير ما يُسمى إقطاع ريعي، نقدي أو عيني، يتقاضاه سنوياً من دخل الإقطاعة. وكانت الخدمات المكلفين بتقديمها، سواء بالخيول للحرب أو بحيوانات النقل، متناسبة طرداً مع أهمية إقطاعتهم...

(ص 25) كان من السهل على أمراء وإقطاعيي الفرنجة تجنيد خيالتهم ومقاتليهم والسرجندية  sergent من صفوف الغربيين الذي استمروا بالتدفق إلى سورية في بدايات المرحلة الصليبية.

ولكنهم اضطروا لاحقاً بعد أن اقتصرت الخدمة على أتباعهم، ومن أجل الحفاظ على جهوزيتهم العسكرية، إلى إفساح مجال واسع في تجنيد العنصر المحلي المسيحي والمسلم، الذي باندماجه في عداد الأتباع المخلصين (ص 26) الفرنجة، شكل الخيالة الخفيفة للقوات اللاتينية تحت اسم تركوبول Turcopoles.

وكانت المؤسسات الدينية نفسها تقيم مثل هذه الوحدات العسكرية الخفيفة من المحليين...

وحوالي النصف الثاني من القرن الثالث عشر كان لكونت طرابلس حرس من المسلمين.

الفصل الثاني: البرجوازية les Bourgeois

(ص 57) سرعان ما انتظم في مدن هذه المستعمرات الجديدة البرجوازيون القادمون من أوروبا والتجار، والسوريون الذين أثروا من تجارتهم، في هيئات برجوازية، مع بقائهم في حماية الاقطاعي وتحت عدالته، ونشأت هناك بعض مؤسسات المدن الأوروبية.

ولم يقتصر الأمر على مدن الساحل المسكونة بالأوروبيين والشرقيين الذين انصرفوا بكل بأمان في أعمال التجارة، ولكنه شاع أيضاً في العديد من المدن الداخلية حيث استقرت هذه البرجوازية التي يديرها فيكونت باسم الكونت.

الفصل الثالث: المدن التجارية Les communes commerciales

(ص 69) كانت أهمية المستعمرات أو الكومونات التجارية (الجماعات) المتكونة في الشرق من قبل أهم مدن حوض المتوسط البحرية كبيرة في مجتمع الإمارات الفرنجية...

شملت هذه المستعمرات بلدات لها أحياؤها وامتيازاتها وقضاؤها المدني الخاص بها بإدارة حاكم وقناصل وفيكونت.

تعود أقدمها مستعمرة أمالفيتين Amalfitains إلى القرن السادس. ولقد أسسوا في القدس أول مضافة مخصصة (ص 70) لاستقبال الغربيين الوافدين إلى الأرض المقدسة كتجار أو حجاج.

وكان الأمالفيتان يملكون حياً في أنطاكية قبل الحروب الصليبية. وحصلوا في طرابلس على بعض المنازل، منها منزل الفيكونت، وعلى فندق. كانت تعود كل هذه المباني إلى أسقف أمالفي Amalfi...

في الأول من حزيران 1277، سمح بوهيموند السادس[288] Boémond VI، أمير أنطاكية وكونت طرابلس، من خلال عقد مع جاك كونتاريني Jacques Contarini، كبير قضاة مدينة البندقية، لهذه المدينة أن يكون لها في طرابلس قاض وسجن ومحكمة من اختصاصها مقاضاة كل مواطن من البندقية...

(ص 73) حصل تجار بيزان Pisans عام 1109 على حي المخلص في أنطاكية؛ وعلى شارع الأعمدة وكنيسة القديس نقولا[289] في اللاذقية. ولم يكن لهم قناصل إلاّ في العام 1170، في أول هذه المدن، وفي طرابلس[290] عام 1194. وكان لهم فيكونت في هذه المدينة يُدعى ماتيو مينشيه Matthieu Minchet.

الفصل الرابع: السوريون

(ص 75) طيلة المرحلة الصليبية كان اسم السريان يُطلق على المسيحيين المحليين الناطقين بالعربية والمتحدين مع روما والمتبعين ليتورجيا الروم grecque، والذين كانوا يشكلون قسماً كبيراً من السكان المحليين في الإمارات الفرنجية في الأرض المقدسة.

يقول أبو الفرج أن السريان كانوا في أيامه محتفظين بعادة بدء السنة في الأول من تشرين الأول، بينما يبدأها روم سورية في الأول من أيلول[291].

وكان جاك دو فيتري[292] Jacques de Vitry يميزهم بوضوح شديد عن الروم، ويتهمهم بأنهم يخضعون ظاهرياً فحسب إلى الأساقفة اللاتين حيث يقيمون في أبرشياتهم[293].

(ص 76) ينطوي أيضاً تحت نفس تسمية السريان الموارنة الذين يتبعون الليتورجيا السريانية.

وهم الذين يهتم بهم المشرع اللاتيني أكثر من جميع السكان المحليين ؛ فهم حاضرون دوماً في تفكيره، وبذلك يحصلون على موقع متميز أكثر من الباقين.

لقد اعتقد الصليبيون أن عليهم عدم إهمال أي أمر لكسب جماعة منكبة على الزراعة والتجارة والصناعة، وتقبض تقريباً على كل موارد البلاد.

ولو أن هذه الجماعة فاسدة ومخادعة لهذه الدرجة كما يقول جاك دو فيتري الذي لا شك في مبالغته وانحيازه، لما كان التشريع المدني أولاها الكثير من الاعتبارات.

كان السريان بالتالي يحتلون الموقع الأول بين السكان المحليين، ومن بعدهم يأتي اليعاقبة والأرمن، وفي موقع أدنى الروم والنساطرة والأحباش.

يقول الكتاب المعاصرون لتلك المرحلة، خصوصاً بوركار دو مون سيون[294]، أن أساقفة الإمارات الفرنجية المسؤولين عن هذه المذاهب، كانوا يعترفون، أو يُفترض بهم الاعتراف، بأولية الكنيسة الرومانية.

كان أسقف القدس الأرمني ومطرانها اليعقوبي محسوبين في عداد مساعدي بطريرك هذه المدينة اللاتيني[295].

كنا نرى السريان والأرمن واليعاقبة والروم والأحباش يحتفلون معاً بالقداس في كنيسة القيامة إلى جانب الفرنجة (ص 77). وكان للسريان فيها مصلى باسم الصليب ودُعي بهذا الاسم لأنه يحتفظ بقسم كبير من الصليب الأصلي، وللسريان مصلى القديس يعقوب، وللأرمن مصلى آخر بجوار مصلى يُعرف باسم المريمات الثلات...

كان يحق لهم تملك الأراضي والقرى[296]، باختصار كانوا يتمتعون بمعظم الامتيازات[297] الممنوحة للبرجوازية الغربية؛ وفي المدن (ص 78) كان البرجوازي السوري والبرجوازي الفرنجي يعيشان معاً في ظل سيادة قانون واحد في نفس المدن، مع أنهما يفترقان بتقاليد مختلفة. وعلاوة على ذلك حصل السوريون على إدارة شؤونهم من قبل مأمور خاص بهم، الريس reïs، صلاحياته كانت مماثلة لصلاحيات الفيكونت.

قلت في مكان آخر[298] أنه علينا أن نضع، في الصف الأول بين السكان السريان، الموارنة الذين يتحدث عنهم غليوم الصوري بقوله: "صنف من الناس يُسمون سريان يقطنون فينيقيا في أرض لبنان فوق مدينة جبيل... كانوا أقوياء البنية ومن المقاتلين الشجعان وقدموا عوناً كبيراً للمسيحيين في قتالهم مع أعدائهم"[299].

ويخبرنا المؤرخون المسلمون أنهم ساعدوا الكونت سان جيل Saint-Gilles (صنجيل) في حصار طرابلس[300].

في النصف الأول من القرن الثاني عشر عادت بدعة المونوليتية monothélite للظهور مراراً وسط سريان لبنان الموارنة، ولكن غالبيتهم عادت نهائياً إلى حضن الكنيسة الرومانية بعناية أموري Amaury بطريرك أنطاكية اللاتيني، في العام 1167.

وكان لهم حينذاك في لبنان عدة أديرة[301]، الكثير منها كان بمثابة مقرات للبطريرك أو للأساقفة الموارنة الأربعة. هناك في إقطاعة جبيل[302]، دير السيدة والقديس الياس في لحفد؛ ودير القديسة مريم هابيل (ص 79) وميفوق Sainte Marie d’Abil et de Meïphouk، وأخيراً دير القديس قبريانوس Saint-Cyprien في كفيفان.

وكان لهم أيضاً حوالي 11 ديراً في سنيوريتي البترون وأنفه وكذلك في وادي قاديشا الرائع الذي كان الفرنجة والموارنة يعتبرونه نهراً مقدساً، كما يشير اسمه[303]...

(ص 80) كانت عقيدتهم (السريان اليعاقبة) قليلة الاختلاف عن عقيدة اللاتين، وفي العام 1247 توجه بطريركهم اغناطيوس إلى البابا إينوسان الرابع بخضوع الكنيسة اليعقوبية تحت أربعة شروط:

الأول: أن ينتخب اليعاقبة بطركهم طبقاً لتقاليدهم؛ الثاني: أن يكون البطرك والأساقفة مرتبطين مباشرة بالكرسي الرسولي، ولا يخضعون بالتالي للأساقفة اللاتين؛ الثالث: أن لا يكون للأساقفة اللاتين أي حقوق (العشر...) على أديار وكنائس اليعاقبة الواقعة في أبرشياتهم؛ الرابع: أن لا يتم تثبيت اليعاقبة الذين يتحولون (ص 81) إلى الطقس اللاتيني مجدداً بعد أن يقوم بذلك أسقف من طائفتهم.

كان للسريان اليعاقبة عدد من المراكز الأسقفية والأديرة في الإمارات اللاتينية (في القدس)...

وكانت أنطاكية مركز بطريركيتهم التي بها يرتبط كل أساقفة يعاقبة سورية وقبرص وأرمينيا الصغرى.

كان اليعاقبة يحتفظون بعادة الختان ...

(ص 82) يبدو أن نساطرة سورية قد سكنوا على الأخص طرابلس وجبيل وبيروت وعكا.

وكان لهم في طرابلس مدارس مشهورة من بين طلابها جورج أبو الفرج المعروف باسم بار هيبرايوس Bar-Hebræus.

(ص 83) يبدو أن النساطرة واليعاقبة احتلوا المقام الفكري الأول بين السكان المحليين في المستعمرات اللاتينية.

إن سريان هذين المذهبين الكثيري العدد في كونتية طرابلس لم ينقطعوا أبداً عن المشاركة في الحركة العلمية التي كان اخوانهم في الموصل وبغداد عناصرها الأكثر نشاطاً، وكانوا معلمي الفرنجة في العلوم الشرقية.

(ص 89) أطلق اسم الروم Grecs أو غريفون Griffons على المسيحيين الروم المرتبطين ببطريركيات المنشقين schismatiques. وكانت لكنيسة الروم في روما بطريركيتان، واحدة في أنطاكية وأخرى في القدس.

 (ص 166) السريان النساطرة واليعاقبة الكثر جداً في كونتية طرابلس وعكا وفي إمارة أنطاكية... كانوا معلمي الفرنجة الطبيعيين.

(ص 180) لم يكُف إكليروس اليعاقبة والنساطرة عن الانكباب طيلة العصر الوسيط بالتنافس مع العرب المسلمين في دراسة العلوم الطبية.

(ص 356) كونتية طرابلس

يحد كونتية طرابلس شمالاً النهر الجاري عند سفح قلعة مرقب Margat، بين هذه القلعة ومدينة فلانيا Valenie. يحمل هذا النهر اليوم اسم وادي المهيقة Mehica. تشكل منحدرات جبل الراس نحو الشمال الشرقي خط الحدود حتى الكانتونات الجبلية التي يقطنها الإسماعلية والتي يزعم إمراء أنطاكية ملكيتها.

من المفيد هنا عرض المقطع التالي الذي وضعه بوركار دو مون سيون الذي زار سورية عام 1265، وهو يتعلق بهذا الجانب من حدود كونتية طرابلس: "Terram istorum (Assassinorum) a terra Christianorum per quasdam lapides discernitur: Quibus lapidibus, in parte Christianorum, signum crucis, Assassinorum cultelli, sculptum est…".

ويشكل وادي العاصي حدودها الاسمية من الشرق. وتجاور من هذه الجهة إمارة حماة الإسلامية، التي صارت خاضعة للفرنجة مع إمارة حمص التي سماها اللاتين حينذاك باسم (ص 357) الجمال Chamelle، ما يبدو أنه مصدر اسم وادي الجمال Vallis Cameli الذي أطلق على القسم الأعلى من وادي العاصي. وأخيراً تكمل، من هذه الجهة الحدود الطبيعية لهذه الإمارة، البقيعة المسماة في حينه وادي باكار vallée de Baccar. ويفصلها نهر إبراهيم (نهر أدونيس عند جغرافيي العصور القديمة) جنوباً عن مملكة القدس.

الاقطاعات الأساسية: عرقة Arches ou Archas، أسبيه Asbais، بشستين Bechestin، بشمزين Besmedin (dans la maison de Giblet)، بشري Buissera، بطرام Buturan ou Beteran، البترون le Boutron، كفرعقا Cafaraca، القليعة la Colée، كرات le Crat، جبيل Giblet، جبل عكار Gibel Akkar، مرقية Maraclée، المنيطرة le Moinestre، أنفه Néphin، سورا Sura، طرطوس Tortose.

الحصون: عرقة Archas، عريمة Aryma، حصن صافيتا Chastel Blanc ou Safita ، قلعة يحمور Chastel Rouge، القليعات Coliat، القليعة la Colée، جبل عكار Jibel Akkar، حصن الأكراد Krak des Chevaliers، مون فراندوس Mons Ferrandus، السرخ le Sarc، طرطوس.

(ص 358)

كانت هذه الكونتية تضم علاوة على مطرانية طرابلس ثلاث مدن أسقفية: طرطوس ورفنية Raphanée وجبيل.

أما أبرز الأديرة اللاتينية فكانت: دير البلمند Beaumont لرهبنة Citeaux، دير كنيسة القيامة في جبل الحجاج (أبي سمرا في طرابلس)، وأديرة مار ميخائيل والمخلص وسيدة مادلين في طرابلس ودير الكرمليين في بوليو(؟) Beaulieu.

وكان بطريرك السريان الموارنة يقيم في هذه الكونتية.

كانت طرابلس مقر مطرانية للسريان اليعاقبة. وكان السكان المحليون لهذه الإمارة يتألفون من غالبية عظمى من السريان الموارنة المقيمين في جبال لبنان، وخصوصاً في الكانتونات القريبة من جبيل. ويقول أبو الفرج أنه جنوبي هذه المدينة، نحو بيروت، كان يوجد عدد كبير من النساطرة. ويخبرنا نفس المؤلف أن جبال عكار وجوار عرقة يقطنها مسلمون على مذهب يسميه فومي Voumi، وهم يميلون كثيراً إلى الباطنيين، ولكن يجب أن نعتبرهم على ما أظن نصيريين. وكان بين سكان طرابلس عدد كبير من السريان اليعاقبة.

يبدو أن الفرنجة والموارنة، طيلة المرحلة الصليبية، اعتبروا قاديشا نهراً مقدساً، كما يشير اسمها. وفي العام 1183 سماها بروكار Brocard الوادي المقدس، ويذكر الأديرة والكنائس العديدة القائمة على جوانبها. وفي بحثه حول أصل وديانة الموارنة يتحدث نيرون F. Naironus عنهم بهذه العبارات: “… … Vallis illa amænissima ac sanctissima Faradis dicta, id est Paradisus in jugo montis Libani, sanctissimorum monachorum vita et multidune, per totam syriam celebrrima, multos, ex universis christianorum sectis, ad illos invisendos confluere solitos fuisse… »

(ص 359) أهم أديرة السريان الموارنة في كونتية طرابلس في القرنين الثاني عشر والثالث عشر: دير سيدة يانوح في سنيورية البترون؛ دير سيدة هابيل قرب جبيل؛ مار الياس والسيدة في لحفد، ما يزال هذان الديران في هذه القرية؛ السيدة ومار مارون في كفرحي؛ مار امطانيوس، أكبر دير في لبنان وما يزال حتى اليوم باسم مار أنطون؛ دير مار سركيس في حردين Hardin تدمّر عام 1440؛ مار ديميتري قرب بشري؛ دير مار قبريانوس في كفيفان Caphiphoun قرب جبيل؛ دير مار جرجس في كفرا Cphar ou Kafra؛ دير مار سركيس وباخوس قرب أهدن، وهو يُسمى اليوم دير راس النهر.

كونتية طرابلس

عبدين[304] Abdin: قرية تعود إلى كنيسة القيامة. ما تزال هذه القرية تحمل نفس الاسم وتقع في الكورة الفوقا.

أير[305] Aer: قرية في كونتية طرابلس، وفيها وهب برنارد ديرا Bernard Derat سكة من الأرض إلى كنيسة القيامة عام 1148.

أيزلو[306] Aieslo: موضع مجاور وتابع لأرض (ص 360) الخليفة تنازل عنه عام 1185 ريمون دو تروا- كليه Raymond de Trois-Clés إلى فرسان الاسبتالية، ولعله إيلات Ailot بالقرب من عرقة.

علما[307] Alma: قرية وهبها عام 1127 كونت طرابلس بونز إلى كنيسة مار يوحنا في جبل الحجاج. تقع هذه القرية على مسافة 7كلم شرقي طرابلس، وما تزال تحمل نفس الاسم.

طرطوس[308] Antartous ou tortose: مدينة أسقفية في كونتية طرابلس يملكها الفرسان الداوية الذين كانوا يحتفظون في البرج الرئيسي لقلعتها بمحفوظاتهم وخزينتهم. وكانت كنيسة العذراء فيها من أكثر مقاصد الحجاج تقديراً في سورية.

طرطوس (الجزيرة): هي أرواد Aradus القديمة المعروفة اليوم باسم رواد Rouad. كانت أيضاً ملك الفرسان الداوية الذين رفعوا قلعتها التي بقيت آثارها قائمة لبضع سنين خلت.

أبيا أو آسيا[309] Apia ou Asia: قرية وهبها كونت طرابلس، بونز، عام 1127، إلى فرسان الاسبتالية في جبل الحجاج، وهي اليوم قرية في ناحية الزاوية واسمها آسيا Ahsia.

عرقة[310] Archas: مدينة محصنة في كونتية طرابلس، دمرها زلزال، ووهبها الملك أموري عام 1170 إلى فرسان الاسبتالية. وهي اليوم ضيعة كبيرة باسم عرقة Arkas نقبت أسوارها عام 1266 قوات السلطان بيبرس.

حردين[311] Ardin: قرية تعود إلى كنيسة القيامة، هي اليوم حردين Hardin في ناحية الكورة.

أروات[312] Aroath: قرية مجاورة لطرابلس وهبها بونز كونت طرابلس، عام 1127، إلى فرسان الاسبتالية في جبل الحجاج. مطلوب معرفة موضعها.

(ص 361) أرطوسية[313] Artésie: ضيعة قائمة على مصب نهر البارد عل أنقاض أرطوسية Orthosia. يُعرف هذا الموضع اليوم باسم أرض أرطوسي Ard Artousi.

عريمه[314] Aryma: قلعة لفرسان الداوية ما تزال آثارها المجاورة لصافيتا تحمل اليوم اسم قلعة العريمة Kalaat Areymeh.

أسبيه Asbais: إقطاعة امتلكها أصحاب مرقية Maraclée، ويبدو أنها تقع في هذه المنطقة من كونتية طرابلس، وكانت تسمى في حينه الخوابي le Coïble، التي أظن أنها في ناحية الخوابي Kaouaby الحديثة.

بحنين[315] Bahani: قرية وهبها كونت طرابلس، بونز، عام 1127، إلى فرسان الاسبتالية في جبل الحجاج. وهي اليوم قرية بحنين Behannine.

باهو Baho: قرية وهبها كونت طرابلس، بونز، عام 1127، إلى فرسان الاسبتالية. يبد أن هذه القرية، تبعاً لسياق النص ad Montana de bochea، من المفروض أن تكون شمالي جبل عكار، حوالي البقيعة.

بينو Banna: قرية مجاورة لعرقة، مذكورة في عقد لعام 1179. من المفروض أن يكون هذا الموضع في موقع قرية بينو Baïna.

البلمند[316] Beaumont ou Belmont: دير لرهبنة  في أبرشية طرابلس، أصبح اليوم دير البلمند Belment الأرثوذكسي، جنوبي هذه المدينة. أقام اليعاقبة لاحقاً في هذا الدير، ونعثر عليه مذكوراً في العام 1499 باسم دير سيدة البلمند Notr-Dame de Balamand.

بلاّ[317] Bebula, Babele ou Habela: قرية وُهبت إلى كنيسة القيامة، هي اليوم بلاّ Belleh.

بكفتين[318] Bechestin: إقطاعة صغيرة حملت اسمها إحدى عائلات كونتية طرابلس. وهي قرية (ص 362) في ناحية الكورة التحتا، معروفة اليوم باسم بكفتين Bekeftin.

منيارة[319] Benehara ou Beniharan: قرية وهبها غليوم جوردين Guillaume Jourdain إلى كنيسة القيامة. يبدو أن هذا الموضع موجود في القرية المارونية منيارة Meniara، بالقرب من عرقة.

برترانديمير[320] Bertrandimir: قرية في كونتية طرابلس تعود إلى الفرسان الداوية، مذكورة في العام 1179، في اتفاقية بين الداوية والاسبتالية.

بشمزين[321] Besmedin: إقطاعة تعود لأسياد جبيل Giblet. من السهل موضعة هذا الموقع في القرية المارونية المعروفة اليوم باسم برج بشمزين Bordj-Beschmezïn في الكورة.

بيت لحم[322] Bethléem: قرية أو بلدة وهبها كونت طرابلس، بونز، عام 1127، إلى الاسبتالية في جبل الحجاج. موضعها غير معروف بعد.

بتليون[323] Bethelyon: قرية مجاورة لطرابلس، مذكورة في العام 1139، في عقد يعود إلى الكونت ريمون comte Raymond.

بيت ساما أو بيت شمعون[324] Bethsama ou Bethsamum: قرية وُهبت إلى الاسبتالية في جبل الحجاج في العام 1127.

بيت سيديون (سيده؟) Bethsedion: قرية وُهبت أيضاً إلى الاسبتالية في العام 1127.

بيتير[325] Betire: قرية تقع بين الحصن الأبيص (صافيتا) وحصن الأكراد.

بطرام[326] Betran ou Buturan: إقطاعة صغيرة منها سيدان باسم غوتييه Gauthier وغي Gui يظهران (ص 363) في عدة عقود نحو أواسط القرن الثاني عشر. يطابق هذا الموضع ضيعة بطرام Betran في ناحية الكورة، جنوبي طرابلس.

بيت زعال Betzaal: قرية تابعة لسنيورية جبيل، غير معروفة الموضع.

الأبيض (الحصن)[327] Blanc (le Chastel): قلعة للداوية ما تزال في وضع محفوظ وتحمل اليوم اسم صافيتا.

بوكومب[328] Boccombe: قرية مذكورة عام 1143، في امتياز لريمون، كونت طرابلس، وفيه ريمون دو ناربون Raymond de Narbone يقدم سكة من الأرض إلى كنيسة القيامة. وضعها غير محقق. وكانت تشكل مع ريميسك Remesque إقطاعة من متوجباتها فارسان.

البقيعة Bochée: سهل وحصن صغير يقعان تحت حصن الأكراد.  يُسمى السهل اليوم بقيعة الحصن Boukeïahel-Hosn. وكانت في العام 1163 مسرح معركة كبيرة بين الفرنجة ونور الدين.

بوتسوفلام[329] Botsoflam: قرية مجاورة لطرابلس، مذكورة عام 1139 في عقد للكونت ريمون.

البترون[330] Boutron (le): مدينة بحرية صغيرة تقع جنوبي رأس الشقعة cap Theoprosopon. كانت في القرن الثاني عشر مركز أسقفية يعقوبية. ما نزال نرى فيها آثار حصن ومرفأ صغير تغمره الرمال اليوم. يحتل إقطاعيو هذه المدينة فصلاً في مؤلف عائلات ما وراء البحار Familles d’Outre-Mer.

بويولا[331] Buiola: قرية وهبها ريمون دو سان- جيل (الصنجيلي) إلى كنيسة القيامة.

بويسيرا[332] (بشري) Buissera: إقطاعة تابعة لكونتية طرابلس. أعطت هذه القرية اسمها للعائلة التي امتلكتها؛ لأننا نرى في كانون الأول من العام 1204 مانسيلوس دو بويسيرا Mansellus de Buissera (ص 364) كشاهد في عقد لجيرار دو هام Gérard de Ham.

ويبدو أنها ليست غير قرية بشري Bscharreh ou Bisciarrai، واحدة من أهم مواضع لبنان. يقول لوقيان[333] Lequien في مقدمة مؤلفه تاريخ الكنيسة المارونية Histoire de l’Eglise maronite أننا كنا نرى في بشري أثار حصن قديم حيث أقام طويلاً أمراء الجبل المسيحي. ونرى فيها اليوم آثار كنيسة من القرن الثاني عشر.

ويقول بروكار Brocard عن وادي بشري الذي زاره خلال رحلته إلى سورية أنه شاهد هناك العديد من الأديرة وعدداً كبيراً من الكنائس[334].

كفرعقا[335] Cafaraca: إقطاعة في كونتية طرابلس حمل اسمها مالكوها. هذه القرية وهبها إلى الاسبتالية عام 1127 بونز، كونت طرابلس. وتقع في موضع قرية كفرعقا Kefer-Akka ou Keferaka جنوب وجنوب شرق مدينة طرابلس. ما نزال نرى فيها بقايا حصن يعود للعصور الوسطى.

كفرسيكل[336] Cafarsequel: أو قرية Pont-sans-eau التابعة لسنيورية جبيل. موضعها مجهول.

القلمون[337] Calamon: قرية قريبة جداً من طرابلس. وما تزال إلى اليوم تحمل اسم قلمون Kalamoun.

الخليفة (أرض)[338] Calife (la terre au): اسم حمله في القرن الثاني عشر السهل الواقع على الضفة اليمنى للنهر الكبير، بمواجهة وبقرب عرقة. ما يزال هذا السهل يُسمى أرض الخليفة Ard-el-Kalifeh، ويقسمه نهر الخليفة بين سهل البرج Sahel el Bordj وسهل الخراب Sahel el Kerab. نجده مذكور في العام 1185 في عقد يعود إلى ريمون دو تروا-كليه Raymond de Trois-Clés الذي كان له فيه ملك واسع.

(ص 365) كارتمار[339] Cartamare: قرية وُهبت إل الاسبتالية عام 1127، وكانت محاطة ببساتين الزيتون الواسعة، ويبدو أنها كانت قريبة من رفنية. موقعها غير محدد بعد.

السنديانة[340] Cendiana: قرية وهبها عام 1127 كونت طرابلس بونز إلى الاسبتالية في جبل الحجاج. وهي اليوم قرية أرثوذكسية في جبال عكار باسم السنديانة Sendianeh.

سرفتانية[341] Ceraphtenie: قرية وهبها كونت طرابلس، بونز، عام 1127 إلى الاسبتالية في جبل الحجاج. بقايا هذه القرية أعطت اسمها لهضبة تسمى سلفتانية Self-et-Tanieh قريبة جداً من طرابلس.

إقليم الخوابي[342] Coible (le territoire du): يبدو لي أنه تمت تسمية كانتون الخوابي Kaouaby بهذا الاسم في ظل السيطرة اللاتينية. من المعروف أنه كان يقع بين المرقب Margat والحصن الأبيض (صافيتا)، وهو موقع يطابق تماماً موقع الخوابي الواقع شمالي طرطوس بين صافيتا ومرقب Markab.

القليعة[343] Colée (la): حصن يحمي واحد من ممرات جبل النصيرية، ما تزال آثاره تسمى القليعة El Coleïah. ومنه استمدت العائلة التي كانت تمتلكه اسمها، ولعبت دوراً ما في سورية ومن ثم في قبرص، في القرنين الثاني عشر والثالث عشر. انتقل هذا الحصن لا حقاً إلى الباطنيين Batheniens.

القليعات[344] Coliath: حصن صغير في سهل عرقة وهبه بونز كونت طرابلس إلى الاسبتالية في جبل الحجاج عام 1127. ما تزال آثار هذا الحصن معروفة باسم القليعات Kleïaat. استولى عليه بيبرس عام 1266.

كورنونيوم[345] Cornnium: قرية أخرى حصل عليها اسبتالية جبل الحجاج.

(ص 366) كرات[346] Crat (le): الاسم الذي أطلق في القرن الثاني عشر على الاقطاعة التي شكلها في ذلك الحين حصن الأكراد والذي تسمت به العائلة التي امتلكتها.

كوليكات[347] Culicat: هي نفس القليعات Coliath.

ديري[348] Derie: ورد ذكر هذه القرية في العام 1143، في امتياز لريمون كونت طرابلس، ويثماثل تماماً مع قرية داريا Deraïa في ناحية الزاوية على مسافة 12 كلم جنوبي طرابلس.

دوركارب[349] Durcarbe: قرية مجاورة لطرابلس وهبها غليوم جوردن Guillaume Jourdin عام 1127 إلى اسبتالية تلة الحجاج.

التفاحة Elteffaha: قرية امتلكها الداوية وقام بإقطاعها مقابل فارس. تتماثل هذه القرية بسهولة مع قرية تفاحة Teffahah شرقي طرطوس[350].

فودا[351] Fauda: قرية تعود للاسبتالية مذكورة (1185) في عقد يعود إلى ريمون كونت طرابلس.

فيليسيوم[352] Felicium: قرية بالقرب من عرقة امتلكها جيلبير دو بوي Gilbert de Puy الذي باعها، مع قرية لاتوم Latum، إلى ريمون كونت طرابلس، بمبلغ 1000 بيزان besans. وانتقلت هاتان القريتان إلى الاسبتالية مع انتقال حصن الأكراد.

فلارا[353] Fellara: قرية وهبتها الكونتيسة أرمنساند دو شاتونوف comtesse Armensende de Châteauneuf، عام 1151، إلى الاسبتالية.

العيون (فونتين) Fontaines (les): قرية تقع بين الحصن الأبيض (صافيتا) وحصن الأكراد. وهي اليوم قرية صغيرة ( ص 367) اسمها العربي العيون El-Aïoun، وبالتالي فاسمها الفرنسي مجرد ترجمة.

جبيل[354] (جيبليه) Giblet: مدينة أسقفية صغيرة قامت على أنقاض بيبلوس القديمة وتملكتها عائلة لامبرياك Lembriac، التي اتخذت من هناك لقب جيبليه Giblet؛ وتسمى اليوم جبيل التي تضم، علاوة على قلعتها وأسوارها، كنيسة حسنة ومثبت عماد يعود إلى القرن الثاني عشر. وتم التعرف فيها على بقايا تحصينات دفاعية أقامها الصليبيون...

حلبا[355] Halba: حصن صغير بالقرب من عرقة استولت عليه قوات السلطان بيبرس عام 1266، وما تزال بقاياه ملحوظة في قرية حلبا Halbeh.

المجدل[356] Helmedel: قرية في إقطاعة جبل عكار وهي اليوم قرية المجدل الحديثة.

جبل عكار[357] Jibel Akkar ou jibeltar: حصن يسيطر على على بلاد عكار لا نزال نرى آثاره على تلة من جبال عكار. بعد أن كان مع إقليمه واحداً من الاقطاعات الكبيرة في كونتية طرابلس أعطاه الملك أموري عام 1170 إلى الاسبتالية مع حصن عرقة؛ وذلك بعد أن تضرر الموقعان بهزة أرضية.

(ص 368) كفرحي[358] Kafari: قرية وهبتها أرمنساند دو شاتونوف إلى الاسبتالية، وهي اليوم كفرحي Kefer Haï.

كامل أو شامل[359] Kamet ou le Chamel: حصن وإقطاعة في كونتية طرابلس، في المنطقة الواقعة بين طرطوس ومرقية ورفنية. انتقل إلى الاسبتالية مع توابعه عام 1127. (لعله من الأفضل أن يكون قرب حصن، من حيث التسمية)

حصن الأكراد[360] Krak des Chevaliers (le) ou Crat (le): حصن سماه المؤرخون العرب حصن الأكراد، والذي نظراً لأهميته الاستراتيجية باعه غليوم Guillaume، صاحب (كرات Crat) عام 1145، إلى الاسبتالية. شكل هذا الحصن وجواره في قسم من النصف الأول من القرن الثاني عشر إقطاعة كرات Crat. ونظراً لموقعه وأهميته قدمت له وصفاً مطولاً في مؤلفي "الهندسة العسكرية للصليبيين" Architecture militaire des Croisés.

المنيطرة[361] Manethera ou le Moinestre: حصن صغير لحراسة واحد من ممرات لبنان، غير بعيد عن أفقا Afeka. وكان من اقطاعات كونتية طرابلس. وفي موضعه توجد اليوم قرية باسم المنيطرة el Mouniterah. استولى عليه نور الدين عام 1166. اسمه العربي منيطرة Monaïdhera يعني مركز صغير للمراقبة.

مرقية[362] Maraclée: إقطاعة في الكونتية. لم يبقى منها مع الأسف غير آثار مدينتها المعروفة اليوم باسم مرقية Merakieh.

مرقبان السهول (الصغير)[363] Marciban des Plaines (le petit): قرية في كونتية طرابلس تجاور فودا Fauda. مجهولة الموقع.

مردباش[364] Mardabech: قرية مذكورة في (ص 369) عقد التنازل عن حصن الأكراد إلى الاسبتالية، مجهول الموقع.

المزرعة[365] Medera: قرية وهبها إلى كنيسة القيامة غليوم إرمنغارد Guillaume Ermengard، وهي تقع تبعاً للنص ex alia parte montane. قد يكون هذا الموضع هو المزرعة Mezera الواقعة على المنقلب الشرقي لجبل عكار.

ميفوق Meiphuk: ضيعة شمالي شرقي جبيل كان فيها في القرن الثالث عشر دير هام لليعاقبة، وكنيستها المنتهية عام 1276 على أهمية هندسية كبيرة.

ميليشين[366] Melechin: حصن على تلة مجاورة للعاصي، مجهولة الموضع حتى الآن.

ميساركون[367] Messarkun: قرية وهبها ريمون جيبليه Raymond de Giblet إلى الاسبتالية عام 1186. قد تكون هذه القرية في إمارة أنطاكية.

المسكية[368] Mesquie (la): قرية بين الحصن الأبيض (صافيتا) وحصن الأكراد.

ميناكوزي[369] Minacusi ou Manacuisine: قرية على الطريق بين القليعات Culicat (Kleïaat وطرطوس. أظن أني عثرت على موضعها في قرية داثرة بالقرب من مرسى صغير يُعرف اليوم باسم المينا كابوزي El Mina Kabousi، وغير بعيد عن قرية الحمّام El Hammam.

مجدليا[370] Misdelia: قرية وُهبت إلى اسبتالية جبل الحجاج عام 1127 ويبدو أنها قرية مجدليا Medjlaïa الحديثة.

مون فراندوس[371] (بعرين) Mons Ferrandus: حصن ما تزال آثاره مشرفة على قرية بعرين Baarïn، وهو الاسم الذي كان الكتاب العرب يسمون به أحياناً هذا الحصن. (ص 370) وكان الحصن يحتل كل قمة التلة. ومع أن خرابه متقدم للغاية فإننا نتعرف في بقاياه على أنه كان مربعاً وله نتوءات مستطيلة...

مون ليوباردوروم Mons Leopardrum: جبل مذكور على أنه يقع على مسافة فرسخين شمالي طرابلس، ما يسمح بالاعتقاد أنه جبل تربل. هذا الجبل غير وارد إلاّ في الرحلات البحرية.

مون نيغرونيس[372] Mons Nigronis: يبدو أن هذا الجبل هو الجزء المتوسط من سلسلة جبال النصيرية.

مون كوكولي[373] Montecuculi: أكمة واقعة جنوبي شرقي طرابلس، على الشاطئ.

أنفه[374] Nephin: إقطاعة هامة في كونتية طرابلس. ما تزال بقايا حصنها الصغير ملحوظة على تلة صغيرة غربي القرية الحديثة أنفه Anfeh، التي حلت مكان ضيعة العصور الوسطى، حيث كانت توجد كنيسة حسنة البناء في القرن الثاني عشر. سماها الإدريسي باسم أنف الحجر Anef el Hadjar مصدر أكيد لاشتقاق اسمها اليوم.

نوبيا[375] Nubia: قرية بجوار طرطوس تخلى عنها غليوم دو ماراكليه Guillaume de Maraclée إلى الاسبتالية عام 1163.

ممر القديس غليوم (باس سان-غويوم[376]) Passe Saint-Guillaume: اسم أطلق على موقع على الطريق بين أنفه وطرابلس حيث ينحصر المكان بين الجبل والبحر، بالقرب من دير مار يعقوب، بين القلمون وأبو حلقة Abou- Halka.

( ص 371) بوي دو كونيستابل Puy du Connestable (le)، قرية كانت إقطاعة ج. دو فارابل G. de Farabel، كونستابل طرابلس، ويبدو أنها استمدت اسمها من وظيفة مالكها.

يبدو أن هذه القرية التي أعطت اسمها للمخاضة المجاورة كانت في موضع قرية عبره Obreh شمالي رأس الشقعة.

رشباطا[377] Rachbata: مدينة صغيرة استولى عليها غليوم جوردن Guillaume Jourdain من أيدي سودان  دمشق، ودمرتها هزة أرضية عام 1157.

رفنيه[378] Raphanée: مدينة أسقفية في كونتية طرابلس، قائمة في موضع مدينة قديمة بنفس الاسم؛ ما تزال آثارها المسماة رفنية أيضاً، قريبة جداً من حصن مون فراندوس Mons Ferrandus، وهو اليوم قلعة بعرين Kalaat Baarïn.

ريميسك[379] Remesque: قرية مجاورة لطرابلس، امتلكها هوغ دو باركيه Huques de Barlais، مذكورة في عقد مع الاسبتالية لعام 1253. شكلت هذه القرية مع بوكومب Boccombe إقطاعة صغيرة متوجب عليها خدمة خيّالين.

ريكلوز[380] Resclause (la): ذُكر هذا الموضع في عقد التنازل عن حصن الأكراد إلى الاسبتالية بوصفه يقع على العاصي، ويبدو أنه كان يقع في موضع أرطوزا Arethusa القديمة المعروفة اليوم باسم الرستن Er-Roustan.

الروج[381] (حصن) Rouge (le Chastel): حصن بين طرطوس والحصن الأبيض (صافيتا)، وهو اليوم قلعة يحمور Kalaat Yhamour.

السرك[382] Sarc ou Esserk: حصن صغير تركه إلى الاسبتالية غليوم دو ماراكليه Guillaume de Maraclée، عام 1163، ولكن موضعه لم يتعين بعد بشكل مرضٍ؛ وكان يقع في نواحي الحصن الأبيض (صافيتا) بالقرب من القليعة la Colée.

(ص 372) صربا[383] Sorbe: قرية وهب فيها جوفروا دو بين Geoffroy de Pennes سكة أرض إلى الاسبتالية.

سوميسا[384] Sumessa: قرية في كونتية طرابلس تعود إلى الاسبتالية وعليها متوجبات إلى الكونت. مذكورة عام 1185. مجهولة الموضع.

صورا Suura ou Suiura: إقطاعة اتخذت اسمها عائلة معتبرة، يجب موضعتها في قرية صورا Sura الواقعة في الجبل شمال شرق البترون.

تيريس[385] Teres: قرية تقع بين الحصن الأبيض (صافيتا) وحصن الأكراد.

تل الدهب[386] Theledehep: قرية بجوار حصن مون فراندوس (بعرين) وتابعة له، وتم وهبها إلى الاسبتالية عام 1127. مجهولة الموضع.

طرابلس: كانت في العصر الوسيط مقسومة إلى قسمين: جبل الحجاج الذي أصبح المدينة الحالية، والمدينة القديمة التي تحتل شبه الجزيرة التي تقع بلدة الميناء اليوم على طرفها.

وكانت المساحة الفاصلة بينهما، كما هي الحال اليوم، مزروعة ببساتين رائعة وبزراعة قصب السكر. وكنا نرى فيها، يقول سترامبالدي[387] Strambaldi، العديد من معاصر السكر؛ ولم يقدر بوركار دو مون سيون[388] Burchard de Mont-Sion النتاج السنوي لهذه البساتين بأقل من 300 ألف بيزان besans.

استمدت مدينة جبل الحجاج الصغيرة اسمها من المرتفع الذي بنى عليه الكونت سان- جيل حصناً أثناء حصار طرابلس. بعد هذا الحصار الذي استمر حوالي 10 سنوات تحول معسكر هذا الأمير الفرنسي إلى مدينة عامرة.

وعليه يحتل حصن جبل الحجاج الذي سماه المؤرخون العرب حصن صنجيل[389] Hosn-Sandschil (ص 373) موضع القلعة الراهنة القائمة على أنقاضه. والجسر الذي يربط في أيامنا طرابلس مع الضفة اليمنى لقاديشا كان يُسمى حينذاك جسر جبل الحجاج[390].

أقيم في هذه المدينة الصغيرة مصلى على اسم كنيسة القيامة، وكنيسة باسم القديس يوحنا المعمدان، ويعود الاثنان إلى الاسبتالية[391].

في القرن الثالث عشر، كانت طرابلس المزدهرة بتجارتها وصناعتها ومدارسها وافرة السكان ولا تعد أقل من أربعة آلاف نول لحياكة الحرير وقماش الشملة[392]. ويذكر رحالة ذلك الزمن  أبنيتها الرائعة وقصورها العديدة.

كانت هذه المدينة مركز أسقفية يعقوبية، كنيستها الكاتدرائية باسم القديس بهنام Saint-Behannami.

في 29 حزيران من العام 1171 ضربها زلزال رهيب فدمر قسماً من المدينة وكنيسة السيدة الكبيرة[393]. ومن المعروف أنه كان في طرابلس كنيسة القديس ميخائيل وكنيسة سيدة مادلين.

ثمة خط من بقايا الأسوار ومداميكها النهائية يجتاز شبه الجزيرة عرضاً ويعين حدها الشرقي في العصر الوسيط، بينما كانت جهاتها الثلاث الأخرى محاطة بالبحر. كانت على شكل مربع منحرف، ولم يكن لها غير سور واحد تتخلله أبراج ناتئة.

ومن المعروف أنه كان فيها إلى الشرق برج مركزي وأبنية مجاورة يمتلكها فرسان التوتون، بينما كان جزء من الأسوار ملكية (ص 274) اسقف طرابلس، وهو يقع بين ملكية الفرسان الألمان وفرسان الداوية التي يبدو أنها كانت في الزاوية الجنوبية الشرقين من المدينة، بالقرب من البحر. ومن هذه الجهة ينفتح باب القديس ميخائيل حيث تؤدي طريق جبيل[394].

 

أما مرمى السهام والبرج المعروف ببرج المطران، فكانا من الأبنية الهامة، وهما أول من سقط بيد المسلمين عندما استولوا على المدينة[395] في نيسان 1287. يضيف سانوتو Sanuto أنهم دخلوا المدينة من حي الاسبتالية، الذي كان، حسب قوله، ملاصقاً للبحر. أعتقد أن سانوتو أخطأ هنا، لأن مقر الاسبتالية كان في جبل الحجاج على ما يبدو.

من أكثر جزر طرابلس قرباً إلى اليابسة والتي حددت لحد كبير مرفأها، هناك جزيرة القديس توما التي اتخذت اسمها من الكنيسة التي بنيت هناك على اسمه. وهناك عُقد الزواج الشهير بين أليكس دو شامبانيى Alix de Champagne وأمير أنطاكية بوهيمون prince Bohémond d’Antioche.

وإليها لجأت جماعة من السكان وقت الاستيلاء على المدينة، ولكن سرعان ما لحقهم المسلمون وقضوا عليهم. ويقول السيد بوجولا Poujoulat أنه عثر عام 1831 على بقايا الكنيسة على هذه الجزيرة الصغيرة.

لا يبدو لي أن الأبراج المخصصة للدفاع عن شاطئ شبه جزيرة طرابلس تعود إلى المرحلة الصليبية. بل أعتقد أنها بنيت بمواد أسوار العصور الوسطى، خلال القرن الرابع عشر، على إثر محاولات ملوك قبرص والاسبتالية المتكررة لإعادة الاستيلاء على المدينة. لقد تعرضت هذه المدينة مراراً للحرق والتدمير بحيث لم يبقَ فيها أي بناء صليبي.

(ص 375) عندما استولى العرب على طرابلس[396]، في 26 نيسان 1287، نقل الأميرال الجنوي بينوا زكريا Benoît Zacharie على أسطوله العدد الأكبر من سكان طرابلس، بينما نقل السلطان المالك المنصور من بقي منهم إلى جبل الحجاج.

توبان[397] Touban: حصن مجاور للعاصي، بين هذا النهر ورفنية؛ مذكور في العام 1171، في عقد يعود ريمون كونت طرابلس. مجهول الموضع.

ـــــــــــــــــــــــ

دراسة في صروح هندسة الصليبيين العسكرية

في سورية وفي جزيرة قبرص[398]

إيمانويل غوييوم راي

المقدمة

I

(ص 1) في الوقت الذي كانت فيه أوروبا على أشد قلقها من توسع العرب وتحت تأثير اجتياح إسلامي جديد، أثار نداء بطرس الناسك Pierre l’Hermite الحركة الصليبية العظيمة. وفي مجمع كليرمون Clermont دعا البابا أوربان الثاني Urbain II إلى حمل السلاح من أجل الجهاد المسيحي الشامل.

لقد تم بعناية اختيار التوقيت الملائم لتقبل النداء. فبعد أن كان القسم الأكبر من آسيا الصغرى وسورية ومصر وإفريقيا الرومانية وإسبانيا وصقلية خاضعاً للإسلام الذي وهو الخارج من لهب رمال الصحراء قد جاء ليهدد روما بالذات.

في ذلك الوقت، وجه أليكسيس كومين، المتزين عبثاً بلقب وأسمال القياصرة الأرجوانية، نداءه إلى الغرب من أجل الدفاع عن آخر بقايا الإمبراطورية الرومانية.

وهكذا شهدنا اندفاعاً من كل النواحي لرجال ينتمون (ص 2) إلى فئات اجتماعية متنوعة، مدفوعين بالرغبة في المشاركة بغزو سورية وتحرير الأراضي المقدسة.

بدأت الحملة عملياً في العام 1096، وقبل نهاية القرن الحادي عشر أصبح الصليبيون أسياد الرها وأنطاكية والقدس؛ ومنذ مطلع القرن الثاني عشر احتلوا كل سورية تقريباً، حيث لم يعد المسلمون يسيطرون على غير دمشق والبصرة وحمص وحماة وحلب. وما أن اكتمل الغزو حتى انصرف الصليبيون تدريجياً إلى تنظيم شتى مناطق البلاد.

 

II

... ما أن أصبحت الرها، بقيادة بودوين دو بور Baudoin du Bourg، إمارة فرنسية حتى جعلت المسيحيين يتحكمون ببلاد ما بين النهرين حتى دجلة. وكانت تقطع من هذه الجهة الطريق على القوات التي يمكن أن يرسلها أمراء الموصل وبغداد المسلمون لنجدة إمراء سورية المسلمين.

لقد قررت الوقائع وتضاريس البلاد وضرورة منح الأمراء الغربيين الوافدين إلى سورية إقطاعات متناسبة (ص 3) مع مواقعهم الاجتماعية تشكيل إمارة أنطاكية وطرابلس. أما بقية البلاد الموزعة إلى إقطاعات ثانوية، مثل كونتية عسقلان ويافا وقيصرية وإمارة الجليل، وإلخ.، فشكلت مجال المملكة.

... يمكننا أن نرسم كحدود في الجبال شرقي المناطق المسيحية خطاً يتكون في الشمال من جبال النصيرية التي تفصل إمارة أنطاكية وطرابلس عن جيرانها المسلمين في حماة، وفي الوسط سلسلة جبال لبنان المرتفعة بين المسيحيين وسلاطين دمشق، وفي الجنوب الأردن والبحر الميت.

... (ص 5) شمالي طرابلس تستمر المرتفعات اللبنانية بسلسلة جبلية  تشكل معها ربع دائرة شاسعة. إنها جبل عكار الهضبة الشمالية للبنان التي تحد من الشرق كونتية طرابلس، والمتصلة بها تقريباً من الشمال سلسلة جبال النصيرية التي تشكل هي أيضاً حاجزاً بين المستعمرات الفرنجية والمسلمين.

لم تكن سيطرة كونتات طرابلس على الضفة اليسارية للعاصي غير سيطرة عابرة وتقتصر على امتلاك مون فراندوس (بعرين) الذي كان بالأحرى موقعاً متقدماً لا قلعة راسخة.

خضعت الجهود البشرية هنا لمستلزمات الطبيعة؛ فأقيمت سلسلة من الحصون للدفاع عن جميع الممرات الجبلية.

وظهر في جبل عكار حصن بنفس الاسم. وكان حصن عرقة، الداثر اليوم، يسيطر على وادي النهر الكبير، إلوتيروس العصور القديمة، وكان الفرسان الداوية يقيمون فيه؛ (ص 6) وفي جبال النصيرية يتحكم حصن الأكراد، قلعة الحصن اليوم، بالممر الذي يصل وادي العاصي بالسهل الفسيح الممتد بين هذه الجبال والبحر. وكان في نفس الآن من أهم المواقع العسكرية بيد الفرسان الاسبتالية.

ـــــــــــــــ

الجغرافية البحرية في زمن الصليبيين[399]

(ص 330) "عندما يكون مصب نهر ما محمياً برأس من اليابسة كان اللاتين يستخدمونه أحياناً كرصيف، كما كانت الحال مع نهر السن Nahr es Sîn حيث تم إعداد  المرسى الصغير الذي كان يحميه حصن تورون دو بولدو Toron de Boldo، هذا المرسى الذي يمكننا موضعته في بيونا Beona أو لينا Lena سانوتو Sanuto."

(ص 335) "ثمة مجال للعثور على موضع لينا أو بيونا عند مصب نهر السن في خراب بالتوس Paltos القديمة الواردة في عقود ذلك الوقت باسم برج بلدا Belda أو بودا Beauda، والمعروفة اليوم باسم راس بلده الملك Ras Baldy el Melek."

(ص 337) "من الصعب جداً تعيين موضع بركسون Prexon أو بركسيم Proxime، لا سيما وأنه لم يُمْكن العثور على أي معلم في أسماء القرى الراهنة ولا في تضاريس الساحل هناك. والمكان الوحيد حيث وجدتُ، على الساحل بين أرواد ومصب نهر عرقة، مرسى صغيراً يرتاده صائدو الإسفنج والمبحرون قرب السواحل هو قرب الحمام El Hamam، وهو مينا كابوسي El Mina Kabousi."...

الجزر (طرابلس) التي يتحدث عنها سانوتو هي اليوم: رامكين Ramkîne، ساناني Sanani، تاريس Tares، نخل Nakl، طويله Tauouîleh، مدوره Medaouara، نوكاس Naukas، رميله Ramaileh، بلانه Bellaneh، البقر El Bakar."...

"أما مون (جبل) ليوباردوروم Mons Leopardorum الذي يذكره بوركار دو مون سيون Burchard de Mont-Sion على مسافة فرسخين شمالي طرابلس فلا يمكن أن يكون غير جبل تربل."...

 

 

  

عكار وحصن الأكراد[400]

موريتز سوبرنهايم Moritz Sobernheim

تمهيد

(ص II) شرع السيد موريتز سوبرنهايم، الراغب في المشاركة في "مدونة النقوش العربية" Corpus inscriptionum arabicarum، في جمع ونشر نقوش سورية الشمالية انطلاقاً من المنطقة الواقعة بين طرابلس وحماة. وبما أنه تكلف سابقاً بنشر نقوش بعلبك في أبحاث البعثة الألمانية، فقد كان مؤهلاً تماماً لمتابعة أبحاثه في هذا الموضوع. ولقد سلمته المواد التي بدأت بتجميعها في هذه المنطقة، وتركت له أمر العناية بتنظيمها، وردم ما فيها من ثغرات، وأخيراً أمر إعدادها بنفسه للنشر ووضع التعليق المناسب عليها. جاء عمله أصيلاً للغاية، بحيث اقتصر دوري على التوجيهات اللازمة لوضعه في سياق الإطار العام لهذه "المواد". وإني إذ أشكره علناً على مشاركته في عمل يستلزم أكثر فأكثر مساهمة باحثين طيبي الإرادة، يسرني القيام بواجبي في التعبير للسيد إيه. شاسينا . ChassinatÉ، مدير "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" Institut Français d’Archéologie Orientale عن عميق امتناني تجاه فضله الذي لا ينضب والدعم الثمين الذي لم يكف عن تقديمه من أجل مشروع "المدونة" Corpus.

ماكس فان برشم Max van Berchem

مقدمة

(ص III) نشر ماكس فان برشم النقوش العربية المصرية في سلسلة "مذكرات بعثة الآثار الفرنسية في القاهرة" Mémoires de la Mission archéologique française au Caire, t. XIX. وعرض، في فصل جاء بمثابة مقدمة عامة، مشروعه من أجل مدونة النقوش العربية Corpus inscriptionum arabicarum، شارحاً أهمية علم النقوش العربية وعارضاً منهج بحثه.

ولما كُلفت بنشر النقوش العربية في بعلبك[401] اضطررت إلى القيام بدراسة معمقة لما نُشر عن النقوش العربية، وبتشجيع من السيد فان برشم الذي تفضل وترك لي ملفه عن بعلبك، شرعت خلال أسفاري بتجميع نقوش بعلبك وعكار وحصن الأكراد وطرابلس ومصياف وحماة وحمص. لقد سهلت مهمتي المواد التي جمعها السيد فان برشم، ولكني على غراره اعتمدت مبدأ وضع نسخة جديدة لكل نقش، ومن ثم مقارنة النتائج. راجع السيد فان برشم وصحح هذا العمل الحالي الذي لي الشرف بنشره ضمن سلسلة "مذكرات المعهد الفرنسي" Mémoires de l’Institut français، واغتنم هذه الفرصة لأعبر له من كل قلبي عن الجميل الذي أدين له به لأنه غالباً ما ساعدني في أبحاثي، ولأنه اقترح مشاركتي في معهد الآثار الفرنسي في القاهرة، والنقوش (ص VI) العربية في سورية الشمالية. ووافق مدير المعهد، السيد شاسينا، بكل طيبة خاطر على عملي، لذا أرجوه هو والسيد وزير التعليم العام بالتفضل بقبول شكري العميق.

وكان لا بد لي، وأنا اعمل بالتعاون مع السيد فان برشم، من اتباع منهجه وتبني نظام كتابته الألفاظ العربية.

هذا النظام هو نفسه تقريباً المعتمد في القسم الأول من "مدونة النقوش العربية"[402]:

 

 

هذه الكتابة الصوتية حيث كل حرف من العربية مكتوب بحرف أو بأكثر من الأبجدية الفرنسية[403] لا تطابق دوماً اللفظ العربي؛ فاسم نور الدين Nûr al-dîn يمثل عدة كلمات عربية تلفظ نوردّين Noureddîn. وكيلا أخرق مبدأ الكتابة الصوتية الحرفية حافظت عليها هنا بصيغة Nûr al-dîn. أما بالنسبة للفظ الحروف الصوتية (المصوتات) فهي مختلفة تماماً، ما اضطرني إلى الاكتفاء بثلاثة: a, i, u. ولم استثنِ من ذلك غير أسماء العلم التركية حيث أضفت: e, ü, o, ö. ومثل السيد برشم لم اعتمد دوما الحركات على الحروف في النقوش بالذات؛ بيد إني أخذتها بعين الاعتبار في حالات الشك. غير (ص V) أن النقاش لا يضعون أبداً الهمزة، التي تكون ضرورية لنا، وغالباً ما يهملون الحركات؛ ويُضيفون زوائد تبعاً للمساحة المتوفرة لهم، أو يضعون فيها أقل مما هو مطلوب. أما نوع الخط فهو، بلا استثناء تقريباً، خط النسخ المملوكي الذي لا نفهم تنوعه؛ وبما أن مبدأ العلماء الشرقيين لتصنيف هذا الخط خال من المنهج العلمي فقد امتنعت عن الخوض في التصنيف. ولكني ميزت بين الحروف الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، تبعاً لما هي أكبر من 20 سنتم، أو بين 20 سنتم و10 سنتم، أو دون 10 سنتم.

وعملت جهدي لأعطي الحجم الحقيقي للنقش، ووصفاً لموضع وجوده. ولتصحيح القراءة غالباً ما أخذت صوراً أو أرشماً، وأبرزتها عند الضرورة[404].

لا تتجاوز النقوش التي أنشرها هنا  مرحلة إمبراطورية المماليك (922[405]= 1516) لأن النقوش اللاحقة على هذه المرحلة (ص IV) قيمتها التاريخية ضعيفة. ومع ذلك نشرت بعضها لقيمته في تاريخ النقوش العربية.

لائحة بالمختصرات

 

Brockelmann, Geschichte der arabischen Litteratur, Weimar, 1898.

B. S…, van Berchem, Inscriptions arabes de Syrie.

C.I.A.E. …, Corpus inscriptionum arabicarum, 1ière partie, Égypte, par van Berchem.

G. J. …, Roehricht, Geschichte des Königreichs Jerusalem.

Hammer..., v. Hammer-Purgstall, Staatsverfassung der Osmanen.

I. H. ..., Chronique d’Ibn Habib (Durrat al-aslâk fî daulat al-atrâk), publiée en extrait par Meursinge et Weijers dans Orientalia II, Amsterdam, 1846.

I. I. ..., Chronique d’Ibn Iyâs, Boulaq, 1311 H.

I. Sh. …, Ibn Shaddâd, Barq al-Shâm, ms. De Leide, 1466.

J.A. …, Journal Asiatique.

Khiţaţ …, Al-mawâ‛iz wa-l-i‛tibâr fî dhikr al-khiţaţ wa-l-âthâr, par Maqrîzî, Boulaq, 1270 (1853-1854).

Ms. …, Manuscrits.

Manhal. …, Al-manhal al-sâfî, par Abû-l-mahâsin ibn Taghrîbardî, mss. divers.

N. …, Nuwairî, Nihâyat al-‛arab fî funûn al-adab, mss. divers.

Or. …, Oriental.

R. …, Reinaud, Extraits des historiens arabes, Paris, 1829.

R. H. …, Recueil des historiens orientaux des croisades.

R. R. …, Roehricht, Regesta regni Hiersolymitani.

Sulûk. …, Al-sulûk li-ma‛rifat duwal ai-mulûk, par Maqrîzî, mss. divers.

S. M. …, Maqrîzî, Histoire des Sultans Mamlouks, traduite par Quatremère.

Weil. …, Weil, Geschichte der Chalifen, Mannhein, 1848.

Z.D.P.V. ..., Zeitschrift des Deutschen Palästina-Vereins.

بسمله ...، بسم الله الرحمن الرحيم: Au nom d’Allâh, etc.

 

(ص IIV) القواميس المذكورة: Dozy, Supplément aux dictionnaires arabes, Freytag, Lane, le Qamûs, le Lisân al-‛Arab, le Tâdj al-‛arûs, et Spiro, An Arabic-English vocabulary, Cairo, 1895.

في صيغة (x-y) تعني (x) طول النقش، و(y) ارتفاعه.

يشير المعقوفان [ ] في نص النقش إلى أن الحرف متلوف على الحجر، بينما يعني الهلالان () أن الكلمات مفقودة في الأصل.

الكلمة الفرنسية البادئة بحرف كبير Mosquée تعني الجامع، بينما نفس الكلمة البادئة بحرف صغير mosquée فتعني المسجد.

 

عكار وحصن الأكراد

(ص 1) لم تلعب قلعتا الاسبتالية، عكار وحصن الأكراد، دوراً هاماً إلاً في المرحلة الصليبية، ولهذا تقتصر تفاصيل تاريخهما التي وصلتنا على هذه الفترة.

لقد بات معظم المصادر المسيحية والإسلامية متوفراً بفضل "منتخبات المؤرخين العرب" Extraits des historiens arabes لصاحبه رينو Reinaud، وحديثاً بفضل "مصنف المؤرخين الشرقيين للحروب الصليبية" Recueil des historiens orientaux des croisades. وإلى هذه المؤلفات استند العالم المرحوم روهريخت Roehricht في "تاريخ مملكة القدس"[406] Histoire de royaume de Jérusalem. بيد أن النويري[407] لم يكن قد استنفد بعد؛ ويبدو أنه استقى التفاصيل التي يقدمها عن عكار وحصن الأكراد عن "أخبار منتخب الدين يحي ابن أبي طي النجار". ولم يفعل ابن الفرات غير تكرار عام[408] لرواية النويري. ثمة مصدر ممتاز لسيرة كبار الموظفين وهو أخبار ابن الحبيب[409]؛ ولكني لم استفد منه كثيراً حول عكار وحصن الأكراد، ولا من معاجم الأعلام لأبي المحاسن ابن تغري بردى[410] والصفدي[411]، بينما أفادتني كثيراً حول طرابلس. المصدر الأساسي لهاتين القلعتين هو (ص 2) كتاب محمد بن شداد، أفضل مؤلف يمكنه إخبارنا لأنه شاهد بنفسه حصار عكار، ولا بد أنه سمع عن شهود عيان رواية الاستيلاء على حصن الأكراد[412]. وهو لا يذكر ابن أبي طي إلاّ لتاريخ تأسيس هذا الحصن. وعلى أي حال، فإن مقطعاً من كتابه[413] يُثبت أنه لم يؤلفه إلاّ في العام 674 (1275)، ولقد خانته ذاكرته حول التاريخ الصحيح لحصار حصن عكار، كما سنرى لاحقاً.

لقد تمكنت، بفضل رحابة صدر مديرَي مكتبتَي ليد Leide وفيينا، من أن أدرس في برلين مخطوطات ابن شداد والنويري والمنهل الصافي. كما أن إداريي مكتبات برلين وباريس تجاوبوا مع كل رغباتي، ولذا فإني أقوم بواجبي فقط إذا توجهت إليهم بخالص شكري.

 

تاريخ عكار

تقع عكار في سنجق طرابلس وتتبع قائمقامية حلبا، وهي أهم بلدة في القضاء. اسم القرية بالذات هو عكار العتيقة؛ أما حصن الاسبتالية المسمى عكار فيقع على تلة مقابل القرية ويفصله عنها وادٍ سحيق. لا تؤدي أي طريق للعربات بعد إلى هذه الناحية الجبلية الموحشة والصعبة العبور. نصل إليها من طرابلس عبر طريقين. واحدة سلكتها يوم زيارتي لها في آذار 1905، تمر بحلبا ومنها إلى بلدة بينو المارونية، ومن هناك تؤدي بثلاث ساعات مباشرة إلى عكار العتيقة دون المرور بأي قرية. إن النزول من المرتفعات إلى وادي نهر عكار مفرطة في وعورتها وصعوبة مسلكها. ومن هناك تتفرع الطريق، فيؤدي ممر إلى القرية بالذات، بينما يؤدي الآخر إلى آثار القلعة. الممر الثاني الذي اعتمده المبشر تومسون[414] والسيد دوسو[415] ينفصل عن الأول جنوبي حلبا، ويستمر جنوبي ممرنا ليجتاز آثار عرقة ويصل إلى قرية العيون، ثم يؤدي شمال (ص 3) طريقنا عبر عيات[416] أو البرج[417] إلى عكار. ما تزال المنطقة اليوم تتميز بغاباتها الجميلة ونباتاتها الغنية، كما وصفها كتاب العصر الوسيط.

ندين أساساً بالتفاصيل عن عكار إلى محمد بن شداد والنويري، وسنذكر مقتطفات من نصوصهما الحرفية المتعلقة بهذا الموضع. يشتق كتاب الحوليات اسم هذه القلعة من اسم بانيها المزعوم، محرز بن عكار، ويرون أنها بقيت ملك عائلته حتى العام 410 (1019). وفي هذا العام استولى صالح بن مرداس الذي صار سيد حلب عام 413 (1023) على عكار في واحدة من حملاته في سورية. وبعد مقتله في موقعة الأقحوانة بالقرب من الأردن، استولى حاكم طرابلس على عكار عام 424 (1033) باسم خليفة مصر الفاطمي، الزاهر (411-427 = 1020-1035). بقيت عكار تابعة للمصريين حتى العام 487 (1094). وفي هذا العام استولى تاج الدولة تتش على دمشق بأمر من أخيه سلطان السلاجقة، وفي واحدة من حملاته استولى على قلعة عكار. استمرت القلعة ملك السلاجقة، ومن بعدهم صارت بيد الأتابك طغتكين. ولكن في مرحلة الصليبيين اضطر الأتابك إلى التخلي عنها للفرنجة. وبعد الاستيلاء على طرابلس، الذي يحدد روهريخت تاريخه بصواب واستناداً إلى أفضل المصادر في 11 ذي الحجة 502 (12 تموز 1109)، اتجه الفرنجة نحو رفنية، بينما كان طغتكين معسكراً في حمص. وتبادل الطرفان المفاوضات حتى استقرا على اتفاق بموجبه يحصل الفرنجة على ثلث البقاع وعلى حصن المنيطرة وقلعة ابن عكار؛ كما يتوجب على حصن مصياف وحصن الوادي[418] وحصن الأكراد دفع غرامة مقابل ضمان عدم مهاجمتها من قبل الفرنجة. بيد أن تانكريد Tancrède، أمير أنطاكية، استولى هذا العام على حصن الأكراد.

لم يخبرنا أحد كم بقي حصن عكار بيد الفرنجة، ولكن ثمة ذكراً لهذا الموضع كإقطاعة[419] للفرنجة في العام 555 (1160). ونعرف من جهة أخرى أن الفرنجة انتزعوا هذا الحصن في جمادي الأول 565 (21 ك2- 20 شباط 1170) من قتلق العلمدار، مملوك السلطان نور الدين. وبالتالي من الواضح أنه قبل هذا التاريخ (ص 4) تم انتزاع عكار من الفرنجة، ومن الأرجح أن نور الدين (541-569 = 1146-1173) انتزعها منهم في واحدة من حملاته في هذه الناحية. ولكن بُعيد الحملة الصليبية الثانية سلم أموري Amaury، ملك القدس، الحصن إلى الاسبتالية[420]. لا نعرف كم بقي الاسبتالية في الحصن؛ وفي النهاية كان الحصن ملك صاحب أنفة Nefîn الذي اضطر للتخلي عنه لصالح أمير طرابلس عام 602 (1206)[421]. تكمن أهمية حصن عكار في أن الفرنجة كانوا ينطلقون منه لشن الغارات المفاجئة على الطريق الكبرى بين حمص وبعلبك، ليتراجعوا من بعدها إلى هذا الموضع المنيع[422]. ولهذا قرر المسلمون انتزاع هذا الموضع الإستراتيجي من الفرنجة، ما أن وسعوا سيطرتهم في هذه النواحي.

بعد أن استولى السلطان بيبرس (658-676 = 1260-1277) على حصن الأكراد في 25 شعبان 669 (8 نيسان 1271) انطلق من هناك في 16 رمضان[423] (28 نيسان) ليحاصر حصن عكار. تؤدي الطريق بداية من السهل إلى قرية كُبيا[424] Kubaiya الواقعة على ارتفاع بضع مئات من الأمتار. وبعد اجتياز طلعة حادة حتى الممر الواقع على ارتفاع حوالي 870م، نصل إلى بلدة عكار العتيقة (790م)، مقابل الحصن. عمل بيبرس على قصفه منذ الأيام الأولى، ولقد اهتم بإحضار عدة الحرب الثقيلة، وفي ذلك عملية صعبة كثيراً لأنها استلزمت شق الطرقات لنقلها. وعمل على تحطيم الصخور لاستخدامها في القصف، وعلى قطع الأشجار من الوادي ليستخدمها النقابون. نعرف هذه المعلومات من النويري، وخصوصاً من ابن شداد الذي شهد الحصار منذ يومه الثاني. وهو يروي أن سيده، الوزير بهاء الدين، وصل إلى المكان (وكنت برفقته، كما يقول)، حيث استقبله السلطان بيبرس بكل إكرام. لا يبدو أن ابن شداد ميالاً للحرب، لأنه يأخذ على الوزير وصوله باكراً جداً إلى عكار. كان بيبرس يقود الحصار بنفسه، واتخذ شخصياً كل الإجراءات اللازمة. وفي 20 رمضان (2 نيسان) انتهى تركيب الأسلحة الضخمة، وفي نفس اليوم قتل بقذيفة عدوة أحد الأمراء، ركن الدين منكورس الدواداري، بينما كان (ص 5) يصلي أمام خيمته[425]؛ ولكن نصر السلطان كان يقترب. ومنذ 22 رمضان (4 نيسان) تم إحداث ثغرة في أحد التحصينات؛ بيد أن القصف استمر حتى 29 من هذا الشهر، عندما أرسل الاسبتالية يفاوضون على الاستسلام والخروج إلى طرابلس، وهذا ما حصلوا عليه برضى السلطان. عند ذلك رفع بيبرس بيارقه على أبراج الحصن وعيّد الفطر مع نهاية صوم رمضان. وبعد أن وضع حامية في القلعة أمر بإعادة المجانيق إلى حصن الأكراد. ونظراً لهطول طويل للأمطار الغزيرة صارت الطرقات موحلة[426] فتعذر تحميل المعدات على الجمال خشية انزلاقها، ما اضطر الجنود إلى نقلها على أكتافهم.

وأوكل حكم عكار إلى الحاكم العام في حصن الأكراد. وهو الذي يبدو في النقش رقم 1 قد أعطى الأمر بترميم الجامع، بينما اقتصر دور حاكم عكار على مراقبة العمل. ولاحقاً بعد استيلاء السلطان قلاوون عام 688 (1289) على طرابلس أصبحت هذه المدينة مقر الحاكم العام.

(ص 6) وفي زمن السلاطين العثمانيين تم حكم عكار لبيت سيفا، ولكن أمير الدروز القوي انتزعها منهم. وبعد موته تم إقطاع الناحية إلى عائلة ما يزال أحد أحفادها يديرها اليوم وهو برتبة آغا ويرتبط بقائقام حلبا.

لقد دمر فخر الدين القلعة والجامع والتكية. وتم ترميم التكية[427]، على حد ما جاء في أحد النقوش، في رجب 1020 (أيلول 1611). وتم بناء قسم من الواجهة بحجارة بيض وسود ويزينها أسد مأخوذ من إفريز أسود البرج الذي سبق أن زينه بيبرس بشعاره.

 

 

أسد بيبرس

 

مقتطف من ابن شداد حول تاريخ عكار

(Fo 102 b) فامّا حصن ابن عكّار فطوله سبعون درجةً وعشرون دقيقةً وعرضه اربع وثلثون درجةً وخمس عشرة دقيقةً ويغلب على ظَنّى أنه محدث البناء لانّى[428] لم أجد له ذكراً فيما طالعته مِن كتب التواريخ المتقدمة في التاليف والذى وصل علمى اليه ووقف اطّلاعى عليه ان بانيه مُحْرِز ابن عكّار ولم يزل فى يد عَقِبِهِ الى ان ملكه منهم اسد الدولة صالح ابن مِرْداس فى سنة عشرة واربعمائة ولم يزل فى يده الى ان قُتل على الاُقْحُوانة بالاُرْدُنّ فى سنة عشرين واربعمائة فاستولى عليه متولّى اطرابلس من قبل الظاهر بن الحاكم صاحب مصر ولم يزل بايدى نوّاب العُبيديّين الى ان تغلّب (fo 103 a) التُرك على الشام وملك تاج الدولة تُتُش دمشق فاستولى عليه وصلر فى ايديهم الى ان سلّمه ظهير الدين طغتكين الاتابك للفرنج سنة ثلث وخمس مائة مصانعةً بعد ان ملكوا اطرابلس وعجز عن دفعهم عن البلاد المجاورة لدمشق ووقعت بينه وبينهم الهدنة على ان يكون حصن مصياف وحصن الاكراد داخلين في الموادعة ويحمل اهلها مالاً معيّناً فى كلّ سنة الى الفرنج فاقاموا على ذلك مدّةً يسيرةً ثمّ غدروا وعادوا الى عادتهم من العَيْث والفساد.

(ص 7) استيلاء السلطان بيبرس على عكار

(Fo 103 b) ثمّ رحل السلطان[429] ... ونزل على حصن ابن عكار يوم الثلثاء ثالث عشرى شهر رمضان[430] وكان به قوم من الفرنج سفهاء لا يفترون من قول القبيح[431] (fo 104 a) فنصب عليه المجانيق ورماه بحجارتها من يومه وفي اليوم الثاني من نزوله وصل المولى الصاحب نهاء الدين وانا معه في خدمته[432] من دمشق وكان خروجه منها يوم الخميس تاسع عشرى[433] الشهر فلمّا لقِىَ السلطان سُرّ به وقال ببركاتِ قدومك نفتح هذا الحصن وامر ان تُضْرَبَ خيمتُه قريباً[434] من خيمته ثم اجتمعتُ به وقلتُ له استعجل مولانا الصاحب في المجىء من دمشق والقلعة حصينة يطول المقام عليها فقال لى طيّب قلبك ما نُعيّد حتّى ياخذها مولانا السلطان وتقدّم السلطان للامراء بقطع الاحطاب من الشعبان[435] للنقوب[436] ونقل الحجارة من الجبال للمجانيق وجدّ في القتال ودأب في النزال الى ان رمى بالمنجنيق الّذي كان منصوباً قِبالَةَ البرج الشرقي حجارةً عديديةً فتحت طاقة فى جانب البدنة وذلك يوم الاحد ثاني عشرين شهر رمضان[437] واستمر الرمى الى الظهر من اليوم التاسع والعشرين فخرج منهم رسول يطلب لهم الامان ودام تردُّدُه الى ان استقرّت القاعدة الى ان (ص 8) يأمنهم[438] من القتل ويمكّنهم من الوصول الى طرابلس وتسلّم مولانا السلطان الحصن ورُفعت سناجقه عليه وسألوه ان يَبِيتوا في القلعة فاجابهم وخرجوا بكرة الثلاثاء سلخ الشهر[439] وسيّرهم السلطان باجمعهم صُحْبَةَ الامير بدر الدين بيسرى[440] فاوصلهم الى طرابلس ثم دخل الحصن واشرف عليه ورتّب نُوّاباً[441] وامره بحمل المجانيق الى حصن الاكراد فحملوا الاجناد على اكتافهم لانّ الامطار ترادفت فلم يكن للجمل نهوض على الارض خوفاً من الزلف[442] في اللثق وعيّد السلطان عيد الفطر يوم الاربعاء ثم رحل الى برج صافيتا.

 

مقتطف من النويري حول تاريخ عكار وفتحه[443]

"(Fo 249 b Leide) ذكر فتوح حصن عكّار قال ولمّا رتّب السلطان امور حصن الاكراد توجّه الى حصن عكّار ونازله فى يوم الاربعاء سابع عشر شهر رمضان ورتّب طلوع المجانيق وركب بنفسه على الاخشاب فوق العجل فى تلك الجبال الى ان اوصلها الى مكان نُصبت به وشرع في نصب المجانيق الكبار فى العشرين من الشهر (fo 250 a, Leide) وفي هذا اليوم استشهد الامير ركن الدين منكورس الدوادارى وكان يصلّى فى خيمته فجاءه حجر منجنيق فمات رحمه الله تعالى وفى التاسع والعشرين من الشهر طلب اهل الحصن الامان ورُفعت الصناجق السلطانيّة على ابراجه وفى يوم الثلثاء سلخ الشهر خرج اهل حصن عكّار منه وجُهّز الى ما منهم وعيّد السلطان بالحصن ورحل الى مُخيَّمته بالبرج. هذا الحصن يعرف بابن عكار وكان بيد المسلمين فلمّا ملك الفرنج طرابلس وغيرها تردّدت الرسائل بينهم وبين طغتكين وهو بحمص فوقع الاتفاق على (ص 9) ان يكون للفرنج ثلث بلاد البقاع ويتسلّمون حصن المنيترة وحصن عكّار وان لا يتعرضون الى البلاد بغارة وتقرّر معهم ان مصياف وحصن الوادي وحصن الطوبان وحصن الاكراد في الصلح ويُحمل الى الفرنج مال عنها فلماّ تسلّم الفرنج الحصنين عادوا الى ما كانوا عليه من الغارات وصار هذا الحصن لماّ تسلمه الفرنج من أضَرِّ شىءٍ على المسلمين المارّين من حمص الى بعلبكّ ولم يكن له كثيرُ ذكرٍ فيما مضى الى ان وصل ريدفرنس[444] الى الساحل بعد فكاكه من الاسر بمصر فراه حصناً صغيراً فاشار على صاحبه الابرنس[445] ان يزيد فيه وهو ساعِدُه فى عمارته فزاد فيه زيادةً كثيرةً من جهة الجنوب وهو في وادٍ بين جبال مُحيطة به من اربع جهاته".

نقوش عكار

الجامع: هذا البناء الواقع في القرية مدمر؛ مدخله من الواجهة الغربية.

1) نقش السلطان قلاوون، 686 هـ.: على ساكف الباب الصغير محفور إطار على شكل ذنب السنونوة في داخله النقش الكتابي، طوله 130 وارتفاعه 53. في داخله 4 سطور، في هامشه العلوي البسمله، وفي هامشه السفلي السطر السادس من النقش، وعلى هامش اليمين السطر السابع. الخط: النسخ المملوكي، الحروف من الحجم الصغير. رشم أخذه مع الصورة دوسو، غير منشور.

نص النقش: "(1) بسمله... (2) مجدد هذا الجامع المبارك في ايام مولانا السلطان العالم العادل الغازي المجاهد المؤيد (3) المظفر المنصور الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحى قسيم امير المؤمنين خلد الله (4) ملكه بمرسوم المقر العالى المولوى الكبيرى السيفى اعز الله نصره بلبان السلاح دار كافل (ص 10) (5) الممالك الشريفة بالفتوحات السعيدة باشارة الجناب العالي الاميرى الكبيرى العلمى (6) ادام الله عزه سنجر الجماق دار نائب السلطنة المعظمة بحصن عكار المحروس وذلك في شهر ذى الحجة سنة ست وثمانين وستمائة (7) بولاية العبد الفقير بكرجي".

تعليق: بعد استعادة بيبرس لحصن عكار عام 669 (1271) تم ترميم جامع عكار على أيام السلطان قلاوون ، بأمر من حاكم الفتوحات السعيدة، أي المناطق الواقعة شرق طرابلس والتي استعادها السلاطين المصريون من الفرنجة؛ بينما بقيت طرابلس بالذات بأيدهم. ورد ذكر بلبان الطباخي للمرة الأولى في عداد أمراء الألف الذين عينهم السطان قلاوون لدى استلامه سدة السلطنة عام 678 (1279)؛ ثم ظهر كمتولٍ لحصن الأكراد عام 679 (1280)، مكلفاً من السلطان قلاوون بالهجوم على قلعة المرقب. وبهذه الصفة نجده في نقشنا. يذكر النويري، في سياق موجزه لتاريخ طرابلس، أنه بعد استيلاء قلاوون على هذه المدينة، وضعت هذه المنطقة بإمرة بلبان، حاكم حصن الأكراد، والذي أصبح بذلك أول حاكم لطرابلس بعد إعادة إعمارها. وبقي فيها حتى عام 691 (1292) عندما أصبح والي حلب. وبوصفه قائداً لجيوش حلب واتته الفرصة ليتميز في حملة على أرمينيا عام 697 (1297) باستيلائه على مدينة مرعش. وفي العام 699 (1300) قاد جيوش حمص وحلب في موقعة مجمع المروج (سورية الوسطى) بين المصريين والمغول، وهي موقعة انتهت (ص 11) بانتصار غازان سلطان المغول؛ وعندها استبدل غازان بلبان بأحد أنصاره. وبعد قليل، عندما استعاد السلطان محمد الناصر سورية، استدعي بلبان إلى البلاط وأنعم عليه بإقطاعة شاغرة. وفي العام التالي 700 (1301) كُلف بمواكبة القوات إلى سورية وتوفي أثناء السفر في الرملة[446] أو غزة[447]، عن عمر أربعين وبضع سنوات. ويقدم المنهل سيرته الآتية[448]:

"بلبان بن عبدالله الطبّاخى المنصورى الامير سيف الدين انشأه استاذه الملك المنصور قلاوون وجعله من جملة امراء الديار المصرية ثم نقله الى نيابة طرابلس فباشر بنيابتها الى ان نُقل الى نيابة حلب (fo 93, b) عوضاً عن الامير قراسنقر المنصورى في سنة احدى وتسعين وستمائة وطالت مدته بها الى ان طُلب الى القاهرة وصار من جملة امرائها ودام على ذلك الى ان رسم له بالتوجه صحبة العساكر إلى البلاد الشامية فتوفى بالرملة بطريق دمشق فى سنة سبعمائة عن نيف واربعين سنة وكان اميراً عظيم القدر شجاعاً مقداماً شديد[449] البأس شهماً ذا نعمة كبيرة وسعادةٍ وحشمٍ وخدمٍ[450]".

يحمل بلبان هنا لقب المقر الوارد أيضاً كلقب في كتاب خليفة القاهرة بتكليف السلطان قلاوون. يظهر المقر، كمرتبة وظيفية، للمرة الثانية في نقوش هذه المرحلة. نجده للمرة الأولى في حصن الأكراد عام 683، كلقب للحاكم السيفي الذي ليس غير السيفي بلبان[451]؛ وللمرة الثالثة في بعلبك عام 699. وهو الحاكم المحلي، التابع كما يبدو للحاكم العام، والمدعو علم الدين سنجر، حامل الهراوة[452]. إن وظيفة حامل الهراوة (ص 12) تكون في بلاط السلطان. وعنها يقدم لنا كاترمير Quatremère الوصف الآتي[453]:

"الجمقدار اسم مركب من لغتين تركية وهى جمق وهو الدبوس وفارسية دار وهى ممسك وشرط ان يكون حسن الشكل عظيم الهيئة مهاب يقف في ايام مواكب الحلقة الى جانب الملك من الجهة اليمنى رافع بيده ببعض تمايُل بدبوس كبير الراس مموه بالذهب شاخص الى بصر الملك لا يشخص لغيره الى حين قيام الملك من مجلسه العزيز".

علم الدين سنجر، مملوك السلطان قلاوون[454]، معروف في الحوليات وفي بناءين ارتبطا باسمه. نجد سيرته في أخبار ابن قاضي شهبا. ويخبرنا النقش أنه كان حاكم حصن عكار عام 686 (1287) وأنه كان يحمل في حينه لقب حامل الهراوة. ولا بد أنه كان شاباً في تلك المرحلة لأنه توفي كبير السن عام 745 (1344-1345)[455]. وكان في العام 702 (1303) ضمن حاشية السلطان محمد الناصر، لدى دخوله المهيب إلى القاهرة[456]، وبهذه المناسبة كان يمسك الهراوة أمام السلطان... في العام 708 (1308-1309) رافق السلطان في رحلة الحج إلى مكة: في الحقيقة انسحب إلى الكرك، ليتنازل عن السلطة التي استعادها بسرعة. عاد سنجر الذي بقي وفياً للسلطان إلى القاهرة معه، وعُين أمير ألف[457]. عام 710 (ص 13) (1310-1311) بنى أو رمم في القاهرة جامعاً مدمراً اليوم، عليه نقش باسمه[458]. ثم بُعث إلى دمشق بدون وظيفة ولكن بلقب راس الميمنة[459]. كُلف عام 721 (1321- 1322) بحملة على أرمينيا[460]...

سيرة سنجر الجمقدار[461]

"سنجر الامير علم الدين الجمقدار المنصورى قال الشجاعى كان تام القامة فرد شكالة وقوة ظاهرة قدّمه الناصر بعد رجوعه من الكرك ثم اخرج الى الشام وصار راس الميمنة وبقى بها الى ان مضى مع الفخرى والامراء الى مصر فى نوبة احمد واستقر بها اميراً الى ان توفى في شهر رمضان وكان قد كبر سنه وارتعش".

مراقب البناء يُدعى بكجري، اسم تركي مؤلف من جري "جيش" وبك "قائد، أي قائد الجيش[462].

2) عند مدخل الجامع نفسه، على لوحة بطول 63 وارتفاع 40، إلى جانب ساكف الباب. ثلاثة سطور بخط نقش مملوكي، حروفه صغيرة، مع صورة. غير منشور.

نص النقش:

(ص 14) (س 1) يا دائم ارحم لمن انشأ وجدد هذا المكان المبارك (س 2) وهو الفقير الى الله تعالى الحاج ناصر بن المرحوم (س 3) احمد الواعظ رحم الله لمن توكل عليه ولكل المسلمين (كلمة أو اثنتان) سنة ثلاث وستين وسبعمائة".

تعليق: لعل الجامع تدمر بواحد من الزلازل المتكررة في تلك المرحلة في سورية. يتحدث النقش عن ترميم الموضع بعبارات مبهمة، ومن المحتمل أن يكون الحجر من مصلى في مكان آخر في القرية ووضع هنا لاحقاً. يمكن أن يكون الفراغ في السطر الثالث هو الشهر. التاريخ غير واضح في الصورة، ولكني تمكنت من قراءته على الحجر. إنه السنة 763 (1361-1362)، في ظل السلطان المالك المنصور صلاح الدين محمد (762-764 = 1361-1363).

3) ثمة قطعة منحوتة فوق نافذة الجامع، في إطار مزين كذنب السنونوة. أربعة سطور بخط النسخ المملوكي، حروف صغيرة. صورة. غير منشور. لم أتمكن من قراءة غير التاريخ: 724 (1324).

 

 

تاريخ حصن الأكراد

يقع حصن الأكراد[463] في السهل المدعو باسم البقيعة[464]، يحده من الجنوب جبل عكار وجبل لبنان، ومن الشمال جبال النصيرية. عمل كتاب الحوليات، حسب ابن أبي طي، على اشتقاق اسمه من حامية كردية صغيرة أقطعها الموضع مع الحقول المجاورة أمير حمص المرداسي، شبل الدولة نصر (420- 429= 1029-1037)، يوم كان الحصن ضعيفاً ويُسمى حصن السفح[465]. أقام هؤلاء الأكراد فيه مع عائلاتهم، مقابل حماية الطريق الرئيسية التي تربط حمص (ص 15) بحماة وطرابلس. كان هذا الحصن الصغير أضعف من الصمود بوجه هجمات الصليبيين. وكاد منذ العام 496 (حوالي نهاية العام 1102) أن يسقط بيد الكونت ريمون دو سان جيل[466] الذي فضل رفع الحصار عنه وشن الغارة على إقليم حمص إثر وفاة حاكمها جناح الدولة حسين بن ملاعب. بعد الاستيلاء على طرابلس، حوالي نهاية العام 502 (تموز 1109) وقعت الموادعة التي ذكرناها في تاريخ عكار بين الفرنجة وأتابك دمشق، طغتكين، على أن يمتنع الفرنجة عن أي عمل عدواني على حصن الأكراد مقابل غرامة يتقاضونها. ولكن بعد قليل، في عام 503 (1109-1110) قام تانكريد Tancrède أمير أنطاكية بالاستيلاء عليه إثر هجوم بقوات ضخمة لم تواجه بغير مقاومة ضعيفة[467]. وبقي منذ ذلك الحين بيد الفرنجة لحين استعاده السلطان بيبرس عام 669 (1271).

توفي تانكريد في شهر ربيع الثاني عام 507 (15 أيلول- 14 ت1 1112) فتزوجت أرملته من بونس Ponce كونت طرابلس، ولربما صار الحصن من أملاكه. ولكننا نعرف فقط أن ابنه ريمون الثاني، كونت طرابلس، قدم الحصن عام 537 (1142) إلى فرسان الاسبتالية، برضى صاحبه الاقطاعي غليوم كراتوم Guillaume de Cratum الذي حصل على إقطاعة كتعويض مقابله. بقي الحصن لحينه قليل الأهمية، ولكن ما أن أصبح بيد الاسبتالية حتى أصبح موقعاً إستراتيجياً من الدرجة الأولى بالنسبة إلى الصليبيين. لقد بنوا فيه قلعة حصينة بقيت محفوظة حتى أيامنا وما تزال تلقى إعجاب السواح. لم يتمكن السلطان نور الدين ولا صلاح الدين من الاستيلاء عليه على الرغم من رغبتهما الكبيرة في ذلك، لأن الاسبتالية كانوا من هناك يسببون الضرر الكبير للمسلمين ويجبرون حكام حماة وحمص على دفع أتاوات كبيرة. وكانوا كلما تردى وضع الصليبيين كلما عمل الاسبتالية على تعزيز تحصينه.

كان يحيط بالقلعة سوران محصنان جيداً. ومن الصعب الكلام عن وجود تحصينات متقدمة مصنوعة من الخشب والتراب  لحماية مدخله، كما اعتقد البارون راي[468] Rey؛ وعلى أي حال لم يبقَ منها أي أثر. (ص 16) خرج راي بانطباع بأن الاسبتالية لم يستكملوا التحصينات التي قصدوا بناءها. وفي الحقيقة، يبدو أن معاهدة ربيع الأول عام 626 (18 شباط 1229)، بين الإمبراطور فريدريك الثاني وسلطان مصر المالك الكامل، تدعم فكرة راي لأن المعاهدة لم تشملهم بينما تعهد الإمبراطور على عدم توسيع تحصينات حصن الأكراد. إن عديد الحامية الدائمة في الحصن التي تبلغ 2000 مقاتل، تعطي فكرة عن أهميته الرفيعة. ولهذا لم يتمكن السلطان المالك الكامل من الاستيلاء عليه عندما حاصره في شهر جمادي الثاني عام 626 (1229)، حسب رسالة لأحد الصليبيين[469]. ولكن وضع الصليبيين كان يتقهقر بالتدريج، وعندما حرر انتصار عين جالوت عام 658 (1260) السلاطين من الخوف من المغول، ازدادت قوتهم أكثر فأكثر في سورية. عندها وضع بيبرس تصوره لفتح قلاع الاسبتالية. وفي 3 جمادي الثاني عام 668 (28 ك2 1270) قصد حصن الأكراد مع 200 خيال، ثم تقدم مع 40 منهم مستطلعاً مداخله ولكنه لم يمتلك الجرأة بعد على الشروع بحصاره. ولكنه عندما علم في صفر عام 669 (19 أيلول- 18 ت1 1270) بخبر وفاة لويس التاسع/ ملك فرنسا، أعد حملة واسعةعلى فرسان الاسبتالية. انطلق من القاهرة في 10 جمادي الثاني (24 ك2 1271)، وقصد دمشق أولاً.

غالباً ما وصف كتاب الحوليات المسلمون والمسيحيون في العصور الوسطى[470] حصار حصن الأكراد؛ ولكن المصدرين الأساسيين اللذين نعرض نصوصهما فهما ابن شداد والنويري. إن الرواية الأكثر مصداقية فهي رواية ابن شداد التي ظهرت في مصنف النقوش العربية التي جمعها البارون أوبنهايم Oppenheim ونشرها السيد فان برشم. وفي الحقيقة فإن هذا الكاتب وصل بعد ثلاثة أسابيع تقريباً على الاستيلاء على حصن الأكراد إلى معسكر السلطان في عكار، ولا بد أنه جمع هناك تقارير أصلية على لسان السلطان وأمرائه. ونصه محفوظ جيداً. ولكن ثمة أمر يبقى غامضاً في الحقيقة: يتحدث ابن شداد عن أسوار ثلاثة، بينما ليس للحصن غير سورين أساسيين. لعله قصد بالثالث الرواق المقبب المؤدي من السور الأول إلى الثاني. وهو يستعمل عبارة الباشورية ليشير إلى الأبراج الثلاثة التي (ص 17) تحمي المداخل الثلاثة. وإذا ما اختصرنا هذين المصدرين نتوصل إلى الوصف الآتي للحصار.

غادر بيبرس القاهرة في 10 جمادي الثاني عام 669 (24 ك2 1271) مع ابنه وخليفته الرسمي المالك السعيد بركه خان، وظهر أمام حصن الأكراد[471] في 19 رجب (3 آذار)، حسب ابن شداد بعد أن عسكر لبضعة أيام أمام قلعة فرسان الداوية المعروفة باسم برج صافيتا. تم الاستيلاء على ضواحي الحصن في 20 رجب حسب النويري، بينما يروي ابن شداد أنه في هذا التاريخ تم فتح ثغرة في السور. تبدو لي هذه الرواية معقولة، لأنه من المستحيل أن يتم الاستيلاء، من الخارج فقط، على برج المدخل لأنه كان شديد التحصين[472]. فبعد الهجوم بالمجانيق اقتحم المهاجمون البرج من الخارج ومن الداخل عبر الرواق الداخلي.

في هذا اليوم وصل أمير حماة، المالك المنصور محمد، عم الكاتب المشهور أبي الفدا؛ ذهب بيبرس للقائه، وانضم إليه وسار معه تحت بيارق هذا الأمير بدون حرسه ولا حامل الهراوة. ثم وصل أمير صهيون، سيف الدين، ونجم الدين كبير جماعة الإسماعيلية المعروفين باسم الحشاشين. وفي اليوم التالي، 21 رجب، سقط برج المدخل (حسب ابن شداد). ثم صار الحصار يتقدم ببطء بسبب استمرار هطول المطر[473]. وكانت قيادة الحصار بيد ابن السلطان[474].

في الأول من شعبان (15 آذار) تم الاستيلاء على برج مدخل السور الثاني، وتم الاستيلاء على البرج الثالث الذي يحميث مقدمة الحصن بالذات في 15 شعبان (29 آذار)، بمساعدة نقابي المالك السعيد.قاد الهجوم خازن دار السلطان، نائبه في مصر بدر الدين بليك. وبذلك فتحت الطريق وانطلق الجنود داخل باحة الحصن، فقتلوا من فيه من الفرسان، وأسروا الجبليين الذين ساعدوا في الدفاع عنه، ولم يطلق سراح غير القرويين كيلا يتم إخلاء المنطقة من السكان[475]. وكان قد التجأ معظم الفرسان (ص 18) إلى البرج المحصن على السور الثاني. ومن أجل الاستيلاء عليه عمل السلطان على نقل المجانيق إلى الباحة ووجهها على الحصن، ما ألزم الفرسان على الاستسلام. وحصلوا على الأمان في انتقالهم إلى طرابلس شرط مغادرتهم من هناك إلى أوطانهم[476]. لم يذكر النويري ولا المقريزي تاريخ استسلام الحصن. بينما يعطي أبو الفدا والعيني تاريخ 24 شعبان، ولكن التاريخ الحقيقي هو 25. فالنقوش المؤرخة في 25 هدفها الجلي تخليد ذكرى هذا النصر المبين، لا تاريخ أعمال الترميم، لأن بيبرس الذي مدد إقامته في حصن الأكراد حتى 15 رمضان (27 نيسان)[477]، لم يتمكن من أن يحسم في يوم واحد مسألة على درجة أهمية أعمال الترميم. وعليه لا يمكننا افتراض أن أعمال الترميم بدأت منذ 25 شعبان، ولا أن أمر الشروع بها قد صدر في ذلك اليوم.

عيّن السلطان حاكماً على القلعة صارم الدين قيماز الذي كان حاكماً لقلعة شقيف تيرون. توفي قيماز عام 673 (1274) حسب النويري[478] الذي يتفق مع النقش على قبره، بينما يعده المقريزي في عداد وفيات العام 674. وتم تحويل الكنيسة إلى جامع، وتم تعيين قاضٍ للمدينة والقلعة[479]. عهد السلطان بأعمال الترميم إلى عز الدين أيبك الأفرم وعز الدين أيبك الشيخ. وبدأ منذ ربيع الأول عام 670 (ت1 1271) بزيارة تفقد القلعة وأتخذ إجراءات، وكرر الأمر في ذي الحجة من نفس السنة (تموز 1272).

وتخبرنا النقوش بعمليتي ترميم لاحقتين. ففي العام 684 (1285) عمل بلبان الطباخي على ترميم أحد الأبراج، قبل الشروع في الهجوم على قلعة المرقب. وأخيرا، في أيام السلطان المالك الناصر محمد، تم ترميم متراس كان قد دمرته أمطار جارفة. يذكر المقريزي هذا الأمر في سياق حوادث سنة 701 (1301-1302). وفي أيام هذا السلطان، تم بناء مأذنة للجامع. وفي عام 719 (1319) قدم الأمير بكتمر، حاكم حصن الأكراد، خدمات كبرى إلى المدينة. وألحق بالجامع مدرسة ابتدائية، وبنى فيها مصلى (ص 19). أما عمله الأكثر أهمية فهو بناؤه مشفى للمرضى المسلمين، سواء كانوا مقيمين أو عابرين.

فقد حصن الأكراد بعد رحيل الصليبيين الكثير من أهميته. ففي بلد أصبح الآن بمنآى عن هجمات خطرة لا تعود هناك حاجة لقلعة كبيرة. بقيت المدينة لوحدها، ولم تكن كبيرة؛ ويصفها ابن بطوطة في إحدى رحلاته بأنها ضيعة بلا أهمية، فيها مجرى ماء والكثير من الشجر. أما اليوم قالقلعة الشامخة لا تلعب إي دور سوى أنها مقر القائقام الوديع في القضاء.

 

مقتطف من ابن شداد حول تاريخ حصن الأكراد[480]

"(Fo 103 a) واما حصن الاكراد فحكى منتخب الدين يحيى بن ابي طىّ النجار الحلبى في تأريخه في سبب نسبته الى الاكراد ان شبل الدولة نصر بن مرداس صاحب حِمص اسكن فيه قوماً من الاكراد في سنة اثنين وعشرين واربع مائة فنُسب اليهم وكان من قبل يُسَمّى حصن الصفح طوله سبعون درجة وخمس وعشرين دقيقة وعرضع اربع وثلثون درجة وثلثون دقيقة ولم اطّلع بعد سنة اثنين وعشرين واربع مائة على شئٍ من اخباره الى ان كانت ايام الاتابك ظهير الدين طغتكين بدمشق وقعت الهدنة التي قدمنا ذكرها ثمّ خرج بعدها طنكريد صاحب انطاكية في حشده وجنده فنزل على حصن الاكراد فتسلمه من اهله في بقية سنة ثلث (كذا) وخمس مائة..."

 

استيلاء بيبرس على حصن الأكراد[481]

"(Fo 103 b) نزل[482] ايّده الله بنصره على حصن الاكراد يوم الثلاثاء تاسع عشر رجب ونصب على اسواره المجانيق وكانت له ثلثة اسوار وثلث باشورات واوصل الحصار الى ان هدم الاسوار يوم الرابع والعشرين من الشهر ثمّ اُخذت احدى الباشورات فى يوم الخامس[483] والعشرين وتأخر ما بقى منها لترادف (ص 20) الامطار إلى ان فُتحت الثانية يوم السبت سابع شعبان وتُعْرَف بالحدّاديّة ثم فُتِحت يوم الاحد الخامس عشر من شعبان على يد نقابي الملك السعيد ومباشرة ملك الامراء بدر الدين بليك الخزندار ثم دخلت العساكر الحصن باسيف وقتلوا من فيه من الاسبتار واسروا الجبلية وعفى عن الفلاحين لعمارة البلاد فلما رأى اهل القلة ما حلّ باهل البلد طلبوا الامان فاُجيبوا وتسلمها مولانا السلطان يوم الاثنين خامس وعشرين شعبان[484] وخرج من فيها الى اطرابلس يسّر اله فتحها ثم رحل السلطان بعد ان ترك عليه الامير عزّ الدين ايبك الافرم لعمارة اسواره وولى فيه نائبا".

 

مقتطف من النويري حول فتح حصن الأكراد[485]

(fo 284 b) فلما توجه السلطان فى سنة تسع وستين وستمائة الى الشام واغار على طرابلس كما قدمناه نازل حصت الاكراد فى تاسع شهر رجب من السنة وملك ارباض الحصن في العشرين منه وحضر الملك المنصور وصاحب حماة فتلقاه السلطان وترحل لترحيله وساق السلطان تحت صناجق صاحب حماة بغير جمدارية ولا سلاح دارية ادباً معه وسير اليه دهليزاً امره بنصبه ووصل الامير سيف الدين صاحب صهيون والصاحب نجم الدين صاحب الدعوة[486] وفي اواخر (fo 249 a) شهر رجب تكمل نصب عدة مجانيق وفى سابع شعبان أخذت الباشورة بالسيف وفى سادس عشر الشهر تشقق برج من ابراج وتسلموها وطلع الفرنج القُلة وأحضر جماعة من الفرنج والنصارى (ص 21) فاطلقهم السلطان ونُقلت المجانيق الى القلعة ونصبت على القلة وكتب السلطان كتاباً على لسان مقدم الفرنج بطرابلس الى من بالقلة يأمرهم بالتسليم ثم طلبوا الامان (فكتب لهم الامان) على انهم يتوجهون الى بلادهم وفى يوم الثلاثاء رابع وعشرين خرج الفرنج من القلة وجُهِّزوا الى بلادهم وتسلم السلطان الحصن ورتب الامير صارم الدين الكافرى نائباً بحصن الاكراد وفوّض امر عمارة الحصن الى الامير عز الدين ايبك الافرم وعز الدين ايبك الشيخ"[487].

 

 

 

 

"مقام الرب" في بيت جعلوك[488]

 

هنري سيريغ Henri Seyrig

مقام الرب، أو بيت جعلوك كما يُقال أحياناً[489]، موضع على الطرف الشمالي للبنان، على ارتفاع 400م، منه يمتد النظر على وادي الإلوتيروس (النهر الكبير)، ويسرح بعيداً نحو البحر وصافيتا، وصولاً إلى المنظر الحتمي لحصن الأكراد. نصل إليه بشيء من الصعوبة إما عن طريق بلدة البيرة بمسير ساعة، وإما بمسير نصف ساعة من بلدة منجز[490]. ربما كانت هذه المنطقة المسكونة في عصر الرومان بالأيطوريين، وهم قوم من العرب تَرَوْمَنوا لحد ما، تابعة إلى قيصرية لبنان، عرقا القديمة، الوارد اسمها أحياناً على عملاتها قيصرية الأيطوريين[491].

توجد في مقام الرب، "منزل الإله"، آثار تالفة جداً لمعبد صغير من البازلت سبق أن لاحظها دوسو[492] في العام 1897، ثم درستها في العام 1902 بعثة بإدارة أوتو بوشتين[493] Otto Puchstein. وتقوم المديرية العامة للآثار حالياً بأعمال نبش وصيانة للموقع. ومع أن العلماء الألمان لم يكن مسموحاً لهم في حينه بغير الفحص السطحي لهذه الآثار، فقد تعرفوا فيها على معبد تحيطه الأعمدة بترتيب فريد، وفيه بيت الأقداس بواجهة من الأعمدة، وبيت قائم على قبو. بيد أنه تبين وجود النقوش فيه حديثاً. نشرت منها اثنين سابقاً كان الأب الجليل موتيرد Mouterde نسخهما في الموضع وتفضل بهما عليّ. ويسعدني اليوم أن أهديه، بفضل سخاء الأمير شهاب، نشر نص يكملهما، وأن أعترف بما يربطني به من مودة تعود لسنين، والعرفان بجميله لاستخدامنا الدائم لأبحاثه.

النصوص التي سنناقشها كانت محفورة على قاعدتين شبيهتين من البازلت والواجهة العلوية ليست مرتبة كواجهة المذبح: هما قاعدتا تمثال. القاعدة الأولى[494] مفقودة حالياً، محفور على وجهها درع دائري نقرأ فيه فوق وتحت حدبة وسطه:

A la déesse Athéna, (offrande de) Drusus, prêtre.

إلى الإلاهة أثينا، (تقدمة) دروسوس، كاهن[495].

القاعدة الثانية[496] كانت حتى الآن مطمورة وجهها إلى الأسفل، ليظهر النقش عليها عندما انقلبت على وجهها خلال الأعمال الأخيرة. النقش غير المنشور المحفور عليها هو الآتي:

L’an 573, au mois de Peritios(?). Kairos Kalos. Drusus, prêtre, a dédié par gratitude (cette offrande).

عام 573، في شهر بريتيوس(؟). كايروس كالوس. دروسوس، كاهن، أهدى بامتنان (هذه التقدمة)[497].

ثمة دولاب بثمانية أشعة محفور على الوجه الثاني، الذي كان يُظن حتى الآن أنه الوجه الأساسي، وفوقه منقوش اسم نيميسيس[498] Némésis.

تشابه القاعدتين كامل تقريباً: يبدو أنهما يشكلان ثنائياً، والمتبرع بهما معاً هو كاهن الموقع. الأولى مهداة بالاسم إلى أثينا التي لا يشكل وجودها مفاجأة في بلد عربي حيث تمثل هذه الإلاهة بالتأكيد اللات، الإلاهة[499] الكبيرة المحاربة لهذه الأمة. فعلى كل واحدة من القاعدتين اسم إلاهة، ما يجعلنا نعتقد أن هذه الأسماء تحدد الصور الكائنة على القاعدتين: نيميسيس على الأولى، كايروس كالوس على الثانية.

ثمة بينة أخرى تشهد على عبادة نيمسيس في مقام الرب: أنها وطيدة[500] من البازلت بها ما يزال معلقاً دولاب يبدو أنه كان مستنداً إلى فخذ تمثال صغير. وفي ذلك بيان على النموذج الكلاسيكي للأيقونات النيميسية.

ليس مدعاة مفاجأة اقتران نيميسيس وأثينا التي لا تعود كالأولى إلى بلد عربي. فثمة تمثال صغير وصفناه منذ فترة قريبة عُثر عليه في خربة الصنّه Khirbet el-Sané في تدمر، داخل محراب كانت أثينا- اللات شخصيته الأساسية[501]. كما أن هناك نصباً ثالثاً من الطراز التدمري عليه نفس الاسم أثينا لصورة هي من الجلي صورة نيميسيس[502]. إن هذا التوفيق الذي يربط، أو يماثل، نيميسيس بإلاهة كونية عظيمة مثل اللات يجعل منها في مظهرها المتأخر سيدة للمصير الكوني[503].

أما كايروس كالوس Kairos Kalos فهو أكثر استثنائية. فلا يُعرف بعد غير نصب واحد مُهدى إلى هذا الإله: مذبح في بيزنطية[504] مُهدى "إلى القدوة الحسنة، إلى حُسن القدر، إلى كايروس كالوس، إلى الأمطار، إلى الرياح، إلى الفصول الأربعة". لا شك أن كالوس كايروس يعني "الزمن السعيد"، ويتوافق مع "القدوة الحسنة" و"حسن القدر". نفس هذه المفاهيم كانت رائجة في سورية، إذا اعتمدنا على ما هو وارد على مذبح صغير في تدمر مُهدى بالآرامية "إلى من اسمه مبارك إلى الأبد، وإلى الزمن السعيد"[505]. اقترحت في حينه على ناشر هذا النص مقارنة مع فيليسيتاس تومبوروم Felicitas Temporum زمن السعادة، ولكن كايروس كالوس لا يقل عنه توافقاً.

لعل تاريخ النذر يسمح بتقدير مقبول للجمع بين نيميسيس وكايروس كالوس[506]. من المرجح أن التقدمة حصلت في شهر بيريتيوس Peritios عام 573. هذا الرقم المنقول لا يمكن حسابه إلاّ بالتقويم السلوقي الذي كان معمولاً به عند أيطوريي قيصرية لبنان[507]. وبالتالي يعود الإهداء إلى شباط من العام 262. لهذا التاريخ معناه في سورية. كان البلد يعيش منذ ست سنوات على الأقل في حال من الإضطرابات[508]. في العام 256، سحق سابور الأول جيشاً رومانيا ًفي بارباليسوس Barbalissos على الفرات، وملك الفرس تقدم نحو أنطاكية حيث بقي مسيطراً عليها لبعض الوقت[509]. في العام 259 أو 260 تقدم سابور مجدداً واستولى على قارة  Carrhes ثم أوديسا Edesse حيث أسر تحت أسوارها الإمبراطور فاليريان[510] Valérien. دمرت العصابات الفارسية ونهبت سورية وكيليكيا Cilicie وكابدوقيا[511] Cappadoce. ولكن هذه العصابات العاجزة عن احتلال البلاد سرعان ما انسحبت مع غنائمها، فعمت الفوضى في الداخل. ماكريان Macrien مدبر الإدارة والمالية[512]، المقيم في ساموسات Samosate حيث قاوم الفرس انتفض وأعلن إبنيه، ماكريان الشاب Macrien le jeune وكييتوس Quietus امبراطورين. قتل المدعوان ماكريان أثناء سيرهما إلى روما، أما كييتوس المتحصن في حمص مع أنصاره فقد حاصره أذينة Odénath بالتوافق مع غاليين Gallien حيث قضت عليه العامة في صيف أو خريف العام[513] 261.

بعد الكثير من الاضطرابات أعاد هذا الأمر السلام إلى ربوع المقاطعة. وترسخت سلطة غاليين في الداخل. وفي الخارج، صار بوسع أوذينة بعد أن أصبح جاهزاً شن حملة على طيسفون Ctésiphon، لا يقتصر قوامها على قواته فحسب، بل وضع الإمبراطور بإمرته جيشه بعد أن عيّنه قائداً رومانياً dux Romanorum. وبذلك تنفست الصعداء سورية ومعها كامل الشرق. وفي غمرة هذه الظروف قرر الكاهن دروسوس تقديم نذره في شباط 262.

لا يصعب تصور ما كان يمكن أن يعنيه للسوريين اسم نيميسيس في ذلك الزمن. سبق لقيصر César أن شيد معبداً للإلاهة عند تمثال بومباي[514] Pompée. وكذلك في العام 262 عاقبت نيميسيس أفعال ماكريان، قبل أن تعمد إلى معاقبة ملك الفرس. ولم تقتصر شهرتها على تلك الأفعال السلبية بمعنى ما. فثمة أيقونة شعبية للغاية نسبت إليها تدريجياً نعوت تجسيدها بأشخاص آخرين. فكانت نيميسيس نيكيه Némésis-Niké المظفرة والقاهرة[515]؛ ونيميسيس تيشيه Némésis-Tyché ضامنة القدر السعيد والحتمي كدوران الكواكب[516]؛ وأخيراً، نيميسيس السلام Némésis-Pax الواعدة بمستقبل مسالم[517]. أما كايروس كالوس فليس مخالفاً للصواب اعتباره يجسد نهاية مرحلة مضطربة.

إذا كان هذا هو تقريباً معنى نذر الكاهن دروسوس، يبقى علينا أن نشير باختصار إلى مظهر آخر للأمور، نقصد به الخلفية القومية، أو لنقل الخلفية الإتنية التي إليها يستند الإهداء. نحن هنا في حقل متحرك المعلومات الدقيقة عنه نادرة، بحيث يبقى جانب الافتراض واسعاً. بيد أنه يجب العمل أحياناً لجمع أجزاء هذا التقليد المتناثر.

لقد رأينا أن أثينا ليست، في بلد الأيطوريين، غير الإلاهة المحاربة اللات التي تحتل مكانة رفيعة بين مشاهير آلهة الأيطوريين في عنجر وبعلبك[518]. ولا شك بأن أيطوريي لبنان كانوا يعون ما يربطهم بأهل حمص، وهم من العرب أيضاً، والذين قضوا للتو على المخرب كييتوس الذي كان أنصاره ينظرون إلى أوذينة نظرة احتقار لاعتباره بمثابة البربري[519]. والحال فإن الدفاع عن الإمبراطورية بوجه الفرس كانت تعتمد في حينه على هذا الأمير العربي وقائد جيش عربي بقدر ما هو روماني. كل هذه الحبكة البارعة بنظرنا، من شأنها أن تكون أكثر حساسية بالنسبة للكاهن دروسوس وأتباعه، وأن تضفي نكهة عالية على تفاؤلهم.

لقد تحول معبد مقام الرب في العصر المسيحي إلى كنيسة وُضع قدس الأقداس فيها في مقدمة الهيكل. فبقيت أعمدة واجهة المعبد في مكانها، ولكن الفراغ بينها تم ردمه بالحجارة المأخوذة من تدمير أجزاء قديمة أخرى. عُثر في هذا الحائط الناجم عن ردم الفراغات بين الأعمدة، وفي مكان الفراغ الجنوبي على حجر عليه نقش. إنه حجر وجهه مزين جداً، الوصلات فيه معدة بعناية، ولكن وجهه الخلفي تعرض للتخفيف قليلاً ليتناسب وتركيبه في الحائط[520]. وجه الحجر الذي اعتنى السيد كالايان بجمع المتناثر منه كان قد تم إعداده بخطوط أفقية:

[Aux frais] du trésor sacré, [l’an] 475 (ou 476), ce mur a été constuit sous la prêtrise de Sa[.]zouba fils de Bareôn, et sous l’archontat de Abiddaranès son fils et de Aboudemmos fils de Sabinus.

(على نفقة) أموال الكنيسة، (في العام) 475 (أو 476)، تم بناء هذا الحائط في ظل ولاية الكاهن سا(.)صوبا بن باريون، وفي ظل ولاية الحاكم عبد دارانيس ابنه وأبوديموس بن سابينوس.

السطر الثاني: الترميم يوافق تماماً البقايا المرئية من الحروف، مع أنه يمكن التردد حول رقم الوحدات في التاريخ: epsilon ou stigma، وإذا لزم الأمر zêta...

لم يكن النص مؤرخاً بولاية كاهن الكنيسة وولاية الحاكمين المحليين فحسب، بل أيضاً بتاريخ 475 (أو 476 أو 477)، هذا إذا كان تقديري صحيحاً. هذا التأريخ هو بالطبع بالتقويم السلوقي ويطابق العام 163/164 بتقويمنا. ولكن هذه المعلومة لا تفيدنا كثيراً مع الأسف لأننا نجهل المصدر الدقيق للحجر. يعود تاريخ الهيكل، كما يزعم ناشروه[521]، إلى القرن الأول من تقويمنا، وذلك لأسباب لا تتعلق على العموم بغير طرازه. ولكن حجرنا قد يكون مصدره حائط آخر.

يظهر هنا اسم عبد دارانوس أو عبد دارانيس للمرة الأولى، ومعناه خادم أرانيس serviteur de Hadaranès. هذا الإله معروف من نقوش تشهد على عبادته في نيحا[522]، وفي دير القلعة، هذا الموضع المرتفع على مقربة من بيروت[523]، وفي ديلوس[524] Délos. نعرف أيضاً من نص سرياني أنه كان معروفاً في هيرابوليس[525]. وفي نيحا فإن صورته المماثلة لصورة جوبيتر البعلبكي هي بوضوح صورة إله محلي لبناني.

يجب، بلا شك، تقريب اسم باريون من باريا Barea, BR’، كتعبير تحببي لاسم باراتيه Baraté، ابن (الإلاهة) أتيه[526] Até. أبوديموس اسم معروف جيداً[527]، وهو يعني والد أمه، وينطوي في الأصل، على الأقل، على فكرة تجسيد الجد من الأم. نفس التصور يفسر المزدوجة إيميدابواس[528] Emmedabouas، والدة أبوها، مكتوبة بهذه الصيغة في نقش[529] منسوخ من سنوات في سيرستيك الشرقية Cyrrhestique orientale، في ساكيسلر Sakisler في قضاء جرابلوس...

يختم سيريغ مقاله بملاحظة يشير فيها إلى ان اسم نيميسيس يظهر مرتين على مسكوكات طرابلس: قطعة نقد تعود لعام 1، في عصر بومباي بالتأكيد بين عام 64 و63 ق.م. (E. Babelon, Perses achém., no 1886; BMC, nos 8 et 9))؛ وقطعة نقدية أخرى من العام 283 بالتقويم السلوقي ما يعادل 30-29 ق. م. (Musée de Beyrouth, apparememt inédite). يتوافق كلا التاريخين مع ظروف اضرابات: الغزو الروماني لسورية، والحروب الأهلية عقب موقعة أكسيوم. 



[1] هذا النص هو ترجمة الفصل الثاني من كتاب رينيه دوسّو الطوبوغرافيا التاريخية لسورية في العصور القديمة والوسطى DUSSAUD René, Topographie Historique de la Syrie Antique et Médiévale, Librairie Orientaliste Paul GEUTHNER, Paris, 1927, pp. 75-115. ساعدت متطوعة في ترجمة هذا النص الآنسة ماري إبراهيم ما اقتضى التنويه.

[2]  راجع: QUATREMĖRE, Moufazzal Ibn Abil-Fazaïl, Histoire des sultans mamlouks, Patr. Or., (XII rt XIV), II, 1, P. 103 et 104.

[3] راجع: RENAN Ernest, Mission de Phénicie, Paris, 1864-74, p. 119 et suiv.; A. PIETTSCHMANN, Gesch. Der Phőnizier, Berlin, 1889, p. 41 et suiv.; BABELON Ernest, Les Perses Achéménides, les satrapes et les dynastes tributaires de leur empire, Paris, 1893, p. CLXXXVII et suiv.; HILL, British Museum Catalogue of the Greek coins of Phoenicia,Londres, 1910,  p. CXVI et suiv.

[4] راجع: MASPERO Gaston, Histoire ancienne des peuples de l’orient classique, II, Paris, p. 172. DELITZSCH, Paradies, Wo lag das Paradies?, Leipzig, 1881. P. 282-283 ;

[5] يجب أن نصحح مع ساندا Sanda ووينكلر Winckler (Die Keilinschriften und das Alte Testament von Eberhard Schrader. Ausgabe von Dr H. ZIMMERN und Dr H. WINCKLER, Berlin, 1903, p. 108 note 2) ونضع أمورو مكان سيميرا في: Keilinschriftich Bibliothek, hrsgg. Von E. Schrader, I, p. 109.

[6]  BABELON, loc. Cit., pl. XXXIV, 22; HILL, loc. Cit., pl. XXVIII, 1 et 5.

[7]  راجع: Byblos et la mention des Giblites dans l’Ancien Testament, dans Syria, 1923, p. 305-306.

[8]  BABELON, loc. Cit., XXXIV, 17 et 18; HILL, loc. cit., pl. XXVII, 14 ; XXVIII, 3 et 4, surtout pl. XLIII, 12 . تعرف هيل HILL على مذبح لا على معبد، وهذا ما يبدو لنا محالاً. ولربما دفعه إلى ذلك شكل اللوحة XXVII, 17 واللوحة XLIII, 11، فأوله على أنه منظر معبد ومذبح، في حين أننا نظن أن المقصود هو المدخل الكبير للمعبد ذاته أو للناووس.

[9]  VAN BERCHEM et FATIO, Voyage en Syrie, I, p. 122 et suiv.  ، هذا هو أيضاً رأي راي REY. أهم هذه البراج البرج المعروف باسم برج السباع.

[10]  راجع حول الاستيلاء على المدينة وتدميرها وإعادة إعمارها بالقرب من نهر قاديشا: المقريزي في QUATREMĖRE, Sultans mamlouks, II, 1, p. 102-104. ثمة نصوص عربية أخرى في LE STRANGE, p. 348 et suiv.. وضع سوبرنهايم SOBERNHEIM موجزاً تاريخياً لطرابلس في ظل السيطرة العربية، في:VAN BERCHEM, CIA, Syrie, p. 37 et suiv.. ومنذ مدة وجيزة تم اكتشاف واحد من النقوش العربية وهو بالغ الأهمية لأنه يعود إلى تاريخ سابق على الصليبيين، وسينشره M. G. Wiet. يجب مراجعة شتى التواريخ عن الحروب الصليبية لمعرفة حال طرابلس في المرحلة الصليبية حيث كانت هذه المدينة عاصمة كونتية طرابلس. كما أن بورشار دي مون سيون BURCHARD DE MON SION, p. 28 يقول فيها عام 1283: طرابلس مشهورة جداً وهي كلها تقريباً في موقع على البحر، مثل صور، Tripolis, nobilis valde et fere tota in corde maris sita, sicut Tyrus. وهو يقدر بثلاثة آلاف بيزنت من الذهب قيمة محاصيل بساتين طرابلس في سنوات المواسم الجيدة.

[11]  RENAN, Mission de Phénicie, p. 141. Voir ci-dessus Ampa et Knudtzon, p. 1156 (Ambi)

[12]  REY, Col. Fr., p. 370; HEYD-RAYNAUD, I, p. 177, 322-323, 357. إنه غير صحيح التعيين الذي وضعه كل من YAQOUT, I, p. 390; et LE STRANGE, p. 394

[13]  BURCHARD DE MONT SION, p. 27.

[14]  حصن مبني على نبع، NASSIRI KHOSRAU, Sefer Nameh, éd. SCHEFER, p. 42-43; cf. THOMSON, Bibliotheca sacra, V (1848), p. 9-10; REY, Col. Fr., p. 364; RENAN, Mission de Phénicie, p. 140 ; LE STRANGE, Palestine, p. 476 ; VAN BERCHEM, Voyage, I, p. 38.

[15]  PLINE, H. N., V, 78; Polibe, V, 68; HONIGMAN, no 229 a.

[16]  IDRISI, p. 17; LE STRANGE, . لا تسمح هذه اللائحة بقبول اعتبار موقع حصن أبي العدس، هو القرية النصيرية، تل العدس، كما يقترح ذلك الأب لامنس، Père LAMMENS, Mél. Faculté Orient de Beyrouth, I (1906), p. 249، دونما تعيين لموقعه.

[17]  نثبت هنا نص الإدريسي الذي سيرد استعماله تكراراً، آخذين بعين الاعتبار تعدد النسخ المخطوطة واختلاف كتابة الأسماء من نسخة لأخرى، فنضع بعد كل اسم الأشكال المختلفة لكتابته بين هلالين: "ينضاف إليها (إلى طرابلس) عدة حصون وقلاع معمورة داخلة في أعمالها مثل أنف الحجر المتقدم ذكرها وحصن القالمون وحصن أبي العدس وأرطوسية (ارموسية، اقوسية) ولها من أمهات الضياع المشهورة المذكورة أربعة فمنها الضيعة (القرية) المعروفة بالشفيقية (الشفيقة، الشفيعة) والزيتونية (الزنبورية، الزيتورية) والراعبية (العاربية) والحدث وأميون..."، في "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، المجلد الأول، 1989، عالم الكتب، بيروت، ص 373. المترجم.

[18]  اقترح لامنس (المرجع السابق) هذا التصحيح المبدع؛ ولكن هناك موقعان باسم السفينة (يقدم إيلي سميث Eli Smith اسم السفينة في لوائحه المضافة إلى ROBINSON, Palästina, III, ) واحدة تقع شرقي بلدة الشيخ محمد (ELI SMITH, loc. cit., p. 941; carte E. M. 1920: Sofini) ولعلها هي التي قصدها الأب لامنس لأنه يتحدث عن القضاء الشمالي عكار. والأخرى، لعلها التي قصدها الإدريسي، وتقع إلى الجنوب والجنوب الغربي لبلدة الشيخ محمد، بالقرب من نهر البارد (ELI SMITH, loc. Cit, p. 940; carte E.M., 1920: El-Soufeiné).

[19]  زويتينة إيلي سميث (ELI SMITH, loc. cit., p. 941) زوابتينة Zoabtiné على خارطة E. M. 1920، جنوبي النهر الكبير. هذه الخارطة على أخطاء كثيرة خاصة في هذه المنطقة: فإذا ما انطلقنا من الزويتينة مباشرة إلى الجنوب، نقرأ هيتلا Heitela مكان هابيلا Habilla، الغزيلة Ghouzeilé مكان عليزبليه Alizeblé، حميص Houmeis مكان حيميص Himeis، كنيسة Kouneyisé مكان كينيبسة Kinibsé، سويسة Souweisi لا سييو Siyou.

[20]  المكابيون الأول، 15: 37، اكتشاف رفات القديسين، لوقا وفوكاس ورومانوس: مرمدة من رصاص فيها عظام محترقة. راجع: J.-B. CHABOT, Pierre l’Ibérien, ROL, III, p. 384 et suiv.

[21]  RENAN, Mission de Phénicie, p. 116; BABELON, Les Perses achéminides, p. CLXXVI, et p. 214 ; J. ROUVIER, Numismatique des villes de la Phénicie, p. 176 ; HILL, Brit. Mus. Cat., Phoenicia, p. LXXVI et p. 126.

[22]  LANZONE, Viaggio… di Kaid Ba, p. 8;  حيث توقف عند الخان بالقرب من النهر: "مياه عذبة".

[23]  HILL, Brit., Mus., Cat. Phoenicia, pl. XVI, 3 et XLI, 18.

[24]  BABELON, Les Perses Achéménides, pl. XXVIII, 21.

[25]  هذا ما أثبتته اكتشافات فيرولو Virolleaud ومونتيه Montet في جبيل، راجع: POTTIER, Syria, 1922, p. 298 et suiv.

[26] BABELON,l. c., pl. XXVIII, 16 et 19; HILL, l. c., pl. XVI, 1 et XLI, 16; voir nos Notes de myth. Syrienne, p. 70 et 148.

[27]  RONZEVALLE, Notes, p. 179; R. DUSSAUD, Revue de l’Histoire des Religions, 1913, II, p. 62.

[28]  راجع: O. WEBER, dans KNUDTZON, Die El-Amarna Tafeln, p. 1141 et suiv.

[29]  KNUDTZON, op. cit., no 105, 23.

[30]  Ibid., no 105, 84.

[31]  يشير غوتييه (GAUTHIER, Dict., I, p. 47)إلى محاولات تقريبها مع أرواد، ولكنه يعتبر هذا التعيين غير أكيد.

[32]  GAUTHIER, Dict. Géogr., III, p. 51.

[33]  راجع لاحقاً حول إلوتيروس أو النهر الكبير.

[34] راجع حول حلبا التي سماها الصليبيون ألب Albe: REY, Col. Fr., p. 367; LE STRANGE, Palestine, p. 352; NASSIRI KHOSRAU, trad. SCHEFER, p. 80; VAN BERCHEM, Journ. Asiat., 1902, I, p. 442 et Voyage, p. 134. والمراجع التاريخية في: R. RÖHRICHT, Kön. Jer. p. 929, note 5; R. DUSSAUD, Revue arch., 1897, I, p. 306.

[35]  راجع لاحقاً حول السن.

[36]  WEBER, dans, KNUDTZON, Die el-Amarna Tafeln, p. 1143; CLAUSS, ZDPV, XXX, p. 13.

[37]  DELITZSCH, Wo lag das Paradies, p. 282; W. MAX MULLER, Asien und Europa, p. 247 et suiv.; BAUDISSIN, dans HERZOG-HAUCK, Realencycl.. s. Arkier. Bibliographie dans G. WIET, Journal asiat., 1921, II, p. 112-113 et OLMSTEAD, Journ. Amer. Or. Soc., 1921, p. 366 et note 45.

[38]  بين لينورمان (LENORMANT, Gaz. Archéol., 1875, p. 97) عبثية التصحيح بفينوس أفاسيتيس Vénus Aphacitis. حول بيبليوغرافيا هذه المرحلة: E. SCHÜRER, Gesch., I, (3e et 4e éd.), p. 594, n. 36; HONGMANN, no 69 a.

[39]  Sat., I, 21, 5; HILL, Brit. Mus. Cat., Phoenicia, p. LXXII.

[40]  Steph. Byz.:

[41]  RENAN, Mission de Phénicie, p. 149; CIL, III, 183.

[42]  STRABON, XVI, 2, 18.

[43]  PLINE, H. N., V, 19, 78.

[44]  STRABON, XVI, 2, 15.

[45]  REY, Col. Fr., p. 371; LAMMENS, Mél. Fac. Orient., I, p. 168 et suiv.

[46]  غالبا ما تتم مطابقة ترييريس مع أنفة؛ راجع هونيغمان (HONIGMANN, no 475 a) الذي يعطي اسماً آخر لترييريس: شمرة Chamarra.

[47]  RENAN, Mission de Phénicie, p. 148؛ يلاحظ لامنس (LAMMENS, Mél. Fac. Orient., I, p. 268-270) أنه لم يرد ذكرها قبل القرن السادس عشر.

[48]  Ed. Gelzer, 977 et p. 185; Honigmann, no 196 a.

[49]  يبالغ رينان (RENAN, Loc. Cit., p. 150) بتضخيم وعورة طريق هذا المضيق الذي كانت تفضله القوافل دوماً لأنه أقصر وأسهل بكثير من الطريق الساحلية.

[50]  Hist. Aug. Alex. Sep., 5: “Alexandri nomen accepit, quod in templo dicato apud Arcenam urbem Alexandro Magno, natus esset…”; cf. ibid., 1 et 12, et Aurel. Victor Caes., 24: ‘Cui Duplex, Caesarea et Arca, nomen est”.

[51]  HILL, l. c., p. LXXIII.

[52]  REGLING, Zeitsch. Für Numismatik, XXIV, p. 133 et suiv. ؛ يعتبر آميل شورر أن الفرضية ضعيفة الاحتمال: EMIL SCHÜRER, op. cit., II, 4e éd., p. 207 n. 479.

[53]  STRABON, XVI, 2, 18. EMIL SCHÜRER, op. cit., I, p. 707 et suiv.; et nos Arabes en Syrie avant l’Islam, p. 10-13.

[54]  SCHÜRER, Gesch., I, 4e éd., p. 594, n. 36.

[55]  BENEDICT DE ACCOLTIS, Hist. occ., V, p. 597 et suiv.; cf. RAOUL DE CAEN, ibid., III, p. 680.

[56]  IDRISI, p. 13; LE STRANGE, Palestine, p. 398.. (النص الحرفي لما قاله الإدريسي عن عرقة: "عرقة وهي مدينة عامرة حسنة في سفح جبل قليل العلو ولها في وسطها حصن على قلعة عالية ولها ربض كبير وهي عامرة بالخلق كثيرة التجارات وأهلها مياسير وشربهم من ماء يأتيهم في قناة مجلوبة من نهرها ونهرها جار ملاصق لها وبها بساتين كثيرة وفواكه وقصب سكر وبها مطاحن على نهرها المتقدم ذكره وبينها وبين البحر ثلاثة أميال وحصنها كبير وعيش أهلها خصيب رغد وبناؤها بالجص والتراب والخير بها كثير"؛ "نزهة المشتاق..."، مرجع سابق، ص 373-374؛ المترجم).

[57]  Révue Archéol., 1897, I, p. 305 et suiv. ؛ اعتبر روبنسون تقرير شاو (SHAW, Travels, p. 270) الذي ذكر هذه القناة خيالياً:ED. ROBINSON, Neuere Bibl. Forschungen, p. 758, n. 1

[58]  DIMASHQI, p. 208; LE STRANGE, op. cit., p. 352. لم يتم العثور على موقع جون ولا على موقع روجاليا. وإذا ما افترضنا وجود خطأ في التعرف إلى أحد حروف كلمة روجاليا ونطقه ج بدل الحرف ح، لأمكننا التفكير بموقع ريحانية شمال شرق بلدة الشيخ محمد: ROBINSON, Palaestina, III, p. 941

[59]  إن لفظ عِرقة ليس خطأ كما قال فان برشم (VAN BERCHEM, Journal asiat., 1902, I, p. 393-394) لأن لوائح تل العمارنة (KNUDTZON, p. 1143) تحمل على الدوام كلمة إرقاتا irqata بيد أنه كان يساء تفسيرها. والمصري لا يحسن تنغيم الحرف الأول من الكلمة (يترجم غوتييه الكلمة أرقاتو ârqatou، GAUTHIER, Dict., I, p. 153). راجع حول الجغرافيين العرب غير المذكورين أعلاه: LE STRANGE, p. 397-398.

[60]  Cart. Gén., I, p. 76 et suiv.; acte du 8 février 1128.

[61]  هذا ما اقترحه راي REY, Col. Fr., p. 369؛ RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 257

[62]  هذا التعيين يعود إلى لامنس LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, 1906, p. 254 et suiv.. تثبت كتابة الاسم بالفرنسية أنه كان يلفظ في حينه بت bet بيت bait، لا ب be. ومن المحتمل أن بيتاموم Bethamum (RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 235) بالقرب من طرابلس قد تكون في ذلك الموقع.

[63]  يجب تعيينها في موقع ما باسم سيدة Sai’dé أو بيت سيدة Bet-Sai’dé. يعتقد لامنس (LAMMENS, loc. Cit., p. 254) أن بيتسيديون Bethsedion فيها تحريف بسيط لاسم بيتليون Bethlion الذي يعين موقعه في بارحليون Barhelioun أو بيراحليون Berahliyoun.

[64]  يقترح راي (REY, Col.,fr., p. 365) السلفتانية Self et-Tanié التي يجب التحقق من كتابتها. وبالإمكان أيضاً التفكير بتصحيح الاسم وكتابته سفرتاني Cephartenie.

[65]  REY, Col. Fr., p. 361. يرد في خريطة هيئة الأركان لعام 1920 (E. M. 1920) اسم أبو حنين Abou Henin.

[66]  يقترح روهريخت (RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 257) خرنوبية Khurnubiyé في عكار؛ بينما يفضل لامنس (LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 258) كفرنون Kafr Noun في عكار.

[67]  يظنها راي (REY, Col.,fr., p. 360) أسيا Ahsia، بينما يميل روهريخت (RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 257) إلى جعلها عابا ‘Aba.

[68]  راجع حول هذه الأسماء الثلاثة: RÖHRICHT, loc. Cit., p. 211

[69]  LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 253

[70]  إن تعيين روهريخت بطرام Betram (RÖHRICHT, loc. Cit., p.259) أقل إقناعاً من تعيين لامنس (LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 254) بترومين Batroumin، وهي بعيدة كثيراً عن لفظ الاسم في العصر الوسيط.

[71]  LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 256. تحرف لفظ بوكومبر Bocombre فأصبح بوكومب Bocombe.

[72]  RÖHRICHT, loc. Cit., p. 258, et Regeste, add., nos 787 b et 789 b.

[73]  CLERMONT-GANNEAU, Rec. arch. Or., III, p. 253; RÖHRICHT, loc. Cit., p. 258: مزرعة "في كورة طرابلس"، أي الكورة.

[74]  LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 257. في "دليل لبنان" Le Dalil Lobnan، ص 61، نجد بتواراتيج Betwaratich.

[75]  يمكن تقديرها في "مزرعة نهر (كذا!) أبوعلي"، Mezra‘at Nahr Abou (sic) ‘Ali، الواردة في (دليل لبنان، ص 61)، هذا إذا كان الموقع صحيحاً على الخارطة.

[76]  إن كفرحزير التي يقترحها روهريخت بعيدة جداً إلى الجنوب.

[77]  RÖHRICHT, loc. cit., p.258. أخطأ لامنس (LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 262) عندما خلط في النص المذكور بين هابْ Hab وهابِ Haabe، فالأولى شمال بتوراتيج والثانية جنوبيها.

[78]  Syria, 1923, p. 1

[79]  “Les peintures de la grotte de Marina, près de Tripoli », Syria, 1926, p. 30

[80]  REY, Col. Fr., p. 363. يقترح روهريخت (RÖHRICHT, loc. cit., p.210) بخورا Bekhoura التي عدّل لامنس (LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 257) قراءتها بجورا Bedjoura (جنوب غربي زغرتا).

[81]  REY, Col. Fr., p. 363

[82]  RÖHRICHT, ZDPV, XVIII, p. 86, mieux Reg., add., no 657

[83]  RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 211; REY, Col. Fr., p. 364; ؛ CLERMONT-GANNEAU, Rec. arch. Or., III, p. 253

[84]  يبدو أقل مصداقية تعيينها في كفرشيلا Kfar Shillé، كما يقترح لامنس LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 258.

[85]  REY, Col. Fr., p. 364; RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 259

[86]  REY, Col. Fr., p. 366; RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 211

[87]  YAQOUT, II, p. 32; LE STRANGE, p. 466

[88]  Cart. Gén., I, p. 479 et suiv.; REY, Col. Fr., p. 366؛ فكر روهريخت (RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 260) بموقع السوده es-Saude غربي بلدة الشيخ محمد.

[89]  REY, Col. Fr., p. 361; RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 211

[90]  REY, Col. Fr., p. 367; RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 21

[91]  RÖHRICHT, Reg. add., no 193 a.

[92]  RÖHRICHT, ZDPV, XI, p. 140

[93]  .RÖHRICHT, Reg. add., no 608 a بوسعنا التفكير ببلدة قلحات Qalhat قرب أنفه، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار اللفظ المخفف للحرف الأول، أو ببساطة إيلات Eilat قرب حلبا.

[94]  RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 211

[95]  REY, Col. Fr., p. 347; RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 220

[96]  أبو حلقة Abou Hlqa كما يرى لامنس: LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, p. 267

[97]  Cart. Gén., I, p.345; RÖHRICHT, ZDPV, XVIII, p. 86

[98]  Cart. Gén., I, p. 479 et suiv.; REY, Col. Fr., p. 372 . يقترح روهريخت (RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 260) السويسة Suweisi شرقي الشيخ محمد: بينما يقترح لامنس (LAMMENS, Musée Belge, IV, p. 287) شميسة Shoumeisé على الطريق من حصن سليمان Hosn Soleiman (Baetocécé) إلى مصياف Masyaf. تتعزز هذه الفرضية في ما لو أن مزرعة فودا Fauda كانت تلفظ فاندا Fanda، ولو كانت تتماثل مع فاندارا Fandara، البلدة المتاخمة لشميسة. وبالعكس، فإن المقاربة بين كوركواس Corcois وعشق عمر ‘Osq Omar غير سليمة.

[99]  Cart. Gén., I, p.378 et suiv.; REY, Col. Fr., p. 361; R. DUSSAUD, Revue arch., 1897, I, p. 306 ; LAMMENS, Mél. Faculté Orient., I, (1906), p. 253.

[100]  RENAN, Mission, p. 130 et 852.

[101]  LABORDE, Voyage de la syrie, pl. XXII et XXIII ; RENAN, Mission, p. 134.

[102]  RENAN, Mission, p. 135 et suiv. LABORDE, ibid.,pl. XII;

[103]  RENAN, Mission, p. 136 et suiv.; cf. VIROLLAUD, Syria, 1924, p. 113.

[104]  REY, Col. Fr., p. 367; LE STRANGE, Palestine, p. 80 et 390؛ ملاحظاتنا في (Revue archéol., 1897, I, PP. 306-308) مع مصور للحصن؛ VAN BERCHEM, Journal asiat., I, p. 421 et 448.

[105]  قام سوبرنهايم (SOBERNHEIM, dans VAN BERCHEM, CIA, Syrie, 1re sect., p. 2 et suiv.) بوضع موجز تاريخي للموقع وبنشر النصوص العربية المنقوشة عليه.

[106]  سفر التكوين، 10: 17.

[107]  Delitzsech, Paradies, p. 282.

[108]  B. VON BREYDENBACH, Reise des Heiligen Lundes, I, p. 115.

[109]  BURCHARD DE MON-SION, éd. LAURENT, p. 29: سن Sin: يذكر استناداً إلى نسطوري: سينوشيم Synochim.

[110]  STRABON, XVI, 2,18. لا تصح المقابلة التي يقترحها ماسبيرو (maspero, Hist. anc. Des peoples de l’Or. Classique, II, p. 172, n. 5) مع صنين واحد من أهم مرتفعات لبنان، لأن سن Sin تكتب بحرف S (معادل س) بينما يكتب اسم الجبل صنين بحرف ص (ومعادله th او Ş). يمكن بالنسبة إلى بوراما Borrama التفكير ببلدة برمانا Broummana، والاسم دمج بيت رومانا Beit-Roummana.

[111]  IDRISI, p. 28, et LE STRANGE, Palestine, p. 519. لا بد أن الأمر يتعلق بقمة جبل متجهة نحو الشاطئ. بالنسبة للموقع والتسمية قارن مع راس مسقا Ras Mesqa جنوب طرابلس، أو ريمسك Remesque الصليبيين الذي تحدثنا عنه سابقاً. (هذه المقارنة التي يتقدم بها لامنس مستبعدة جداً؛ راجع الهامش اللاحق، المترجم).

[112]  (النص الحرفي لكلام الإدريسي: "من مدينة اطرابلس على الساحل إلى رأس الحصن وهو مدينة صغيرة عامرة آهلة وهي على طرف جون وهذا الجون طوله رؤوسية خمسة عشر ميلاً وتقويراً مع الساحل ثلاثون ميلا ويسمى جون عرقة (عرفة) وفي وسط هذا الجون ثلاثة حصون تتقارب بعضها من بعض اسم أحدها مما يلي اطرابلس لوتوروس (لوقوروس، لويدروس) والآخر بابية (باسة، ياسة) وهو على نهر جار يسمى نهر بابية والحصن الثالث يسمى حصن الحمام وهي تتقارب بعضها بعضها من بعض ومنه إلى عرقة..."؛ "نزهة المشتاق..."، مرجع سابق، ص 373). لا يذكر الإدريسي ما إذا كانت المدينة الصغيرة "رأس الحصن" على قمة جبلية، بل يؤكد أنها على طرف جون فقط، وبالتالي فمن المستبعد أن تكون في موقع راس مسقا، أو في قصبة الشيخ محمد البعيدة نسبياً عن الساحل، خاصة وأن نص الإدريسي يبدأ: ومن اطرابلس على الساحل إلى رأس الحصن... فهو يوحي بالاتجاه على الساحل شرقاً، لا إلى الداخل حيث تقع الشيخ محمد. كما أن الإدريسي يذكر قبل قليل أرطوسية باسمها بالذات، فلو كان يقصدها بكلامه على "رأس الحصن" لذكر ذلك بداهة؛ (المترجم).

ولعل الإدريسي يقصد ب "رأس الحصن" حصن أبي العدس، وقد يكون هو نفس الحصن المذكور في فتوح الشام للواقدي: "ما بين عرقا وطرابلس مرج يقال له مرج السلسلة وكان بإزائه دير وفيه صوامع وفيه صومعة راهب عالم بدين النصرانية... وكان في كل سنة يقوم عند ديره عيد آخر صيام الروم وهو عيد الشعانين فتجتمع الروم والنصارى وغيرهم من جميع النواحي والسواحل ومن قبط مصر... وكان يقوم في ذلك العيد سوق عظيم من السنة إلى السنة، ... ثلاثة أيام". ويروي الواقدي: "ما كان المسلمون يعلمون بذلك ولا يعرفونه حتى دلهم عليه رجل نصراني من المعاهدين وقد اصطفاه وأمنه وأهله، فلما ولي أبو عبيدة أمر المسلمين أراد ذلك المعاهد أن يتقرب إلى أبي عبيدة رضي الله عنه فعسى أن يكون فتح الدير والسوق على يديه فأقبل إليه... فقال: أيها الأمير إنك قد أحسنت إلي وأمنتني ووهبتني أهلي ومالي ولدي وقد أتيتك ببشارة وغنيمة تغنمها المسلمون ساقها الله إليهم، فإن أظفرهم الله بها استغنوا غنى ولا فقر بعده. فقال أبو عبيدة: أخبرنا ما هذه الغنيمة وأين تكون. فما علمتك إلا ناصحاً. فقال: أيها الأمير إنها بإزائك على دير الساحل وهو حصن يعرف بأبي القدس وبإزائه دير... ويقوم عنده سوق عظيم... فقال (أبو عبيدة) للمعاهد: كم بيننا وبين هذا الدير. قال: عشرة فراسخ للمجد السائر. قال (أبو عبيدة): هل بالقرب منه شيء من مدائن الشام؟ قال: نعم بالقرب من السوق مدينة تسمى طرابلس وهي مينا الشام..."، فتوح الشام، الواقدي، ج 1، ص 71؛ ومصدر الكتاب هو موقع الوراق الإلكتروني http://www.alwarraq.com. والكتاب مرقم آليا وغير موافق للمطبوع؛ (المترجم).

نستدل على موقع مرج السلسلة مما ذكره ابن عساكر عن فتح طرابلس في تاريخ دمشق: "أن معاوية بن أبي سفيان وجه إليها سفيان بن مجيب الثمالي (الأزدي) في جماعة وعسكر عظيم... فعسكر في مرج السلسة بينه وبين مدينة أطرابلس خمسة أميال في أصل جبل يقال له طربل". ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 21، ص 356؛ مصدر الكتاب : موقع أهل الحديث الإلكتروني، http://www.ahlalhdeeth.com، ترقيم الكتاب موافق للمطبوع والكتاب مذيل بحواشي المحقق علي شيري. وعليه فإن "مرج السلسلة" في أصل جبل تربل (ابن عساكر)، وإزاؤه على "دير الساحل وهو حصن يعرف بأبي القدس" (الواقدي). وفي سياق آخر يشير عمر عبد السلام تدمري: "ولا يزال الكبار في السن من أهل طرابلس ونواحيها يذكرون وجود برج يُعرف ب"برج العدس" شمالي المدينة على ساحل البحر، في موضع يعرف ب"الدعتور" حيث تقوم منشآت شركة النفط ومصفاة طرابلس للبترول الآن. وفي سنة 1897 وضع قنصل فرنسا في طرابلس Paul Savoie مخططاً صغيراً بيّن عليه المواقع والأسماء الشائعة للأبراج القائمة على ساحلها في ذلك الوقت، ومنها "برج العدس" وذكر هذا البرج أيضاً عدد من المستشرقين والمؤرخين والباحثين". يسند تدمري معلومته الأخيرة إلى: Voyage en Syrie, Max Van Berchem, VI, p. 124 في الحاشية رقم 3، ص 45 من المرجع الآتي: عمر عبد السلام تدمري، لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية، جروس برس، طرابلس لبنان، 1990، ص 45. (المترجم).

[113]  (راجع النص الحرفي لكلام الإدريسي في الهامش 111)، (المترجم).

[114]  IDRISI, p. 28, et LE STRANGE, Palestine, p. 519؛ حول التخمينات الأخرى راجع: RITTER, Erdkund, XVIII, p. 808.

[115]  يتردد فان برشم (VAN BERCHEM, Voyage, I, p. 41) بتسمية هذا النهر باسم نهر حيتا Ңita.

[116]  لفظة شائعة ل"القليعات" el-Qoulai‘at جمع تصغير قلعة Qal‘a؛ راجع حول هذا الحصن: المرجع السابق، ص 131 وما بليها.

[117]  وهكذا ترد عبارة غوليات le Gouliat في (Annales de Terre-Sainte, Archives de l’Orient latin, II, p. 452). وهذا ما يجيب على السؤال الذي طرحه فان برشم (VAN BERCHEM, Voyage, I, p. 132, n. 3): هل تعكس هذه الصيغة في كتابة الاسم حقيقة أنه هناك، منذ الأصل، عدة مواقع منفصلة؟ وهذا ما يغير أيضاً من ظروف طرح الموضوع حول عبارة مزرعة كوليات “villa Couliat” التي يبدو لنا مستحيلاً مماثلتها بالقبيات Qoubai‘at الواقعة عند سفح جبل عكار. وكان سبق لروهريخت (RÖHRICHT, ZDPV, X, p.257, n. 10) أن لاحظ وجود خربة غير بعيدة عن القليعات يمكنها أن تكون قرية قليعات Coliat العائدة للعصر الوسيط.

[118]  WILBRAND D’OLDENBOURG, éd. Laurent, p. 169.

[119]  GILDEMEISTER, ZDPV, VIII, p. 136; HONIGMANN, no 167.

[120]  VAN BERCHEM, Voyage, I, p. 135.

[121]  المرجع السابق.

[122]  QUATREMERE. Hist. des sultans mamlouks, II, 1, p. 222 ; RÖHRICHT, Regesta, no 1447.

[123]  ELI SMITH, dans ROBINSON, Palästina, III, p. 940 et itinéraire: الشيخ محمد، حلبا، الشيخ طابا، الزواريب، منيارة، تل عرقة، في: RITTER, Erdkunde, XVII, p. 812

[124]  A Description of the East, II, Part I, p. 204 et suiv. يعود الشك الذي خيم حتى ذلك الحين إلى مسألة ضرورة التمييز بين نهرين يحملان اسم إلوتيروس Eleuthère، راجع: BENZINGER, dans PAULY-WISSOWA, Realencycl., s. v.; HONIGMANN, no 167.

[125]  STRABON, XVI, 2, 17; MASPERO, Hist. Anc., II, p. 189, n. 1. لعل اسم هذا الوادي مذكور في النصوص المصرية، كما يرى شاباس Chabas، راجع: GAUTHIER, Dict. géogr., III, p. 10

[126]  Edit. LAURENT, p. 29. – ترجمة النص اللاتيني: "وهو عامر بالكثير من القرى، وبالحقول الرائعة المزروعة بالزيتون والتين وبغيرها الكثير من الأشجار المتنوعة وبالغابات. وهو غني بالجداول والمراعي الرائعة الجمال. ويقيم فيه التركمان والمديانيون Madianite والبدو Bodwini، يسكنون الخيم مع زوجاتهم وأبنائهم ودوابهم وجمالهم. ولقد رأيت قطعاناً كبيرة من الجمال التي أظن أن عددها يبلغ عدة آلاف".

[127]  Cart. Gén., I, p. 77; cf. ibid., pp. 450 et suiv., 501, 503. لا نتجرأ على تعيين موقع اسم كاميري Kameri الوارد، في خريطة هيئة الأركان لسنة 1920، قليلاً جنوبي قلعة الحصن.

[128]  ALBERT D’AIX, Hist. occ., IV, p. 451; cf. p. 665: terram de Camolla. تحديدها في البقيعة من اقتراح روهريخت: RÖHRICHT, Gesch. Des ersten Kreuzzuges, p. 167. راجع أيضاً: VAN BERCHEM, Journal asiat., 1902, I, p. 419.

[129]  وصف راي هذا الحصن القرسطوي (REY, Arch. Mil., p.39 et suiv.)، واستكمل فان برشم وصفه (VAN BERCHEM, Voyage, p. 135 et suiv.)؛ وتناوله سوبرنهايم: SOBERNHEIM, dans Encyclop. De l’Islam, s. Hisn el-Akrad, et dans VAN BERCHEM, CIA, Syrie, 1re sect., p. 14 et suiv.

[130]  جاء في Hist. occ., II, p. 404: "البقيعة تحت حصن الأكراد" “La Boquie dessous le Crac”. كان الفرنجة يتجمعون فيها عادة ليشنون منها الغارات على أرض العدو، وفيها تعرض نور الدين لهزيمة شنيعة في العام 1163. راجع: GUILL. DE TYR, XIX, 8; REY, Col. Fr., p. 363; HAGENMEYER, An. Gesta Franc., p. 499, note 34; BLOCHET, ROL, III, p. 534 et suiv.; RÖHRICHT, Kön. Jer., p. 291.

[131]  VAN BERCHEM, Journal asiat., 1902, I, p. 446.

[132]  Hist. or., II, p. 263.

[133]  JOSEPHE, de bello jud., VII, 5؛ سلك ناصر خسرو نفس الطريق: NASSIRI KHOSRAU, Sefer Nameh, trad. SCHEFER, p. 38

[134]  ما يزال هذا النبع المعروف باسم فوارة الدير مقصد زيارات دينية؛ راجع: Rev. arch., 1897, I, p. 130 et suiv.; HONIGMANN, no 401

[135]  BLANCHE, Bulletin de l’Institut égyptien, 1874-75, p. 128

[136]  على الرغم من اعتراض ماسبيرو، راجع: Rev. arch., 1897, I, p. 311 et suiv

[137]  راجع لا حقاً ص 99.

[138]  HAGENMEYER, An. Gesta franc., p. 419; Chronol. nos 345-348, 350-351. يؤيد هذا التعيين راوول دي كان: Raoul de Caen, c. 105.

[139]  عينا موقعه بين قلعة الحصن وتل كلخ، راجع: Rev. arch., 1897, I, pl. VII, bis، Cité par RENAN, Mission de Phénicie, p. 126.

[140]  G. E. POST, Palest. Expl. Fund, Quart. Statement, 1892, p. 328 et 1893, p. 36 et suiv.. في الصفحة 40 من هذا المرجع نجد خريطة لمنطقة عكار، ولقلعة الحصن، ولصافيتا.

[141]  Cart. Gén., I, p. 378 et 479; cf. RITTER, Erdkunde, XVII, p. 824 ; REY, Col. Fr. p. 364 ; RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 259 ; CLERMONT-GANNEAU, Recueil d’arch. Orient., II, p. 179.

[142]  Cart. Gén., I, p.479-480. يقترح راي (REY, Col. Fr.) إيلات إلى الشرق من عرقة.

[143]  IDRISI, p. 20; LE STRANGE, p. 536. لا يمكننا اعتماد تصحيح ناشري أبو شامة (ABOU SHAMA, Hist. or., IV, p. 487) الذي دفعهم إلى اعتبار صنج موقعاً اغتيل فيه أمير انطاكية في مؤامرة تمت محاولتها عند مغادرته لأنطاكية.

[144]  يرد في Itiner. Hieros.، بعد طرطوس: mut. Spiclin XII; mut. Basiliscum XII; mansion Arcas VIII. من الصعب القبول بفرضية هونيغمان: honigmann, no 101

[145]  مسجل تل بصيصا Tell Bsaissa على خارطة راي.

[146]  CIA, IIe part., Syrie, 1re sect. (Sobernheim), p. 87 et suiv., 91.

[147]  المرجع السابق، ص 11-112.

[148]  تمثل السنديانة مزرعة Cendina super flumen . راجع: REY, Col. Fr., p. 365; RÖHRICHT, ZDPV, X, 257

[149]  Rev. arch., 1897, I, p. 308.

[150]  هذا التعيين تم اقتراحه في: Rev. arch., 1897, I, pp. 308-309؛ وقبله لامنس في: Lammens, Revue de l’Orient Chrétien, 1899, p. 378؛ وكذلك روهريخت في: RÖHRICHT, Reg. add., no 118. راجع حول الاكتشافات في هذا الموقع: Lammens, Musée Belge, IV, p. 279.

[151]  مذكورة على خريطة هيئة الأركان، 1920، غربي جبل الهرمل. يقرب روهريخت (RÖHRICHT, Gesch. Erst. Kreuzz., p. 77) بين لاكوم Lacum والأكمة el-Akma، وهذا ما يصححه درنبورغ (DERENBOURG, Vie d’Ousama, p. 76, n. 3)، بشكل خاطئ على ما نظن، بموقع علما el-Alma، بالقرب من طرابلس. وفي ميسر (MUYASSAR, Annales d’Egypte, edit. MASSÉ) نجد حصن الأكمة؛ راجع (WIET, Journal asia., 1921, II, p. 111) الذي يبدو قابلاً بتصحيح درنوبرغ.

[152]  RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 259. Cart. Gén., I, p. 117; REY, Col. Fr., p.366;

[153]  RONZEVALLE, Rev. Bibl., 1903, p. 600 et Notes, p. 236.

[154]  F. WALPOLE, The Ansayrii and the Assassins, III, (Londres, 1851), p. 319-320; RITTER, Erdkunde, XVII, p. 962-964; THOMSON, Bibliotheca sacra, V, p. 246; WADDINGTON, Inscript. Gr. et lat. de Syrie, no 2720 a; CIL, III, 184 et 1225; S. JESSUP, Palest. Expl. Fund., Quart. Stat., 1874, p. 197; REY, Archiv. Des missions scient. Et litt., nouvelle série, III, p. 336 et suiv. (cf. Bullet. de la Soc. de Géog. de Paris, juin 1866 et avril 1873) et dans JOANNE, Syrie, p. 684 et suiv, ; R. DUSSAUD, Revue archéol., 1897, I, p. 319 ; FOSSEY et PERDRIZET, Bull. corr. Hell., 1897, p. 580 ; LUCAS, Bys. Zeitschrift, XIV, p. 21 ; PUSCHTEIN, Jahrbuch D. Arch. I nstituts, 1902, p. 135 (grand autel date de 122 ap. J.-C.); HONIGMANN, no 90.

[155]  Cart. Gén. I, p. 400.

[156]  يقترح روهريخت (RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 261) موقع الحمرا، شرقي حمص؛ راجع: Revue archéol., 1897, I, p. 313.

[157]  يقترح روهريخت (المرجع السابق) تل بيسه بين حمص والرستن، وهذا غير مقبول. أما المطابقة بين إربنمبرا وحبنمرا Habbnimra فقد اقترحها لامنس: H. LAMMENS, Revue de l’Orient Chrétien, 1899, p. 5 du triage à part.

[158]  RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 260.

[159]  عينها راي (REY, Col. Fr., p. 366) في بلدة العيون بالقرب من المشتى شمالي حصن الأكراد.

[160]  لم يعين موقعها راي (REY, Col. Fr., p. 369)، ولا روهريخت (RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 260). واقترحنا لها عين المسقا غربي صافيتا (Revue archéol., 1897,I, p. 26)؛ ولكنه من الأفضل، بما أن ذلك ممكن، إيجاد هذه المواقع في نفس المنطقة التي هي موضوع النزاع. ولهذا نقترح الآن بسماقية Bismaqiyé (في الأصل بيت سماقية Bet-Soummaqiyé) أو في جوار سيموقه Sémouqa (خريطة هيئة الأركان، 1920) وهاتان لفظتان يجب التأكد منهما. نجد في موقع أبعد بقليل مسقية Mesquie بشكل أصح وهو سماقية Somaqié.

[161]  اقترحنا بتيريش Bteresh، شرقي صافيتا (Revue archéol., 1897,I, p. 26) إنما للسبب نفسه نعتمد تيريز Terez (خريطة هيئة الأركان، 1920) شمال شرق المشتى.

[162]  على الأرجح حزور Hazour (خريطة هيئة الأركان، 1920) شمالي تيريز؛ وسبق للأب لامنس (LAMMENS, Musée Belge, IV, p. 287) أن اقترح هذا التعيين الذي يحدد خربة حزور Khirbet Hazzour، وأيضاً فإن خريطة هيئة الأركان (1920) تحمل اسم حاصور Hssour (للتحقق من اللفظ) جنوبي بيتاري Bétare: يذكر Blanckenhorn حذور: Hadhour.

[163]  جنين، شرقي تيريز.

[164]  هي نبع على الأرجح: راس الميا

[165]  تم تعيينها خطأً مع بتيريه Bterié في منطقة صافيتا، ويجب أن تلفظ بتيريش Bteresh: Revue archéol., ibid.. ونجد بتير Betire في بتاريه Betaré (خريطة هيئة الأركان، 1920) جنوب شرقي تريز.

[166]  يجب البحث عنها في نفس المنطقة.

[167]  Revue archéol., 1897,I, p. 311 et 314-317 avec la bibliographie؛ لقد أكد STEPH. BYZ.; تعليمات أريين Arrien. في العام 298 ميلادي استشهد القديس جولاس في هليوبوليس- بعلبك، ونقل جثمانه إلى مريمين حيث أقيمت له كنيسة صغيرة. راجع: Chron. Paschale, éd. De Bonn, p. 513. عثرنا على هذا الموقع منذ أربع سنوات، وذلك عندما نصح مارتن هارتمن (Martin Hartmann, ZDPV, XXIII, p. 27; cf. ibid, p. 126) بالبحث عنه للبعثة الألمانية التي كانت تعمل في بعلبك. راجع أيضاً: Comptes rendus Acad. Des Inscript., 1925, p. 246، حيث أكدنا مطابقة مدينة رعمسيس بمريمين، بناءً على ملاحظات كيونتز Kuentz واقترحنا أن نحدد وادي شجرة الأش Ash بوادي إلوتيروس (النهر الكبير).

[168]  راجع مؤلفنا حول النصيريين، Histoire et Religion des Nosaïris, p. 14 et 17.

[169]  PINE, Hist. Nat., V, 23, 12

[170]  PTOLÉMÉE, V, 14, 12. Boecking a corrigé la Cohors tertia Marmantarum de Not. Dign., I, p. 394 en Mariammarum.

[171]  JOSEPHE, B. J., VII, 5, 1.

[172]  Revue archéol., 1897, I, p. 318.

[173]  نشدد على هذا الأمر لنبدد الشكوك التي أطلقها شابو: CHAPOT, La frontière de l’ Euphrate, p. 75

[174]  ABOULFEDA, p. 259; LE STRANGE, Palestine, p. 420

[175]  W. WROTH, Brit. Mus. Cat., Syria, pp.LXX et 267; cf. non Notes de Mythologie syrienne, p. 48 et 116

[176]  يفرض سير الحملة هذه المطابقة التي يؤكها RAOUL DE CAEN, Hist. Occ., III, p. 105. راجع: HAGENMEYER, An. Gesta Franc., p. 418.

[177]  Hist. occ., I, p. xxxv. راجع حول حوادث 1137: GUILL. DE TYR, XIV, 25; “in finibus Tripolitanis supra civitatem Raphaniam, in monte situm praesidium, cui nomen Monsferrandus”. حول بارين التي تلفظ أيضاً بعرين، راجع: LE STRANGE, Palestine, p. 420; M. HARTMANN, ZDPV, XXIII, p. 26; R. DUSSAUD, Revue archéol., 1897,I, p. 317; H. LAMMENS, Musée Belge, IV, p. 289 et suiv.; R. HARTMANN, ZDMG, 1916, p. 35. نصوص يونانية في: CLERMONT-GANNEAU, Rec. arch. Or., I, p. 23. وفي Hist. or., IV, p. 461، يجب أن نقرأ بعرين Bârîn بدل بريزين Bârizîn غير المعروفة.

[178]  MAQRIZI, trad. BLOCHET, ROL, X, p. 304; cf. p. 252 et 265; cf. RÖHRICHT, Kön. Jer., p. 830, n. 3. يخبرنا أبو الفدا (مرجع سابق)، وفيما بعد HADJI KHALIFA, trad. BLOCHET, ROL, X, p. 252، أنه في زمنهما هدمت قلعة بعرين التي بناها الفرنجة.

[179]  REY, Col. Fr., p. 368; RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 259. يمكننا التفكير، إذا ما اتجهنا قليلاً إلى الشمال، بموقع مرداش Maradesh الواقع علىالمنحدر الشرقي لجبال النصيرية.

[180]  يقترح روهريخت، RÖHRICHT, Kön. Jer., p. 830، السماقية es-Semakiyat غربي الشيخ محمد. ولكنه بالأحرى الموقع المحدد باسم خربة السماقية Khirbet el-Bismakiyé على خريطة هيئة الأركان (1920)، غرب المشتى، والذي هو موضع الجدل أعلاه.

[181]  YAQOUT, Modjam, II, p. 100; LE STRANGE, p. 77.

[182]  CIA, IIe partie, Syrie, 1re sect. (SOBERNHEIM), p. 35.

[183]  Zoubda, éd. RAVAISSE, p. 48.

[184]  CIA, ibid., p. 3.

[185]  BLOCHET, ROL, X, p. 266, n. 3.

[186]  YAQOUT, III, p. 556; LE STRANGE, p. 546 ; Hist. Or., I, p. 212.

[187]  Cart. Gén., I, p. 397 et p. 406-407.

[188]  REY, Col. Fr., p. 375. اعتراضات روهريخت: RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 258. تذكر خريطة هيئة الأركان (1920) تل توباف Tell Toubav، وهذا على الأرجح خطأ في طباعة الأسم. أما كيبرت Kiepert فيذكر توباد Toubad.

[189]  Édition DE GOEJE, p. 76 et trad. P. 55.

[190]  H. GELZER, Georgii Cyprii description orbis romani, p. XII. راجع حول المحاولات العربية لتنظيم أقاليم سورية بعد الفتح: H. LAMMENS, Le Califat de Yazid, I, p. 441 et suiv. (Mél. Faculté Orient., VI, p. 436 et suiv.)

[191]  يقول ابن الفقيه الحمداني كسيره Kasira (IBN AL-FAQIH AL-HAMADHANI, éd. De GOEJE, p. 111). أما هارتمان فيشير في السلنامه Salnamé إلى قرية قصيرية Qasiriyé دون أن يتمكن من تحديد موقعها: MARTIN HARTMANN, ZDPV, XXIII, p. 10. لقد تعرفنا على كصريا غربي مريمين، استناداً إلى خريطة هيئة الأركان (1920)، ولكننا لا نجرؤ على تأكيد هذا التعيين.

[192]  يذكر الحمداني (المرجع السابق) باب حبنا porte Habna.

[193]  وردت الصيغة الثانية في الحمداني، المرجع السابق.

[194]  ثمة صيغ أخرى في الحمداني (المرجع السابق)، وفي هارتمان Hartmann (مرجع سابق، ص 164)، ثمة اقتراح بجعلها بعرين.

[195]  HARTMANN, ZDPV, XXIII, p. 6, no 44.

[196]  يقرأها هارتمان (المرجع السابق، ص 164) قيراطا Qirata.

[197]  YAQOUT, III, p. 105; LE STRANGE, Palestine, p. 528. يقول هارتمان (المرجع السابق، ص 163)، وهو على خطأ، أن أحداً غير خرداذبه لم يذكر السقي.

[198]  نخص منهم فون كريمر، VON KREMER, Mittelsyrien und Damascus, 1853, p. 227، الذي يذكر، في مقاطعة الحوليه، بعرين وتلف Talaf (بدقة أكبر تاليف Tallif) وتل ضو Tell Dau، والقريتان الأخيرتان على طريق حماة طرابلس. ولعله أن المحتمل أن تكون مقاطعة المشتى غربي بعرين تعود باسمها الحالي "الحلو" (اللذيذ) إلى نوع من نباة الحولة طيب الرائحة، او تورية في لفظ الحولة (البلد المنخفض).

[199]  YAQOUT, II, p. 366. لا يقدم لي سترانج، LE STRANGE, p. 455، النص بالدقة المطلوبة. ومن هنا نعتقد أنه لا يمكن الأخذ بطرح هارتمن (المرجع السابق، ص 164) الذي يربط الأمر بمنطقة فوركلوس Fourqlous أو بيت بروكليس Bet Proclis.

[200]  APPIEN, de Bell. Syr., LVII.

[201]  DIMASHQI, p. 202; LE STRANGE, p 356; IBN ESH-SHINA, p. 270.

[202]  راجع لاحقاً.

[203]  SCHÜRER, Gesch., I, p. 557 n. 2. يقول ابن بطوطة، IBN BATOUTA, I, p. 141 (LE STRANGE, p. 375)، أن سكانها من سلالة عربية ممتازة.

[204]  W. WROTH, Brit. Mus. Cat., Syria, p. LXIV. ينسب ديودونيه، DIEUDONNÉ, Emèse, Rev. Num., 1906, p. 132، إلى حمص عملات تنسب عادة إلى هيليوبوليس؛ راجع أيضاً: L’aigle d’Antioche et les ateliers de Tyr et d’Emèse, Rev. Num., 1909, p. 458

[205]  BENZINGER, dans PAULY-WISSOWA, Realenc. S. Emesa; HONIGMANN, no 205; LENORMANT, dans Dict. Des. Ant. De SAGLIO, s. Elagabalus ; Wadd., nos 2576-2570 ; JULLIEN, Sinaï et Syrie, p. 186 et suiv. ;SACHAU, Reise in Syrien, p. 62 et suiv. ; R. DUSSAUD, Rev. Arch., 1897, I, p. 351 ; VAN BERCHEM, Voyage, I, P. 164 et suiv.; VON DOMASZEWSKI, Die politisce Bedeutung der Religion von Emesa, dans Archiv für Religionswissench., 1908, p. 223.

[206]  راجع حول المرحلة المسيحية: LECLERQ, Dict. D’archéol. Chrét. Et de liturgie, s. Emésène؛ وحول المرحلة الإسلامية: SOBERNHEIM, Encycl. De l’Islam, s. Hims et LE STRANGE, p. 353-357.

[207]  HAGENMEYER, An. Gesta Franc., p. 422 note 43

[208]  يقول غليوم الصوري، GUILL. DE  TYR, VII, 14; XXI, 6: “Emissa quae vulgo Camela dicitur”. تعني عبارة vulgo أن كلمة Camela مأخوذة من اللفظة العربية حمص. إن ترجمة الحرف الحلقي ح بالحرف اللاتيني c شائع جداً، مثلاً كلب (Calep) تصبح حلب (Haleb). إن إضافة حرف (l ل) إلى اللفظ المحلي غرضه إيجاد لفظة وكأنها خاصة بالمنطقة. وحول إضافة الحرف (l ل) راجع أدناه كفرسقل Cafarsquel، كفرسكل Cafaracel، مقابل كفرعقا Kafr ‘Aqa. وربما لم يكن هذا الحرف (l ل) يُلفظ في البداية، أو كان لفظه مخففاً جداً، وهذا ما يفسر وجوده في كلمة أميرال amiral، ترجمة لكلمة أمير amir.

[209]  من الخطأ، على ما نظن، اعتبار قادش هذه هي نفسها الواردة في سفر صموئيل الثاني، 24، 6؛ يصحح (J. HALEVY, Mélanges de crit. Et d’hist., p. 31-32; MASPERO, Hist. anc., II, p. 731, note 2)) استناداً إلى (LXX). إن المسار المتبع الذي ينطلق من الجنوب، من قادش إلى دان Dan، يثبت أن قادش المقصودة هي قادش نفتالي Nephtali، وليست قادش التي تعنينا هنا.

[210]  WEBER, dans KNUDZTON, Die El-Amarna Tafeln, p. 1118 et suiv.

[211]  ثمة سرد بكل الملابسات، والمراجع في: MASPERO, Hist. anc., II, p. 320 et suiv.

[212]  يقدم بريستد، BREASTED, The Battle of Kadesh، دراسة مفصلة للغاية اختصرها بعناية (A. MORET, Des Clans aux Empires, p. 362)، ونجدها موجزة من قبل بريستد نفسه في: Cambridge Ancient History, II, 1924, P. 142. لعل الصعوبات التي تعترضنا في شرح هذه المعركة يتم تجاوزها في الإصدار الناقد للنصوص المصرية المتعلق بهذه الموقعة الشهيرة، والذي يعده كيونتز M. KUENTZ.

[213]  راجع سابقاً ص 93

[214]  QUATREMÈRE, Hist. des sultans mamlouks, II, 2, p. 92 (note) ; R. HARTMANN, ZDMG, 1916, p. 495-496. سلك الأمير قراجا نفس الخط خلال عودته من حملة على طرابلس متوجهاً إلى دمشق، حيث توفي في قدس التابعة لحمص، في 21 تشرين الثاني 1207. تم استقاء هذه المعلومات من النقوش المحفورة على قبر هذا الأمير في دمشق، راجع: SAUVAIRE, Descript. De Damas, II, p. 157. وهذه الطريق قديمة كما تشهد على ذلك نصب علامات المسافات؛ راجع: R. CAGNAT, C. R. Acad., 1922, p. 31

[215]  استناداً إلى هارتمان (المرجع السابق) هناك قبل عرقة جسر، وهو الجسر الواقع على نهر البارد، والمسمى جسر أرطوسية في رحلة قايتباي.

[216]  هي قرية الشعرة Sha‘ra، التي عينها هارتمان، والواقعة شمالي جسر النهر الكبير؛ راجع: VAN BERCHEM, Voyage, I, p. 41 et II, p. 9.

[217]  يبقى هذا الاسم مرتبطاً بجسر قمار، وهو ربما تحوير حديث له. ولقد فات فان برشم (VAN BERCHEM, Voyage, I, p. 46) تحديد موقعه على خريطته. وهو جسر القمر el-Qamar على خريطة لبنان لعام 1860.

[218]  YAQOUT, IV, p. 39؛ راجع: ياقوت YAQIUT, I, p. 516، وأبي الفدا ABOULFEDA, p. 40؛ LE STRANGE, Palest., pp. 69-70؛ BLOCHET, ROL, IX, p. 37. وفي الحقيقة فإن قدس هي على مسافة من البحيرة. إن عماد الدين، أبي شامة (‘IMAD ed-din, dans Abou Shama, Hist. or., IV, p. 351)، على صواب بتعيين هذه المحلة على ضفاف العاصي، ولا مجال هنا للتصحيح.

[219]  La Syrie, p. 20, note 4.

[220]  Cart. Gén., I, p. 117; REY, Col. Fr., p. 371 (voir errata); RÖHRICHT, ZDPV, X, p. 259 . يروي المفضل (MOUFAZZAL, trad. BLOCHET, Patrol. Orient., XIV, p. 376 et suiv.) أن بيبرس استولى سنة 671 هجرية على عشرة مراكب للصيادين في بحيرة قدس، ونقلها إلى الفرات حيث لعبت دوراً في الهجوم على البيرة Birah.

[221]  ما عساه يكون النبي مند؟ نقل الرحالة أن النبي مند هو بنيامين. وهذا غير منطقي. ألا يمكن أن يكون مند هو منده الذي نجده في كفرمنده، راجع: YAQOUT, IV, p. 291; LE STRANGE, p. 470.

[222]  THOMSON, Bibl. Sacra, V, p. 689 et suiv.; cf. RITTER, Erdkunde, XVII, p. 1001 et suiv.

[223]  W. WROTH, Brit. Mus. Cat., Syria, p. LXXVIII.

[224]  CONDER, Kadesh of the Hittites, Athenaeum, 21 mai 1881 et Special papers, 1881, p. 135-154; Cades on Orontes, Palest. Expl. Fund, Quart. Statem., 1883, p. 100-102.

[225]  TOMKINS, Kadesh on Orontes, Palest. Expl. Fund. QUART. Statem., 1882, p. 47-50.

[226]  J. E. GAUTIER, Comptes rendus, Acad. des Inscript., 1895, p. 464. أثبتت هذه الحفريات أن الجزيرة كانت مأهولة، لا سيما، في العصر البرونزي.

[227]  نشرت فقط حملة التنقيب الأولى سنة 1921 في Syria, 1922, p. 89؛ أما بالنسبة للحملة الثانية فإنها لن تتأخر عن الصدور.

[228]  إن التحديد الذي سنورده لا حقاً سبق لنا أن اقترحناه في: Monuments et Mémoires, Piot, t. XXV, p. 133 et suiv.

[229]  WEBER, op. cit., p. 1107 et suiv.

[230]  لقد سجلنا اللفظ المحلي للاسم في: Revue archéol., 1897, I, p. 353؛ غالباً ما تكتب Qattiné، VAN BERCHEM, Voyage, I, p. 47 et cartes de Kiepert؛ ولكن هارتمان يكتبها Qatine، HARTMANN, ZDPV, XXIII, p. 8.

[231]  Cité par YAQOUT, I, p. 876 ; LE STRANGE, p. 546. هذا التعيين وضعه نولدكه NOELDEKE, Zeitschrift für Assyr., 1876, p. 10 et suiv.، وقبله ماسبيرو في: MASPERO, Hist. anc., II, p. 190

[232]  WEBER, op. cit., p. 1123 et suiv.

[233]  H. WINCKLER, Mitt. Vorderasiat. Gesellschaft, 1896, p. 207.

[234]  VAN BERCHEM, Voyage, I, p. 166 et suiv.; M. HARTANN, ZDPV, XXIII, p. 122 ; RONZEVALLE, Notes, p. 241 (importante monographie)؛ خلال أبحاثه في المشرفة التي ستنشر قريباً حدد دومسنيل دو بويسون M. du Mesnil du Buisson موقع تل دنيبه Tell Denibé، على مسافة أقرب إلى طريق حمص سلمية مما تعينها خريطة هيئة الأركان.

[235]  المقصود تحديداً هو رأس حدد طرازه كليرمون غانو: CLERMONT GANNEAU, Recueil. D’arch. Or., II, p. 26; cf. RONZEVALLE, L. C.

[236]  WEBER, op. cit., p. 1117. برز اسم المدينة في البداية كينانات Kinanat.

[237]  YAQOUT, I, p. 881; LE STRANGE, p. 544.

[238]  تم تعيين موضعها استناداً إلى خريطة هيئة الأركان (1920)، وكتابة اسمها استناداً إلى سالنامة، راجع: HARTMANN, ZDPV, XXIII, P. 10

[239]  KNUDTZON, op. cit., n 53, I. 41-43.

[240]  Journal of Egyptian Archaeology, 1925, p. 23 et suiv.; cf. Syria, 1925, p. 200.

[241]  راجع سابقاً ص 103

[242]  APPIEN, de rebus syr., LVII.

[243]  STRABON, XVI, 2, 11.

[244]  Ibid., et XVI, 2, I, 10; cf. PAULY-WISSOWA, s. Samsigramos. Pour Aréthuse, voir benzinger, dans PAULY-WISSOWA, s. v., n 10 ; HONIGMANN, N 65 ; LE STRANGE, p. 519-520 ; DIMASHQI, trad. Mehren, p. 107 ; KEMAL EDDIN, BLOCHET, ROL, III, p. 563.

[245]  HONIGMANN, n. 72.

[246]  Ibid., n. 111.

[247]  Ibid., n. 112. يمكن تقريبها من دير معلا بين حمص وحماة.

[248]  YAQOUT, I,  p. 57; LE STRANGE, p. 381

[249]  YAQOUT, IV, p. 287; LE STRANGE, p. 473. لا يمكن التفكير باعتبار الموقع هو تخسيس Takhsis، جنوبي حماة، HARTMANN, ZDPV, XXIII, p. 124-125.

[250]  YAQOUT, I,  p. 700; LE STRANGE, p. 415

[251]  YAQOUT, III,  p. 769; LE STRANGE, p. 441. ربما هي غانية على العاصي، غربي تل بيسي.

[252]  YAQOUT, II,  p. 365; LE STRANGE, p. 451

[253]  YAQOUT, II,  p. 233; LE STRANGE, p. 448. لا يمكن الاعتماد على (HARTMANN, ZDPV, XXIII, p. 22) وهو يشتق حرب نفسا من حربنوش. تقع الأولى التي أضرت بها سكة الحديد جنوبي غربي حماة.

[254]  HARTMANN, ZDPV, XXIII, p. 18.

[255]  هي بالقرب من بحيرة حمص، ذكرها مع البقيعة: LE STRANGE, p. 352; DIMASHQI, p. 208

[256]  YAQOUT, III,  p. 656; LE STRANGE, p. 458

[257]  YAQOUT, IV,  p. 292; LE STRANGE, p. 471

[258]  IBN DJOUBEIR, p. 260; LE STR., p. 505

[259]  MOQADDASI, p. 190; LE STR., p. 535

[260]  CIA, IIE  partie, SOBERNHEIM, Syrie, 1re sect., p. 28-30.

[261]  YAQOUT, I,  p. 844; LE STRANGE, p. 517.

[262]  Revue archéol., 1898, II, p. 113 et suiv.. يذكر الدمشقي (مرجع سابق، ص 100) الجوسية فوق كرك نوح. عثر هونيغمان على اسم آخر للجوسية (HONIGMANN, n 186) موريكوبوليس Maurikoupolis أو ماركوبوليس Markoupolis. راجع: HONIGMANN, n. 356.

[263]  يجب إضافة النص السرياني الوارد في (Voyage au Safa, p. 28, n. 1 et p. 215) على نص ياقوت ونص أسامة المذكور في (Rev. arch., 1898, II, p. 114-115). راجع أيضاً: HONIGMANN, n. 88

[264]  MARTIN HARTMANN, ZDPV, 1900,p. 117-119.

[265]  STRABON, XVI, 2, 19.

[266]  Revue archéol., l. cit.

[267]  STRABON, XVI, 2, 19.

[268]  مذكور في: QUATREMÈRE, Hist. sultans mamlouks, I, 2, p. 264.

[269]  YAQOUT, I,  p. 233, et III, p. 588; LE STRANGE, p. 59

[270]  مذكور في: A. FISCHER, ZDMG, 1906, p. 246, n. 1.

[271]  راجع حول هذه الأعياد: CLERMONT-GANNEAU, Recueil d’archéol. Orient., IV, p. 339 et suiv.; DREXLER, dans ROSCHIER, Lexikon, s. v.; Fr. CUMONT, Les religions orientales, 2e édition, p. 163. إن بحث ولهوزن (WELLHAUSEN, ZDMG, 1906, p. 245) القاضي باشتقاق اسم سهل ماسياس، من هنا، غير جدير بالاهتمام.

[272]  لقد أوضحنا هذه الدلالات، تحت عنوان سد بحيرة حمص و"الحائط المصري" لسترابون: Monuments et mémoires Piot, t. XXV, p. 133. قام بروسيه بوضع وصف تفصيلي لهذه البحيرة في: L. BROSSÉ, La digue du lac de Homs, dans Syria, 1923, p. 234.

[273]  NEUBAUER, Géog. Du Talmud, p. 24 et 29; HONIGMANN, no 161.

[274]  LE STRANGE, Palest., p. 170.

[275]  GAUTIER, Comptes rendus Acad., 1895, p. 446.

[276]  PERDRIZET et FOSSEY, Bulletin de corresp. Hellénique, 1897, p. 67 ; H. LAMMENS, Musée Belge, 1902, p. 32 ; P. THOMSON, Die röm, Meillensteine, p. 21 ; R. CAGNAT, Comptes rendus Acad. des  Inscr., 1922, p. 31 ; cf. Syria, 1922, p. 169. حول الكتابة الصحيحة لآسم أرجون Ardjoun، وليس عرجون ‘Ardjoun، راجع: M. HARTMANN, ZDPV, XXIII, p. 9.

[277]  راجع حول هذه الطريق: Revue archéol., 1908, I, p. 120.

[278]  VAN KASTEREN, Liftaja, ZDPV, XVI, p. 171 et suiv.; cf. Revue archéol., 1907, I, p. 355 et suiv.

[279] المرجع: E.-G. Rey, Les Colonies franques de Syrie aux XII et XIII siècles, Paris, 1883..

[280] تاريخ فرنسا (المترجم).

[281] فضلنا ترجمة عبارة Assises de Jérusalem بعبارة "دستور القدس"، (المترجم).

[282] ما كادت الإمارات اللاتينية تنشأ حتى صار البعض من الأتابك والأمراء يطلبون العون من الفاتحين الجدد، والمقطع الآتي المأخوذ من "تاريخ حلب" لكمال الدين، والمتعلق بموت ألب أرسلان، يبين كيف كان وضع الفرنجة منذ العام 1114 في سورية: " ضبط النص من الأصل العربي"

هكذا كنا نجد دوماً أمراء أنطاكية وكونت الرها Edesse متحالفين مع الأمراء المسلمين. وفي العام 1115 كان روجيه أنطاكية حليفاً مع الغازي بن أرتق. ثم بين العام 1116 والعام 1119 استدعى سكان حلب مراراً الفرنجة لنجدة مدينتهم المهددة بالمنافسة بين الأمراء المسلمين الذين يتنازعون من أجل الاستيلاء عليها.

[283] المقصود المشرق العربي، (المترجم).

[284] راجع: Essai sur la domination française en Syrie au temps des croisades, p. 17.

[285] راجع: Cod. Dipl. T. I, p. 286; Ibid. No 45, p. 46; Assises de Jérusalem, t. I, p. 642; Assises d’Antioche.

[286] راجع: Familles d’outre-mer, de la page 649 à la page 662.

[287] راجع: Cod. Dipl., t. I, p. 181.

[288] Rey: Rech. Sur la domin. Lat. En Orient, p. 47.

[289] Tafel et Thomas, Font. Rer. Aust., t. XIII, p. 362.

[290] Dal Borgo. Dipl. Pisani, p. 85.

[291] Ideler. Handbuch der Chronologie, t. I, p. 463.

[292] Jacques de Vitry, Ap. Bongars, p. 1090.

[293] المرجع السابق، ص 1094.

[294] Ed. Laurent, Peregri Med. Avi. quat., p. 34.

[295] L. de J. d’Ibelin, Assises de Jérus. T. I, p. 416.

[296] Ass. De Jérus., ch. 59,60, 61, 62.

[297] Cart. Saint-Sépulcre, no 61, p. 123, no 81, p. 160.

[298] Cabinet historique, année 1879, p. 179.

[299] G. de Tyr, I, ch. 8..

[300] Hist. arabes des Croisades, t. I, p. 212.

[301] Assemani, Bib. Orient., t. I, p. 522.

[302] Lequien, Orient. Christ., t. III, p. 99.

[303] F. Naironus, De Origine Maronitarum, p. 116.

[304] Cart. St-Sépul., no 97, p. 191.

[305] المرجع السابق.

[306] Cod. Dipl., t. I, no 7, p. 286.

[307] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[308] Architecture militaire des croisés., p. 69; Familles d’Outre Mer, p. 809.

[309] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[310] Ibid., t. I, no 51, p. 51-52.

[311] Cart. St-Sépulcre, no 97, p. 191.

[312] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[313] G. de Tyr, I, XIII, ch. (?).

[314] Architecture militaire des Crois., p. 69.

[315] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[316] Mas. Lat. Hist. de Chypre, t. III, p. 665.

[317] Cart. St-Sépulcre, p. 191.

[318] المرجع السابق، ص 25.

[319] Cod. Dipl. T. I, no 46, p. 66.

[320] المرجع السابق.

[321] Familles d’Outre-Mer, p. 332-542; Cont. de G. de Tyr, éd. De l’Inst., p. 339.

[322] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[323] المرجع السابق.

[324] المرجع السابق.

[325] Ibid., t. I, no 179, p. 220.

[326] Cod. Dipl., t. I, no 33, p. 35, et no 194, p. 238.

[327] Architecture militaire des Crois., p. 85.

[328] Cart. St-Sépul., no 97, p. 191.

[329] Cod. Dipl., t. I, no 18, p. 19.

[330] Familles d’Outre-Mer, p. 257.

[331] Cart. St-Sépul., no 97, p. 191.

[332] Cod. Dipl., t. I, no 87, p. 93.

[333] Oriens. Christ., t. III, p. 45.

[334] Brocard, Ap. Laurent, p. 28.

[335] Cod. Dipl., t. I, p. 66-68.

[336] Cart. St-Sépul., no 97, p. 191.

[337] Cod. Dipl., t. I, p. 270.

[338] G. de Tyr, I, XXI; Cod. Dipl., t. I, no 7, p. 286.

[339] G. de Tyr, I, XXI; Cod. Dipl., t. I, no 7, p. 11.

[340] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[341] المرجع السابق.

[342] Marin. Sanut. Secret. Fid. Crucis ap. Bongars, p. 228.

[343] Cod. Dipl., t. I, no 179, p. 221.

[344] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[345] المرجع السابق.

[346] Cod. Dipl., t. I, p. 23; Architecture militaire des Croisades, p. 39 et suiv.

[347] Wilb. D’Oldenbourg, p. 169, Ed. Laurent.

[348] Cart. St-Sépulcre, no 97, p. 191-192.

[349] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[350] Mas. Lat. Hist. de Chypre, t. III, p. 238.

[351] Cod. Dipl., t. I, no 7, p. 286.

[352] Cod. Dipl., t. I, p. 24.

[353] Cod. Dip., t. I, no 194, p. 239.

[354] Familles d’Outre-Mer, p. 316; Architecture militaire des Crois., p. 219.

[355] Hist. arabes des Crois., t. I, p. 151.

[356] Cart. St-Sépulcre, no 97, p. 191-192.

[357] Cod. Dipl., t. I, no 51, p. 51-52.

[358] Cod. Dip., t. I, no 194, p. 239.

[359] Cod. Dip., t. I, p. 12-88-132.

[360]  Architecture militaire des Crois., p. 39.

[361] G. de Tyr, I, XXI, ch. 11.

[362] Fam. D’Outre-Mer. P. 384.

[363] Cod. Dipl., t. I, no 7, p. 286.

[364] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[365] Cart. St-Sépulcre, no 97, p. 191-192.

[366] Cod. Dipl., t. I, no 70, p. 70.

[367] Cod. Dipl., t. I, no 74, p. 76.

[368] Cod. Dipl., t. I, no 179, p. 220.

[369] Wilb. D’Oldenbourg. Ed. Laurent, p. 169.

[370] Cod. Dipl., t. I, no 11, p. 11.

[371] G. de Tyr, I, XIV, ch. 6.

[372] G. de Tyr, I, XII, ch. 11.

[373] Cod. Dipl., t. I, no 74, p. 76.

[374] J. de Vitry, 1. I, ch. 44; Familles d’Outre-Mer, p. 413.

[375] Cod. Dipl., t. I, no 33, p. 35.

[376] Cont. de G. de Tyr, p. 101.

[377] Ibn Khaldoub, Ed. Tornberg, p. 134; Aboulfaradj, Chron. Syr., p. 355.

[378] Cod. Dipl., t. I, no 23, p. 23.

[379] Ibid., t. I, no 121, p. 138.

[380] المرجع السابق.

[381] المرجع السابق.

[382] Cod. Dipl., t. I, no 38, p. 39 et no 179, p. 220.

[383] Cart. De St-Sépulcre, no 97, p. 191-192

[384] Cod. Dipl., t. I, p. 286.

[385] Ibid., t. I, no 179, p. 221.

[386] Cod. Dipl., t. I, no 9, p. 11.

[387] Strambaldi, Chron. Manus., folio 71.

[388] Burch. De Mont-Sion, Ap. Laurent, p. 28.

[389] Wilb. d’Oldenbourg. Ap. Larent, p. 168.

[390] Cod. Dipl., t. I, p. 11.

[391] المرجع السابق، ص 270.

[392] Burch. De Mont-Sion, Ap. Laurent, p. 28.

[393] Pertz Script Rev. Germ., t. XIX, P. 159.

[394] Mas. Lat. Hist. de Chypre, t. III, p. 663.

[395] Marin. Sanut. Secret. fid. Crucis, ap. Bongars, p. 130.

[396] Muratori, t. VI, col. 595.

[397] Ibid., t. I, no 70, p. 92; Hist. arabes des Croisades, t. I, p. 212.

[398] المرجع: G. Rey, Étude sur les monuments de l’architecture militaire des croisés en Syrie et dans l’ile de Chypre, Paris, 1871.

[399] E. G. REY; Les Périples des Côtes de Syrie et de la petite Arménie, Archives de l’Orient latin, tome II, 1884, pp. 327- 353.

 

[400] المرجع: Mémoires publiés par les members de l’Institut Français d’Archéologie Orientale du Caire, sous la direction de M. É. Chassinat, Tome 25, Max van Berchem, Matériaux pour Un Corpus Inscriptionum Arabicarum, 2ème partie, Syrie du nord, par Moritz Sobernheim, 1er fascicule, le Caire, 1909.

[401] ستظهر في المؤلف الذي سيتناول التنقيب في بعلبك الذي قامت به بعثة ألمانية بين عامي 1900 و1904.

[402] راجع: C.I.A.E., p. 15, 16.

[403] وحدها الألف همزة والهاء في نهاية المؤنث، لم أعتمدها في الكتابة الصوتية.

[404] بالنسبة لنقوش عكار وحصن الأكراد وطرابلس أخذت الأرشم بنفسي، باستثناء النقش رقم 1 الذي أدين به إلى السيد دوسو؛ أما الصور فقد التقطها بمعظمها مرافقي الذي لا يكل السيد ماغنوس Magnus من جامعة برلين، وبعضها التقطته بنفسي. هذا فضلاً عما زودني به السيد فان برشم من صور ، كما سنرى في اللوحات. وإخيرا فإن مخطط الجوامع فقد أعدها السيد ماغنوس، ليعود فيرسمها لاحقاً المهندس هيرزفيلد Herzfeld؛ وأغتنم هذه الفرصة لأعبر لهما عن شكري العميق.

أما مخطط طرابلس فقد أخذته عن الرسم الموجود في "دليل بيديكر" guide de Bædeker (Palestine et Syrie). وهو مجرد مخطط سطحي. ولقد وضعنا عليه بعض الأبواب والجوامع والمدارس، دون أن نكون على قدرة بإعطائها موقعها الصحيح.

[405] وضعنا التاريخ الهجري أولاً ويليه التاريخ المسيحي.

[406] راجع العرض الكامل الذي وضعه فان برشم في: (J. A., 1902, t. XIX, p. 385-456.)، واستعان فيه بالمصادر التي لم تكن منشورة، والمذكورة أدناه.

[407] راجع: Ms. Leide 2; ms. ar., Paris, 1578 et 1579. ولقد استعان به رينو Reinaud ومؤخراً فان برشم في أعمالهما. يُعد أحمد زكي بك طبعة له.

[408] ترجمة ابن الفرات لصاحبها جوردن Jourdain، مخطوطة في باريس ms. Ar. 1596؛ نص في فيينا ms. 814. قيمة هذا المؤلف مبالغ فيها بتقديري، فهو عمل غير أصيل.

[409] وهو بعنوان "درة الأسلاك في دولة الأتراك"، نشر مقتطف منه في: Orientalia, II, Amsterdam, 1846, p. 197-595

[410] "المنهل الصافي"، مخطوطة في باريس ms.ar., Paris, 2068-2073، وفي فيينا 1174، القاهرة 1113.

[411] "أعيان العصر وأعوان النصر"، مخطوطة في برلين: ms. ar., 9864.

[412] "كتاب برق الشام في محاسن إقليم الشام"؛ راجع: (Brockelmann, Geschichte der arabischen Litteratur, I, p. 482)، ومقالي في المجلد المهدى إلى أماري Amari، وهو قيد الطبع في باليرم Palerme. راجع حول وفاته عام 684 (1185): S. M., II, a, p. 83 et I. H., p. 274.

[413] راجع: I. Sh., fo 88 a: "إلى الوقت الذي وضعنا فيه كتابنا هذا وهو سنة أربع وسبعين وستمائة".

[414] راجع: Ritter, Erdkunde, t. XIII, p. 814-817.. راجع في "منتخبات التواريخ..." الترجمة العربية لهذا المسار (المترجم).

[415] راجع: Dussaud, Voyage en Syrie, 1896, triage à part de la Revue archéologique, 1897, p. 1-4.؛ وضع دوسو وصفاً لآثار القلعة. راجع الترجمة العربية في "منتخبات التواريخ..." (المترجم).

[416] مسار تومسون؛ يسمي دوسو هذه القرية Aye.

[417] مسار دوسو.

[418] أجهل موقع هذا الحصن.

[419] R. H., I, p. 341.

[420] R. R., I, no 477. من المستحيل أن يكون يكون الملك سلم الحصن إلى فرسان الاسبتالية عام 1169، لأن الاستيلاء عليه من قبل الفرنجة في كانون الثاني 1170؛ راجع نقد دولافيل لورو M. J. Delaville Le Roulx في: Revue historique, Paris, t. XIII, p. 184.

[421] راجع: G. J., p. 697.

[422] إن رواية النويري القائلة بأن ملك فرنسا سان لويس saint Louis زار عكار وساعد أمير طرابلس في تحصينه، لم يثبتها جوانفيل Joinville، لأن الملك ساعد في تحصين مدينة عكا، لا عكار.

[423] راجع حول التواريخ مقتطف ابن شداد.

[424] هل هي بلدة القبيات؟ أم ثمة قرية أخرى باسم كُبيا. منهج سوبرنهايم بكتابة الأسماء العربية باللغة الفرنسية يفترض به لو أن الموضع هو القبيات أن يعتمد الحرف q لا الحرف k. يبدو أن الكاتب تصور خط سير بيبرس: من حصن الأكرد إلى السهل إلى كُبيا إلى قرية عكار، فجاء المسار بشكل مبهم. ويُفهم من النص أن بيبرس وصل بقواته إلى ممر أعلى (870م) من القلعة ومن قرية عكار (790)، ما يعني أنه هاجم القلعة وحاصرها من الأعلى. فأين هو هذا الممر الذي تؤدي إليه طريق صاعدة تمر في قرية كُبيا؟ (المترجم).

[425] من الغريب أن ابن شداد لا يذكر هذه الحادثة.

[426] ليست طرقات اليوم أفضل مما كانت عليه حينذاك. فأثناء زيارتي إلى عكار أدت أمطار الربيع إلى تخريبها لدرجة أضطرتني على الانتظار يوماً إضافياً لحين توقف هطول المطر.

[427] هي تكية، لا قصر للعدل كما ظن تومسون. يشير النقش إلى تاريخ 724.

[428] حافظنا على لغة النص كما جاءت في الأصل الفرنسي، ولم نعدل لا في الحركات ولا في غير ذلك؛ ونشير إلى أن حرف الياء في نهاية الكلمة جاء كأنه حرف الألف المقصورة، وقلما وضعت الهمزة على حرف الألف، كما هي الحال في ظني ولأني ...، (المترجم).

[429] بيبرس، بعد الاستيلاء على حصن الأكراد.

[430] تاريخ 13 رمضان غير صحيح، كما نرى لاحقاً. 13 رمضان 669 كان يوم سبت؛ لعل في ذلك خطأ من الناسخ لكلمة سادس، لأن 16 رمضان الموافق ليوم ثلاثاء يتفق تقريباً مع النويري الذي يقدم تاريخ 17 الأربعاء.

[431] تقدم المؤلف بهذه الملاحظة عن سفاهة الفرنجة الذين يشتمون المسلمين ليبرر هجوم بيبرس.

[432] راجع أعلاه موجز تاريخ عكار والمقدمة.

[433] هذا التاريخ غير صحيح أيضاً؛ فلا تاريخ 19 ولا 29 يقعان يوم الخميس بل الخميس 11 يلائم تماماً. ولعل بهاء الدين وصل إلى عكار في 18 بحيث أنه قام بالسفر من دمشق إلى عكار في سبعة أيام.

[434] في نسخة ms قريب.

[435] في نسخة ms السعلاى، ما لا يعطي المعنى. ولذا أقرأ الشعبان "الوديان" النقيضة للكلمة الآتية الجبال. إن السيد ف. كرن هو الذي اقترح عليّ هذا التصحيح.

[436] لعمل النقابين.

[437] 22 كان يوم اثنين.

[438] أي السلطان.

[439] الثلاثاء 30 رمضان.

[440] عمل على أن يصطحبهم أحد أمرائه لحمايتهم.

[441] حامية (راجع Dozy)، وهنا يجب أن نقرأ أمرهم، أو نقرأ نائباً بدل "نواباً"، وهذا أفضل.

[442] راجع أعلاه موجز تاريخ عكار.

[443] نسخة Leide, ms. or., 2m ، ونسخة Paris, ms. ar., 1579, fo 84 a.

[444] ملك فرنسا (roi de France)، اي لويس التاسع؛ راجع الحاشية رقم 23، ص 5.

[445] أي كونت طرابلس الذي كان في نفس الآن كونت أنطاكية.

[446] استناداً إلى أبي المحاسن.

[447] تبعاً إلى: I. H., p. 301.

[448] راجع: Paris, ms. ar., 2096 ,fo 93 a.. حافظنا على لغة النص كما وردت في النص الفرنسي.

[449] Leçon du ms. de Vienne.

[450] تخلينا عن بيتين من الشعر يأتيان بعد هذا الكلام لقلة أهميتهما.

[451] اعتقد أنه يجب إضافة اسم بلبان لأنه كان حاكم حصن الأكراد منذ العام 679 (1280).

[452] عادة ما يكتب جمقدار.

[453] S. M., I a, p. 138, nte 17, traduction du Dîwân al-inshâ, Paris, mms. ar., anc. Fonds 1573, fo 122 a.

[454] راجع: أبو المحاسن، "النجوم الزاهرة"، نسخة (Paris, ms. ar., 1784, fo 285 b, en 745 (1344)): "وتوفى الامير علم الدين سنجر الشمقدار (كذا) المنصورى من مماليك المنصور قلاوون.

[455] راجع لاحقاً نص ابن قاضي شهبا.

[456] S.M., II b, p. 210.

[457] Khitat, II, p. 53.

[458] C.I.A.E., p. 732.

[459] أي أنه يكون على اليمين الحاكم في الجلسات. وهذا لقب شرف فحسب، يُمنح لأمراء الألف بدون وظيفة خاصة، للدلالة على رتبتهم في هرم الأمراء؛ راجع حالة مشابهة في المنهل، نسخة: Manhal, Paris, ms. ar., 20, fo 124 a

[460] I. I., I, p. 161.

[461] ابن قاضي شهبا، نسخة (Paris, ms. ar., 1598, fo 68 a)، في سياق حوادث عام 745 (1344-1345).

[462] جرى et بك، راجع: Houtsma, Ein türkisch-arabisches Glossar, Leide, 1894, p. 71.

[463] عُرف في العصور الوسطى باسم كراك (كراتوم) الفرسان Krak (Cratum) des chevaliers ، وهو اليوم باسم قلعة الحِصن، ويُلفظ الحُصن.

[464] "السهل الصغير"بعكس سهل بعلبك، "السهل الكبير" بين جبل لبنان وحرمون.

[465] راجع: van Berchem, J. A., t. XIX, 1902, p. 446 et suiv.

[466] يسميه كتاب الحوليات العرب صنجيل.

[467] نجد هذه المعلومة عند ابن الفرات وابن شداد وروهريخت (Roehricht, G. I., p. 84, no 35) ومرآة الزمان: ولكني لا أعتبر ذلك أكيداً لأننا لا نعلم شيئاً عن الحصن قبل العام 537 (1142).

[468] Rey, Étude sur les monuments de l’architecture militaire des croisés en Syrie, Paris, 1871, p. 46.

[469] G. I., p. 787, note 2.

[470] راجع: Rey, loc. cit., p. 65-67; G. I., p. 954, 955, notes 2 et 3; B. S., p. 64-69; J. A., 1902, p. 446 et suiv.; enfin Max von Oppenheim, Inschriften aus Syrien, Mesopotamien und Kleinasien, Arab. Inschriften bearbeitet von Max van Berchem, no 10 (sous presse).

[471] يتفق المقريزي (S. N., I b, p. 85) والنويري على تاريخ 9 رجب للوصول أمام الحصن؛ يبدو أنه قريب جداً من تاريخ 10 جمادي الثاني، تاريخ الانطلاق من القاهرة. من الغريب من جهة أخرى أن يكون بيبرس قد استولى على كل الضواحي في يوم واحد.

[472] هذا هو رأي راي أيضاً.

[473] حسب ابن شداد، الجزء الأول؛ أما النويري فيعزو السبب إلى تأخر نقل المجانيق ونصبها ما استلزم الكثير من الوقت.

[474] حسب ابن كثير، ذكره العيني في: R. H., II a, p. 238.

[475] يروي النويري أنه أطلق سراح كل من كان في باحة الحصن.

[476] من المحتمل جداً أن بيبرس، كما يروي النويري، زور رسالة باسم رئيس الاسبتالية وبعثها إلى الفرسان وهي تطلب منهم الاستسلام.

[477] وصل في 16 الشهر إلى عكار، بمسير يوم من الحصن.

[478] Leide, ms. or., 2 m., fo 255 b;, voir no 10 et B. S., p. 68, 69.

[479] ابن كثير في العيني، مرجع سابق، ص 230.

[480] Leide, ms. or., 1466, fo 103 a.

[481] المرجع السابق، fo 103 b

[482] السلطان بيبرس.

[483] في نص خطأ لأنه يرد فيه الحادى.

[484] 25 شعبان هذه السنة كان يوم أربعاء.

[485] Leide, ms. or., 2 m., fo 284 b; Paris, ms. ar., 1579, fo 83 a.

[486] الاسماعيلية..

[487] لم نترجم نقوش حصن الأكراد، ما اقتضى الذكر (المترجم).

[488] عرض لمقال "نيميسيس ومعبد مقام الرب"، لصاحبه هنري سيريغ. المرجع: Henri SEYRIG: “Némésis et le temple de Maqām er-Rabb”, Mélanges de l’Université Saint Joseph, t. XXXVII, Fasc. 15, 1961, pp. 260-270.

[489] D. Krencker et W. Zschietzschman, Röm. Tempel in Syrien, I, pp. 102 sq..

[490] R. Dussaud, Topogr. History. De la Syrie, p. 95; Guide bleu, Syrie et Liban, éd. De 1932, p. 67.. الموقع غير وارد على أي خريطة، باستثناء المخطط التقريبي الذي وضعه د. كرنكر (D. Krencker, op. cit., II, pl. 1). خريطة المنطقة بمقياس 50.000e لم تنشر أبداً. على الخريطة بمقياس 200.000e، أبسط طريقة هي في اعتماد نقطة استعلام بلدة تل كلخ الكبيرة، على سكة الحديد بين حمص وطرابلس. وإذا أنزلنا من تل كلخ خطاً عمودياً نحو الجنوب، يلتقي على مسافة 8كلم بلدة عيدمون، بالقرب منها يقع مقام الرب.

[491] راجع حول الأيطوريين في لبنان: Beer, Ituraea (Pauly-Wissowa); A.H.M. Jones,Cities of the Eastern Rom. Provinces, pp. 255 sq.; R. Dussaud, Pénétration des Arabes, pp. 176 sq.. حول علاقتهم مع قيصرية (عرقا)، راجع: Syria, XXXVI, 1959, p. 42, note 5.

[492] Dusaud, Rev. archéol., 1897, I, p. 308..

[493] D.Krencker ect., op. cit., pp. 102-104; 279; 293 (description, architecture); 274 sq. (date presume)..

[494] Syria, XXVII, 1950, p. 245 (Antiq. Syr., IV,p. 139)..

[495] النقش باليونانية طبعاً نقلنا ترجمته الفرنسية فقط، وقمنا بتعريبها، (المترجم).

[496] ارتفاعها 1.10م، عرضها 0.67م، سماكتها 0.76م.

[497] يعود الفضل في ترميم إفريز (كورنيش) القاعدة بواسطة الكثير من الأجزاء إلى السيد هار. كالايان Har. Kalayan الذي يدير الأعمال في مقام الرب. على هذا الإفريز كان السطر الأول منقوشاً. إن (êta) في كلمة ((νόςμη) مدغمة مع (my)، ما يجب تصحيحه على ما يبدو بـ (pi)، لأن بقايا (epsilon) و(rhό) أكيدان. السطور الباقية منقوشة ضمن إطار على شكل ذنب السنونوة.

[498] Syria, XXVII, 1950, p. 245 (= Antiq. Syr., IV, p. 140).

[499] Voir par exemple D. Sourdel, Cultes du Hauran, pp. 69 sq..

[500] الوطيدة هي جزء منخفض مربع من قاعدة عمود (المنهل، ص 927)، المترجم.

[501] Syria, XIV, 1933, pp. 15 sq.; cf. D. Schlumberger, Palmyrène du N.-O., pp. 78 sq..

[502] Syria, XIII, 1932, pp. 51 sq. (= Antiq. Syr., I, pp. 12 sq.).هناك لائحة بنصب نيميسيس في سورية في: (H. Herter, Némésis (Pauly-Wissowa), p. 2359). أضف إلى ذلك: (Syria, XXVII, 1950, PP. 242 sq. ,=Antiq. Syr., IV, pp. 137). أيضاً: H. B. Walters, Catal. F Engraved Gems in the Brit. Mus., no 1266، الذي لا يمثل أبداً ارتيميس إيفيز Artémis d’Ephèse بل جوبيتر البعلبكي بصحبة سيرابيس Sérapis ونيميسيس.

[503] Syria, XIII, 1932, pp. 54 sq. (= Antiq. Syr., I, pp. 15 sq.).

[504] L. Robert, Hellenica, IX, pp. 56 sq.، مع تحليل مفصل.

[505] مذبح بتاريخ سنة 111 ب.م.؛ بالآرامية: L’DN’ TB’: J. Cantineau, Syria, XIV, 1933, p. 192, no 13.

[506] ربما يراودنا هنا أن نتذكر التشابه الكبير القائم بين نيميسيس وكايروس إله الفرصة، خصوصاً لجهة بعض مظاعر أيقوناتهما (راجع علاوة على المقلات المتعلقة بالمقردات، المجموعة الغنية من الوثائق التي جمعها أ. ب. كوك: A. B. Cook, Zeus, II, pp. 859-868, avec de nombreuses figures). ولكن كالوس كايروس ليس كايروس (L. Robert, op. cit., p. 57).

[507] G. F. Hill, Brit. Mus. Catal., Phœnicia, p. LXXI..

[508] راجع أساساً حول هذه الأحداث: A. Alföldi, Berytus, IV, 1937, pp. 41-68; V, 1938, pp. 47-92; et depuis la découverte de l’inscription de Sapor I: M. Rostovtzeff, ibid., VIII, 1943, pp. 17-60; W. Ensslin  Zu den Kriegen des Sassaniden Schapur I, dans Sitz. D. bayer. Akad., 1947, 5, pp. 18-85; A. Maricq (avec E. Honigmann), Recherches sur les Res gestae divi Saporis, dans Mémoires de l’Académie royale de Belgique, el. Lettres, XLVII, 4, 1953, pp. 131-149.

[509] حدد ماريك (المرجع السابق، ص 131) تاريخ الحملة الثانية لسابور الأول.

[510] تاريخ أسر فاليريان موضع جدل: A. Maricq, op.cit., p. 142, note 3. En faveur de l’an 259: G.Lpuszanski (la date de la capture de Valérien et la chronol. Des empereurs gaulois. Bruxelles, Inst. d’études polonaises, 1951, pp. 4-24). – Sur la capture d’Edesse: Maricq, pp. 144 sq.

[511] A. Maricq, op. cit., pp. 14, lignes 26 s.

[512] H.-G. Pflaum, Carrières procuratoriennes équestres, p. 932.

[513] A. Alfold, Berytus, V, 1938, p. 70 (novembre); W. Ensslin, Zu den Kriegen, pp. 75 sq. (été).

[514] Appian., Bell. Civ., II, 90. Voir plus loin, p. 270, post-scriptum.

[515] F. Chapouthier. Némésis et Niké, dans le Bull. de corresp. Hellén., XLVIII, 1924, pp. 287 sq.. ثمة درهم بحوزة إيميليان Emilien (H. Mattingly et E. A. Sydenham, Rom. Imp. Coinage, IV, 3, p. 197, no 25) مسكوك في العام 252، في البلقان بالطبع، عليه صورة نيميسيس وبرفقتها عبارة Victoria Aug..

[516] Références dans H. Herter, Némésis (Pauly-Wissowa), p. 2379. Cf. Syria, XIII, 1932, pp. 53 sq. (= Antiq. Syr., V, pp. 12 sq.).

[517] M. Rostovtzeff, Journ. of Egypt. Archael., pp. 24 sq.

[518] Syria, XXXI, 1954, pp. 91 sq. (= Antiq. Syr., V, pp. 110 sq.).

[519] Petr. Patric., éd. Boissevain, III, p. 744 = fragm. 167. Cf. Syria, XXXVI, 1959, p. 191, note 4.

[520] ارتفاعه 43سنتم، ظوله 1.20م، حروفه من 5 إلى 6سنتم.

[521] D. Krencker ect., op. cit., pp. 274 sq.

[522] S. Ronzevalle, CRAI, 1901, p. 479; CIL. III, 13608 (cf. p. 232874); excellente  reproduction dans D. Krencker, op. cit., p. 120, fig. 164. Cf. Cumont, Hdaranes (PAULY-WISSOWA, 1912).

[523] S. Ronzevalle, loc. Cit; CIL. III, 14384

[524] P. Roussel, Délos colonie athénienne, p. 261; E. Will, Annales archéol. De Syrie, I, 1951, p. 65; J. et L. Robert, Bull. Épigr. (Rev. des ét. Gr.), 1955, no 170.

[525] W. W. Baudissin, Studen z. semit. Religionsgesch., I, p. 312; J. Bidez et F. Cumont, Mages hellénisés, II, p. 94. Apparemment omis par G. Goossens, Hiérapolis de Syrie.

[526] Syria, XIV, 1933, p. 274 (= Antiq. Syr., I, p. 123)

[527] Répert. D’épigr. Sém., II, 582 (hébr.): ŜLM ‘BWDMS… Variantes: R. Mouterde, Mél. Univ. S. Jos., VIII, 1922, pp. 103 sq., et Syria, VI, 1925, p. 360; F. Cumont, Fouilles de Doura, p. 432, no 98…; M.-R. Savignac, Rev. bibl., 1912, p. 536…; R. du Mesnil du Buisson, Mél. De l’Univ. S. Jos., XXXVI, 1959, p. 31, no 102. Hypocoristiques: M. Lidzbarski, Ephem. F. semit. Epigr., I, p. 89, 350…; Waddington 2203 d…

[528] CIG 9787; cf. H. Leclerq, Antioche (Dict. D’arch. Chrét.), col. 2423; … …؛ (هذا النقش من روما نسيه كايبل Kaibel  ووثناو Wuthnow؛ أدين بمعرفته إلى الأب الجليل موتيرد)؛ H. Ingholt, Berytus, V, 1938, p. 124…؛ R. Mouterde, Mél. Univ. S. Jos., XXIX, 1952, p. 48, note 3

[529] نصب من البازلت ضيق من الأعلى، مقوس قليلاً، بارتفاع 2.10م وعرضه من الأسفل 53سنتم: حروف epsilon, omicron, sigma مربعة،. تاريخه العام 395 بالتقويم السلوقي، الموافق أير العام 84 بتقويمنا.

 

د. جوزف عبدالله

 

back to Book