Email: elie@kobayat.org

back to 

 

أحد الكهنة
(13/01/2008)

 

صلاة
إليك أيُّها الكاهن الأوحد نرفع صلاتنا من أجل كهنتك الّّذين عملوا في كرمك الرُّوحي واحتملوا ثقل النّهار وحَرَّهُ ، لكي يكونوا إلى جوارِكَ يتنَعَّمونَ بِفَرَحِ ملكوتِكَ، أنتَ غافر ضعفنا البشري.
أرسل يا ربّ فعلة إلى حصادك لأنَّ الحصاد كثير والفعلة قليلون، آمين.

الرِّسالة
فإِذَا عَرَضْتَ ذلِكَ لِلإِخْوَة، تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا للمَسِيحِ يَسُوع، مُتَغَذِّيًا بِكَلامِ الإِيْمَانِ والتَّعْلِيمِ الـحَسَنِ الَّذي تَبِعْتَهُ. أَمَّا الـخُرَافَاتُ التَّافِهَة، حِكَايَاتُ العَجَائِز، فَأَعْرِضْ عَنْهَا. وَرَوِّضْ نَفْسَكَ عَلى التَّقْوَى. فإِنَّ الرِّيَاضَةَ الـجَسَدِيَّةَ نَافِعةٌ بعْضَ الشَّيء، أَمَّا التَّقْوَى فَهِيَ نَافِعَةٌ لكُلِّ شَيء، لأَنَّ لَهَا وَعْدَ الـحَيَاةِ الـحَاضِرَةِ والآتِيَة.
صادِقَةٌ هيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بِكُلِّ قَبُول: إِنْ كُنَّا نَتْعَبُ ونُجَاهِد، فذـلِكَ لأَنَّنَا جَعَلْنَا رجَاءَنا في اللهِ الـحَيّ، الـَّذي هُوَ مُخلِّصُ الـنَّاس أَجْمَعِين، ولا سِيَّمَا الـمُؤْمِنِين.
فأَوْصِ بِذـلكَ وعَلِّمْهُ. ولا تَدَعْ أَحَدًا يَسْتَهِينُ بِحَداثَةِ سِنِّكَ، بَلْ كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والـمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف. وَاظِبْ عَلى إِعْلانِ الكَلِمَةِ والوَعْظِ والتَّعْلِيم، إِلى أَنْ أَجِيء. لا تُهْمِلِ الـمَوْهِبَةَ الَّتي فِيك، وقَد وُهِبَتْ لَكَ بالنُّبُوءَةِ معَ وَضْعِ أَيْدِي الشُّيُوخِ عَلَيك. إِهْتَمَّ بِتِلْكَ الأُمُور، وكُنْ مُواظِبًا عَلَيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ واضِحًا لِلجَمِيع. إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَاثْبُتْ في ذـلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ.
(1طيم 4/6-16)


حول الرِّسالة
رسالة اليوم تدعوني لأتغذَّى من كلمة الله الّتي تحميني من خرافات هذه الدُّنيا ، وإذا ما عشتها برجاء وشهدت من خلالها للمحبَّة والإيمان، تكونُ لي وللّذين أعيشها معهم خلاصاً.


الإنجيل

فَقَالَ الرَّبّ: "مَنْ تُرَاهُ الوَكِيلُ الأَمِينُ الـحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
طُوبَى لِذـلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هـكذَا! حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.
أَمَّا إِذَا قَالَ ذـلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالـجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر، يَجِيءُ سَيِّدُ ذـلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين.
فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا.
أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ائْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.
(لو 12/42-48)

فهم الإنجيل – عيش الإنجيل

الكاهن الأوحد الَّذي قرَّبَ ذاته ذبيحة كفَّارةٍ عن الخطايا للآب هو يسوع المسيح الإبن الوحيد.
في هذا الأحد نتذكَّر كلّ الكهنة الّذين خدمونا وسبقونا إلى حضرة الآب. نتذكَّرُهم و نطلب من الكاهن الأوحد أن يُسكِنَهم في ملكوتِهِ تارِكاً نقائص الخدمة بسبب الضُّعف البشري.
ومن الذِّكرى نأخذ العبرة:
بنوعٍ خاص هذا الأحد يدعو الكاهن لكي يكون وكيلاً أميناً وخادماً صالحاً وهذا الكاهن يُحاسَبْ سلباً أم إيجاباً على أمانَتِهِ أم عَدَمِها من خلال خِدمَتِهِ.
ولكن لنذهب إلى العمق، إلى عمقِ دعوتنا، فلا ننسى أبداً أنَّنا نحن الّذينَ اعتمدنا، المسيح قد لبسنا. فنحن كُلُّنا كمعمَّدين نُشارك يسوع في عمله الكهنوتيّ من خلال الكهنوت العام.
فهذا المقطع من الإنجيل يضعنا أمام الحقيقة الّتي دعانا إليها الرّبّ وهي الوكالة الّتي أوكلنا بها لنقدِّم من خلالها خدمة المحبّة بكلِّ وجوهها لبعضنا البعض ويُحَذِّرُنا من التّغاضي عن هذه الوكالة.
فكيف أكونُ خادماً أميناً لذاتي أوَّلاً؟
هل أُعطي ذاتي طعام المحبّة من خلال الأسرار فأخدم ملكات الإيمان والرَّجاء والمحبّة فأكون أميناً ؟ أم أتلَهَّى بكلّ ما يفصلني عن هذه الخدمة وبالتَّالي يفصلني المسيح عن ملكوته؟
وكيف أكون خادماً للآخرين؟
ولكي لا نُطيل الكلام، هل أعيش التَّطويبات الّتي أعطانا إيَّاها المسيح ومن خلالها أُؤَدِّي للآخرين خدمة المحبَّة بأمانة، فأكون شاهداً للمحبَّة وَأُكَوِّن مع الآخرين جماعة كهنوتيَّة تُجَسِّد حضورَ الرّبّ وسطَ شعبِهِ؟

 

الخوري جوزيف هلال
خادم رعيّة الأربعين شهيد – القبيات الغربيّة
(زمن الدنح 2008)