الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة |
زمن القيامة |
::: مـقدّمــة ::: |
• في هذا الأَحَد تَضَعُ
الكَنيسَةُ أَمامَنَا قِرَاءَتَين للتَّأَمُّل بِعَظَمَة الحُبّ الإلهِي. هذا
الحُبّ هُوَ مَصْدَرُ النِّعَمِ لَنَا جَميعًا:
• في الرِّسالَة إلى أهل أَفَسس يُؤَكِّدُ بُولُس
على مَفعول النِّعمَة في حَيَاة الإنسَان. فَالله أَحَبَّ العالَم فقط لأنَّهُ
مَحَبَّة، وَأَنْعَمَ على العَالَم بالخَلاص لأنَّهُ أَحَبَّ هذا العَالَم.
فالإيمان هُوَ جَوَاب على هذه المَحَبّة؛ وهذه المَحَبَّة لا تَظهَر للعالَم
إلاّ من خِلال هذا الجَوَاب.
• أمامَ إنكَار بُطرُس لِيَسوع ثلاث مرّات فجر
الآلام، أَتَى سُؤال يَسوع لِبُطرُس: "أَتُحِبُّنِي؟". لَم يَنظُر يَسوع إلى
نَقص بُطرُس، وَأَعطَى النِّعمَة، وَكَانَ إيْمَان بُطرُس يَظهَر مِن خِلال
إجَابَتِهِ: "نَعَم يا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أنِّي أُحِبُّكَ"...
• نحنُ مَدعوون في هذا الأَحَد لِنَتَأمَّل
بِعَظَمَة حُبّ الله لَنَا، فَنَتَذَوَّق هذا الحُبّ، وَنُجِيْبُ عَلَيْهِ
بالحُبّ.
:::::: صـلاة ::: |
عِنْدَمَا أَنْظُر إلى
خِيَانَاتِي، إلى عَدَم أَمَانَتِي، إلى أَنَانِيَّتِي، إلى جِرَاحِي... لا
أَرَى سِوَى الدُّمُوع، وَالأَلَم... وَحْدَكَ يا رَبّ، تَنْظُرُ إلى مِقدَارِ
حُبِّي لَكَ، وَلَيْسَ إلى ضعفي.
عِنْدَمَا أَشْعُرُ بالخَيبَةِ، وَاليَأسِ
وَالضُّعف... لا يُمكِنُنِي إلاّ أَنْ أُلقِي اللَّومَ على الآخَرين، وَأَسجُنُ
نَفْسِي في أَنانِيَّتِي... وَحدَكَ يا رَبّ، تَنْظُرُ إلى قُدُرَاتِي
وَمَوَاهِبِي التي زَرَعْتَهَا فِيَّ، وَلَيْسَ إلى خَيبَاتي.
فَكَيْفَ لِي أَنْ أَشْكُركَ يَا أَبي السَّمَاوي
على عَطاياك اللامُتَنَاهِيَة؟
وَكَيفَ لي أَنْ أَشْكُركَ يا يَسوع على حُبِّكَ
العَظيم لِي؟
وَكَيفَ لي أَنْ أَشْكُرَكَ أَيُّها الرُّوحُ الذي
يَنبُضُ فِيَّ حَيَاةً وَشَوْقًا للقاءِ السَّماء؟
لَيْسَ بِوِسْعِي سِوَى أَنْ أُرَدِّدَ مَعَ
بُطرُس: "نَعَم يا رَبّ، أَنْتَ تَعلَم أَنِّي أُحِبُّك".
::: الرسالة ::: |
1 وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ
أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم،
2 الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ
إِلهِ هـذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي
يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛
3 ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ
سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الـجَسَدِيّ، عَامِلِينَ
بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ
كَالبَاقِين؛
4 لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ،
فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا،
5 وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا
بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ الـمَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛
6 ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في
السَّمَاوَاتِ في الـمَسِيحِ يَسُوع،
7 لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى
نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في الـمَسِيحِ يَسُوع.
8 فَبِالنِعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ
الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله.
9 ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ
أَحَد؛
10 لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في
الـمَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا
لِكَي نَسْلُكَ فيهَا.
( الرّسالة إلى أهل أفسس – الفصل 2 - الآيات 1 إلى
10)
::: أفكار من وحي الرسالة ::: |
في هذا المَقطَع من الرِّسالة
إلى أَهلِ أَفَسس يُؤَكِّد بولُس على مَسيرَة شَخصِيَّة من المَوت إلى
الحَيَاة. هذه المَسيرَة التي تُعَاكِس المَنطِق البَشَرِي، الّذي يَسيرُ مِنَ
الحَيَاة بإتِّجَاهِ المَوت. فَبولُس قارَنَ بَيْنَ سُلوك المَاضِي الآيِل إلى
المَوت، وَبَيْنَ نِعمَة الله المُحيِيَة، وَالتي وَلَدَتْنَا مِنْ جَديد
لِنَحيَا أَنْقِيَاءَ في حَضرَةِ يَسوع القائِم من بين الأَموات. فالله الآب
أَحيَاَنا مَعَ المَسيح، وبِهذه النِّعمَة نحنُ مُخَلَّصون، وَالإيمان هُوَ
الوَاسِطَة لِلبُلوغ إلى هذه النّعمة. وَيُؤَكِّد بولُس لِيَقول أنَّ كُل ذلِكَ
لَيْسَ مِنَّا، وَلا هُوَ نَتيجَة أعمالنا، بَل هُوَ عَطِيَّة من الله الّذي
أَقَامَ يَسوع من بين الأموات، لِيُصبِحَ كُلَّ قائِمٍ من حَيَاتِهِ
الزَّائِلَة -مَعَ يَسوع- للحَيَاة الباقِيَة، خَلقًا جَديدًا.
ونحن:
- هل ننظُر إلى ضُعفِنَا، وَننسَى رَحمَة الله
لنا؟
- هل نُعطِي لِقِلَّة أَمانتنا الأَهميّة
المُطلَقَة، وَننسَى أَنَّنَا مَدعوونَ لِنَحيَا بالحُبّ الّذي لَنَا من الله؟
هَل قُمنا يَومًا بِقِرَاءَةِ حَيَاتِنَا،
لِنَتَذَوَّق تَجلِّيات نِعمَة الله فيها؟
::: الإنجيل ::: |
15 وبَعْدَ الغَدَاء، قَالَ
يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي
أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هـؤُلاء؟". قَالَ لَهُ: "نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ
تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوع: "إِرْعَ حُمْلانِي".
16 قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: "يَا سِمْعَانُ
بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟". قَالَ لَهُ: "نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ
أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوع: "إِرْعَ نِعَاجِي!".
17 قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: "يَا سِمْعَانُ
بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟". فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ
ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: "يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ
شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوع: "إِرْعَ
خِرَافِي!
18 الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ
شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد.
ولـكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ،
ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد".
19 قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ
الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: "إِتْبَعْنِي!".
(إنجيل يوحنّا - الفصل 21 – الآيات 15 إلى 19)
::: أفـــكار من وحي الإنجيل ::: |
لا يُمكِننا أن نَقرَأ هذا
النَّص، إلاّ على ضَوءِ الإنجيل الّذي تُلِيَ على مَسامِعِنَا الأَحَد
المَاضِي، وَعلى ضَوء إنكار بُطرُس لِيَسوع ثلاث مرّات ليلة الآلام.
- في الأحَد المَاضي كانَ بُطرُس في قَعرِ اليَأس،
وَقَرَّرَ العَودَةَ لِيَصطَادَ السَّمَك، مَعَ أَنَّ يَسوع دَعَاهُ
لِيَجْعَلَهُ صَيَّادَ بَشَر. لقد دعاهُ يَسوع، مِن خلال الصَّيد العَجَائِبي،
من قَعْرِ يَأسِهِ، لِيُقيمُهُ إنسانًا جَديدًا حُرًّا...
- في ليلة الآلام، غَلَبَ اليَأس قَلبَ بُطرُس،
فإسْتَفاقَتْ أَنَانِيَّتَهُ، وَجَدَّفَ وَأَنْكَرَ يَسوع ثلاث مرّات أمامَ
جارِيَة...
واليَوم، وَبَعدَمَا تَغَدّوا (يَسوع مَع بُطرُس
والرُّسُل الّذينَ كَانوا مَعَهُ) وَلَم يَجرُؤ أَحَد أن يَسألهُ: "مَن أنت؟"،
أَتَى وَقتُ الحِسَاب... فَنَظَرَ يَسوع إلى بُطرُس، وَبُطرُس يَعلَمُ جَيِّدًا
ماذا فَعَل، وَيَعلَمُ يَأسَهُ، وَلَكِن، في الوَقتِ عَينِهِ، لا يُمكِن إلاَّ
أن يُحِبّ يَسوع! لَم يَسألهُ: "لِمَاذا أَنْكَرتَني؟!"... بَل:
"أَتُحِبُّنِي؟". وَبُطرُس لَمْ يَقدِر أن يَقول لَهُ "نَعَم" بِبَساطَة... بَل
قالَ لَهُ: "أَنْتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ" لِيَجْعَلَ يَسوع شاهِدًا على
حُبٍّ كانَ يَهتَزُّ بِسَببِ ضُعْفٍ بَشَرِيّ... لِذلِكَ أَقَامَ يَسوع بُطرُس
مِن ضُعفِهِ وَيَأسِهِ، وَجَعَلَهُ راعِيًا للكَنيسة.
ونحن:
- ألا تُشبِهُ قِصَّتَنَا مَعَ الرَّب قِصَّةَ
بُطرُس؟
- أَلا نَسْتَسْلِم لِخَطَايانَا وَيَأسِنَا،
وَننسَى حُبّ يَسوع لَنَا؟
- ألا نَرفُض الدُّخول إلى الكَنيسَة تحتَ حجّة
أنَّنَا خَطَأة؟
نحن مَدعوون لِنَفهَمَ عَظَمَة النِّعمَة
الإلهِيَّة، التي لا تَنظُر إلى ضُعفِنَا، وَلا إلى أَعْمَالِنَا، بَل تَرتَكِز
على حُبّ الله المَجّانِي لَنَا، لِنَقومَ مَعَ إبْنِهِ وَنَكونَ للآب أبناء.
::: قراءة آبائية ::: |
يا لشقائي فإنه لم يكن لي
معرفة أن فيك غناي أنا الّذي ليس له وجود.
ولكن ماذا أقول؟ إن كنت غير موجود فكيف أرغب في
معرفتك. إنني بإنفصالي عنك أكون عدمًا غير موجود فكيف أرغب في معرفتك. إنني
بإنفصالي عنك أكون عدمًا غير موجود فأكون كتمثال ليس له وجود "حياة"، له أذان
ولا يسمع، له أنف ولا يشم، له يدان ولا يلمس، له أقدام ولا يتحرك.
وفي كلمة أقول أن هيكل الإنسان البشري لكنه بلا
حياة ولا إحساس. عندما إنفصلت عنك يا إلهي لم أعد بعد موجودًا صرت كل شيء... في
وسط عماي وصممي وجمود حواسي أردت أن أدرك الخير وأهرب من الشر وأشعر بالألم
وأتلمس ظلمتي لكنني لم أستطع بسبب بُعدي عنك أيها النور الحقيقي الّذي يضيء لكل
إنسان آت إلى العالم.
يا لشقائي... لقد أنحتني جراحاتي لكنني لم أشعر
بآلامها بل إنجذبت إلى الشهوة بعنف بغير إحساس... لأنني كعدم، منعزل عن الحياة
منفصل عن "الكلمة" خالق الكل...
(قراءة من القديس أغسطينوس- الإعترافات)
::: تــــأمّـل روحي ::: |
حكايتي
أيّها الحبّ، وأنت طفلٌ في مهدي،
يطلبك منّي يسوع لِيُحِيك به إكليل مجدي دون أن يُرى. يطلبك وأنت منه وُلِدت، وبه
تسقي عطشي إليه حين أعرف كيف أراه في أخي الإنسان وصديقي الفقير الجائع إلى الكلمة.
وتسألني إن كنتُ مَن تريده أنت أن أكون، مولودَ الروح
مِن حشا أبيك بين يديك، وتفتح بصيرتي على نور وجهك الطالع من ظلام قبريَ ذاك وفيك
شوق إلى نَعَمي "أنتَ تعلم أنّي أحبّك يا ربّ". ثمّ تعيد مثنى وثلاث لتُخرِج من
عدمي وضعفي قوةً لا تكون إلاّ منك ولا تفعل إلاّ بك وحدك دون شريك ("أتحبّني أكثر
من هؤلاء؟")، فالحبّ إيّاه لا يكون مُجزّءً ولا يمكن تجزيئه: بكليّته جبلني وفيّ
وضع من ذاته الصورة والمثال، فكيف لي أن أمزج ما أسمّيه حبًّا وهو خارجٌ عنك، ليس
هو إلاّ بسرابٍ يختفي حين أمدّ يدي إلى بريقه لأنتعش؟!
مسيحي، من كلّ جرحٍ في جسدك جرت دماءٌ الحبّ المقدّسة
وخطّت حروف أوّل كلمة في تاريخ إنسان العهد الجديد: كلمة "الخلاص". مع كلّ قطرةٍ
خرجت قصّة حبٍّ لا تشبه إلاّك، قصّة فداءٍ من المجدلية إلى لصّ اليمين وبينهما ما
زلت تكتب الخلاص الأكيد لي ولكلّ من جبلته يداك، فمواليدك ضنينة هي على قلبك.
كم هي مؤلمة تلك الكلمة: "أتحبّني؟"، حقيقة تُفَتّق
قُطب تلك النظرة في عينيّ، قُطبٌ أُحِيكها بدموع التوبة الحارقة، كما بطرس ليلة
إقتيادك أمام بيلاطس، عساها تُفتّت ما تحجّر من قلبي إلى حدّ إنكارك أمام أضعف
الضعفاء في حانات العالم المتعدّدة الوجوه.
كم هي عظيمة تلك الكلمة الصارخة مرّة ثانية في صمت
قلبي المندفع والخائف المتردّد معًا :"أتحبّني؟"، صرخة مدوّية نابعة من أعماق
الروح، تُمزّق سكون عصر جمعة كلّ يوم وهي تحمل معها إنساني، كلّ إنساني بكلّ ضعفه
وخذلانه و"عدم حيلته" لتصل إلى قلب الآب، تُودعني هناك بسلام الروح المستريحة فيه،
فيهيّأني للقيامة مرة جديدة وأيضًا وأيضًا وأيضًا حتى ما لا نهاية.
كم هي قويّة، تُنضِج النفس تلك الكلمة المجبولة
بالمسؤولية: "أتحبّني أكثر من هؤلاء؟"، تُعيدني إلى ذاك الفجر في سفينة الصيد بعد
أيام على القيامة، تُعيدني إلى ترابي الهشّ حين محاولتي ملئ "شبكة" حياتي بما
يشبعها، متّكلاً على خبرتي وحنكتي في الصيد، أكتشف أنّ الـ"هؤلاء" لطالما تشبّثتُ
بهم أكثر من الّذي يملأ شبكتي بكلّ صيدٍ ثمينٍ ووفير.
حكايتي البطرسية هي حكاية يوميّة أنام وأصحو عليها،
ولكم تمنّيت وأتمنّى ألاّ أنام إلاّ وعيناه تنظران في عينيّ كيلا أغفو في خطيئتي
فأصحو على نفسي معلّقة في حبل يهوذا الإسخريوطي، وحبيبي ما زال يتألّم من أجلي.
::: تـــــأمّـل وصلاة ::: |
ربّي وإلهي ... فهمتُ من قراءات
اليوم ما يلي: إن كان الإيمان بالمسيح يسوع "الإله الإبن" هو الجواب من قِبل
الإنسان لمحبتك، أي محبة الله الآب لهُ لإرساله المسيح "الإبن"، فرعاية وخدمة
المؤمنين أي أبناءك الآخرون هو الجواب من قِبل الإنسان لمحبتك، أي محبة "الله
الإبن" لهُ لخلاصه وإعطائه الجلوس معك في ملكوتك. ولعل العمل على جلب الجميع
لحظيرتك هو الجواب من قِبل الإنسان لمحبتك، أي محبة الله الروح القدس لهُ لختمهِ
بإسم "إبن الله".
ربّي وإلهي ... محبتك لي وللآخرين وما تطلبهُ منّا
تقول لي بأنني في جو عائلي. وكما أنَّ دور الرجل أو المرأة في عملية إنجابِ طفلٍ لا
ينتهي بتكوين الجنين في رحم الأم ولا حين يولد الرضيع ولكنه يستمر مع إستمرار
الحياة، وهذا الإستمرار يسمى بـ"الرعاية"، ومن دون الرعاية يموت الرضيع جسديًّا أو
نفسيًّا فيكون لا فائدة من ولادته أصلاً، فكذلك هي ولادتنا من الروح فمِن دون
الرعاية مِن قِبل "أولياء الأمر الروحيّين" لا نُبقي روح "إبن الله" فينا.
ربّي وإلهي ... الرعاية الحقيقية هي الأمر الحتمي
للمحبة وليس واجب مفروض على الأب والأم، فأنعم على الكثير من الشبان والرجال للعمل
لرعاية خرافك ككهنة ومُكرّسين لخدمتك مملوئين حبًّا بك فحبًّا بخرافك ليملأوا
قلوبهم بمحبتك ومِن محبتك، ولك الشكر على الدوام، آمين.
::: نـوايا وصلاة شكر للـقدّاس ::: |
نوايا للقدّاس
(سبق نشرها في 2016)
1- (المحتفل) نَرْفَعُ إِليكَ صَلاتَنا يا أَبانا السَماوي مِنْ أَجْلِ كَنِيسَتِكَ المقدّسة ومِن أَجلِ المسؤولينَ فيها، مار فرنسيس بابا روما، ومار بينيدكتوس السادس عشر، البابا الفخريّ، ومار بشارة بطرس بطريركنا الإنطاكي، وأَبينا البطريرك مار نصر الله بطرس، ومار جورج مطراننا، وجميع الكهنة والرهبان والراهبات، كَي يَعيشوا وِفقَ حُبِّ المَسيح، وَيُبَشِّروا بِهذا الحُبِّ الخَليقَةَ كُلَّها، نَسأَلُكَ يا رب.
2- نُصلِّي يا ربّ، من أجل السلام في العالم كُلِّه، خاصّةً في وطنِنا لبنان، أرسِل روحَكَ الحقّ ليُنيرَ عقولَ المسؤولينَ، ليكونوا أداةَ سلامٍ وَوِفَاق، وَيُرشِدَهُم إلى ما فيه خيرُ الوطَن، نسأَلُكَ يا رَبّ.
3- نسألك يا ربّ، أن تنفحنا على الدوام القوّة من لدنك، في أفراحِنا وأحزانِنا. كما نسألك البركة لعائلاتِنا وللمحسنينَ إلينا، والصّحَةَ لمرضانا، نسأَلُكَ يا رَبّ.
4- نَرْفَعُ إِليكَ صلاتَنا يا ربّ، مِنْ أَجلِ كُلِّ الـمُسافِرينَ وَالبَعيدينَ عَن أَوطانِـهِم، حَتَّى تُرافِقَهُم نعمتك وَتُعِيدَهُم إِلى بِلادِهم سَالـِمِين، نَسأَلُكَ يا رب.
5- (المحتفل) يا أبا المراحم، نسألك الراحة الأبديَّة لموتانا المؤمنين الّذين عبروا إليكَ، نضعهم بين يديك الراحمتينِ والغافرتينِ، ليستنيروا من أنوار وجهِكَ مع مَن أرضوك. إغفِر لَنا ولَهُم الخَطايا والزَلاّت، لأنّهُ ما مِن أَحَدٍ بِدونِ خَطيئَةٍ إِلاَّ رَبُّنا وإِلَهُنا ومُخَلِّصُنا يَسوع الـمَسيح، الّذي بواسِطَتِهِ نَرجو أن نَنالَ الـمَراحِمَ وغُفرانَ الخَطايا لَنا ولَهُم.
صلاة شكر للقدّاس
(سبق نشرها في 2016)
تحبُّنا، تهتمُّ بنا، تسعى
لِخَيرِنا جميعًا،
تحبُّنا، وتريدُ أن نؤمن بِحبِّك المجّانيّ لنا،
تحبُّنا، وتتمنّى أن نُحِبَّك رُغمَ كلِّ شيء:
رُغمَ ضُعفِنا، رغمَ آثامِنا، رغمَ إدمانِنا
وخياناتِنا،
تحبُّنا، فتمنحنا ذاتك ليَتَّحِدَ بنا، ويُوَحِّدَنا
بك،
فالشكر لك على كلِّ هذا الحُب،
والحمد لأبيك وروحِك القدّوس إلى الأبد، آمين.
الأيقونة
المراجعة العامّة
الخوري نسيم قسطون
المقدّمة، الصلاة، أفكار من الرّسالة، أفكار على ضوء الإنجيل وقراءة آبائيّة من إعداد
الخوري شارلي عبدالله
تأمّل روحي من إعداد
السيدة جميلة ضاهر موسى https://www.facebook.com/jamileh.daher?fref=ts
تأمّل وصلاة - تدقيق
السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون https://www.facebook.com/nirannoel.iskandarsalmoon?ref=ts&fref=ts
النوايا
صلاة شكر للقدّاس madeleinedib@hotmail.com |