Email: elie@kobayat.org

back to 

 

أحد شفاء المخلّع
(2/03/2008)

 

صلاة
يا رب ، متل ما المخلَع ما قدر يوصل لعندك لوحدو ، بحياتنا أشخاص وعائلات وأوطان مخلَعة ، أعماها روح العالم وتناست شو قلت : "انتم في العالم ولكنكم لستم من العالم ". أعطِ يا رب روحك القدوس بمواهبه السبع ليرجع هودي المخلعين لإلك، أنت الوحيد القادر على الشفاء الروحي والجسدي وأنو نكون نحنا المساعدين لإلن لنوصل معن لعندك وما نكون عثرة لإلن أو مخلَعين أكتر منن، حتى نقدر نلتقي فيك متل ما ردت أن نكون واحد معك، آمين .

 

الرِّسالة

مِنَ الـنَّاسِ مَنْ تَكُونُ خَطَايَاهُم وَاضِحَةً قَبْلَ الـحُكمِ فِيهَا، ومِنهُم مَنْ لا تَكُونُ واضِحَةً إِلاَّ بَعْدَهُ. كذلِكَ فَإِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة.
على جَمِيعِ الَّذِينَ تَحْتَ نِيرِ العُبُودِيَّةِ أَنْ يَحْسَبُوا أَسْيَادَهُم أَهْلاً لِكُلِّ كَرَامَة، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى اسْمِ اللهِ وتَعْلِيمِهِ. أَمَّا الَّذِينَ لَهُم أَسْيَادٌ مُؤْمِنُونَ فلا يَسْتَهِينُوا بِهِم، لأَنَّهُم إِخْوَة، بَلْ بِالأَحْرَى فَلْيَخْدُمُوهُم، لأَنَّ الـمُسْتَفِيدِينَ مِن خَدْمَتِهِم الطَّيِّبَةِ هُم مُؤْمِنُونَ وأَحِبَّاء، ذـلِكَ مَا يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُ وتَعِظَ بِهِ.
فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بالكَلامِ الصَّحِيح، كَلامِ ربِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، وبِالتَّعْلِيمِ الـمُوَافِقِ للتَّقْوى، فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ الـمُجادلاتِ والـمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الـحَسَدُ والـخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ، والـمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الـحَقّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوى وَسيلَةٌ لِلرِّبْح.

(1طيم 5/24-6\5)

 

حول الرِّسالة
بعدما أُطلق سراح بولس من سجنه الأوَل بروما ، وقبل أن يسجن للمرة الثانية التي ستودي بحياته، حيث كان عارفاً بقرب انتهاء حياته الزمنية، وجد أنه من اللازم أن يضع أمام تلميذه المحبوب تيموتاوس كيف يتصرف. فأرسل له بهذه الرسالة التي هي نهج حياة فيها نصائح وتشجيعات وتحذيرات وهي أول الرسائل الراعوية الثلاث .
بوصوله إلى الفصل السادس يتكلم عن واجبات العبيد المؤمنين، إذ أنه كان يشعر بما كان يعانيه هؤلاء العبيد من استبداد أسيادهم وما كان يحصل من إساءات من السادة تجاه عبيدهم، فيصبِرالأخيرين على وضعهم، ويلاحظ ان كلامه الى العبيد أعقب كلامه الى الكهنة الخدام .
إن كان السيِد الذي يُخدم هو سيِد زمني إلا أنه أخ روحي، أخ بالمسيح وهو انسان محبوب من المسيح.
نحن في العام 2008 وكلام بولس عام 64 تقريباً – سنة كتابة الرسالة – هو نفسه يقوله اليوم وبالإضافة إلى الخدم المحليين، يتزايد عدد الذين يعبرون قارات وقارات للوصول إلى بيوتنا وأماكن أشغالنا نظراً للفقر والعوز المستفحل في بلدانهم ومجتمعاتهم. إن هذا الخادم يستحق أجره وهو أحد هؤلاء الصغار الذي شبَه المسيح نفسه بهم. إنَه أخ بالمسيح وبالإنسانية ، مخلوق على صورة الله ومثاله له كرامته ويستحق أن يعيش حياته الكريمة وعلى السيِد أن يساهم في الحفاظ على الكرامة والحقوق.وفي الآوقات الكثيرة نلاحظ شهادة هذا الخادم اليوم بشهادته للمسيح إن كان على الصعيد الروحي أو على صعيد الخدمة وإن كان لا يقابَل بالمعاملة اللائقة به كخادم .

 

الإنجيل
وبَعْدَ أَيَّامٍ عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت.
فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ الـمَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله.
فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الـجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ الـمُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: "يَا ابْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!".
وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: "لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هـذَا الرَّجُلُ هـكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الـخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟".
وفي الـحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هـكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: "لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهـذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَامْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الـخَطَايَا عَلَى الأَرْض"، قالَ لِلْمُخَلَّع: "لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، واذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!".
فقَامَ في الـحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الـجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: "مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هـذَا البَتَّة!".

(مر2 /1-12)


فهم الإنجيل – عيش الإنجيل

هذا النص الغني بالرموز يدفعنا لوقفتين : الأولى روحية والأخرى اجتماعية.

العبرة الروحية هي أن الله يحقق الشفاء استجابة لطلبات الجماعة لا الطلبات الشخصية فقط، فإيمان الجماعة أنقذ المخلَع كما أنَه في إنجيل الأعمى ، إيمان الأعمى هو سبب في شفائه . فالإلتجاء إلى الله يكون أكنا مخلَعين ، أم نلتجىء حاملين المخلَعين .

عندما تغلق جميع المنافذ من الجهات الأربع تبقى جهة السماء المعبر الوحيد الذي لا يغلق بابه بوجه أحبائه .

المخلَع هو ذاك الشخص المفكك الغير قادر على التواصل الجسدي وبالتالي غير قادر على التوحد . التخلُع يصيب الأشخاص، يصيب الأُسر – يصيب المجتمعات- كما الأوطان.
الأشخاص الأربعة حملوا المخلَع على أيديهم بعدما كانوا حملوه في قلوبهم وفكرهم واراداتهم .

إن وُجد مخلَع في مجتمع من مجتمعاتنا هل نحمله كجماعة لمساعدته ومعافاته أم نحمله على ألسنتنا للتشهير به في صبحياتنا وسهراتنا ؟
هل نعلم أننا يمكن أن نكون نِعمة لهذا الشخص بدل أن نكون نقمة عليه وسبب في تفاقم تخلُعه ومن ثَمَ موته .

 

خاطرة
فلمَّا عَجِزوا عَن الوُصولِ بِه إليهِ لِكثرَةِ الزِّحامِ، نقَبُوا السَّقفَ وكشَفوا فوقَ المكانِ الذي كانَ فيهِ يَسوعُ ودلّوا الكسيحَ وهوَ على فراشِهِ.
كان بالامكان المجيء في يومٍ آخر... لكن عجيب عزمهم وايمانهم!! هكذا نحن ايضاً في اختبارنا الروحي علينا الاّ نعود في يوم آخر الى يسوع...لأننا نستطيع، بالرغم من كل الصعوبات، بواسطة صلاتنا وصلاة الجماعة، أن ننقب القبة السماوية لنضع نصب عيني يسوع الحالة التي آلت اليها مجتمعاتنا المخلعة بالخطيئة...

إن سُدـت الطرق الأفقية فلا تخف لأن هناك الطريق العامودية لا تبرح سالكة , لترفع عيوننا وعقولنا الى العلى وهو القادر على كل شيء.

 

الشدياق جوزيف أنطون
(زمن الصوم 2008)


تأمل: " ثق بي "

وقفت على باب ذاك البيت في كفرناحوم أتأمل .
يسوع يعلم والجموع تزحم المكان ، كلُّ يريد بغية قلبه من ذاك المنتظر ، كثيرون كانوا هناك يسمعون ، ولكن كم منهم كان يصغي ، كلهم كانوا يريدون أن ينظروا
" طفل الناصرة " الذي أضحى شاباً ، معلماً بكلامٍ لم يعهدوه من قبل عن الأعتراف ولكن كم منهم اتى ليفهم ويمشي الطريق معه ؟
وكما في كل المجتمعات في ذلك الزمان دخل معلمو الشريعة عقر الدار لأنهم يختلفون عن الجمع الحاضر ، وتمركزوا أمام "ابن البشر " ، ابن يوسف النجار ، متفرّسين مترقّبين كلَّ حركة أو كلمة تخرج من فمه تدينه، هو الذي، بحسب مفهومهم ، تجرّأ ودخل حياتهم الروحية كي يحوّلها من خلال تأليب الشعب ضدّهم .
في تلك اللحظات كانت الصدمة الكبرى لهم : تدلّى وسطهم" كومةٌ" من جسد ٍ تخلَّعت أوصاله ، وأخذ اليأس والألم من شخصِهِ كلّ ما يملك من فرح وهناء: "ثق يا بُني ، مغفورةٌ لك خطاياك" . وإذ ذاك بدأت خطةُ الصليب تَرسُمُ أولى خطواتها على أوراق حُجَجهم ليسندوا بها اتهاماتهم ضدَّ يسوع "ذا السلطان".
أما هو فقد غاصَ في أعماق ذاك الكسيح، ودون أن يُطلب منه تحننَّ عليه وأعلن ثمرة إيمان أولئك الرجال الذين دَلّوه بآيةِ الشفاء معيداً إليه السلام والطمأنينة ، مشجعاً إيّاه على الثقة بالله الغافر . وللوقت عَلاَ التسبيح والمجد للله الآب القادر الرحيم .
غُصْتُ في محبة الله للإنسان فخجلت من قلَّةِ إيماني .
غريب هذا الإله الحيُ كم يعطي بسخاء لكلّ من يؤمن به بالحقِّ والحقيقة ،
وغريبٌ أنا الأنسان كم أكون فرّيسياً بسخريتي من الذي يطهّر ذاته بالأعتراف والتوبة .
في المجامع ألتَحِمُ بالمرموقين كي يُنظَرَ إليَّ" بالمهمّ " وفي الحسنة " أفلش " نقودي أمام الحاضرين كي يعلم القاصي والداني بحسنتي للمحتاج وهذا الأخير يحتاجُ الى محبتي الدافئة، المستورة والمُبَلْسِمة للجراح لا لفضيلتي الباردة كالحديد الذي يقرع "والصنج الذي يطنّ " ولا حياة فيه .
كم أكون فريسيا ًعندما أشَرّعُ لذاتي دساتير الأستغلال للكسيح دون أن أجهد نفسي في دفع كرسيه المتحرك ، وفي الصحف أطالب بتشريع ٍ جدِيدٍ رنّان لينال حقوقه بدل أن أكون له أولاً اليدين والرجلين أو النور لعينيه . أين أيماني بالآب ؟ هل أثق به حقاً لأحبّه بقدر ما أحبَّني ؟ هل لي الجرأة أن أفرغ قلبي أمامه وأُدَلِّي تخلُع تصرفاتي من شرٍ وحقدٍ ، طمع ٍ وأهواء ....من فتحة الإيمان وأضعها أمامَ ناظريهِ ليشفيني ؟ هل أجلس بحضرتهِ قبل أن أغمض عيناي ولو لدقائق ، وأسكب مرارتي وتعبي المتراكم وأشْرِكه فرحي وحبّي الذي أضاءَ عتمةَ نهاريَ المضني؟
ما هو هذا الإيمان الذي يجعلني أولي اهتماماً لجسدي ، فأُغْنيه بالتبرُّج والعطور،بالطَّلةِ والموضة، وأهمل صحَّة نفسي وجمالها، فيَتَسَلّلُ الشللُ إليها كالنعاس وتموت فيها المحبّة شيئاً فشيئاً إلى أن ينعدم البرّ وتخمُدُ جمرة الفضائل ؟ أين إيماني بالحبّ وأنا من الحبِّ لا أعرف سوى المظاهر، سوى الكلام المعسول لحبيبي أمّا قلبي فبعيدٌ عنه ؟
كيف يمكنني أن أخبر عنه وأنا لم أختبره ؟ لا بل أجهله .....
اليوم بعد وقفتي أدركت أن أيماني بك هو اتّحاد كلُّ ما هو أنا بكلِّ ماهو أنت،
هو أكتشافٌ لحضورك فييَّ وفي الآخر، هو رؤيتك في كلِّ ما ومن خلقته ،
هو القوة التي تُحَوِّل ضعفي ووهني إلى حياة صحيحة وعطاءٍ مستمرّ،
فخذني بيدك وعلمني لأفهم فأعمل .

 

 

السيدة جميلة ضاهر موسى
yamiledaher@hotmail.com