الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

زمن القيامة

خميس الصعود
(14 أيار 2015)

 

 

In order to better view this page, kindly install the following fonts:
 AAR - AAI - AAB - AABI

::: مـدخل :::

• تحتفل الكنيسة وقبل أيام من بداية زمن العنصرة، بذكرى صعود الرب يسوع إلى السماء. يحمل هذا الحدث الكثير من المعاني في طياته.
• نتأمّل في قراءة أعمال الرّسل في صعود الربّ يسوع إلى السماء بجسده الممجّد، وهذا تأكيد بأنّه لدينا شفيع في السماء، هو واحدٌ منا، ذاق ألمنا، وحمل آثاره شهادةً أمام أبيه لأنه إشترانا بدمه الثمين.
• أمّا في الإنجيل فنتأمّل في وصيّة الربّ يسوع الأخيرة إلى رسله وإلينا وفق إنجيل القدّيس مرقس.
• فلنرفع في هذا العيد أفكارنا وعقولنا وقلوبنا إلى العُلى مع الربّ يسوع الصّاعد إلى السّماء. 

::: صـلاة :::

أيّها الإبن السّماوي، نشكرك في عيد صعودك إلى السّماء لأنّك أصعدتنا من ضعفنا إلى قوّتك ومن موتنا إلى حياتك ومن محدوديّتنا إلى أبديّتك ونسألك أن تفيض روحك القدّوس في قلوبنا فيتمجّد بنا أسمك القدّوس مع إسم أبيك وروحك القدّوس إلى الأبد، آمين. 

::: الرسالة :::

1 لَقَدْ دَّوَنْتُ في الكِتَابِ الأَوَّل، يَا تِيُوفِيل، كُلَّ مَا عَمِلَ يَسُوعُ وعَلَّم، مُنْذُ بَدْءِ رِسَالَتِهِ،
2 إِلى اليَوْمِ الَّذي رُفِعَ فِيهِ إِلى السَّمَاء، بَعْدَ أَنْ أَعْطَى بِـالرُّوحِ القُدُسِ وَصَايَاهُ لِلرُّسُلِ الَّذينَ إخْتَارَهُم.
3 وقَدْ أَظْهَرَ لَهُم نَفْسَهُ حَيًّا بَعْدَ آلامِهِ بِكَثِيرٍ مِنَ الأَدِلَّة، وهُوَ يَتَرَاءَى لَهُم مُدَّةَ أَرْبَعِينَ يَومًا، ويُكَلِّمُهُم عَنْ شُؤُونِ مَلَكُوتِ الله.
4 وفِيمَا هُوَ يَأْكُلُ مَعَهُم، أَمَرَهُم أَلاَّ يُغَادِرُوا أُورَشَلِيم، بَلْ أَنْ يَنْتَظِرُوا فيهَا وَعْدَ الآبِ "الَّذي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي؛
5 لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِـالـمَاء، أَمَّا أَنْتُم فَسَوفَ تُعَمَّدُونَ بِـالرُّوحِ القُدُسِ بَعْدَ بِضْعَةِ أَيَّام".
6 وكَانَ الـمُجْتَمِعُونَ يَسْأَلُونَهُ قَائِلين: "يَا رَبّ، أَفِي هـذَا الزَّمَانِ تُعِيدُ الـمُلْكَ لإِسْرَائِيل؟".
7 فَقَالَ لَهُم: "لَيْسَ لَكُم أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ والأَوْقَاتَ الَّتِي حَدَّدَهَا الآبُ بِسُلْطَانِهِ الـخَاصّ.
8 لـكِنَّكُم سَتَنَالُونَ قُوَّةً بِحُلُولِ الرُّوحِ القُدُسِ عَلَيْكُم، وتَكُونُونَ لِي شُهُودًا في أُورَشَلِيم، وفي كُلِّ اليَهُودِيَّةِ والسَّامِرَة، حَتَّى أَقَاصِي الأَرض".
9 ولَمَّا قَالَ هـذَا، رُفِعَ بِمَرأًى مِنْهُم، وحَجَبَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ عُيُونِهِم.
10 وفيمَا كَانُوا شَاخِصِينَ إِلى السَّمَاء، وهُوَ ذَاهِب، إِذَا رَجُلانِ قَدْ وقَفَا بِهِم في ثِيَابٍ بَيْضَاء،
11 وقَالا: "أَيُّهَا الرِّجَالُ الـجَلِيلِيُّون، مَا بَالُكُم واقِفِينَ تُحَدِّقُونَ إِلى السَّمَاء؟ إِنِّ يَسُوعَ هـذَا الَّذي رُفِعَ عَنْكُم إِلى السَّمَاءِ سَيَأْتي كَمَا رَأَيْتُمُوهُ ذَاهِبًا إِلى السَّمَاء!".
12 حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلى أُورَشَليمَ مِنَ الـجَبَلِ الـمَدْعُوِّ جَبَلَ الزَّيْتُون، وهُوَ قَرِيبٌ مِنْ أُورَشَلِيم، على مَسِيرَةِ سَبْتٍ مِنهَا.
13 ولَمَّا دَخَلُوا الـمَدينَة، صَعِدُوا إِلى العِلِّيَّة، الَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا، وهُم: بُطْرُسُ ويُوحَنَّا ويَعْقُوبُ وأَنْدرَاوُس، فِيلبُّسُ وتُومَا، بَرْتُلْمَاوُسُ ومَتَّى، يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا بْنُ يَعْقُوب.
14 هـؤُلاءِ كُلُّهُم كَانُوا مُوَاظِبينَ عَلى الصَّلاةِ بِنَفْسٍ وَاحِدَة، مَعَ بَعْضِ النِّسَاء، ومَرْيَمَ أُمِّ يَسُوع، ومَعَ إِخْوَتِهِ.

( أعمال الرسل – الفصل 1 – الآيات 1 إلى 14) 

::: أفكار من وحي الرسالة  :::

تحتفل الكنيسة وقبل أيام من بداية زمن العنصرة، بذكرى صعود الرب يسوع إلى السماء. يحمل هذا الحدث الكثير من المعاني في طياته.
صعود الرب يسوع على السماء هو ضرورة حتمية لأنه يصعد إلى مكانه الأصل، إلى ملكوته لكي يحفظ لنا مكانًا نقيم فيه.
صعد إلى السماء بجسده الممجّد، وهذا تأكيد أنه لدينا شفيع في السماء، هو واحدٌ منا، ذاق ألمنا، وحمل آثاره شهادةً أمام أبيه لأنه إشترانا بدمه الثمين.
صعد إلى السماء و"سَيَأْتي كَمَا رَأَيْتُمُوهُ ذَاهِبًا إِلى السَّمَاء"، وهذا كشف لحقيقة المسحاء الكذّابون الّذين يدّعون أنهم المسيح المنتظر، إذ أن مجيئه الثاني على السحاب سيراه الجميع ولن يكون ولادة جسد. فمسيح الله هو واحد وهو الرّب يسوع.

بهذا الصعود نرتكز على فعلين:
- "وفيما كانوا شاخِصين إِلى السماء": هكذا يصف كتاب أعمال الرسل حالة التلاميذ ومن معهم عند رؤيتهم صعود الرب يسوع. إنها لحظة بهية، ورائعة. كل العيون شاخصة إلى فوق، إلى السماء حيث تتوق كل نفس إليها لكي تلق وجه الله. ويسوع قد رُفع مرتين، الأولى على الصليب والثانية الآن بصعوده إلى السماء، وفي المرتين الأنظار متّجهة على فوق، ومن ينظر ويؤمن، يحيا. ولكن لا يتوقف النص هنا، بل يظهر رجلان بثياب بيض ويسألان الجمع: "ما بالُكم واقِفين تُحَدِّقون إِلى السماء؟". وكأنه لا يمكننا أن نبقى هكذا بل هناك ما علينا فعله. وهذا ما يجيبنا عليه نص الانجيل:

- "إذهبوا إلى العالَم كُلّه، وإكرزوا بالإنجيل للخَلِيقَة كُلِّها": هذا هو دور كل مسيحي إلتقى بالرب يسوع. وهذا دور كل مسيحي، أن يشهد للرب يسوع. كل واحد على طريقته وحسب دعوته. لأنه لا يمكننا أن نظل مشدودي النظر إلى السماء وننسى حاجة إخوتنا على الأرض. وهذا ينطبق على الكاهن والراهب والمكرّس: فهو يتمتع بالتأمل الروحي، ولكن لا يمكنه أن يتجاهل العمل الرسولي ضمن نطاق صلاحياته.

أمام صعود الرب يسوع، ترتفع عيوننا إلى السماء، لنحمل الرجاء في قلوبنا، والقوة في أيدينا لنزرع الملكوت على الأرض، فنعيش ترنيمة السلام الميلادية: "المجد لله في العلى والسلام في الأرض".  

::: الإنجيـل :::

15 ثُمَّ قَالَ لَهُم: "إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَإكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
16 فَمَنْ آمَنَ وَإعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
17 وهـذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِإسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
18 ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى الـمَرْضَى فَيَتَعَافَوْن".
19 وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ الله.
20 أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.

(إنجيل مرقس - الفصل 16 - الآيات 15 إلى 20) 

::: أفكار من وحي الانجيل :::

في خميس الصّعود، تتأمّل الكنيسة في هذا المقطع الختاميّ من إنجيل القدّيس مرقس الّذي يشكّل نوعًا ما وصيّة يسوع الأخيرة إلى رسله وهو فيما بينهم وهي وصيّة تتوجّه أيضًا إلينا!
يوصينا الربّ الربّ يسوع بشموليّة الرّسالة المسيحيّة فما من زمان لها وما من مكانٍ يحدّها أو ظرف...
الحدود شيء مصطنع نرسمه نحن فيما بيننا تحت عناوين شتّى منها الحقوق والواجبات... فيما لا حدود للمحبّة الّتي تغلب الشرّ (بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين) وتؤمّن التواصل مع كلّ النّاس (ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة) وتتجاوز العوائق والأحكام المسبقة المجبولة بالخوف (ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات) وتبقى قادرةً على العطاء رغم الحقد أو القلق أو أيّ سببٍ يقود إلى الفرقة (وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم) وتزرع التضامن ما بين النّاس المحتاجين إلى المؤاساة النفسيّة أو إلى المؤازرة في أوان الأمراض (ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن).
وصيّة الربّ يسوع وصيّةٌ شاملة ومتكاملة، ترسم لكلِّ إنسان مسيحيّ خريطة طريق واضحةٍ إلى بناء ملكوت الله على الأرض وإنطلاقًا منها...
يبقى أنّ الإنسان المسيحيّ مدعوٌّ كي يفتح ذهنه وقلبه لعلم الرّوح القدس كي يكون وفق ما يريد الربّ أي صورةً له في المجتمع ومثالاً عنه ما بين النّاس عندها سيشعر بما حصل مع الرّسل: "والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات".
طريق الصّعود إلى السماء تبدأ من الأرض، حيث يمكن لكلّ منّا أن يكون يسوع على مستواه وفي محيطه! 

::: تـــــأمـــل روحي :::

"الصعود" مصيرنا

مضت الأربعين يومًا على القيامة وصعد يسوع عائدًا إلى حيث ينتمي، عاد إلى بيت أبيه، أدّى رسالته وإنتهى! هل يتوقّف إيماننا عند هذا الحدّ؟ هل حدث الصعود كان نقطة النهاية لرسالته بيننا؟ إذا كان كذلك، لِما البحث والتعب إذًا في كل ما تعلّمنا إيّاه الكنيسة؟
من جهةٍ أخرى، لربّما حزِنّا وشعرنا بالوحدة وبالحاجة لوجوده محسوسًا ملموسًا في هذه الأيّام الصعبة والحروب الّتي تحيط بنا، والكوارث الطبيعية والبيئيّة، خاصة الإجتماعيّة منها!؟
في كلّ تلك التساؤلات والمواقف، بالتأكيد نحن لنا موقف الجليليين عينه حين قال لهم الملاك يوم الصعود: "أيّها الجليليّون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ يسوع هذا الذي صعد عنكم إلى السماء سيعود مثلما رأيتموه ذاهبًا إلى السماء" (أعمال 1 : 11).

نهاية أم بداية ؟

إن الصعود، بحسب مفهومنا البشري، هو النهاية السعيدة للمسيرة الفصحية كلّها. لكن، لا شكّ في أنّ هذا الحدث يحمل المعنى الجوهريّ والأمثل لمصير الإنسان، المعنى الحقيقي لما حمله لنا، نحن البشر، إنتصار يسوع على الموت. كما أن البابا بنديكتس السادس عشر يؤكد في إحدى عظاته فيقول: "إن صعود يسوع له معنى مزدوجًا: أولاً، أنه بعد أن أتمّ رسالته على الأرض، كشف لنا بداهة ألوهيّته بعودته إلى المكان الّذي أتى منه نحو الله. ثم صعد إلى السماء مع كلّ البشريّة والّتي معه قامت من بين الأموات، متجلّية، مؤلّهة، صائرة أبديّة. الصعود كشف لنا أيضًا الدعوة الفائقة لكلّ كائنٍ بشريّ، مدعوّ إلى الحياة الأبدية في الملكوت.
إنه، وهو الكلمة إبن الله، قد حمل معه بشريّتنا المتجلّية فيه، لأنه منها إتّخذ جسمًا من مريم العذراء و "صار إنسانًا" وعاش بيننا وتألم وصلب ومات وقام، واليوم يعود بالنفس والجسد إلى حضن الآب. يعود إليه حاملاً راية مصير كلّ إنسان، مستحقًّا لنا الخلاص، مُقدِّمًا ذاته بكليتها عنّا، فهل ما زلنا نشك بأنّنا مخلّصون بكليّتنا، نفسًا وجسدًا؟

البشارة

إلهنا العظيم، الكليّ القدرة، لم يتركنا وشأننا لضعفنا وقساوة قلوبنا، بل بقي معنا لأنه لم يخلقنا كي نَفنَى، أبدًا. نحن من جلبنا الموت لأنفسنا بأنانيتنا وتشتّتنا، فخطئنا وإبتعدنا عن حنانه ورحمته. أما هو، فلم يستطع تحمّل موتنا فكان لا بدّ من أن تتجسد كلمته من أجل الّذي إكتمل بالصعود بالنفس والجسد، كي تلين قلوبنا ونؤمن بمصيرنا الخلاصي الكامل لشخصنا الكامل فنرْحَم أنفسنا قبل الآخرين، وندرك أنه بدل أن نقف ناظرين إلى السماء لا ندري ما نفعل، لنتطلّع إلى ما ينتظرنا من عملٍ في حقله، عندها فقط نستطيع أن نذهب للبشارة في كلّ مكان، مؤمنين أن الرّب يُعيننا ويؤيدّ كلامنا ويحامي بروحه عنّا. آمين. 

::: تـــــأمـــل وصلاة :::

ربّي وإلهي ... لا أعلم ماذا ننتظر ليكون في قلبنا فرح وسلام القيامة، هل أصبحنا كالتلاميذ رأينا القيامة ونسأل متى يكون السلام الأرضي دون أن ننطلق ونُمهِّد القلوب لقبول الفرح والسلام الإلهي؟ أمَا زلنا نحتاج لأن نسمع قولاً مِنك: "إذهبْ" لنفرح ونذهب ونُبشِّر؟
ربّي وإلهي ... نحن ننتظر وكأننا لم نحصل على الروح القدس، ننتظر الحصول على القوة، ننتظر أن يمتلأ قلبنا بمحبتك ونثق بمعونتك لنُجاهر أمام الآخرين دون خوف بهذا الحب الّذي أحيا نفوسنا ورفعنا نحوك. نحن ننتظر أن نُصبح من أبنائك المؤمنين فننال ما نطلب ونُعاين الآيات: النجاة من الشرير [نأخذ الحيات بأيدينا]، ومغفرة الخطايا [إن شربنا السم فلن نموت]، وتمتلىء قلوبنا بالمحبة فنصفح ونُسامح فتغفر ذنوبنا وذنوب الآخرين تجاهنا [نطرد الشياطين]، وتمتلىء قلوبنا بمواهب الروح القدس للعمل من أجل الملكوت السماوي فننشر الإنجيل بالعبادة بالروح قولاً وفعلاً [ننطق بألسنة جديدة]؛ وندعو الآخرين للإيمان بالحق والعمل بكلمته فيصبح الجميع أبناءك [نضع أيدينا على المرضى فيتعافَون]!!
ربّي وإلهي ... أنتَ العالِم بضعفنا وبالقوة التي يُعطيها روحك القدّوس، أنعِم علينا بما نحتاج إليه فنحن نثق بك ونُسلِّم لك ذاتنا، وإجعلنا إبنًا خادمًا لك في ملكوتك، ولك الشكر على الدوام، آمين. 

::: نـوايا وصلاة شكر للـقدّاس :::

نوايا للقدّاس

1- (المحتفل) من أجلِ القَيِّمينَ على كنيسَتِك، خاصَّةً مار فرنسيس بابا روما، ومار بشارة بطرس بطريركنا الأنطاكي، وأبينا مار نصرالله، ومار جورج مطراننا مع سائر الأساقفة والكهنة والمُكَرَّسينَ على أسمكَ، كَي يَكرِزوا بالإنجيل لِلخليقةِ كلِّها، ويُواظِبوا على الصلاةِ بِنَفسٍ واحِدة، نسألُك يا رب.

2- شَرقُنا الحَبيب، الّذي منهُ أرسَلَ يسوعُ تلاميذَه: "كونوا لي شهودًا"، والّذي تعصف فيه اليَومَ الحروبُ والإنقسامات، هوَ بأمسّ الحاجة إلَيك، باركهُ، وأحِلَّ فيهِ سَلامَكَ، كَي يتجدّدَ إيمانَ شَعبِهِ، ويَحِلَّ بَينَه الوِئام، نسألكَ يا رب.

3- "إنتظروا وعد الآب أي حلول الروح القدس"، حقِّق وعدَكَ أيُّها الآب، وأرسِل روحَكَ، لأننا في غربة عن أنفسنا وعن بعضنا البعض، فَتمتَلئَ قلوبنا حبًّا وتعزيةً وسلامًا، نسألك يا رب.

4- "هذه الآيات تتبع المؤمنين، يضعون أيديهم على المرضى فيتعافون"، يا أبانا القدُّوس، نسألك أن تشفي مرضانا وأن تجددنا بروحك القدّوس، لكي يشفي بعضنا البعض بالوحدة والتعزية والشهادة لأننا جَبلتُك صِنع يداك، نسألك يا رَب.

5- (المحتفل) كما رَفَعتَ المسيحَ إلى السماء، إرفَع كلَّ مَنِ إنتقل مِن هذه الحَياة، غافرًا لنا ولهم الخطايا والزلاّت. 

 

صلاة شكر للقدّاس

يا أبانا القدوّس على ذبيحة الشكران نشكرك،
على صعود وحيدك إليك الّذي هو فاتحة صعودنا إليك نشكرك،
على بنوّتنا لك ونحن العبيد غير المستحقين يا أب المراحم نشكرك،
على وعدك أيّها الرب يسوع أنك لن تتركنا يتامى بل ترسل لنا الروح القدس نشكرك،
نشكرك يا روح الله يا روح كلِّ تعزية، وقوةَ كلِّ سلام ومانحَ كلَّ قوّةٍ لنواجه كلَّ شرّ، نشكرك، ومن أجل شفائنا وتذكيرنا بكل ما علّمنا يسوع نشكرك،
على حلولك علينا نشكرك،
ويا صانع الأسرار ومانحها في حياة الكنيسة نشكرك،
نشكرك أيّها الثالوث يا شركة الحب الذي يسكب ذاته في خليقته، ليُشرِكَها في حبِّه الأبدي، نشكرك من الآن وعلى الدوام وإلى أبد الآبدين، آمين. 

الأيقونة
من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة


المراجعة العامّة

من إعداد
الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb
https://www.facebook.com/pnassim.kastoun

 

المقدّمة، الصلاة، أفكار من وحي الرّسالة و أفكار على ضوء الإنجيل

من إعداد

الأب إدوار حنّا (م.ل.)
hanna_edward@hotmail.com
https://www.facebook.com/doudeykha

  

التأمّل الروحي

من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

https://www.facebook.com/jamileh.daher?fref=ts

 

تأمّل وصلاة  - تدقيق

السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com 

https://www.facebook.com/nirannoel.iskandarsalmoon?ref=ts&fref=ts

 

نوايا وصلاة شكر للقدّاس
من إعداد
السيدة مادلين ديب سعد

madeleinedib@hotmail.com

https://www.facebook.com/madeleine.d.saad?ref=ts&fref=ts