الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

زمن الصوم
أحد مدخل الصوم – أحد عرس قانا الجليل
(10 شباط 2013)

::: مدخـل :::

• مع أحد قانا الجليل، تدخل الكنيسة في مسيرة الصوم الكبير.
• نصغي في الرّسالة إلى القدّيس بولس وهو يرشدنا إلى سبل عمليّة لعيش الصوم بروحانيّة صحيحة لا تسبّب العثار لأخواتنا.
• أمّا إنجيل اليوم فيدعونا إلى طلب الخمر الحقيقيّ الّذي يقدّمه الربّ يسوع لسائليه.
• تدعونا الكنيسة اليوم، في هذا الأحد، إلى السير إلى العمق في العلاقة مع الربّ يسوع عبر صومٍ حقيقيّ نؤكّد له من خلاله بأنّنا نحبّه أكثر من كلّ ما نأكل أو نشرب أو نرغب به.

::: صــلاة :::

أيّها الآب السماوي، يا من خلقت كلّ شيء من أجلنا، بكلمتك الإبن الوحيد، ونفخت فينا من روحك القدّوس نفس الحياة الأبديّة، أعطنا أن نتقوّى بالرّوح فنصوم على مثال ربّنا يسوع المسيح بالفكر قبل الفعل وباللسان قبل الطعام وبالقناعة لا بالخوف فنمجّد إسمك القدّوس مع إسم الإبن الحبيب والرّوح القدس، الآن وإلى أبد الآبدين، آمين.

::: الرســالة :::

14 وإِنِّي عَالِمٌ ووَاثِقٌ، في الرَّبِّ يَسُوع، أَنْ لا شَيءَ نَجِسٌ في ذَاتِهِ، إِلاَّ لِمَنْ يَحْسَبُهُ نَجِسًا، فَلَهُ يَكُونُ نَجِسًا.
15 فإِنْ كُنْتَ مِنْ أَجْلِ الطَّعَامِ تُحْزِنُ أَخَاك، فَلا تَكُونُ سَالِكًا في الـمَحَبَّة. فَلا تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذَاكَ الَّذي مَاتَ الـمَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ!
16 إِذًا فَلا تَسْمَحُوا بَأَنْ يَصِيرَ الـخَيْرُ فيكُم سَبَبًا للتَجْدِيف.
17 فَلَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ بِرٌّ وَسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس.
18 فَمَنْ يَخْدُمُ الـمَسِيحَ هـكَذَا فهوَ مَرْضِيٌّ لَدَى الله، ومَقْبُولٌ لَدَى النَّاس.
19 فَلْنَسْعَ إِذًا إِلَى مَا هوَ لِلسَلام، ومَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا.
20 فَلا تَنْقُضْ عَمَلَ اللهِ مِنْ أَجْلِ الطَّعَام؛ لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ طَاهِر، ولـكِنَّهُ يَنْقَلِبُ شَرًّا عَلى الإِنْسَانِ الَّذي يَأْكُلُ وَيَكُونُ سَبَبَ عَثْرَةٍ لأَخِيه.
21 فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ لا تَأْكُلَ لَحْمًا، ولا تَشْرَبَ خَمْرًا، ولا تَتَنَاوَلَ شَيئًا يَكُونُ سَبَبَ عَثْرَةٍ لأَخِيك.
22 وإحْتَفِظْ بِرأْيِكَ لِنَفْسِكَ أَمَامَ الله. وطُوبَى لِمَنْ لا يَدِينُ نَفْسَهُ في مَا يُقَرِّرُهُ!
23 أَمَّا الـمُرْتَابُ في قَرَارِهِ، فَإِنْ أَكَلَ يُدَان، لأَنَّ عَمَلَهُ غَيْرُ صَادِرٍ عَنْ يَقِينٍ وإِيْمَان. وكُلُّ عَمَلٍ لا يَصْدُرُ عَنْ يَقِينٍ وإِيْمَانٍ فَهُوَ خَطِيئَة.

(الرّسالة إلى أهل روما – الفصل 14 – الآيات 14 إلى 23)

::: أفكار من وحي الرسالة :::

دائمًا ما نتجادل في بداية كلّ زمن صوم في ما يخص الطعام. فنبدأ بحساب ما يجب أكله وما ينبغي التخلّي عنه، ونتمادى في محاسبة الآخرين على ما يتناولوه فنسبِّب لهم الأذية والحزن.

أما النبي أشعيا فيقول لنا في سفره عن لسان الله القدوس: " أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ" (أش 58: 6-7).

وهذا ما أشار إليه الرسول بولس في رسالته إلى أهل روما، فلنتأمّل بها:
- يدعونا مار بولس إلى الرفق ببعضنا البعض (الأقوياء-المتحررين والضعفاء-المتشددين). فلا نُحزِن أخينا بسبب الطعام، لأن ذلك يعارض مفهوم الصوم والمحبة. فهو يشدّد من ناحية على أهمية الحرية المسيحية في هذا الموضوع ولكنه يوضح من ناحية أخرى أهمية محبة الآخر وإحترامه بل والسهر على خلاصه. فإن كان الطعام سبب عثرة له فعليّ أن أتخلّى عن موقفي حفاظًا على الآخر. فهل الطعام أكثر أهمية من حياة المسيح؟

- ملكوت الله ليس أكلاً وشربًا: فلا نغرق في هذه المعمعة بل نسمع صوت الرسول يدعونا إلى البر والسلام والفرح في الروح القدس. هذا هو ملكوت الله. فالأهم هو أن نخدم المسيح كما في عرس قانا الجليل.

- إذاً، "فلنسع إلى ما هو للسلام، وما هو لبنيان بعضنا البعض" : إنها دعوةٌ إلى بناء بعضنا البعض بسعينا إلى السلام، أي إلى بناء الكنيسة بالمحبة وقبول الآخر وتحمّل المسؤولية تجاهه وتجاه الكنيسة، فالسلام الّذي أتى به الرب يسوع المسيح هو ليس فقط سلام محبة أرضية بل هو أيضًا سلامٌ للروح إذ تعرف بأنها محبوبة مِن قِبل الله وأنها ستعود لخالقها لإيمانها بأنه خلّصها وبأنه مُخلِّص الجميع أيضًا بإيمانهم به.

فلأسأل ذاتي:
- هل أدرك مسؤوليتي تجاه الآخر فأشهد أمامه الشهادة المسيحية الحقة؟
- هل أحترم الآخر وأقبله بضعفه وأحاول مساعدته برفق ومحبة؟
- إلى أي مدى أعي اليوم مسؤوليتي ودوري في كنيستي؟ هل أقوم ببنائها أو بهدمها؟ وكيف؟

::: الإنجيل :::

1 وفي اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الـجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك.
2 ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس.
3 ونَفَدَ الـخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: "لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر".
4 فَقَالَ لَهَا يَسُوع: "مَا لِي ولَكِ، يَا إمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!".
5 فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: "مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَإفْعَلُوه!".
6 وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِترًا،
7 فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: "إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً". فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق.
8 قَالَ لَهُم: "إستقوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة". فَقَدَّمُوا.
9 وذَاقَ الرَّئِيسُ الـمَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا - وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والـخَدَمُ الَّذينَ إسْتَقَوا يَعْلَمُون - فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ
10 وقَالَ لَهُ: "كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الـخَمْرَ الـجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ الـمَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الـخَمْرَ الـجَيِّدَ إِلى الآن!".
11 تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الـجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.

(إنجيل يوحنا - الفصل 2 – الآيات 1 إلى 11)

::: أفـكار على ضوء الإنجيـل :::

ها نحن اليوم واقفون على عتبة زمن الصوم الكبير وهو زمن مميّز في حياة الكنيسة والمؤمن. لكن غالبًا ما يطغي على هذا الزمن طابع الحزن والقهر. لكن الكنيسة وضعت أمامنا معجزة قانا الجليل لكي تفتَتِح بها هذا الزمن المقدّس فتُظهر لنا آفاق جديدة نتأمل بها ونعيشها: فهذا النص هو بمثابة ركيزة ننطلق منها في مسيرتنا نحو موت وقيامة الرب، نحو ولادتنا الجديدة التي إختار لها الله أن يبدأ الحمل بها بحفلة عرس.

فلنتأمل في هذه اللوحة المميزة التي كتبها يوحنا الرسول في مطلع إنجيله وكانت أولى عجائب يسوع:
- حضور يسوع إلى العرس هو كشفٌ جديد لقُدسية الزواج وكرامة العائلة ودورها ككنيسة بيتية تنقل الإيمان من جيلٍ إلى جيل. فكم من المهم جدًا أن يحضُر يسوع في العرس وفي حياة العائلة اليومية.
- يُظهِر وجود مريم في العرس دورها المميّز والأساسي في حياة المؤمن والعائلة. فهي التي تسهر على حاجاتنا وتتشفّع لدى إبنها لتلبية هذه الحاجات: " ليس لديهم خمر". كذلك تقوم مريم بدور الإرشاد عندما تدعو الخدم لطاعة يسوع، فتدعونا بدورنا إلى سماع كلمة الرب والعمل بها: "إفعلوا ما يأمركم به".
- أما نفاذ الخمر يدل إلى فراغ الحب والفرح في المنزل وفي حياة كل مؤمن. يأتي يسوع ويحوّل الماء خمرًا معيدًا الفرح والحب إلى قلب العائلة والمؤمنين، مستبقًا بذلك ذبيحة الصليب وذبيحة الإفخارستيا عندما يتحوّل الخمر إلى دمه لخلاصنا فنَسْكر بمحبة الله وتُهلل قلوبنا فرحًا.

من عرس قانا الجليل، تدعونا الكنيسة لكي نسير بفرحٍ وثبات في زمن الصوم واثقين أن الرب حاضرٌ معنا.

إذًا، ليس هناك وقتٌ لنلهو بالقشور بل لندخل إلى العمق، إلى عمق علاقتنا بالرب يسوع ولنبحث عن دورنا في الجماعة: ندعوه إلى العرس، نسمع كلامه، نعمل به... فنعيش الفرح الذي عاشه الخدم عندما تحوّلت المياه خمرًا، فظهر مجد يسوع لهم و"آمن به تلاميذه".
واليوم، أية خمرة أستقي: هل أرضى بالخمر الرخيص الذي يسهل شراؤه (ملذات الحياة والامور المادية التي تُعطي معنىً سطحيًّا لحياتي)؟ أم إني أبحث عن الخمر الثمين الذي يقدّمه لي الرب يسوع؟


وما الذي أنتظره لكي أدخل في علاقة فرحٍ مع الرب يسوع؟ لماذا لا أدعوه عندما تكون الخمرة قد نفذت وأصبح الفراغ مسيطرًا على حياتي، فيأتي ليحوّل كل ضعفي إلى خمرة فائقة الجودة؟

::: تـــــأمـــل روحي :::

عندما تنفد خمرتي

مَن منّا لا يحب سماع قصص الحبّ؟
كلّنا نعشقها ، فظمأُنا للحبّ لا يرويه ما هو للمادّة والجسد بل ما هو للروح . قصّة حبٍّ حيث العروس ليست هي المحور والعريس غائبٌ فيها عن السمع بصَمْته.
قصة تدفعنا للغوص في سرّ الحب كي نكتشف أن الشخصيّة الأساسيّة فيها هي يسوع، الصانع الحقيقي، للعرس الحقيقي بخمرةٍ مختلفة، جديدة، بعد أن نفذت الخمرة العتيقة من الأواني.

أيّة خمرة نفدت؟

للإجابة، بحسب موقعه الّذي يرى نفسه فيه بين شخصيات عرس قانا، على كلٍّ منّا الدخول إلى عالمه العميق، متحليًا بالشجاعة والصدق مع الذات لإيجاد الجواب. إنّه لأمرٌ صعب أن يقرّ الإنسان بضعفه أو ضعف موقفه، بنقصٍ ما في حياته وحياة الجماعة... فأية خمرةٍ قد نفذت منها؟
أهي خمرة الحقيقة، المسامحة، العدالة؟ هل هي خمرة الإيمان الصّادق لا الإدّعاء؟ أهي الرحمة، الرجاء، الرأفة، الحبّ؟ هل هي التواضع، الثقة بالنفس وإحترام الذّات؟ هل هي الأمانة للرسالة والبشارة بالكلمة؟ هي حبّ المساعدة والعطاء بتجرّدٍ وفرح؟ هل هي الصمت المقدّس لنستطيع الإصغاء لإرشادات الروح ؟...
لكلٍّ منّا جوابه في ما نفد من خمرةٍ ضرورية لإكتمال فرحه وفرح من حوله بالمسيح . وهنا ينبري السؤال التالي.

لقد إكتشفت أنّ الخمرة نفدت، فماذا أفعل؟

هل أبادر على مثال مريم وأقوم برسالتي، فأُعْلِمَ من هو قادرٌ على مَلء ما نقص من الحب والثقة والسلام والأمانة لله و . . . دون الإكتراث إلى ما سيواجهني من صعوبة في الموقف: "ما لي ولك يا إمرأة"؟ أم أبقى بعيدًا عمّا يجري في عرسِ الحياة وأقول لنفسي "ما لي ولهم، فهذا لا يعنيني"؟
مرَّةً أخرى أترك الجواب في عهدتك بعد أن تترك نفسك تجول في أعماق أعماقك كي تجده!

لماذا يحوّل سرّيًا ؟

يسوع إبن الله الّذي حوّل الماء خمرًا بالسّر، هو نفسه الّذي يحوّل ما يتبقى من ماءٍ في قعر خوابي حياتنا إلى حياةٍ لها طعمٌ مختلف عن تلك التي تعيش من قلّة الموت. يحوّلها إلى جوهرة حبٍّ فيها حياة خمرته الّتي هي أثمن من الحياة نفسها.
إنه يلمس أعمق ما في كياننا وحقيقتنا. "يلمس مكان فقرنا وعرينا حيث لا يركد سوى بعض القطرات كي لا نموت. بملامسته جوهر كياننا، يسوع – الكلمة يحولنا سرّيًا، وسرّيًا يفتحنا على حياةٍ أخرى مُضاءة بحضور الله. لأنّه، في نهاية المطاف، هناك سؤال وحيد يهمّ: "هل الله موجود أم غير موجود في حياتنا، في عالمنا، في تاريخنا، وما كان أصبح عليه الإنسان لو لم يكن الله موجودًا في أعماقنا: في قلبنا وروحنا؟"
لقد لمسناه في عرسِ قانا. ولأن هناك خمرةٌ تنفد، ولأنّه من الضروري تحويل الماء خمرًا، يُجيبنا يسوع بصمتِ هذا الفعل الإسراري، فيظهر بذلك مجده حيث يتجلىّ حضور الآب الكامل فيه.


لِندخل إذًا أعمق ما في وَعْيِنا: هناك نعيش روعة النعمة، نعيش التحوّل الحقيقي لإنساننا الّذي، في يومٍ سيأتي، سوف يشعّ بكلّ الحبّ التواضع على العالم بأسره.

::: تـــــأمـــل وصلاة :::

ربي وإلهي ... لا أعتقد أنّ أحدًا سيعرفك مثلما عرفتك أمّك البتول مريم، فهي من دون أن تنطق بكلمةٍ واحدة إنما بفعلها تكلّمت وقالت لك كأم: "أنا هي الّتي أحبّتك ووَثِقتْ بكَ، أنا هي الّتي تَعلَم مَن أنتَ وتعرف قُدرتك ولقد أخبرتُ الّذين لا يعرفوك بأن يُطيعوك، لك كلّ المجد"؛ هي الّتي قالت لك كإبنة: "أنا هو شعبُك الّذي أدرك بأن الكرمة أصبحت خراب والخمر قد نفد لأنه إبتعد عنك فتاب وعاد إلى طاعة كلمتك، وبأننا في ذلك الزمان الّذي وَعدْتَ به أن تُفيض علينا بالتقدمة والخمر والزيت اللذَين يُسكبان عليها، أجل إن الساعة قد حانت والبوق قد نُفِخ فيه وكهنتك يصرخون إليك ‘أشفق يا رب على شعبك الّذي قد تاب وصام عن الخطيئة‘ (سفر يوئيل)؛ هي العروس الّتي قالت لك: "أنت هو الّذي سيُطعمني ولن تدعني أجوع، وبوجودك لن يعوزني شيء لأنك ستوفّر لي كلّ ما أحتاج. أنت هو العريس الّذي يُحافظ على أهل بيته ويعمل كلّ ما في وسعه من أجلهم"، وحين رأيت إيمانها وطاعة الخدم لكلمتك كان لها ما أرادت فأبعدت الشر عنا وأفضت روحك علينا وأعلمتنا بأنك حاضرٌ في وسطنا.

ربي وإلهي ... أنا آملُ إن سألتني يومًا: "ما لي وما لكِ، أيّتها المرأة؟" أو بمعنى آخر "أتعرف يا إنسان ما علاقتنا ببعض؟" أن يكون جوابي كما أجابت العذراء مريم.
ربي وإلهي ... أنا كثيرٌ عليّ أن أسألك أن تجعل علاقتي بك ومعرفتي لك كمعرفة أمك بك، ولكني أطلب منك أن تجعلني خادمًا مُطيعًا لكلمتك لمجدك ولخير المدعوّين لحفلة العرس السماوي وهذا يكفيني، ولك الشكر على الدوام. آمين.

::: نوايا وصلاة شكر للقدّاس :::

 

نوايا للقدّاس

1- من أجلِ كنيستك والمسؤولينَ فيها، خاصَّةً مار بينيديكتوس السادس عشر بابا روما، ومار بشارة بطرس بطريركنا، وأبينا مار نصرالله، ومار جورج مطراننا مع سائر الأساقفة والكهنة، كَي يَبقَوا دائمًا الخدم الّذين يفعلون ما يأمرهم به إبنك الحبيب، نسألُك يا رب.

2- إجعل يا أبانا على مشارف مدخل الصوم هذا أن لا ننسى طعم الخمرة الجيِّدة حاملين مذاقها بمسيرة توبة نستعيد فيها بهاء نورك العظيم لكي نكون منفتحين إلى حاجة ذواتنا وأخينا الإنسان، نسألكَ يا رب.

3- إجعل مدخل الصوم هذا عرسًا يفرح فيه كل اللبنانيين بتجدد حياتهم الروحية وخياراتهم الوطنية، فَتقوَى فيهِم روحُ العائلة المسيحيَّة، وحسُّ الشراكة مع جميع أبناء وطنِهِم لبنان، نسألك يا رب.

4- نضع أمامك جميع المَرضَى والمُصابينَ من جرَّاءِ حَوادثِ السَيرِ والإجرام ضِدَّ الإنسانيَّة، وخاصَّةً ضدَّ جيشِنا، ومن أجل كل المتألمين جسدًا وروحًا مِن غَدرِ البَشَريَّة، كُن لَهُم البلسمَ الشافي، نسألك يا رَب.

من أجل جميع المنتقلين من هذه الحَياة، وخاصَّةً شُهَداء الجيشِ اللبناني، إستقبلهم في دِيارِك بِما لديك من الأبوَة والرحمةِ والغفران، وكُن لأَهلِهم وأحِبَّائهم العزاء، باعِثًا فيهم الرجاء بِغَدٍ أفضَل ووَطنٍ حُرّ، غافرًا لنا ولهم الخطايا والزلاّت.

صلاة شكر للقدّاس

نشكرك يا أبانا لأنّنا نعرف سلفًا أنك لن تتركنا يتامى في غربة هذا العالم،
نشكرك، لأنَّنا ندرك أن عالم الخطيئة والشرّْ لن ينالَ مِمَّن إفتدَيتَهم بِدمِ إبنك حبيبك على الصليب،
نشكرك، على روحِكَ المُحيِي الَّذي يحفظُنا ويُلهمُنا ويقوّينا ويشجّعنا ويجعلنا خَمرًا جَيِّدًا يَرتوي منها العالمُ كلِّه، وخاصَّةً شرقُنا الحبيب،
نشكرك، نحمدُك، ونُسَبِّحُ أسمك، يا الله الآب والإبن والروح القدس من الآن وإلى أبد الآبدين، آمين.

الأيقونة
من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

المقدّمة والصلاة مع المراجعة العامّة

من إعداد

الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb  

https://www.facebook.com/pnassim.kastoun

 

أفكار من الرّسالة وأفكار على ضوء الإنجيل
من إعداد

الشدياق إدوار حنّا (م.ل.)
hanna_edward@hotmail.com
 
https://www.facebook.com/doudeykha

 

التأمّل الروحي من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

https://www.facebook.com/jamileh.daher?fref=ts

 

تأمّل وصلاة  - تدقيق

السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com 

https://www.facebook.com/nirannoel.iskandarsalmoon

 

نوايا وصلاة شكر للقدّاس
من إعداد
السيدة مادلين ديب سعد

madeleinedib@hotmail.com

https://www.facebook.com/madeleine.d.saad?ref=ts&fref=ts