back to Cultural salon

الصــالون الثقــــافي في القبيات

غريب: الدعوة إلى التيار النقابي المستقل ليست دعوة إلى شق الحركة النقابية



الأحد 29 آذار 2015

وطنية - حل النقابي والتربوي حنا غريب، ضيفا على اللقاء الشهري الذي ينظمه الصالون الثقافي في قاعة المونتي فيردي في القبيات، في حضور حشد من المهتمين.

استهل اللقاء بعرض موجز لمسار تحرك هيئة التنسيق النقابية وما انتهى إليه، ثم كانت كلمة للدكتور جوزيف عبدالله قال فيها "ان القوى الاذارية بمعادلة 8+14 خافت على مشاريعها ومصالحها، فتكتلت وتوحدت لتواجه قوة عابرة للطوائف ترفع لواء مصالح المواطنين والتي تمثلت بهيئة التنسيق النقابية، التي شكلت وحدة وطنية أصيلة".

ودعا الى "السعي لإعادة بناء النقابات كمؤسسات مهمتها الدفاع عن مصالح الناس بوجه طغيان المستبدين".

ثم قدم غريب مداخلة حول مجمل الامور السياسية العامة، فقال: "تعمقت الطائفية منذ اتفاق الطائف، ودخلت البلاد في سياق التوافق الطائفي والمذهبي، ما رسخ الانقسامات الاجتماعية العمودية، وانعكس سلبا على العمل النقابي، لجهة الانتماء إلى النقابات والانتخابات النقابية وبرامجها النضالية، بحيث باتت الانتخابات النقابية طائفية. أضف إلى ذلك توسع دور القوى الريعية على حساب القطاعات المنتجة. فتراجعت المؤسسات المنتجة وتقدمت هيمنة حيتان المال. وكان لذلك انعكاس كبير على الحركة النقابية. ولم تعد المؤسسات الانتاجية مكانا لتوليد طبقة عاملة".

وشدد على ان "مصادرة قرار الاتحاد العمالي العام اوقع الحمل على هيئة التنسيق النقابية في التصدي لكل التحديات".

وعن أثر برامج إعادة الهيكلة على المكتسبات الاجتماعية ومنها السلسلة، قال: "من التزامات لبنان تجاه الدول المانحة، والدول المانحة ليست كاريتاس، بل هي تفرض ديونا بالفائدة وتطالب بإلغاء المكتسبات الاجتماعية: إعادة النظر بالنظام الوظيفي والتقاعد وقانون المنح والاستشفاء والطبابة وتهميش أجهزة الرقابة لصالح سيطرة الأزلام والمحاسيب في الإدارات العامة (إلغاء التقاعد واستبداله بمبدأ الإدخار، إن ادخرت من راتبك تعيش في نهاية الخدمة، وإن لم تدخر فليس هناك مسؤول عنك. وبالتالي تصفية دولة الرعاية). والاتجاه نحو خصخصة التعليم الرسمي (بالإضافة إلى خصخة قطاعات أخرى)، كل ذلك جعل مطلب السلسلة يطرح مسألة الدولة ووظيفتها. وهنا استنفرت الطبقة السياسية والواقع الطائفي لشل القدرة على المواجهة".

واستعرض مسار التحرك المطلبي وموقف وزارة التربية والحكومة والأحزاب السياسية "التي كانت تتبادل الأدوار في تعطيل التحرك، وبلغت ذروة ذلك في انتخابات رابطة الأساتذة الثانويين".

ورأى غريب ختاما ان "الدعوة إلى التيار النقابي المستقل ليست دعوة إلى شق الحركة النقابية، ولا هي دعوة إلى أن يترك الحزبيون أحزابهم أو إلى خروجهم من مؤسساتهم الحزبية النقابية. فالمستقل هو كل نقابي يلتزم بالمصالح والقضايا الخاصة بالفئة العاملة أو الموظفة التي ينتمي إليها، وما عليه ليكون مستقلا غير تغليب مصلحة القضايا المطلبية على المصلحة السياسية لحزبه. تغليب المصلحة الخاصة بالعاملين على المصلحة الحزبية هي معيار استقلالية العامل النقابي، وهي الركن الأساس في الدعوة إلى التيار النقابي المستقل. ومن الضروري العمل الدؤوب لتوسيع نطاق المستقلين وتوسيع حضورهم داخل النقابات وداخل هيئة التنسيق النقابية".

  back to Cultural salon