الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

زمن الدنح المبارك
عيد الدنح المجيد
(6 كانون الثاني 2012)

 

 

 

::: مقدّمة :::

• نفتتح مع عيد الدنح زمناً طقسيّاً جديداً هو زمن الدنح. ونتأمّل في قراءتين: قراءة من رسالة القديس بولس إلى تلميذه تيطس وقراءة من إنجيل القديس لوقا .
• في الرّسالة، نتأمّل مع مار بولس في مفهوم النعمة التي تبرّرنا وتنمينا في بنوّتنا للآب..
• في الإنجيل، نتأمّل في شخصيّة يوحنا المعمدان الّذي عرف كيف يمهّد سبل الفداء أمام المخلّص الآتي بتواضع ليعتمد من يديه.
في هذا العيد، تدعونا الكنيسة لنسأل ذواتنا حول مدى أمانتنا للمهمّة الموكولة إلينا منذ أن تعمّدنا وهي تمهيد السبل للمسيح ليدخل إلى قلوب من نعيش معهم أو نلتقي بهم!

::: صــلاة :::

نشكرك أيّها الآب السماوي لأنّك كرّستنا أبناء يوم أعلنت بصوتك أنّ يسوع هو ابنك،
نشكرك أيّها الابن الفادي لأنّك يوم معموديّتك حوّلت توبة الإنسان إلى فعل انتماء إلى جماعة المؤمنين بالخلاص الّذي تمّمته بصلبك وقيامتك،
نشكرك أيّها الرّوح القدس لأنّك تذكّرنا ببنوّتنا للآب وبانتمائنا إلى كنيسة المسيح وتشجّعنا على المضي في سبل الشهادة لإيماننا بالأقوال والأفعال،
فيتمجّد بنا على الدوام اسم الثالوث الأقدس، الآن وكلّ أوان وإلى أبد الآبدين، آمين.

::: الرســالة :::

11 لأَنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس،
12 وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الـحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة،
13 مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد، وظُهُورَ مَجْدِ إِلـهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ الـمَسِيح،
14 الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا، غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة.
15 تَكَلَّمْ بِهـذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان. ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد.
1 ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح،
2 ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس.
3 فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والـحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا.
4 ولـكِنْ لـَمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر،
5 خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ الـمِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس،
6 الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا.
7 فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الـحَياةِ الأَبَدِيَّة.

(الرّسالة إلى تيطس – الفصل 2 – الآية11 إلى الفصل 3 الآية 7)

::: تأمّل من وحي الرسالة :::

يبدأ هذا المقطع من الرّسالة إلى تيطس بعبارة "نعمة الله"، وينتهي بعبارة "نعمة المسيح"، للتّأكيد على دور النّعمة في خلاصنا؛ هذه النّعمة المجّانيّة التي ننالها عن غير استحقاق، هي التي تجعلنا نولد ثانية في سرّ العماد بقوّة الرّوح القدس، فتقودنا إلى حياة جديدة في المسيح، وبه ومعه، على رجاء لقاء مجد إلهنا العظيم.
من ثمار هذه النّعمة المجّانيّة أنّها تبرّرنا: فلا نعود "أغبياء متمرّدين ضالّين، عبيدًا للشّهوات ولجميع أنواع الملذّات، نعيش في الخبث والحسد، مكروهين، يبغض بعضنا بعضًا"، بل تعلّمنا الإمتناع عن الكفر وشهوات هذه الدّنيا، لنعيش بتعقّل وصلاح وتقوى في العالم الحاضر، تمهيدًا لليوم المبارك.
بمعنى آخر، هذه النّعمة تجعلنا أبناء الله الأحبّاء، الذين بهم يسرّ الآب.
في العماد، أصبحنا جميعًا تلامذة للنّعمة: لها أن تنمّينا في بنوّتنا للآب، ولنا أن نتجاوب معها، لنيل ما ينفعنا ويفيدنا. وكما يتميّز تلميذ عن آخر في اجتهاده، وطوعيّته، وأخذ الأمور على محمل الجدّ، وصولاً إلى التّفوّق والنّجاح، كذلك نحن الأبناء، نسعى إلى المحافظة على بنوّتنا التي نلناها.
غير أنّنا، في بعض الأحيان، نتجاهل كسلنا ولامبالاتنا، ونحاول تبرير إهمالنا، زاعمين أنّنا نقوم بأعمال البرّ والصّلاح، ونحسن إلى الفقراء والمعوزين. وما إن يثور غضبنا، حتّى نطلق لألسنتنا العنان في الكفر والشّتائم والإهانات.
فهل تكفي أعمال البرّ والصّلاح لنكون أبناء الآب؟
لذلك، لا يكتفي بولس الرّسول بتشجيع تلميذه تيطس على نشر التّعليم الخلاصيّ، بل يحثّه على التّوبيخ بحزم إذا ما اقتضى الأمر ذلك، داعيًا إيّانا لأن نكون مستعدّين لكلّ عمل صالح، لطفاء، نعامل جميع النّاس بكلّ وداعة، وأيضًا: لا نشتم أحدًا ولا نماحك.

::: الانــجيل :::

15 وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والـجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ الـمَسِيح،
16 أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: "أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار.
17 في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ".
18 وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم.
19 لـكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها،
20 زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن.
21 ولـمَّا اعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، واعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، انفَتَحَتِ السَّمَاء،
22 ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: "أَنْتَ هُوَ ابْنِي الـحَبِيب، بِكَ رَضِيت".

) إنجيل لوقا – الفصل 3 – الآيات 15 إلى 22(

::: تأمّــل من وحـي الإنجيـل :::

يصوّر لوقا الإنجيليّ مشهد عماد يسوع، بعد أن كان الشّعب ينتظره. مشهد، لطالما قرأنا نصّه، وسمعناه، أقلّه يوم عيد الدّنح من كلّ سنة، لنفهم أنّ يسوع المسيح قد أعلنه الآب، بالرّوح القدس، ابنًا يسرّ به، لأنّه الإبن الذي تجسّد ليخلّص الخليقة ويعيد إليها الحياة.
هذا هو إيماننا الرّاسخ الذي لا يقبل أيّ تأويل أو تحريف. لكنّ لهذا المشهد الرئيسيّ، مشهد خلفيّ: مشهد تجمهر الشّعب حول يوحنّا المعمدان. فماذا لو لم يمهّد يوحنّا السّابق طريق الرّبّ؟ ألم يخشَ يوحنّا المعمدان خسران شعبيّته بسبب تعليمه الحازم وعدم مراعاته حيثيات الأشخاص ومواقعهم؟
إختبر يوحنّا دعوته، فاجتمع الشّعب من حوله، لما كان له من سلطان من الله. ومع ذلك، فهم دوره، وعرف أنّ معموديّته لن تكون سوى مقدّمة لمعموديّة المسيح التي تكمّل نقصنا وتطهّرنا من أيّة شائبة، فعلّمنا أن نترك للرّبّ دوره الفاعل، مهما عظم شأننا، واتسعت آفاق معرفتنا.
تسلّح يوحنّا المعمدان بالحقّ في مواجهة الباطل، فلم يهتمّ لتزمّر الآخرين منه، ولم يتوانَ عن تحذير الخاطئ من مغبّة أعماله السّيّئة، مهما كانت صفة هذا الخاطئ أو مكانته الإجتماعيّة والسّياسيّة والماليّة، لأنّ الرّبّ آتٍ بالحقّ ينقّي بيدره بيده، جامعًا القمح في ملكوته، وطارحًا التّبن في نار لا تنطفئ.
كلّنا معمّدون، ودعوتنا هي دعوة يوحنّا المعمدان: هي أن نمهّد طريق الرّبّ أمام من نلتقيهم في محيطنا الذي زرعنا الله فيه. ومن الأفضل لنا أن نكون قمحًا مصيره الملكوت، لا تبنًا مطروحًا في النّار.
فلنتسلّح بالحقّ ليحرّرنا الحقّ، "نسمّي الأشياء بأسمائها" دون محاباة أو مساومة، غير آبهين لتذمّر البعض من صراحتنا وحزمنا، سيما في مجتمعنا الذي يشهد مؤخّرًا إنحلالاً صارخًا لبعض القيم الإنسانيّة الجوهريّة بسبب تراخينا في التّربية والتّعليم بحجّة التّحرّر والإنفتاح اللامسؤول على ثقافات هدّامة لا تتلاءم وثقافتنا المسيحيّة الدّاعية إلى حرّيّة الإنسان وكرامته البشريّة.

::: قراءات آبائيّة لزمن الميلاد :::

عيد الدنح


9- المُعَمَّدون الذينَ صَعِدوا تَقَدَّسوا، والمَوسومين الذين نَزَلوا تَطَهّروا،
الذينَ صَعِدوا تَوَشَّحوا بالمَجد، والذينَ نَزَلوا خَلَعوا الخَطيئَة.
آدَم خَلَعَ مَجْدَهُ فَجأةً، وأنتم فَجأةً لَبِسْتُمُ المَجد.

10- إذا عَتُقَ البَيت التُّرابي، يُمكِن أن يَتَجَدَّدَ بِواسِطة المِياه
وَجَسَد آدَم التّرابي الذي عَتُقَ يَتَجَدَّدُ بالمِياه.
ها إنَّ الكَهَنَة مِثل البَنَّائِين قَدْ جَدَّدوا أجْسادَكُم ثانِيَةً.

11- يا للعَجَب العَظيم! إنَّ الصُّوف يقبل كُلّ الأصبِغَة،
كَما يَقبَل الفكر كلّ المواضيع، وباسم صبغَتِهِ يَتَكَنَّى.
كذلِكَ أنتم: تَعَمَّدتُم "مُستَمِعين" وَتَكَنَّيْتُم "مُتَناوِلين".

(مار أفرام السرياني، أناشيد الدّنح، النّشيد السّادس، الأبيات 9- 11)

::: تأمّل روحي  :::

عطيّة الحياة

لم تكن الهويّة الرّوحيّةِ يومًا مُوَثّقة في حياة الإنسان إلاّ عندما فُتِحت السّماء وأعلن الآب هويّة يسوع بعد أن نزل الرّوح القدس عليه ساعة اعتماده على يد يوحنّا، حيث ظهرت ثلاثة أحداث متزامنةٍ، حاملة رسالة جوهريّة لكلّ من اتّسم بختم البنوّة للآب بمعموديّة الماء والرّوح.

التهيّؤ للرّسالة

لقد كبر يسوع بهدوء وسلام حتّى سنّ الثلاثين. في ذاك الوقت حانت ساعة دخوله حياة العلن. آتيًا من أجلِ ترميم العلاقة بين الله والإنسان قام بخطوته الأولى، كإبنِ الإنسان، والكلمة المتجسّد، ودخل بصلاةٍ عميقة إلى الآب وهو يعتمد، فكان حلول الرّوح جليًا عليه... هل نتهيّأ نحن بالصلاة وندخل بوحدةٍ مع الآب قبل اتّخاذ أيّ قرار أو الإقدام على أيّ عملٍ في حياتنا؟

فعل تواضع

يسوع، إبن الله، توجّه نحو يوحنّا، بفعل توبة وغسلٍ رمزيّ بماء الأردنّ، مع الجموع، الخاطئة الطالبة المغفرةِ. فهل كان خاطئًا؟ الأناجيل الأربعة تحكي قصّة العماد، وفي كلٍّها إعلانٌ لألوهة المسيح: بصوت الآب، بلسان الشّهود واعتراف يوحنّا المعمدان بأنّه "حمل الله". هو الطّاهر القدّوس القويّ، إتّخذ موقف التّائب، آخِذًا على عاتقه ضعف الإنسان وخطيئته، حاملاً إيّاها طيلة حياته بين البشر حتّى الصليب كي يكون لنا مثالاً للتواضع الحقيقي.

الحجاب يتمزّق

قبل أن ينشقّ حجاب الهيكل البشريّ، بدأ يتمزّق ببشارة مريم ثمّ بولادة يسوع، واليوم بمعموديّته. لقد تمزّق حجاب القساوة بين صلف الإنسان (كلّ هيرودس حتّى يومنا هذا) ولطف الله. بين هجر الإنسان للحبّ وتلقّي الآب للإنسان بمحبّته الشّاملة، فانفتحت السموات على الحياة ﺒ"الإبن الحبيب". لقد انفتحت على دربِ الخلاص، الّذي ابتدأ من نهر الأردنّ، بالمعموديّة ونوال الرّوح القدس المعزّي، المجدِّد، روح الحبّ والحكمة والفهم. فأين نحن اليوم من علامات الله المعطاة لنا بالمعموديّة؟

تكلّم الله من السّماء

"هذا هو ابني الحبيب". كلمة كشفت هويّة يسوع المسيح للمؤمنين. أعطت الضوء الأخضر لبدء المسيرةِ واتّباعه من أجل نيل الحياة الّتي ننتظر.
ليس صدفةً أنّنا نتّخذ يسوع لنا المثال الّذي يُحتذى به، ليس صدفة!
هو واقعٌ جدّد الفهم في قلوبنا، وسكب فيها حبّه اللامحدودِ بواسطة روحه القدّوس. باتّخاذه جسدًا من جسدنا، بتْنا نراه أقرب إلى الصّورة الّتي نفهمها ونحسن تظهيرها، مع العلم أنّه " إله من إله"... وننسى ذلك...! فمعموديّة المسيح كانت كشفًا لسرٍّ موجود من قبل الدّهور. سرّ أصبح اليوم مُعلَنًا بكلّ ما يحويه من كنوزٍ خلاصيّة وحياة جديدة مطْمَئنّة هانئة حتّى في أصعب أوقاتها ومحنِها.
فانطلاقًا من واقع إيماننا بالّذي أتى من أجلنا، ورجائنا الّذي يحملنا على انتظار اللقاء الأخير بفرحٍ، لِنَسِر يومًا بيوم تجلّي حبّ الله في الإنسان والعالم.

::: نوايا وصلاة شكر للقدّاس :::

 

نوايا للقدّاس

1- نصلّي من أجل المسؤولين في الكنيسة، خاصَّةً مار بينيديكتوس السادس عشر بابا روما ومار بشارة بطرس بطريركنا الأنطاكي، وأبينا مار نصرالله بطرس، ومار جورج مطراننا مع سائر الأساقفة والكهنة والمُكَرّسين على اسمك القدّوس، كَي يُوَبِّخوا بِكلِّ سُلطان، وَيُبَشِّروا بِنِعمةِ الله خلاصًا لجَميع الناس، هذه النِعمة الّتي تؤدِّبنا كَي نحيا بِرَزانةٍ وبرٍّ وتقوى، نسألك يا رب.
2- عندما ننظر إلى إنسانٍ ضالّ، ذَكِّرنا أنّنا نحن أيضًا ضَلَلنا في مَرحلةٍ ما، وعندما نُدينُ شَخصًا سالِكًا في الشرِّ والحَسَد، أعطنا أن نتذكَّر أنّنا نحن أيضًا، كُنّا ولا زِلنا، نسلك في نفسِ الدرب، ومُسَيَّرين بِشَهَواتٍ على اختلافِ أنوعها؛ عندها، لن نُجَدِّف بل نُظهِر كلَّ وداعةٍ لِجميع الناس، نسألك يا رب.
3- السنة الجديدة تطوي السنوات القديمة، وتَطوي معها كلَّ أحزانها وآلامِها وأخطائها، أعطنا، مع بداية العام الجديد، ومع ذكرى ظهورِ الرَب بأقانيمه الثلاثة في نهر الأردُن، أن نتحرَّر من كلِّ ما يُكَبِّلنا ونَنطلق إلَيك بِكلِّ ثِقةٍ، عالِمين أنّكَ تُبَرِّرُنا بِرَحمَتِك ومَحَبَّتِك، ولَيسَ بأعمالِ برٍّ عَمِلناها، نسألك يا رب.
4- عندما ننجحُ في عملٍ نقوم به، أو نبرُزُ في وَزنةٍ أُعطِيَت لنا، أعطنا أن ننظرَ إلى مَحدوديَّتنا واضِعينَ الأمورَ في نِصابها، فلا نتكابَر ولانسكَرَ بِذاتنا، نسألك يا رب.
نُصَلّي من أجلِ كلِّ مَن انتَقلَ مِن هذه الحياة، بَرِّرهُ بِنِعمتِك، واجعَلهُ من الوارثين وَفقًا لِرَجاءِ الحياةِ الأبديّة، غافراً لنا وله الخطايا والزلاَّت.

صلاة شكر للقدّاس

خلَقتنا، وأحببتَ ما خلَقَت يداك،
لَم تُدِنّا بِسَببِ آثامنا وضعفنا،
ولم تُكافِئنا بِسبب بِرٍّ عَمِلناه،
بل بِحَسَب لُطفِك ورَحمتِك أفَضتَ نِعمتَك علَينا، خلاصًا لِجَميعِ الناس،
تُؤَدِّبنا، لِنَحيا بِرَزانةٍ وبِرٍّ وتَقوى،
وبِجسد المسيح ابنك، تُغَذّينا،
وَبِغَسلِ الميلادِ الثاني وتجديد الروح القدس، تُصالحنا، وتمنحنا الفِرصَةَ تِلوَ الأخرى لِلبدءِ من جديد،
وبِصَوتِ الأبوَّةِ تدعونا لِنَرثَ مع ابنك الحبيب،
لك الشكر والحمد والسجود،
أيّها الثالوث، الآب والابن والروح القدس، من الآن وإلى الأبد، آمين. 

 

المقدّمة والصلاة،

من إعداد

الخوري نسيم قسطون
(منسّق النشرة)
nkastoun@idm.net.lb

 

أفكار من وحي الرّسالة،

وأفكار من وحي الإنجيل

من إعداد
الشدياق راشد الشويري
rachedbc@hotmail.com

 

قراءات آبائيّة لزمن الميلاد
من إعداد
الاكليريكي فؤاد فهد
fouad.fahed@hotmail.com

 

التأمّل الروحي من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

 

نوايا وصلاة شكر للقدّاس
من إعداد
السيدة مادلين ديب سعد

madeleinedib@hotmail.com