الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

زمن الميلاد المجيد

 

أحد وجود الربّ في الهيكل
(30 كانون الأوّل 2012)

 

::: مقدّمة :::

- نحتفل اليوم بأحد وجود الربّ في الهيكل الّذي تدعونا الكنيسة، فيه، من خلال نصّين من الرسالة إلى العبرانيين ومن إنجيل لوقا، لنتأمّل معًا في التغيير الّذي أتى به ربّنا يسوع المسيح ليقود كلّ شيء إلى كماله.
- في الرّسالة إلى العبرانيين، يؤكّد الكاتب بأنّ يسوع لم يأتِ من سلالة الكهنة (لاوي) كما حَدَّدَت الشَّريعة، بل من سلالة يهوذا كما قال الله في وعده، وبأنّه أسّس لكهنوت أبديّ لا يزول.
- أمّا في الإنجيل فيغيّر يسوع نظرة أهله إلى نمطيّة العلاقة ما بين الأهل والأبناء حين أكّد لهما بأنّه ينبغي أن يكون فيما هو لأبيه.
- في هذا الأحد، تدعونا الكنيسة إلى التجاوب مع إرادة ربّنا يسوع المسيح عبر تغيير نفوسنا وذواتنا بما يتوافق مع رغبته في أن نكون كاملين على مثال أبينا السماوي.

::: صــلاة :::

نَشكُرُكَ أيّها الآب السماوي، على أبوّتك لنا التي أثمرت لنا تجسّد ابنك يسوع المسيح في تاريخنا البشريّ والتي تستمرّ بالروح القدس، في الكنيسة، عبر البشارة و الأسرار.
أعطنا اليوم أن نكون أمناء على بنوّتنا فيتمجّد بنا وبكلّ شيء إسمك القدّوس وإسم إبنك وروحك القدّوس، من الآن وإلى الأبد، آمين.

::: الرســالة :::

11 إِذًا لَو كَانَ الكَمَالُ قَدْ تَحَقَّقَ بِالكَهَنُوتِ اللاَّوِيّ، وهُوَ أَسَاسُ الشَّرِيعَةِ الَّتي أُعْطِيَتْ لِلشَّعْب، فأَيُّ حَاجَةٍ بَعْدُ إِلى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ "على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق"، ولا يُقَال "عَلى رُتْبَةِ هَارُون"؟
12 فمَتَى تَغَيَّرَ الكَهَنُوت، لا بُدَّ مِنْ تَغْيِيرِ الشَّرِيعَةِ أَيْضًا.
13 فَالَّذي يُقَالُ هـذَا في شَأْنِهِ، أَي الـمَسِيح، جَاءَ مِنْ سِبْطٍ آخَر، لَم يُلازِمْ أَحَدٌ مِنْهُ خِدْمَةَ الـمَذْبَح،
14 ومِنَ الواضِحِ أَنَّ رَبَّنَا أَشْرَقَ مِن يَهُوذَا، مِنْ سِبْطٍ لَمْ يَصِفْهُ مُوسى بِشَيءٍ مِنَ الكَهَنُوت.
15 ويَزِيدُ الأَمْرَ وُضُوحًا أَنَّ الكَاهِنَ الآخَرَ الـَّذي يَقُومُ على مِثَالِ مَلْكِيصَادِق،
16 لَمْ يَقُمْ وَفْقَ شَرِيعةِ وَصِيَّةٍ بَشَرِيَّة، بَلْ وَفْقَ قُوَّةِ حَيَاةٍ لا تَزُول.
17 ويُشْهَدُ لَهُ: "أَنتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد، على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق!".
18 وهـكذَا يَتِمُّ إِبْطَالُ وَصِيَّةِ الكَهنُوتِ السَّابِقَة، بِسَبَبِ ضُعْفِهَا وعَدَمِ نَفْعِهَا،
19 لأَنَّ الشَّرِيعَةَ لَمْ تُبَلِّغْ شَيْئًا إِلى الكَمال، ويَتِمُّ أَيْضًا إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَل، بِهِ نَقْتَرِبُ مِنَ الله.

(الرّسالة إلى العبرانيين – الفصل 7 – الآيات 11 إلى 19)

::: أفكار من وحي الرسالة :::

لقد تأمَّلنا على مَرّ زمن الميلاد بموضوع الإيمان. وقد ميّزت أغلب مقاطع الرسائل التي تُلِيَت على مَسامِعِنا في هذا الزمن المجيد بين الإيْمان بالشَّريعة التي أتت نتيجة الخطيئة فَوَلَدَت للعُبودِيَّة، وبين الإيْمان بالوَعد لإبراهيم الّذي يلد لله بنين، لَهُم الثّقة بأنَّ الله حاضرٌ وسيُحَقِّق الوَعد. وها نحن نعيش في زمن الفرح بتحقيق الوعد الإلهي، والإبن الذي تجسَّد أتانا بالسَّلام المَنشود وأعلن لنا الخلاص الموعود.
في هذا المقطع من الرِّسالة إلى العِبرانيين، يَتِمّ التَّأكيد على كُل ما تَقَدَّم:
- لقد أتى التَّغيير: لم يأتِ يسوع من سلالة الكهنة (لاوي) كما حَدَّدَت الشَّريعة، بل من سلالة يهوذا كما قال الله في وعده. فبهذا التّغيير والخروج عن المَألوف أعلن الله تغيير جذري على مُستوى الشَّريعة.
- لقد أتى الكَمال: كُلّ ما كان تحت حكم الشَّريعة لم يَكُن كاملاً ولا أبديًّا... أمَّا مَن جاءَ من الوعد كان أبديًّا، لا ينتهي ملكه، ولا كهنوته...
ونحن في سنة الإيمان هذه:
- ما هِيَ النَّقلة النَّوعيَّة التي نُريد أن نقوم بها على مُستَوى إيْماننا، جَوابًا على النَّقلة النَّوعِيَّة التي قام بها الله تجاهنا؟ هل نفهم أنَّ الله لم يعُد يُكَلِّمنا بواسطة أحد، بل أتى بنفسه إلَيْنا لِيُعلِن حُبَّهُ لَنا؟ هل نفهم الآن أنَّ إيْماننا ليس إتِّباع للشَّرائِع بل عمليَّة تَجسيد حقيقيَّة للمَحَبَّة في أجسادنا وأقوالنا وأعمالنا؟
- ما هُوَ الكمال الذي نسعى إليه جوابًا على الكمال الذي حَقَّقَهُ الله بيننا؟ هل نكتفي بفكرة أنَّ بشريّتنا ضعيفة؟ أم نفرح بأنَّ الله الكامل لبس جسدنا ليُعطي بشريَّتنا من كماله؟

::: الإنجيل :::

41 وكانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم.
42 ولَمَّا بَلَغَ يَسُوعُ إثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدُوا مَعًا كَمَا هِيَ العَادَةُ في العِيد.
43 وبَعدَ إنْقِضَاءِ أَيَّامِ العِيد، عَادَ الأَبَوَان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، وهُمَا لا يَدْرِيَان.
44 وإذْ كَانَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ في القَافِلَة، سَارَا مَسِيرَةَ يَوْم، ثُمَّ أَخَذَا يَطْلُبانِهِ بَيْنَ الأَقارِبِ والـمَعَارِف.
45 ولَمْ يَجِدَاه، فَعَادَا إِلى أُورَشَليمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ.
46 وَبعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، وَجَدَاهُ في الـهَيكَلِ جَالِسًا بَيْنَ العُلَمَاء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم.
47 وكَانَ جَمِيعُ الَّذينَ يَسْمَعُونَهُ مُنْذَهِلينَ بِذَكَائِهِ وأَجْوِبَتِهِ.
48 ولَمَّا رَآهُ أَبَوَاهُ بُهِتَا، وقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: "يا إبْنِي، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هـكَذا؟ فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!".
49 فَقَالَ لَهُمَا: "لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟".
50 أَمَّا هُمَا فَلَمْ يَفْهَمَا الكَلامَ الَّذي كَلَّمَهُمَا بِهِ.
51 ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا، وعَادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ خَاضِعًا لَـهُمَا. وكَانَتْ أُمُّه تَحْفَظُ كُلَّ هـذِهِ الأُمُورِ في قَلْبِهَا.
52 وكَانَ يَسُوعُ يَنْمُو في الـحِكْمَةِ والقَامَةِ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس.

(إنجيل لوقا – الفصل 2 – الآيات 41 إلى 52)

::: أفـكار من وحـي الإنجيـل :::

أضاع الأهل الصَّبي. وبعد فترة من الألم، في اليَوم الثَّالث، يَوم الرَّب، وجدا إبنهما، الكلمة المتجسِّد، يجادل العلماء خدَّام الكلمة! وفي اليوم الثَّالث فهم الأبوان أنَّهما أمام نقلة نوعِيَّة على مُستَوَى إيْمانهما بالطّفل الذي دعاهُما الله لِيُرَبِّياه:
- إبن التَّغيير طلب التَّغيير: فالأهل طلبا الولد كالعادة، وهو طلب منهما أنه من الطَّبيعي أن يَكون فيما هو لأبيه.
- الكامل خضع للبشر: عاد الولد معهما إلى النَّاصرة، وكان إبنًا صالحًا...
ونحن، في سنة الإيْمان هذه:
- كيف نتصرف مع أولادنا؟ إنطلاقًا من سجن ماضينا؟ أم إنطلاقًا من إيمان بأنَّ الله أرسله لرسالة محدَّدة، ونحن مدعوون لتنمية هذه الرسالة والحفاظ عليها؟
كيف نفهم الكمال؟ هل هو الكبرياء؟ السلطة؟ البعد عن النَّقد؟ أم هو على مثال الكمال الذي أراده الله: الخضوع والتَّواضُع؟

::: تـــــأمـــل روحي :::

للبحث أصول

عندما بزغ فجر المراهقة، أغفل يسوع قافلة "العادات"التقليديّة ليبقى بين أحضان أبيه في الهيكل يصغي إلى علماء الشريعة ويناقشهم. في هذا الحدث تختلف نظرتنا لأنّ المفقود هو يسوع وليس آخر: لقد ترك وراءه كلّ ما يمكن أن يؤمنّ له حياةً مستقبلية بشرية عادية، ليتبع الطريق الّذي عليه أن يمشيها من أجل تحقيق حياة الإنسان- الرسالة التي تختلف كليًّا عن تلك الّتي يرسمها الأهل عادةً لأولادهم، فكانت تلك أوّل أمثولة تُظهِر أنّ محبّة الآب والمضيّ في طريقه يجب أن تكون لها الأولويّة على تطبيق ما يتطلّبه المجتمع والنظم الموروثة في حياتنا.

ماذا لو حصل ذلك مع أحدِ أبنائنا وما كنّا لنفعله؟

على الأرجح لكنّا نسينا الله وأنزلناه عن عرشه السماوي مئة مرّة ولضربنا بعرض الحائط كلّ ما قدّمناه من صلوات وقرابين وشعارات خلال الإحتفالات الموسميّة.

والهرب؟

لكنّا وصفناه بتصرّف الولد العاقّ الخارج عن طاعة الأهل رغبةً بالإستقلالية، ثائرًا عليهما لأسبابٍ غالبًا ما يجهلانها، تدفعه للإتيان بفعلٍ مجنون يوصل بالأهل أحيانًا إلى حدّ عدم الإحتمال، ويضعهما في موقفٍ من الحرج والقلق وعذاب الضمير لا يحسدان عليه مطلقًا.

حيرة؟

في عصرنا الحاضر هناك ما يكفي من الأخطار لترمينا في المجهول، نحن وأولادنا. غالبًا ما نكتشف أنّهم أضاعوا القافلة أو لو يلتحقوا بها سهوًا أو عمدًا، من خلال أفكارهم وطريقة تعاطيهم الحياتيّة وتصرّفاتهم اللامسؤولة والغريبة عن أسس الواقع الصحيح لا المُتخيَّل، فنحتار في أمرهم ولا ندري ماذا نفعل، فننفجر غضبًا وصراخًا يصمّ آذان القلب والبصيرة، مع العلم أنّ أوّل خطوة علينا القيام بها لتصحيح "ما إعوجّ" هي الترجّل من القافلة والعودة وحدنا في الإتجاه المعاكس للبحث عن ولدنا، تاركين أحيانًا رفقاء الدرب والمجتمعات والعلاقات من أجل البحث عنه حيث يجب، حتّى ولو كانت المسالك وعرة وخطرة، كما فعلا يوسف ومريم : لقد قاما بما كان عليهما أن يفعلاه دون أن يعلما ما الّذي كان ينتظرهما.

أيّ مستقبل؟

عندما ننظر حولنا إلى التطوّر الهائل، ربّما نطمئنّ لإعتقادنا أن الأشياء باتت كلّها مؤمّنة لأولادنا ولكن لأي مستقبل؟ هل التطور التكنولوجي والعمراني إلخ ... هي حاملة شهادة ضمانة الغد؟ هل هكذا نبني مجتمع الغد لأولادنا؟ إذا صحّ قولنا، فما هي المعايير المعتمدة لذلك وما هي تلك التي تقرّر أن مجتمع الأجيال اللاحقة سيكون الأفضل والأرض الخصبة لعيشٍ مستقرّ؟ هل ما ورثناه من الأمس على أغلب الصعد يضمن لأولادنا اليوم الإستقرار النفسي والإكتفاء حتى لا أقول السعادة، بين هلالين، لا يُدْرك منها في عالمنا سوى تلمّس القليل أهدابها النادرة؟ أليس أغلب ما قدّموه من إنجازات علمية ومدنية اليوم هي سبّب كوارثنا الطبيعية والمدنية والأخلاقية والحياتية والنفسيّة؟
كل ذلك لأنهم أرادوا وما زلنا نريد عالمًا تسود فيه المنفعة الفرديّة الشخصيّة المتقدّمة على منفعة الآخر والخير العام، إلى درجةِ الوصول إلى مقولة "ومن بعديَ الطوفان".
أعود للقول أننا ركبنا القافلة ومازلنا سائرين فيها بدل أن نتركها لنستعيد ما فقدناه من ذواتنا ومن أولادنا.

وبعدُ ما العمل؟

نترجّل، نتحضّر أم نجابه أخطار البحث عن المفقود، وحالما نجدهم، نجلس معهم، على المقعد نفسه ونفتح كتاب التحاور والتفاهم، والشرح والتوضيح، وإحترام الرأي والرأي الآخر فنكون كلّنا في منزل أبينا الحقيقي الذي يحمل الكلمة نفسها إلى كلّ ساكنيه والروح نفسه والحياة ذاتها في إطارِ من الحبّ السامي المتجرّد.

::: تـــــأمـــل وصلاة :::

ربي وإلهي ... اليوم بالذات أنا هي التي تاهت وإبتعدتُ كثيرًا عنك، ويا ليتني تهت في بيتك، بل على العكس أراني تائهة في "محبة ذاتي" فرفست النعمة التي أعطيتني إيّاها، اليوم نسيتُ أنك أتيت لي وأجلستني بجانبك وأسمعتني صوتك وشرحت لي وكنتُ لوهلة من تلاميذك، شرحت لي عن أهمية الآباء ومسؤوليتهم تجاه أبناءهم في أخذهم لممارسة الطقوس الدينية التي تعلّمهم عن وجودك وعن محبتك لنا بما فعلته لنا للخلاص من الشرير. شرحت لي عن مكان وجودك وأين أستطيع أن أجدك، شرحت لي بأني على الرغم من الألم الّذي قد أواجهه من الآخرين عليّ أن أقول "كرمال عيونك كل شيء يهون"، شرحت لي أمورًا كثيرة ومع ذلك أصابني الشلل ولم أذهب لبيتك لأستمع إليك مرة أخرى. هل لأن كلامك يُقيّد حريتي؟!! وأي حرية هذه التي أبحث عنها!! حرية التحرر من المسؤولية تجاهك وتجاه البنين!!
ربي وإلهي ... قرأت في المزمور "يا رب قد سبرتني فعرِفتني عرفت جلوسي وقيامي ... أين أذهبُ من روحك وأين أهربُ من وجهك؟ ... أللَّهُمّ أسبرني وأعرف قلبي إمتحنّي وأعرف همومي وأنظر هل من سبيل سوءٍ فيّ وأهدني سبيل الأبد"، أجل يا رب، تعال وتفقدني مرة أخرى وإنصحني وغيّر أفكاري الشريرة البعيدة عن قدسية أسمك، فأنا لا أود أن أخرج من بيتك، وروحك القدوس يهمس في أُذني "ما ينفع الإنسان إن ربح العالم كله وخسر نفسه" ونفسي هي أنت. تعال ولا تتأخر فأنت تعرف أين أنا وما أحتاج لأكون إبنةً لك ذا قلب مُحب ومطيع، ولك الشكر على الدوام. آمين.

::: نوايا وصلاة شكر للقدّاس :::

 

نوايا للقدّاس

1- نصلّي من أجل الكنيسة والمسؤولينَ فيها، خاصَّةً مار بينيديكتوس السادس عشر بابا روما، ومار بشارة بطرس بطريركنا الأنطاكي، وأبينا مار نصرالله، ومار جورج مطراننا مع سائر الأساقفة والكهنة، كَي يبقَوا على مِثالِ مَلكيصادِق، قائمينَ وَفقَ قوَّةِ حَياةٍ لا تَزول، نسألُك يا رب.
2- علِّمنا، كُلَّما قدَّستنا ومنَحتنا جسدَ إبنِكَ غِذاءً، ألاّ نترُكَه في الكنيسة عندما نرحل، بل نُبقيه معنا، نَقتدي به، ونستعينُ بقُوَّته كلَّما أنهَكنا التَعب أو غدرَ بِنا صَديق، نسألكَ يا رب.
3- كلَّما إشتدَّت بنا المَصائب أو قرع الموتُ أبوابنا، نلتجِئُ إلى صديقٍ أو قريبٍ نأتمِنُهُ على أسرارِنا، أو نلجأُ إلى عاداتٍ مؤذية تفتكُ بِحَياتنا كالإدمان، أعطِنا، في أوقاتٍ كَهذه، أن نلتَجئَ إلَيك، ونتعزَّى بك ومعك، فنقوى على بُؤسِنا، نسألك يا رب.
4- نضعُ أمامك العائلاتِ المُفَكَّكة في العالمِ كُلِّه، ضَع في قلوبِهم الرَغبةَ بالتشبُّه بِعائلةِ الناصِرة، هذه العائلة الّتي تبحثُ دَومًا عن يسوع، وتنمو معه بالحِكمة والقامة والنِعمة، نسألك يا رَب.
5- نضعُ أمامكَ كلَّ مَن فارقَ هذه الحَياة، أدخِلهُ مَلكوتَك المعَد له من قَبلِ إنشاءِ العالم، غافرًا لنا وله الخطايا والزلاّت.

 

صلاة شكر للقدّاس

على محبَّتك اللامتناهية لنا، هذه المحبَّة الّتي تبحث عن الإنسان لِتَضُمَّه إلى رَقصَتِها مع الآب والإبن والروح،
على السُلطةِ الَّتي منحتنا إيَّاها، والَّتي تجعلُكَ خاضِعًا لنا في القدّاس عند إستِدعاءِ الروح القدس وتحويل الخبز والخمر إلى جسدك ودَمِك، أو في الإعتراف عند مغفرة الخطايا،
على تواضُعِك الّذي يجعلنا نَعتقِد أنَّنا نَبحَثُ عنك، والحقيقةُ أنّك أنت دَومًا البادئ في البَحثِ عن الإنسان،
نشكرك، نعبدك ونمجِّدك، أيُّها الآب والإبن والروح القدس، من الآن وإلى الأبد، آمين.

المقدّمة والصلاة

من إعداد

الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb  

 

أفكار من الرّسالة وأفكار من وحي الإنجيل
من إعداد

الإكليريكي فؤاد فهد

 fouad.fahed@hotmail.com

 

التأمّل الروحي من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

 

تأمّل وصلاة  

السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com 

 

نوايا وصلاة شكر للقدّاس
من إعداد
السيدة مادلين ديب سعد

madeleinedib@hotmail.com

 

 مراجعة وتدقيق
الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb  

 

مراجعة وتدقيق بالتعاون مع
السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com