back to Municipal Elections 2013

"الوطني الحرّ": الإنتخابات البلديّة كانت استفتاء

Monday, March 04, 2013 - 10:24 PM

 

"حبيش دفع ثمن خياراته والدليل خسارته في قلمه بأكثر من 70 صوتاً"

"الوطني الحرّ": الإنتخابات البلديّة كانت استفتاء غير مُباشر لقانون «اللقاء الأرثوذكسي"

 

كلاديس صعب  - الديار

انجلى الغبار من سماء معركة الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في الثالث من الشهر الحالي للبلديات التي استقال معظم اعضائها مما ادى الى فرط عقدها، هذه الانتخابات التي اعتبرها البعض نموذجاً للانتخابات النيابية التي حدد موعدها في 9 حزيران على الرغم من ان المعارك على اشدها داخل المجلس وخارجه حول طائفة ومذهب القانون الجديد.

وما يصلح على الانتخابات البلدية ربما لا يمكن تعميمه على النيابية وخصوصاً أن الامر يتعلق بجنس القانون الانتخابي، يضاف الى ذلك ان بعض التجارب السابقة لم تكن الاختبار الصحيح لها والدليل على ذلك ان النائب السابق الياس سكاف هزم في الانتخابات النيابية لكنه حقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات البلدية.

وبالعودة الى الانتخابات البلدية، فان المعركة الاقسى كانت في اكبر بلدة مارونية في منطقة الشمال وهي القبيات التي تضم حوالى 10 آلاف ناخب والتي شهدت تراشقاً بالاتهامات وفي ختام نهارها الانتخابي فازت لائحة «ارضي هويتي» المدعومة من النائب السابق مخايل الضاهر و«التيار الوطني الحر» و«حزب الكتائب» في مواجهة لائحة «القبيات بالقلب» المدعومة من النائب هادي حبيش و«القوات اللبنانية». فهل ستنسحب هذه النتيجة على الانتخابات النيابية اذا حصلت وما هي اسباب الخسارة التي مني بها النائب حبيش وهل دفع ثمن خياراته السياسية الاخيرة؟

مسؤول ملف البلديات في «التيار الوطني الحر» مالك ابي نادر اكد ان خسارة النائب حبيش هي سياسية بسبب خياراته غير الصائبة من ضمنها مؤخراً موقفه الاتهامي للجيش في قضية مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه، فلماذا هذا الابتعاد عن تاريخية العلاقة بين عكار والقبيات خاصة والجيش؟

وتابع ابي نادر ان الدليل على خياره الخاطىء اتى من ابناء بلدته حيث ان الفارق بين لائحته ولائحتنا وصل الى حوالى 650 صوتاً وهو فارق لم يسجل في تاريخ البلدة والدليل الآخر هو خسارته في القلم الذي ينتخب فيه اهله حيث سجل فارقاً حوالى 30 صوتاً في قلم النساء و45 صوتاً في قلم الذكور. اضف الى ذلك علاقاته مع حلفائه في المجلس البلدي السابق فهو لا يسمح لهم باي مبادرة بل المطلوب الانصياع الكلي لرأيه وقراراته، خاطئة كانت ام صائبة.

وعما اذا كان للدعم الكتائبي دور في خسارة النائب حبيش اكد ابي نادر ان الرئيس امين الجميل لم يتوان عن تأكيد التزامه بالخيارات السياسية لـ14 آذار ولكن الكتائبيين اختاروا عدم الابتعاد عن الموقف السياسي لكافة ابناء القبيات الذي يترجم بدعم الجيش، مؤكداً ان المجلس الجديد يحظى بدعم التيار شعبياً وداخل المجلس بالاعضاء المحسوبين عليه وهم كثر في مجلس يضم 18 عضواً من بينهم مرشحون للـ«الكتائب» اضافة الى عدد من القواتيين الذين لا يؤيدون توجهات قيادتهم وممثلين للنائب الضاهر وفعاليات اخرى ولرئيس البلدية الذي يتمتع بدعم واضح من اغلبية عائلات البلدة.

واضاف ابي نادر: همنا الوحيد ان ينجح التوجه الجديد للمجلس بترجمة خيارات ابناء البلدة معاً وقرار التيار لا يمكن ان يكون الا مع اهالي القبيات في خياراتهم الانمائية، لقد دفع النائب حبيش ثمن خياراته السياسية وان كان لديه خدمات انمائية لكن حمل الراية ضد الجيش في وقت كانت فيه المؤسسة مستهدفة يعتبر ابتعاداً عن رغبة الاهالي الذين يفخرون بان اكثر من نصف ابنائهم ينضوون تحت لوائه وقد وصل الامر بحبيش ان يعين محامييه الشخصيين للادعاء في هذه القضية ووقف في المحاكم ضد احد الضباط الكبار من ابناء بلدته في الوقت الذي تعرض عناصر الجيش للمضايقات واصبحوا يستقلون سيارات الاجرة بلباسهم المدني وعندما اقفلت طريق البيرة على اثر الحادثة انما قطعت بوجه ابناء القبيات والقرى المجاورة فقط دون غيرهم.

واضاف ابي نارد: ان الذي حصل بالامس مهم لما للبلدة من موقع ورمزية وحجم القوى الموجودة فيها وهي معركة مصغرة للخيارات السياسية التي ستتخذ في البلد، والذي انتخب البارحة ليست الخدمات بل الخيارات السياسية واليات التعاطي مع الحلفاء والاصدقاء والاخصام حتى الذين اتوا بهم من الخارج وهم اكثر من مئتي مغترب يقال ان اغلبهم لم يقترعوا للائحته.

وختم ابي نادر بان هذه الانتخابات كانت استفتاء غير مباشر على القانون الارثوذكسي وهنا يطرح السؤال على النائب حبيش الذي لم يوفق بالربح في قلمه الانتخابي كيف يمكن لداعمه سعد الحريري القول عنه انه يمثل الموارنة في منطقته. وكم هو الظلم الذي سيلحق بالمسيحيين في حال اعتمد قانون الستين الذي ينصب لهم نواباً لا يمثلون خيارهم السياسي؟