Webmaster Elie

Email: elie@kobayat.org

Back to Elections 2004

غابات وآثار وتقاليد ريفية ومبيت لدى عائلات بتكلفة زهيدة
القبيات ـ عكار منطقة مثالية للسياحة البيئية

مقابلة مع الدكتور انطوان سركيس ضاهر

المستقبل - الاثنين 1 أيلول 2003 - العدد 1388 - بيئة - صفحة 7

زياد منصور

 

تساوي السياحة البيئية، وفق بعض الأرقام التي يشير إليها مجلس البيئة في القبيات وعلى الصعيد المحلي، نحو 30 في المئة من مجموع السياحة في منطقة الشمال، على العموم، وتزداد هذه النسبة سنة بعد سنة.
وتعد بلدة القبيات من البلدات الرائدة على الصعيد اللبناني، في إطلاق مفهوم السياحة البيئية وتنميتها.
فهذه السياحة اليوم هي الركيزة الأولى لاقتصاد القبيات وعكار.
ويمكننا القول إن السياحة عموماً في القبيات، مصدر أساسي من مصادر نمو المنطقة وتقدمها في المدى البعيد. وهي تتناول رقعة جغرافية أكبر من القبيات، وتشمل عكار العتيقة وصولاً إلى أكروم فوادي خالد، ومن قلعة عروبة في فنيدق إلى منجز والنهر الكبير، حتى قلعة حصن الأكراد في سوريا.

 

 

 


مفهوم السياحة البيئية
يشير رئيس مجلس البيئة في القبيات الدكتور أنطوان ضاهر إلى أن هذه السياحة هي السياحة التي تعمل في وضع السائح وجهاً لوجه مع الطبيعة والناس والتقاليد والتراث، عكس السياحة التقليدية اذ انها تضمن ألا يكون فيها السائح خطراً على البيئة.
ويضيف ضاهر: عادة ينتج من السياحة التقليدية تخريب كبير للبيئة، لأنها قائمة على مفهوم الاستهلاك والربح السريع. أما السياحة البيئية فتقوم على مفهوم الاستفادة من الطبيعة والحفاظ على كنوزها. وليس في إمكان اصحاب الدخل المحدود اختيار السياحة التقليدية، ولكن السياحة البيئة ممكنة وقليلة التكاليف.
وباختصار يقول ضاهر: نسمح لأنفسنا بالقول إن السياحة التقليدية هي سياحة أغنياء في الإجمال، أما السياحة البيئية فهي للجميع.

 

 


القبيات: السياحة والاقتصاد
عن أهمية هذه السياحة للقبيات يقول ضاهر: "إنها من ركائز الاقتصاد في القبيات والجوار. فالزراعة للأسف، في كل لبنان، أصبحت أقرب إلى الهواية المكلفة منها إلى الركيزة الاقتصادية، والتجارة تراجعت بعد ما كانت في السابق مزدهرة في القبيات، التي كانت على الدوام سوقاً لمنطقة الدريب". في السابق يقول الضاهر ازدهرت في القبيات بعض أنواع الصناعة، ومن بينها صناعة الحرير (3 معامل مهمة بين القبيات وعندقت)، واليوم توقفت عن العمل بسبب الوضع الاقتصادي. وهناك بعض من يزاولون المهن الحرة ونسبتهم ضئيلة، وثمة بضعة مقاهٍ ومطاعم تنتظر مواسم الصيف والأعياد، ومساحات خضر من تخوم المنطقة السكنية، ودياناً وجبالاً وغابات صنوبر وأرز وشوح وسنديان على امتداد النظر، وهي على مسافة ساعة سير في السيارة من وسط القبيات. واذا تكلمنا فقط عن اتجاه الذوق ـ القموعة. فهناك مواقع طبيعية وتراثية وأثرية ودينية مثل شويتا وحلسبان وبتويج وحلبوسة والمرغان وعودين والشنبوق وكرم شباط الضهور وسيدة الغسالة ودير الآباء الكرمليين ومار جرجس شويتا ومار شليطا وغزراتا ومار سركيس وباخوس وسيدة كمّاع ومار الياس عودين ونبع الجعلوك والنواويس المنتشرة في كل احياء القبيات، وسيدة القلعة منجز على النهر الكبير ووادي السبع اكروم، حيث الآثار البابلية في الصخر وقلعة الحصن في أكروم وبقايا الكنائس والأديرة فيها، وقلعة جرمنايا في وادي خالد، والسرايا في البيرة وقلعة عكار العتيقة وشير الصنم في كرم شباط حيث النقوش البابلية وسهلات القموعة وموقع النبي خالد في خراج فنيدق وغابة العزر الفريدة في فنيدق وغيرها. وهناك الدروب التي تصل إلى كل هذه المعالم أكثر الأحيان سيراً على الأقدام، ناهيك بالعادات والتقاليد التي لم تزل حية في عكار وفي الدريب ومنطقة القبيات، وكذلك الضيافة وحسن الاستقبال والاهتمام البيئي في المجتمع الأهلي.
ويضيف الضاهر: كل هذا قاعدة خصبة كي تزدهر السياحة البيئية في القبيات وتصبح مصدر المردود الاقتصادي الأول، إذا عرفنا كيف ننمي هذه السياحة وكيف نوظفها.


السياحة البيئية
إذا كانت السياحة في القبيات منذ زمن تعد سياحة بيئية، فذلك لأن القبيات كانت تُقصَد لطيب مناخها ولغاباتها. ومع تنامي الحركات الكشفية في القبيات وتفاعلها مع باقي الحركات والأفواج في لبنان، برزت ظاهرة المخيمات الكشفية لغير أفواج القبيات منذ بضع سنوات وما زالت تزدهر. ومع إنشاء مجلس البيئة منذ 8 سنوات، وتركيز اهتمامه على الطبيعة والغابات وعلى السير على الأقدام في الغابات؛ ازدهرت وتصاعدت سياحة السير على الأقدام وراحت تتنامى. وكان للمجلس الدور الأساس في إنشاء سياحة التزلج الحر (أو التزلج في العمق) والدراجات الجبلية. وكذلك السياحة الدينية وهي في جانب أساسي منها سياحة بيئية، فهذه السياحة تتوجه على الخصوص إلى سيدة الغسالة ودير الآباء الكرمليين ومار جرجس شويتا ومار شليطا وكذلك وادي عودين وأديرته المشهورة.


وهناك سياحة ثقافية أو تثقيفية مبتدئة، تتوجه إلى متحف الطيور والفراشات في دير الآباء الكرمليين، وهي في جزء منها سياحة بيئية أيضاً.
وفي هذا الصدد يقول ضاهر: ليس من إحصاء لكل هذه الأنواع من السياحة التي تَدرُج ضمن السياحة البيئية، لكن باستطاعتنا أن نكوّن فكرة عن قيمة هذا النوع من السياحة:
ـ لقد خيم هذا الصيف 8 أفواج كشفية في القبيات، أي ما لا يقل عن 400 كشاف، وما يقارب 800 شخص من ذويهم الذين أتوا إلى سهرات نار المخيم.
ـ تعمل المطاعم، مثل مطعم شلال السمك. مطعم المونتي فردي ـ مطعم الجندول ـ مطعم دوي ميليا، بنسبة 50 % على الأقل، والزبائن قصدوا منطقة المرغان والقطلبة بسبب جمال صنوبرها.
ـ منذ بدء تشجيع السياحة البيئية بالرحلات الأسبوعية إلى الغابات كل يوم أحد، وهي مفتوحة للجميع، بالإضافة إلى الرحلات الليلية، وأيضاً الرحلة السنوية التي تستغرق أسبوعاً. وقد استطاع مجلس البيئة من خلال أوجه النشاطات، هذه تعريف ما لا يقل عن 3000 شخص جديد بما تختزنه المنطقة من كنوز طبيعية وتاريخية. والجدير ذكره أن قسماً كبيراً من هؤلاء يعود إلى المنطقة وحيداً أو مع عائلته أو مع أصدقائه.
ـ هواية التزلج الحر التي بدأ يزاولها مواطنون من أنحاء شتى من لبنان، وهناك ما لا يقل عن 200 شخص، قدموا إلى المنطقة لمزاولتها، وسط غابات القبيات وعكار، وجبالها فقسم كبير من هؤلاء كان يمضي كل الشتاء في بيروت، وأصبح يرتاد القبيات في نهاية الاسبوع. هذه السياحة مرشحة للازدهار.
ـ ظاهرة المتنزهين الذين يقصدون القبيات للنزهة. ونراهم قرب الطريق في غابات المرغان والشنبوق وكرم شباط بمعدل 15 عائلة من خمسة أشخاص كل يوم سبت، أي نحو 2400 شخص في الموسم (كل أشهر الصيف).
ولهذه الظاهرة حسناتها فهي تعرف ناساً جدداً بالمنطقة، لكن عدم ضبطها، يؤدي إلى تراكم الأوساخ والنفايات في أماكن النزهة على نحو ينذر بعواقب وخيمة على الغابة والبيئة، واحتمال زيادة احتمال نشوب الحرائق.
ـ هناك نوع من السياحة كان باستطاعته أن يدرج قسم منه تحت عنوان السياحة البيئية، لو أن الدولة موجودة. والقانون نافذ، وهو سياحة الصيد.
فالمنطقة يقصدها ما لا يقل عن 3000 صياد غير مقيم في القبيات، في مواسم الصيد. لكن هذا النوع من السياحة يصنف الآن في خانة التخريب البيئي المستمر، طالما أنه لا قوانين تطبّق ولا من يسأل.


المطلوب
يشير ضاهر في اطار تقويمه للوضع وأسلوب تطوير هذه السياحة في القبيات: إن المطلوب الآن بناء فندق، فوجود فندق يسهّل كثيراً أمور هذه السياحة. وضمن الحل يفكّر رهبان الكرمل بتحويل جزء من ديرهم (حيث كانت الراهبات) إلى نزل، وثمة مشاريع إنشاء فنادق في ذهن بعض المستثمرين.
ويضيف قوله: لكن ما ينقصنا وما نستطيع عمله دون جهد كبير، هو العمل لتحويل كل الغرف الفارغة في بيوتنا إلى غرف منامة للسياح الذين يفضلون الإقامة في المنزل والتعرف على الناس وعاداتهم وأكلهم. يفضلون كل هذا على الفندق وتكلفته. ولا بد إذن من احصاء كل البيوت التي يريد أصحابها تخصيص غرفة للسياح، ووضع جدول مع أرقام الهاتف وإنشاء مركز لهذا الغرض، في وسط القبيات، أو في البلدية، وتنظيم حملة دعائية لهذا المركز. فشأن هذا أن يشجع السياحة وأن يوفر دخلاً لبعض العائلات. كذلك ينقصنا في القبيات مركز تخييم ودليل سياحة بيئية وأدلاء للسياحة البيئية، وتحويل غابة المرغان إلى متحف طبيعي للسياحة البيئية المدرسية مع دروب داخل الغابة، وشروح عن أنواع الشجر والنبات والتوازن البيئي وخطر الحرائق وأساليب مكافحتها والوقاية منها.. وهذا ما بدأناه، لكن المسيرة طويلة. والمطلوب أيضاً إعادة تأهيل الكثير من دروب السير على الأقدام في الغابات، ووضع كتيب لها يساعد السائح في اكتشاف الغابات.
كذلك ينبغي العمل مع المجتمع الأهلي والسلطات المحلية والوطنية والإقليمية لحل مشكلة محمية كرم شباط العالقة بين الدولة التي تخاف تطبيق القانون، ومن يعترض هذا التطبيق، لقضم المحمية واستملاكها. إن وجود محمية في كرم شباط يشجع السياحة البيئية تشجيعاً ملحوظاً ويعود بالنفع على القبيات وكل الجوار.


ويمكن تشجيع التزلج الحر في الشتاء، وهو تزلج غير مكلف وغير مضر بالبيئة، وتنمية الرياضة في الصيف، مثل الدراجات وغيرها، ودعم مظاهر للتراث مثل الحرفيين أو ما تبقى منهم. فباستطاعتهم أن يكونوا معالم مهمة للسياحة البيئية وللسياحة المدرسية لتعريف التلاميذ على مهن في طور الانقراض، أو عن العيش في المزرعة ومراحل عصر الزيتون وغير ذلك.

 

Webmaster Elie

Email: elie@kobayat.org

Back to Elections 2004